«القاعدة» بين «الانفراديين» ومواجهة التفكك بعد مقتل الظواهري

متخصصون أكدوا أن المخاوف قائمة

أيمن الظواهري (أرشيفية - أ.ف.ب)
أيمن الظواهري (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT

«القاعدة» بين «الانفراديين» ومواجهة التفكك بعد مقتل الظواهري

أيمن الظواهري (أرشيفية - أ.ف.ب)
أيمن الظواهري (أرشيفية - أ.ف.ب)

فيما يبدو أن «الذئاب المنفردة» أو «الانفراديين» هم «رهان» تنظيم «القاعدة» مستقبلاً مع «التفكك والتشظي الذي يشهده التنظيم المركزي»، أكد متخصصون في الشأن الأصولي بمصر، أن «المخاوف قائمة من هجمات مُحتملة للتنظيم» عقب مقتل زعيمه أيمن الظواهري.
ولا تزال دعوة «إعلام تنظيم (القاعدة)» قبل أشهر التي دعا فيها «الذئاب المنفردة» لتنفيذ أي هجمات بـ«السلاح المتاح» عالقة في الأذهان. وعرض حينها «مكافآت مالية لأي شخص ينفذ أي هجوم سواء عن طريق الطعن بسكين المطبخ أو الدهس بالسيارات». ويرى مراقبون أن «عرض (القاعدة) لم يلقَ استجابة، وكشف حجم الأزمة في التنظيم».
وحذرت وزارة الخارجية الأميركية (الخميس) من «خطر شن (هجمات إرهابية محتملة) ضد مواطنين أميركيين في الخارج عقب الغارة الجوية الأميركية التي قتلت زعيم (القاعدة) في كابل بأفغانستان». لكن تقريرا لمجلس الأمن ذكر الشهر الماضي أن «التنظيم غير قادر على شن هجمات».
https://twitter.com/aawsat_News/status/1554395182153584640
وقال الباحث المتخصص في شؤون الحركات الأصولية بمصر، أحمد زغلول، إن «(القاعدة) تنظيم (متفكك) في عهد أيمن الظواهري بشكل كبير، على العكس الذي كان عليه وقت أسامة بن لادن»، مضيفاً «كان تنظيم (القاعدة) في السابق يطلب البيعة من الأذرع والفروع، وكان هناك تدريبات للعناصر، وتواصل مع كل الفروع، فضلاً عن وجود انتماء فكري للتنظيم المركزي». وأوضح أنه في عهد الظواهري «حدث انشقاق و(تفكك) لـ(التنظيم المركزي للقاعدة) استفاد منه بعض الأذرع التي أعلنت الانشقاق عن (القاعدة) والانضمام لـ(داعش)، فضلاً عن أن التنظيم عانى من تراخي القبضة التنظيمية للظواهري».
حول فرص «القاعدة» في الاعتماد على «الذئاب المنفردة» مستقبلاً، قال زغلول لـ«الشرق الأوسط» إن «(الذئاب المنفردة) تكتيك في العمل لـ(القاعدة) و(داعش)، وهو أسلوب لا يحتاج لبيعة أو دعم لوجستي، من أي مكان يستطيع (الانفرادي) تنفيذ عمليته، ووقتها يعلن أي تنظيم عنها».
https://twitter.com/aawsat_News/status/1554785399335272449
ووفق المراقبين فإن «(الانفراديين) لا يخضعون لـ(القاعدة) بصورة تنظيمية؛ بل هم شخص أو أشخاص يخططون وينفذون باستخدام السلاح المتاح لديهم، كما حدث في استهداف المطارات والمساجد والأسواق والمقاهي والتجمعات، فهم أشخاص يقومون بهجمات بشكل منفرد دون أن تربطهم علاقة واضحة بتنظيم ما؛ سواء أكانت هذه العمليات بالأسلحة المتطورة أو بالطرق البدائية مثل سكين المطبخ أو العصا أو حتى الدهس بالسيارات والشاحنات، وهذه العمليات لها تأثير إعلامي كبير، والتخطيط لها يعتمد على آليات بسيطة جداً من (الذئاب المنفردة)».
وتحدثت دراسات دولية عن أن العديد من الأشخاص المتعاونين أو المتعاطفين مع «تنظيمات الإرهاب» والذين يُعرفون إعلامياً بـ«الانفراديين» يتلقون تشجيعاً وتوجيهاً عبر «الإنترنت» من تنظيمي «القاعدة» أو «داعش»، لتنفيذ هجمات يمكنهما لاحقاً تبنيها، وذلك بعد تراجع قدرة التنظيمين على تنفيذ هجمات كبيرة.
ويشار إلى أن أول ظهور لمصطلح «الذئاب المنفردة» كان في أحد فصول كتاب «دعوة المقاومة الإسلامية العالمية» الذي أعده أبو مصعب السوري بعد التحديات الأمنية التي واجهها تنظيم «القاعدة» الإرهابي بعد أحداث وهجمات 11 سبتمبر (أيلول) عام 2001، والذي يدعو فيه أفراد التنظيم والمتعاطفين معه إلى الجهاد المنفرد ضد الغرب، على حد وصفه.
https://twitter.com/aawsat_News/status/1555554225890791425
عن تهديدات «القاعدة» المحتملة لأميركا رداً على مقتل الظواهري. أكد زغلول أن «المخاوف قائمة مستقبلاً؛ لكن ذلك يتوقف على من سيقود (القاعدة) خلفاً للظواهري، وهل سيستطيع تجاوز الخلافات التي حدثت أيام الظواهري مع (الجهاديين)، وهل سيوفر دعما لوجستيا لعناصر التنظيم المركزي؟». وأضاف أن «المخاوف قائمة من (القاعدة)، وكانت موجودة وقت مقتل أسامة بن لادن في عام 2011، وكانت بشكل أضخم من الآن»، لافتاً أن «التنظيم الآن ليس لديه الإمكانات الضخمة لتنفيذ عمليات كبيرة، لأنه منهك بشكل كبير ويعاني من التفكك».
ويتفق مع هذا الرأي الخبير المتخصص في الشأن الأصولي بمصر أحمد بان، بقوله: «عقب مقتل بن لادن هدد التنظيم بالثأر ولم يحدث شيء، وقد يحدث هذا الآن بعد مقتل الظواهري.؛ لكن التنظيم أضعف الآن من تنفيذ أي تهديدات؛ وقوته أقل مما كانت عليه وقت مقتل بن لادن». ويضيف لـ«الشرق الأوسط» أن تنظيم «(القاعدة) يعاني من التشظي وهروب عناصره لـ(داعش)، فضلاً عن انشقاقات الفروع، مما أضعف التنظيم»...


مقالات ذات صلة

تركيا تعلن «تطهير» مناطق عراقية من «العمال الكردستاني»

شؤون إقليمية مروحيتان حربيتان تركيتان تشاركان في قصف مواقع لـ«العمال الكردستاني» شمال العراق (أرشيفية - وزارة الدفاع التركية)

تركيا تعلن «تطهير» مناطق عراقية من «العمال الكردستاني»

أعلنت تركيا تطهير مناطق في شمال العراق من مسلحي «حزب العمال الكردستاني» المحظور، وأكدت أن علاقاتها بالعراق تحسنت في الآونة الأخيرة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية رئيس حزب الحركة القومية دولت بهشلي الحليف الأقرب لإردوغان متحدثاً أمام نواب حزبه بالبرلمان الثلاثاء (حزب الحركة القومية)

حليف إردوغان يؤكد دعوة أوجلان للبرلمان ويتخلى عن إطلاق سراحه

زاد رئيس حزب الحركة القومية دولت بهشلي الجدل المثار حول دعوته زعيم حزب العمال الكردستاني السجين عبد الله أوجلان للحديث بالبرلمان وإعلان حل الحزب وانتهاء الإرهاب

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أوروبا جهاز مكافحة الإرهاب في ألمانيا (أرشيفية - متداولة)

ألمانيا: حملة تفتيشات جديدة بحثاً عن إرهابيين سابقين في «الجيش الأحمر»

تُعد جماعة «الجيش الأحمر»، التي تأسست في عام 1970، إحدى أبرز الجماعات اليسارية بألمانيا الغربية السابقة في فترة ما بعد الحرب حيث تم تصنيفها هناك جماعة إرهابية.

«الشرق الأوسط» (برلين)
شمال افريقيا عناصر الشرطة الألمانية في حملة مداهمات سابقة (غيتي)

ألمانيا تحيل 4 يُشتبه بانتمائهم لـ«حماس» للمحاكمة بتهمة جمع أسلحة

مكتب المدعي العام الاتحادي في ألمانيا: «(حماس) نظمت عمليات تخبئة أسلحة في دول أوروبية مختلفة لتنفيذ هجمات محتملة ضد مؤسسات يهودية وغربية في أوروبا».

«الشرق الأوسط» (برلين)
شؤون إقليمية إردوغان خلال استقباله الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته بالقصر الرئاسي في أنقرة الاثنين (الرئاسة التركية)

إردوغان بحث مع روته القضايا الأمنية والإقليمية المهمة لـ«الناتو»

بحث الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) مارك روته عدداً من الملفات الأمنية والقضايا التي تهم الحلف.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

فريق ترمب يريد الوصول إلى «ترتيب» بين روسيا وأوكرانيا من الآن

عناصر من خدمة الطوارئ الأوكرانية تخمد حريقاً شب في مبنى نتيجة قصف روسي على دنبيرو (خدمة الطوارئ الأوكرانية - أ.ب)
عناصر من خدمة الطوارئ الأوكرانية تخمد حريقاً شب في مبنى نتيجة قصف روسي على دنبيرو (خدمة الطوارئ الأوكرانية - أ.ب)
TT

فريق ترمب يريد الوصول إلى «ترتيب» بين روسيا وأوكرانيا من الآن

عناصر من خدمة الطوارئ الأوكرانية تخمد حريقاً شب في مبنى نتيجة قصف روسي على دنبيرو (خدمة الطوارئ الأوكرانية - أ.ب)
عناصر من خدمة الطوارئ الأوكرانية تخمد حريقاً شب في مبنى نتيجة قصف روسي على دنبيرو (خدمة الطوارئ الأوكرانية - أ.ب)

أعلن مايك والتز، المستشار المقبل لشؤون الأمن القومي الأميركي، في مقابلة تلفزيونية، الأحد، أن فريق الرئيس المنتخب دونالد ترمب يريد العمل منذ الآن مع إدارة الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن، للتوصل إلى «ترتيب» بين أوكرانيا وروسيا، مبدياً قلقه بشأن «التصعيد» الراهن.

ومنذ فوز الملياردير الجمهوري في الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني)، يخشى الأوروبيون أن تقلّص الولايات المتّحدة دعمها لأوكرانيا في هذا النزاع، أو حتى أن تضغط عليها لتقبل باتفاق مع روسيا يكون على حسابها.

واختار الرئيس المنتخب الذي سيتولّى مهامه في 20 يناير (كانون الثاني)، كل أعضاء حكومته المقبلة الذين لا يزال يتعيّن عليهم الحصول على موافقة مجلس الشيوخ.

وفي مقابلة أجرتها معه، الأحد، شبكة «فوكس نيوز»، قال والتز إنّ «الرئيس ترمب كان واضحاً جداً بشأن ضرورة إنهاء هذا النزاع. ما نحتاج إلى مناقشته هو مَن سيجلس إلى الطاولة، وما إذا كان ما سيتمّ التوصل إليه هو اتفاق أم هدنة، وكيفية إحضار الطرفين إلى الطاولة، وما الذي سيكون عليه الإطار للتوصل إلى ترتيب».

وأضاف، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» أنّ «هذا ما سنعمل عليه مع هذه الإدارة حتى يناير، وما سنواصل العمل عليه بعد ذلك».

وأوضح والتز أنّه «بالنسبة إلى خصومنا الذين يعتقدون أنّ هذه فرصة لتأليب إدارة ضد أخرى، فهم مخطئون»، مؤكّداً في الوقت نفسه أن فريق الإدارة المقبلة «قلق» بشأن «التصعيد» الراهن للنزاع بين روسيا وأوكرانيا.

وفي الأيام الأخيرة، صدر عن مقرّبين من الرئيس المنتخب تنديد شديد بقرار بايدن السماح لأوكرانيا بضرب عمق الأراضي الروسية بصواريخ بعيدة المدى أميركية الصنع.

وخلال حملته الانتخابية، طرح ترمب أسئلة كثيرة حول جدوى المبالغ الهائلة التي أنفقتها إدارة بايدن على دعم أوكرانيا منذ بداية الغزو الروسي لهذا البلد في 2022.

ووعد الملياردير الجمهوري مراراً بإنهاء هذه الحرب بسرعة، لكن من دون أن يوضح كيف سيفعل ذلك.

وبشأن ما يتعلق بالشرق الأوسط، دعا المستشار المقبل لشؤون الأمن القومي للتوصّل أيضاً إلى «ترتيب يجلب الاستقرار».

وسيشكّل والتز مع ماركو روبيو، الذي عيّنه ترمب وزيراً للخارجية، ثنائياً من الصقور في الإدارة المقبلة، بحسب ما يقول مراقبون.

وكان ترمب وصف والتز، النائب عن ولاية فلوريدا والعسكري السابق في قوات النخبة، بأنه «خبير في التهديدات التي تشكلها الصين وروسيا وإيران والإرهاب العالمي».