باسيل يتهم ميقاتي بـ«الفساد» ورئيس الحكومة يعتبره «ابتزازاً سياسياً»

باسيل
باسيل
TT

باسيل يتهم ميقاتي بـ«الفساد» ورئيس الحكومة يعتبره «ابتزازاً سياسياً»

باسيل
باسيل

تجدد السجال بين «التيار الوطني الحر» الموالي لرئيس الجمهورية ميشال عون، والرئيس المكلف تشكيل الحكومة نجيب ميقاتي، حيث شن «التيار» هجوماً عنيفاً على ميقاتي، متهماً إياه بالفساد و«استغلال النفوذ»، فيما رد ميقاتي معتبراً أن «التيار» يعمد إلى ابتزازه سياسياً.
وقالت «لجنة الإعلام والتواصل» في «التيّار الوطني الحرّ» في بيان: «كما نتجاوز التعليق على قراره المعروف برفض تشكيل الحكومة، حيث أبلغ هو الكثيرين بأن الوقت ضيّق والحكومة لن تُنجز، وبالتالي لا داعي لحكومة جديدة. كذلك نتجاوز أكاذيبه عن الكهرباء، وهو صاحب المشروع الوحيد فيها: (شركة نور الفيحاء)».
وإذ وصفت رد ميقاتي على «التيار» بـ«الافتراء»، سألته: «ما هو تاريخك المليء بالفساد ومن تمثل شعبياً؟ وما هي إنجازاتك الوطنية لتتطاول على تيار تاريخه النضال؟»، ورأت أن ميقاتي «أمضى سنيّه بالصفقات والسمسرات والعمولات»، وأنه «بنى مسيرته السياسية على استرضاء الخارج».
وقال «التيار» متوجهاً إلى ميقاتي: «أنت تتهم (التيّار الوطني الحرّ) بالفساد بينما جعلت من الفساد نهجاً لحياتك منذ أن بدأت في لبنان، خلال الحرب، بالمتاجرة بالخطوط والاتصالات الدولية المشبوهة، وانتقلت بعدها إلى سوريا تستجدي نظامها لتجمع من قطاع الاتصالات فيها ثروة، قبل أن تنقلب عليها، مالاً وسياسة، فبات موقفها منك معروفاً». وسأل: «مَن ينسى كيف دخلت في مغارة الخلوي، واستوفيت من اللبنانيين أموالاً واشتراكات، وحققتَ أرباحاً غير مشروعة من خارج العقد، وحصّلت من الدولة تعويضات بحوالي الـ220 مليون دولار، وسعيت للتهرّب من الضريبة على القيمة المضافة بحوالي 49 مليون دولار».
واتهم «التيار» رئيس الحكومة باستغلال نفوذه ليحصل من الدولة على عقد (ليبان بوست) المعروفة أخباره وأرباحه و«لم تترك فرصة للاستفادة من المشاريع العامة وأنت في الوزارة أو في سدة رئاسة الحكومة، ومن موقع السلطة دخلتَ في القطاع المصرفي وأصبحت شريكاً في أحد أكبر المصارف مستفيداً من هندسات مالية وفّرت لك أموالاً من دون فائدة لتكبير حصّتك في المصرف، وأنت تعلم أن اسمك وارد في التحقيق المالي، لهذا نراك تستشرس في الدفاع عن حاكم (مصرف لبنان)، رياض سلامة، وأنت في الحقيقة تدافع عن نفسك، تهدد بالاستقالة إذا مُسَّ به، وتهدّد القضاة لمنعهم من الادعاء عليه، ولا تنتهي بك الجولة بملاحقات قضائية خارج لبنان من موناكو إلى أخبارك الذائعة في أفريقيا والأردن». كما اتهمه التيار «بالحصول على قروض مدعومة من (مصرف لبنان) بقيمة تزيد عن 33 مليون دولار لشراء الشقق الفخمة، وللمتاجرة والاستفادة من الفوائد المحدودة لتحرم المودعين الصغار والمحتاجين من الاستفادة منها».
وقال «التيار»: «لقد طفح الكيل، ولن نسمح لأمثالك بأن يتطاولوا على تيّار سياسي وشعبي معمَّدٍ بدم الشهداء ومحصّن بشرعية الناس». واتهمه «التيار» بأنه «يتطاول على أكبر كتلة نيابية ويحقد عليها، فقط لأنها رفضت أن تسمّيه لرئاسة الحكومة».
وسرعان ما جاء الرد من المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة الذي اكتفى بالقول: «الناس في وادٍ وتيار قلب الحقائق في وادٍ، ولذلك سيكون ردنا مقتضباً، ولمرة أخيرة، منعاً للتمادي في الابتزاز السياسي وفي سجالات عقيمة ليس أوانها، في ظل الأوضاع التي يمر بها البلد عموماً، وقطاع الكهرباء خصوصاً».
وقال مكتب ميقاتي إن بيان «التيار» يعكس «نظر صاحبه في مرآة منزله». وأضاف: «لأننا نتبع القاعدة المعروفة التي تقول إن الضرب بالميت حرام، لن نضرب في ميت (التيار) مكتفين بهذا القدر، ومستلهمين بتصرّف قول الأديب سعيد تقي الدين: ما أفصح (حامل العقوبات الدولية) على فساد موصوف... عندما يحاضر بالعفّة والنزاهة والاستقامة».


مقالات ذات صلة

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

المشرق العربي رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

تُوفّي الموسيقار اللبناني إيلي شويري، عن 84 عاماً، الأربعاء، بعد تعرُّضه لأزمة صحية، نُقل على أثرها إلى المستشفى، حيث فارق الحياة. وأكدت ابنته كارول، لـ«الشرق الأوسط»، أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قبل أن تعلم به العائلة، وأنها كانت معه لحظة فارق الحياة.

المشرق العربي القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

وجّه المجلس التأديبي للقضاة في لبنان ضربة قوية للمدعية العامة في جبل لبنان القاضية غادة عون، عبر القرار الذي أصدره وقضى بطردها من القضاء، بناء على «مخالفات ارتكبتها في إطار ممارستها لمهمتها القضائية والتمرّد على قرارات رؤسائها والمرجعيات القضائية، وعدم الامتثال للتنبيهات التي وجّهت إليها». القرار التأديبي صدر بإجماع أعضاء المجلس الذي يرأسه رئيس محكمة التمييز الجزائية القاضي جمال الحجار، وجاء نتيجة جلسات محاكمة خضعت إليها القاضية عون، بناء على توصية صدرت عن التفتيش القضائي، واستناداً إلى دعاوى قدمها متضررون من إجراءات اتخذتها بمعرض تحقيقها في ملفات عالقة أمامها، ومخالفتها لتعليمات صادرة عن مرجع

يوسف دياب (بيروت)
المشرق العربي جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

رأى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن فرص انتخاب مرشح قوى 8 آذار، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، «باتت معدومة»، مشيراً إلى أن الرهان على الوقت «لن ينفع، وسيفاقم الأزمة ويؤخر الإصلاح». ويأتي موقف جعجع في ظل فراغ رئاسي يمتد منذ 31 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حيث فشل البرلمان بانتخاب رئيس، وحالت الخلافات السياسية دون الاتفاق على شخصية واحدة يتم تأمين النصاب القانوني في مجلس النواب لانتخابها، أي بحضور 86 نائباً في دورة الانتخاب الثانية، في حال فشل ثلثا أعضاء المجلس (86 نائباً من أصل 128) في انتخابه بالدورة الأولى. وتدعم قوى 8 آذار، وصول فرنجية إلى الرئاسة، فيما تعارض القوى المسيحية الأكثر

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

جدد سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان، وليد بخاري، تأكيد موقف المملكة من الاستحقاق الرئاسي اللبناني بوصفه «شأناً سياسياً داخلياً لبنانياً»، حسبما أعلن المتحدث باسم البطريركية المارونية في لبنان بعد لقاء بخاري بالبطريرك الماروني بشارة الراعي، بدأ فيه السفير السعودي اليوم الثاني من جولته على قيادات دينية وسياسية لبنانية. وفي حين غادر السفير بخاري بكركي من دون الإدلاء بأي تصريح، أكد المسؤول الإعلامي في الصرح البطريركي وليد غياض، أن بخاري نقل إلى الراعي تحيات المملكة وأثنى على دوره، مثمناً المبادرات التي قام ويقوم بها في موضوع الاستحقاق الرئاسي في سبيل التوصل إلى توافق ويضع حداً للفراغ الرئا

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

تأتي جولة سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا على المرجعيات الروحية والسياسية اللبنانية في سياق سؤالها عن الخطوات المطلوبة لتفادي الشغور في حاكمية مصرف لبنان بانتهاء ولاية رياض سلامة في مطلع يوليو (تموز) المقبل في حال تعذّر على المجلس النيابي انتخاب رئيس للجمهورية قبل هذا التاريخ. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر نيابية ووزارية أن تحرك السفيرة الأميركية، وإن كان يبقى تحت سقف حث النواب على انتخاب رئيس للجمهورية لما للشغور الرئاسي من ارتدادات سلبية تدفع باتجاه تدحرج لبنان من سيئ إلى أسوأ، فإن الوجه الآخر لتحركها يكمن في استباق تمدد هذا الشغور نحو حاكمية مصرف لبنان في حال استحال عل

محمد شقير (بيروت)

وئام وهاب: «محور الممانعة» انتهى... والأسد مسؤول عما جرى بسوريا

الوزير السابق رئيس حزب «التوحيد العربي» وئام وهاب (وكالة الأنباء اللبنانية)
الوزير السابق رئيس حزب «التوحيد العربي» وئام وهاب (وكالة الأنباء اللبنانية)
TT

وئام وهاب: «محور الممانعة» انتهى... والأسد مسؤول عما جرى بسوريا

الوزير السابق رئيس حزب «التوحيد العربي» وئام وهاب (وكالة الأنباء اللبنانية)
الوزير السابق رئيس حزب «التوحيد العربي» وئام وهاب (وكالة الأنباء اللبنانية)

انشغل الرأي العام في لبنان بتصريحات رئيس حزب «التوحيد العربي»، الوزير السابق وئام وهاب، الذي عُرف سابقاً بدعمه النظام السوري وتحالفه مع «حزب الله»، قبل أن يبدأ بالانقلاب عليهما، وتغيير مواقفه منذ «حرب الإسناد» التي بدأها «حزب الله» ضد إسرائيل.

واعتبر وهاب في مقابلة مع قناة «الجديد» أن «محور الممانعة انتهى»، وتحدث عن ممارسات حليفه السابق الأسد، منتقداً «هروبه» من دون مقاومة إلى روسيا، وداعياً إلى السلام والتطبيع مع إسرائيل.

وعدَّ وهاب أن «الأسد والروس اختلفا عندما رفض الرئيس السوري الجلوس مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان»، معتبراً أن «المسؤولية عما آلت إليه الأوضاع في سوريا يتحملها الأسد شخصياً»، ومحاولاً تحييد شقيقه ماهر (القائد السابق للحرس الجمهوري السوري والرجل الثاني بالنظام السوري السابق).

وزعم وهاب أن بشار وماهر الأسد «باتا اليوم في روسيا، وغادرا سوريا في الطائرة نفسها».

وتبنى وهاب رواية نقلتها وسائل إعلام ناطقة بالروسية عن نقل الرئيس السوري المخلوع أموالاً طائلةً من سوريا، وزعم أن «الأسد سحب 130 مليار دولار خلال الـ10 أيام الأخيرة، وتم نقل الأموال عبر طائرات إلى روسيا».

وكشف رئيس «التوحيد» أنه كان وسيطاً ينقل «رسائل من إسرائيل إلى سوريا عبر طرف غربي ثالث». وأفاد بأنه نقل رسائل إلى ماهر الأسد لأن «الغرب يعتبر أن بشار يكذب، ومفادها أنهم يريدون أن تقطع دمشق الطريق أمام نقل السلاح إلى (حزب الله)».

وقال وهاب إن بشار الأسد طلب منه عام 2012، إبان الثورة السورية، أن يفتعل مشكلة في الجبل مع «الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط، وتابع: «أنا رفضت الدخول في فتنة درزية».

وتحدث عن معامل مخدر «الكبتاغون» في سوريا، واصفاً إياها بـ«الغلطة الكبيرة»، وقال: «هي مسألة لا أخلاقية لكن لم يكن لها حل مع بشار».

كما تطرق وهاب إلى «حرب الإسناد» التي فتحها «حزب الله» مجدداً رفضه للقرار، وقال «ليس هناك منتصر إلا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو».

ودعا وهاب إلى «السلام مع إسرائيل»، وقال: «أنا أقتُل وأتعامل مع الشيطان لأحمي عشيرتي»، في إشارة إلى الطائفة الدرزية.

وأضاف: «الأمة لا تريد الحرب وإذا سألوني، أقول فلنذهب إلى السلام مع إسرائيل»، كما عدَّ أن «محور الممانعة انتهى باغتيال (قائد فيلق القدس الإيراني السابق) قاسم سليماني و(الأمين العام السابق لحزب الله) حسن نصر الله»، وقال: «أنصح الشيعة بالتطبيع والسلام مع إسرائيل».

وفي حين يترقب الجميع في لبنان ما ستنتهي إليه جلسة انتخاب الرئيس التي دعا إليها رئيس البرلمان نبيه بري، رأى وهاب أنها لن تشهد انتخاب رئيس، وقال: «لن يكون هناك رئيس في جلسة 9 يناير، وأتمنى على رئيس المجلس النيابي نبيه برّي الحوار الجدّي مع قائد الجيش العماد جوزف عون».