مصر تجدد تمسكها بالتفاوض لحل أزمة «سد النهضة»

السيسي قال إن المياه أمانة في رقبتنا «لن يمسها أحد»

الرئيس السيسي خلال لقائه اليوم وطلبة الكلية الحربية (الرئاسة المصرية)
الرئيس السيسي خلال لقائه اليوم وطلبة الكلية الحربية (الرئاسة المصرية)
TT

مصر تجدد تمسكها بالتفاوض لحل أزمة «سد النهضة»

الرئيس السيسي خلال لقائه اليوم وطلبة الكلية الحربية (الرئاسة المصرية)
الرئيس السيسي خلال لقائه اليوم وطلبة الكلية الحربية (الرئاسة المصرية)

جددت مصر تمسكها بالحل السلمي لأزمة «سد النهضة» الإثيوبي، وإنهاء النزاع الدائر منذ 11 عاماً، عبر مسار المفاوضات الدبلوماسي، وأكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أن «الدولة المصرية اتخذت مساراً دبلوماسياً في أزمة سد النهضة، معتمدة على الصبر والتفاوض».
وقال الرئيس المصري، في كلمته أمام طلبة الكلية الحربية، السبت، إن «مصر موقفها ثابت، فيما يتعلق بحماية أمنها المائي، وهي الدولة الأولى التي تتخذ إجراءات فعلية لذلك، عبر مشروعات تبطين الترع وتحلية المياه ومعالجتها»، مضيفاً أن «مياه مصر أمانة في رقبتنا، ولن يمسها أحد، وسنحل الأزمة بالتفاوض والعقل والحكمة، وليس بالصوت العالي».
تأتي تصريحات الرئيس المصري بعد نحو أسبوع من مطالبة مصر مجلس الأمن الدولي بتحمل مسؤولياته تجاه «الإجراءات الأحادية» التي تتخذها إثيوبيا، وآخرها ملء خزان «سد النهضة» للعام الثالث على التوالي، دون اتفاق مع مصر والسودان.
وعلى صعيد الأزمات الدولية أكد الرئيس المصري سياسة بلاده الثابتة التي تركز على «حماية الأمن والسلم والاستقرار العالمي»، وقال إن «القاهرة تواصل دورها الإيجابي بشأن ما يحدث في قطاع غزة من خلال اتصالاتها مع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وتعمل بجهد كبير مع شركائها من أجل استعادة السلام والاستقرار بقطاع غزة»، مشيراً إلى أن «مصر أجرت اتصالات على مدار الساعة لمنع خروج الأوضاع عن السيطرة في قطاع غزة».
وبدأت مصر إجراء اتصالات مع الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، عقب تصاعد العمليات العسكرية، الجمعة، بعد قيام إسرائيل بغارة على قطاع غزة، استهدفت «حركة الجهاد الإسلامي» الفلسطينية وقتلت أحد قادتها وهو (تيسير الجعبري).
وعلى صعيد تطورات أزمة زيارة رئيسة الكونغرس الأميركي نانسي بيلوسي لتايوان، قال الرئيس المصري إن «سياسة مصر ثابتة تجاه الوضع في تايوان، والقاهرة تدعم سياسة «الصين الواحدة»، وتعمل على تحقيق أمن واستقرار العالم»، معرباً عن أمله في ألا «تتصاعد الأزمة أكثر من ذلك».
وأشار الرئيس المصري إلى الدور الذي لعبته القاهرة في إطار المجموعة العربية لمحاولة تسوية الأزمة الروسية - الأوكرانية، وقال: «مصر تسعى لإيجاد حل سياسي لتلك الأزمة».
وحول تأثيرات الأزمات العالمية على الأوضاع الداخلية قال الرئيس المصري إن «الحكومة تعاملت بشكل جيد مع الأزمة الراهنة، حيث لم يحدث نقص في مخزون السلع»، مشيراً إلى أن «مصر لديها احتياطي من السلع الأساسية يكفي لمدة عام»، ومضيفاً أن «الحكومة كانت حريصة على تقليص تأثيرات الأزمة السلبية على الشعب، بما لا يؤدي إلى وجود نقص في السلع الأساسية التي يحتاجها المواطنون، وألا تزيد تكلفتها».
وخلال الأسبوع الماضي أطلق الرئيس المصري برنامجاً للحماية الاجتماعية يتضمن زيادة عدد الأسر المستفيدة من برنامج تكافل وكرامة، إضافة إلى منح مساعدات مالية نقدية لنحو 9 ملايين أسرة، لمدة 6 شهور.
وعلى الصعيد السياسي لفت الرئيس المصري إلى الحوار الوطني، الذي أطلقه في رمضان الماضي، وقال إن «هذا الحوار مهم جداً لفتح نقاش حول مختلف القضايا الوطنية، وأن نسمع بعضنا البعض مهما كنا مختلفين، فالخلاف هو سنة الحياة».
جاء حديث السيسي في إطار جولة تفقدية للكلية الحربية، لمتابعة برامج التدريب والتأهيل والإعداد البدني والمهاري المختلفة لطلبة الكليات والمعاهد العسكرية، وقال السفير بسام راضي، المتحدث باسم رئاسة الجمهورية المصرية، إن الرئيس أكد خلال اللقاء «موقف مصر الثابت في ملف سد النهضة وحماية أمن مصر المائي، وتناول جهود الدولة المصرية في مشروعات الحماية الاجتماعية الخاصة بمشروع حياة كريمة، وأشار إلى أهمية الوعي وتوجيه الفكر المجتمعي لحماية الأمن القومي المصري».
وأعرب الرئيس المصري عن فخره واعتزازه بالقوات المسلحة، وقال إن «الشعب المصري يقدر الدور الذي قامت به القوات المسلحة خلال آخر 10 سنوات، وهو دور علينا جميعاً كتاباً ومفكرين ومثقفين أن نلقي الضوء عليه، لأن القوات المسلحة حمت البلد (دي) من كل شر وسوء»، مشيراً إلى أن «الحماية لم تكن بالدم فقط في مواجهة الإرهاب والتطرف، بل بالتصدي لعملية دعم وإدارة التنمية مع الحكومة، من أجل التقدم وتعويض ما فاتنا».



«حماس» تُرحّب بمذكرتي توقيف نتنياهو وغالانت وتصفهما بخطوة «تاريخية»

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
TT

«حماس» تُرحّب بمذكرتي توقيف نتنياهو وغالانت وتصفهما بخطوة «تاريخية»

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)

رحبت حركة «حماس»، اليوم (الخميس)، بإصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت، معتبرة أنه خطوة «تاريخية مهمة».

وقالت الحركة في بيان إنها «خطوة ... تشكل سابقة تاريخيّة مهمة، وتصحيحاً لمسار طويل من الظلم التاريخي لشعبنا»، من دون الإشارة إلى مذكرة الاعتقال التي أصدرتها المحكمة بحق محمد الضيف، قائد الجناح المسلح لـ«حماس».

ودعت الحركة في بيان «محكمة الجنايات الدولية إلى توسيع دائرة استهدافها بالمحاسبة، لكل قادة الاحتلال».

وعدّت «حماس» القرار «سابقة تاريخية مهمة»، وقالت إن هذه الخطوة تمثل «تصحيحاً لمسار طويل من الظلم التاريخي لشعبنا، وحالة التغاضي المريب عن انتهاكات بشعة يتعرض لها طيلة 46 عاماً من الاحتلال».

كما حثت الحركة الفلسطينية كل دول العالم على التعاون مع المحكمة الجنائية في جلب نتنياهو وغالانت، «والعمل فوراً لوقف جرائم الإبادة بحق المدنيين العزل في قطاع غزة».

وفي وقت سابق اليوم، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت؛ لتورطهما في «جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب»، منذ الثامن من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وقال القيادي بحركة «حماس»، عزت الرشق، لوكالة «رويترز» للأنباء، إن أمر الجنائية الدولية يصب في المصلحة الفلسطينية.

وعدّ أن أمر «الجنائية الدولية» باعتقال نتنياهو وغالانت يكشف عن «أن العدالة الدولية معنا، وأنها ضد الكيان الصهيوني».

من الجانب الإسرائيلي، قال رئيس الوزراء السابق، نفتالي بينيت، إن قرار المحكمة بإصدار أمري اعتقال بحق نتنياهو وغالانت «وصمة عار» للمحكمة. وندد زعيم المعارضة في إسرائيل، يائير لابيد، أيضاً بخطوة المحكمة، ووصفها بأنها «مكافأة للإرهاب».

ونفى المسؤولان الإسرائيليان الاتهامات بارتكاب جرائم حرب. ولا تمتلك المحكمة قوة شرطة خاصة بها لتنفيذ أوامر الاعتقال، وتعتمد في ذلك على الدول الأعضاء بها.