أسعار النفط تتماسك عقب قرارات {أوبك}

مصادر: السعودية والإمارات جاهزتان لـ«تدخل مشروط»

تماسكت أسعار النفط إلى حد كبير يوم الخميس حيث وازنت السوق بين قلة الإمدادات ومخاوف الطلب (رويترز)
تماسكت أسعار النفط إلى حد كبير يوم الخميس حيث وازنت السوق بين قلة الإمدادات ومخاوف الطلب (رويترز)
TT

أسعار النفط تتماسك عقب قرارات {أوبك}

تماسكت أسعار النفط إلى حد كبير يوم الخميس حيث وازنت السوق بين قلة الإمدادات ومخاوف الطلب (رويترز)
تماسكت أسعار النفط إلى حد كبير يوم الخميس حيث وازنت السوق بين قلة الإمدادات ومخاوف الطلب (رويترز)

تماسكت أسعار النفط إلى حد كبير يوم الخميس، إذ وازنت السوق بين قلة الإمدادات ومخاوف الطلب، بعد زيادة في مخزونات الخام والبنزين الأميركية دفعت الأسعار إلى أدنى مستوى في عدة أشهر في الجلسة السابقة.
وبحلول الساعة 13:09 بتوقيت غرينيتش انخفضت العقود الآجلة لخام برنت 41 سنتا أو 0.42 في المائة إلى 96.37 دولار للبرميل، في حين تراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط 6 سنتات أو 0.07 في المائة إلى 90.60 دولار للبرميل. وتراجع الخامان يوم الأربعاء إلى أدنى مستوى منذ ما قبل الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير (شباط).
وجاء ذلك في أعقاب زيادة غير متوقعة في مخزونات الخام الأميركية كما زادت مخزونات البنزين، التي تعد مؤشرا على الطلب، على نحو غير متوقع مع تباطؤ الطلب، وفقا لما ذكرته إدارة معلومات الطاقة الأميركية.
وقالت مصادر مطلعة إن السعودية والإمارات على استعداد لضخ «زيادة كبيرة» في إنتاج النفط إذا واجه العالم أزمة إمدادات حادة هذا الشتاء. وعندما قررت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاؤها، في تحالف أوبك، رفع الإنتاج بمقدار 100 ألف برميل يوميا فقط، كسرت إحدى القواعد بإشارة نادرة إلى فائض الطاقة الإنتاجية للمجموعة. وأشار البيان إلى توفر طاقة إنتاج فائضة «محدودة للغاية»، قائلا إن ذلك يعني أن هناك ثمة حاجة للحفاظ عليها تحسبا «لتعطيلات شديدة في الإمدادات».
وقالت ثلاثة مصادر، تحدثت شريطة عدم الكشف عن هويتها بسبب حساسية الأمر، إن السعودية والإمارات يمكنهما ضخ كميات «أكثر بكثير»، لكنهما ستفعلان ذلك فقط إذا تفاقمت أزمة الإمدادات. وذكر أحد المصادر أنه «مع احتمال عدم توفر غاز في أوروبا هذا الشتاء، ومع احتمال فرض سقف لسعر مبيعات النفط الروسي في العام الجديد، فلا يمكن أن نضخ كل برميل نفط في السوق في الوقت الراهن». ولم تحدد المصادر حجم أي زيادة، لكنها قالت إن السعودية والإمارات وبعض أعضاء أوبك الآخرين يمتلكون ما بين 2.0 و2.7 مليون برميل يوميا من الطاقة الإنتاجية الفائضة.
ورفعت السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم، أسعار بيع خامها لمشترين آسيويين في سبتمبر (أيلول) إلى مستويات قياسية رغم انخفاض هوامش التكرير. وذكرت مصادر مطلعة أن سعر البيع الرسمي للخام العربي الخفيف تحميل سبتمبر زاد 50 سنتا للبرميل مقارنة بأغسطس (آب)، إلى علاوة قدرها 9.80 دولار للبرميل فوق متوسط خامي عُمان ودبي، وهو ما يتجاوز علاوة مايو (أيار) القياسية السابقة التي بلغت 9.35 دولار للبرميل.
وجاءت الزيادة أقل من توقعات السوق بارتفاع يتراوح بين 70 سنتا ودولار واحد للبرميل.
وقال متعامل مقيم في سنغافورة: «الآن أصبحت جميع درجات الخام أرخص، لذا تحتاج السعودية إلى جعل أسعارها تنافسية، وإلا فإن التجار سيأخذون الشحنات الفورية (بدلا من) النفط السعودي».
وتراجعت هوامش الربح في مصافي التكرير الآسيوية التي تعالج خام دبي بنسبة تصل إلى 96 في المائة في يوليو (تموز)، متأثرة باحتمال حدوث ركود اقتصادي عالمي وضعف الطلب على الوقود.
وزاد سعر البيع الرسمي للخام العربي الفائق الخفيف 30 سنتا إلى 10.95 دولار للبرميل، وللخام العربي المتوسط 60 سنتا إلى 7.75 دولار للبرميل، وكلاهما مستويان قياسيان.
وذكرت دائرة شؤون النفط في حكومة دبي يوم الخميس أن الإمارة حددت الفرق الرسمي لسعر خامها عند نفس مستوى السعر الرسمي للعقود الآجلة للخام العماني في أكتوبر (تشرين الأول). ويطبق فرق السعر على متوسط التسويات اليومية لعقد أقرب استحقاق للخام العماني أكتوبر في نهاية أغسطس لتحديد سعر البيع الرسمي لخام دبي تحميل أكتوبر.


مقالات ذات صلة

الرسوم الجمركية تهدد النمو الاقتصادي... و«المركزي الأوروبي» يحذّر من تداعيات الحرب التجارية

الاقتصاد مبنى «البنك المركزي الأوروبي» في فرنكفورت بألمانيا (رويترز)

الرسوم الجمركية تهدد النمو الاقتصادي... و«المركزي الأوروبي» يحذّر من تداعيات الحرب التجارية

أشار صناع السياسة في «البنك المركزي الأوروبي»، يوم الثلاثاء، إلى أن أسعار الفائدة بمنطقة اليورو ستستمر في الانخفاض، مع القضاء على التضخم إلى حد كبير.

«الشرق الأوسط» (فرنكفورت (ألمانيا) - لشبونة)
الاقتصاد مفوض الاتحاد الأوروبي للعمل المناخي فوبكي هوكسترا في مؤتمر صحافي على هامش «كوب 29» (رويترز)

«كوب 29» في ساعاته الأخيرة... مقترح يظهر استمرار الفجوة الواسعة بشأن تمويل المناخ

تتواصل المفاوضات بشكل مكثّف في الكواليس للتوصل إلى تسوية نهائية بين الدول الغنية والنامية رغم تباعد المواقف في مؤتمر المناخ الخميس.

«الشرق الأوسط» (باكو)
الاقتصاد أشخاص يقومون بتعديل لافتة خارج مكان انعقاد قمة المناخ التابعة للأمم المتحدة (أ.ب)

أذربيجان تحذر: «كوب 29» لن ينجح دون دعم «مجموعة العشرين»

استؤنفت محادثات المناخ التابعة للأمم المتحدة (كوب 29)، يوم الاثنين، مع حث المفاوضين على إحراز تقدم بشأن الاتفاق المتعثر.

«الشرق الأوسط» (باكو)
الاقتصاد سفينة شحن في نهر ماين أمام أفق مدينة فرنكفورت الألمانية (رويترز)

«المركزي الألماني»: خطط ترمب الجمركية نقطة تحول في التجارة العالمية

أعرب رئيس البنك المركزي الألماني عن خشيته من حدوث اضطرابات في التجارة العالمية إذا نفّذ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب خططه الخاصة بالتعريفات الجمركية.

«الشرق الأوسط» (برلين)
الاقتصاد لافتة للبنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)

ناغل من «المركزي الأوروبي»: تفكك الاقتصاد العالمي يهدد بتحديات تضخمية جديدة

قال عضو مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي، يواخيم ناغل، إن هناك تهديداً متزايداً بتفكك الاقتصاد العالمي، وهو ما قد يضع البنوك المركزية أمام تحديات تضخمية جديدة.

«الشرق الأوسط» (فرنكفورت)

وزير الاقتصاد الألماني يطالب بتغيير قواعد ديون الاتحاد الأوروبي

وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك يتحدث قبل «مؤتمر الصناعة 2024» (د.ب.أ)
وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك يتحدث قبل «مؤتمر الصناعة 2024» (د.ب.أ)
TT

وزير الاقتصاد الألماني يطالب بتغيير قواعد ديون الاتحاد الأوروبي

وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك يتحدث قبل «مؤتمر الصناعة 2024» (د.ب.أ)
وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك يتحدث قبل «مؤتمر الصناعة 2024» (د.ب.أ)

قال وزير الاقتصاد الألماني، روبرت هابيك، إنه يسعى لتغيير قواعد الديون التي تم التفاوض عليها بشق الأنفس داخل الاتحاد الأوروبي، واصفاً إياها بـ«الخطر الأمني» لأنها تمنع الإنفاق الضروري على الدفاع وغيرها من الأولويات.

وأضاف المرشح عن حزب «الخضر» لمنصب المستشار في مؤتمر صناعي في برلين يوم الثلاثاء: «هذه القواعد لا تتناسب مع متطلبات العصر»، وفق «رويترز».

وأشار هابيك إلى أن الحكومة الائتلافية تفاوضت بشكل غير صحيح على إصلاحات القواعد الأوروبية، دون أن يذكر كريستيان ليندنر، وزير المالية السابق المسؤول عن تلك المفاوضات.

وأدى نزاع حول الإنفاق إلى انهيار الائتلاف الحاكم في ألمانيا في وقت سابق من هذا الشهر، بعدما قام المستشار أولاف شولتز بإقالة ليندنر، المعروف بتوجهاته المتشددة في مجال المالية العامة، ما فتح الباب لإجراء انتخابات مبكرة في فبراير (شباط) المقبل.

وفي إشارة إلى مطالبات بإعفاء الإنفاق الدفاعي من القيود المفروضة على الاقتراض بموجب الدستور، قال هابيك: «لا يمكننا التوقف عند مكابح الديون الألمانية». وأضاف أن ألمانيا قد تضطر إلى تحقيق مزيد من المدخرات في موازنتها لعام 2025 للامتثال لقواعد الاتحاد الأوروبي المالية، حتى إذا التزمت بالحد الأقصى للاقتراض بنسبة 0.35 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي كما ينص دستور البلاد.

وبعد أشهر من النقاشات، وافق الاتحاد الأوروبي في نهاية عام 2023 على مراجعة قواعده المالية. وتمنح القواعد الجديدة، التي دخلت حيز التنفيذ في أبريل (نيسان) الدول أربع سنوات لترتيب شؤونها المالية قبل أن تواجه عقوبات قد تشمل غرامات أو فقدان التمويل الأوروبي. وإذا اقترن مسار خفض الديون بإصلاحات هيكلية، يمكن تمديد المهلة إلى سبع سنوات.

وأشار هابيك إلى أن القواعد الجديدة قد تسمح بزيادة الاقتراض إذا أسهم ذلك في زيادة النمو المحتمل.

وردّاً على انتقادات هابيك، قال ليندنر إن الدول الأوروبية بحاجة إلى الالتزام بحدود إنفاقها، مشيراً إلى «قلقه الشديد» بشأن مستويات الديون المرتفعة في فرنسا وإيطاليا. وأضاف ليندنر لـ«رويترز»: «الوزير هابيك يلعب باستقرار عملتنا». وأكد قائلاً: «إذا شككت ألمانيا في قواعد الاتحاد الأوروبي المالية التي تفاوضت عليها بشق الأنفس أو خالفتها، فإن هناك خطراً في انفجار السد».