علماء الدين الباكستانيون يفشلون في إقناع «طالبان» بالتخلي عن العنف

مسؤولون أمنيون باكستانيون يقفون حراسة في موقع انفجار في مدينة كراتشي 12 مايو الماضي عقب مقُتل شخص واحد وأصابة 12 على الأقل (إ.ب.أ)
مسؤولون أمنيون باكستانيون يقفون حراسة في موقع انفجار في مدينة كراتشي 12 مايو الماضي عقب مقُتل شخص واحد وأصابة 12 على الأقل (إ.ب.أ)
TT

علماء الدين الباكستانيون يفشلون في إقناع «طالبان» بالتخلي عن العنف

مسؤولون أمنيون باكستانيون يقفون حراسة في موقع انفجار في مدينة كراتشي 12 مايو الماضي عقب مقُتل شخص واحد وأصابة 12 على الأقل (إ.ب.أ)
مسؤولون أمنيون باكستانيون يقفون حراسة في موقع انفجار في مدينة كراتشي 12 مايو الماضي عقب مقُتل شخص واحد وأصابة 12 على الأقل (إ.ب.أ)

سعت الحكومة الباكستانية مرة أخرى إلى مساعدة علماء الدين في إقناع قيادة «طالبان الباكستانية» في العاصمة كابل بالتخلي عن العنف والعودة إلى باكستان في برنامج ترعاه الحكومة.
وبناءً على نصيحة الحكومة، أجرى وفد من علماء الدين الباكستانيين البارزين محادثات خلال اجتماعات مع كبار قادة «طالبان» الأفغانية والباكستانية في أفغانستان، وقالوا، إنهم يأملون في أن تسمح «طالبان الأفغانية» قريباً بتعليم الفتيات في بلادهم.
وفي العاصمة كابل، عقد العلماء الباكستانيون اجتماعات مع كبار قادة حركة «طالبان الأفغانية» بمن فيهم رئيس الوزراء الأفغاني بالإنابة الملا محمد حسن أخوند، ووزير الداخلية سراج الدين حقاني ووزير التعليم.
واستغل العلماء هذه الفرصة وطلبوا المساعدة من مضيفيهم الأفغان لترتيب اجتماعهم مع قادة حركة «طالبان باكستان» المحظورة. وبحسب المصادر، فإن مولانا طيب هو الذي رتّب الاجتماع الثاني مع «طالبان الباكستانية»؛ لأن الاجتماع الأول لم يكن مثمراً.
وأرسلت الحكومة الباكستانية علماء الدين هؤلاء إلى كابل لإقناع حركة «طالبان الباكستانية» بالعودة إلى الأراضي الباكستانية بعد التوصل إلى اتفاق مع الحكومة الباكستانية لإنهاء العنف.
وليست هذه هي المرة الأولى التي تستخدم فيها الحكومة الباكستانية علماء الدين لإقناع «طالبان» بالتخلي عن العنف. وفشلت جميع المحاولات السابقة أيضاً عندما أصدر علماء الدين الباكستانيون فتاوى بشكل متكرر ضد استخدام العنف ضد قوات الأمن الباكستانية. وضم الوفد المفتي تقي عثماني، وحنيف جالندري، ومولانا محمد طيب بانج بير، ومولوي أنور الحق، والمفتي غلام الرحمن، وآخرين. لكنهم فشلوا في إقناع «طالبان» في محادثاتهم الأولية معهم. يعدّ علماء الدين الباكستانيون من أصل باشتوني مؤثرين في حركة «طالبان الباكستانية»، ومع ذلك، فإن استخدام عنصر الدين مع أصل عرقي آخر لا يعدّ تكتيكاً مؤثراً على الإطلاق في المفاوضات مع «طالبان».
وتستخدم الحكومة الباكستانية الآن علماء الدين وزعماء القبائل للذهاب وحضور اجتماعات «طالبان» في كابل وفي مدن أفغانية أخرى لإقناعهم بالانضمام إلى الحياة الباكستانية الطبيعية في المدن. لكن «طالبان» بدأت في العودة إلى الأراضي الباكستانية دون إذن حكومي في عام 2020 وشنّت هجمات إرهابية ضد قوات الأمن.
ومن المعروف أن «طالبان» تختبئ في البلدات والمدن الحدودية في أفغانستان ويشنّ عناصرها هجمات على الأراضي الباكستانية من هناك. وتخشى الحكومة الباكستانية أن تتعاون «طالبان» على المدى الطويل مع «داعش» في المنطقة لتصبح أكثر فتكاً.


مقالات ذات صلة

إسلام آباد: «طالبان باكستان» قد تستهدف عمران خان

العالم إسلام آباد: «طالبان باكستان» قد تستهدف عمران خان

إسلام آباد: «طالبان باكستان» قد تستهدف عمران خان

ذكرت وسائل إعلام باكستانية أمس (الاثنين)، نقلاً عن تقرير سري لوزارة الدفاع، أن رئيس الوزراء السابق عمران خان وزعماء سياسيين آخرين، قد يجري استهدافهم من قبل تنظيمات إرهابية محظورة خلال الحملة الانتخابية. وذكر التقرير على وجه التحديد عمران خان، ووزير الدفاع خواجة آصف، ووزير الداخلية رنا سناء الله، أهدافاً محتملة لهجوم إرهابي خلال الحملة الانتخابية. وقدمت وزارة الدفاع تقريرها إلى المحكمة العليا في وقت سابق من الأسبوع الحالي.

عمر فاروق (إسلام آباد)
العالم 3 قتلى بقنبلة استهدفت مركزاً للشرطة في باكستان

3 قتلى بقنبلة استهدفت مركزاً للشرطة في باكستان

أسفر اعتداء بقنبلة استهدف اليوم (الاثنين) مركزا لشرطة مكافحة الإرهاب الباكستانية عن ثلاثة قتلى وتسبب بانهيار المبنى، وفق ما أفادت الشرطة. وقال المسؤول في الشرطة المحلية عطاء الله خان لوكالة الصحافة الفرنسية إن «قنبلتين انفجرتا» في مركز الشرطة «وأسفرتا عن مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل» في مدينة كابال الواقعة في وادي سوات بشمال غربي باكستان.

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد)
العالم باكستان: 358 قتيلاً بثلاثة شهور بسبب الإرهاب

باكستان: 358 قتيلاً بثلاثة شهور بسبب الإرهاب

تمكّن الجيش الباكستاني من القضاء على ثمانية مسلحين من العناصر الإرهابية خلال عملية نفذها في مقاطعة وزيرستان شمال غربي باكستان. وأوضح بيان صادر عن الإدارة الإعلامية للجيش اليوم، أن العملية التي جرى تنفيذها بناءً على معلومات استخباراتية، أسفرت أيضًا عن مقتل جنديين اثنين خلال تبادل إطلاق النار مع الإرهابيين، مضيفًا أنّ قوات الجيش صادرت من حوزة الإرهابيين كمية من الأسلحة والمتفجرات تشمل قذائف». ونفذت جماعة «طالبان» الباكستانية، وهي عبارة عن تحالف لشبكات مسلحة تشكل عام 2007 لمحاربة الجيش الباكستاني، ما يقرب من 22 هجوماً.

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد)
الاقتصاد باكستان تقترب من اتفاق مع صندوق النقد بعد تعهد الإمارات بمليار دولار

باكستان تقترب من اتفاق مع صندوق النقد بعد تعهد الإمارات بمليار دولار

قال وزير المالية الباكستاني، إسحق دار، اليوم (الجمعة)، إن الإمارات أكدت تقديم دعم بقيمة مليار دولار لإسلام أباد، ما يزيل عقبة أساسية أمام تأمين شريحة إنقاذ طال انتظارها من صندوق النقد الدولي. وكتب دار على «تويتر»: «مصرف دولة باكستان يعمل الآن على الوثائق اللازمة لتلقي الوديعة المذكورة من السلطات الإماراتية». ويمثل هذا الالتزام أحد آخر متطلبات الصندوق قبل أن يوافق على اتفاقية على مستوى الخبراء للإفراج عن شريحة بقيمة 1.1 مليار دولار تأخرت لأشهر عدة، وتعد ضرورية لباكستان لعلاج أزمة حادة في ميزان المدفوعات. ويجعل هذا التعهد الإمارات ثالث دولة بعد السعودية والصين تقدم مساعدات لباكستان التي تحتاج إل

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد)
العالم باكستان: مقتل أربعة رجال شرطة في معركة بالأسلحة النارية مع الإرهابيين

باكستان: مقتل أربعة رجال شرطة في معركة بالأسلحة النارية مع الإرهابيين

أعلنت الشرطة الباكستانية مقتل 4 رجال شرطة باكستانيين على الأقل في معركة بالأسلحة النارية مع الإرهابيين في مدينة كويتا في الساعات الأولى من الثلاثاء. وقال قائد شرطة العمليات في كويتا، كابتن زهيب موشين، لموقع صحيفة «دون» الباكستانية، إنه جرى شن العملية لتحييد الإرهابيين الذين شاركوا في الهجمات السابقة على قوات الأمن في كوتشلاك. وأضاف زهيب أن العملية أجريت بالاشتراك مع أفراد شرطة الحدود، حسب موقع صحيفة «دون» الباكستانية. وقال زهيب إن عناصر إنفاذ القانون طوقوا، خلال العملية، منزلاً في كوتشلاك، أطلق منه الإرهابيون النار على رجال الشرطة ما أدى إلى مقتل أربعة منهم.

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد)

«أكسيوس»: بايدن ناقش خططاً لضرب المواقع النووية الإيرانية

الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
TT

«أكسيوس»: بايدن ناقش خططاً لضرب المواقع النووية الإيرانية

الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)

قدّم مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان للرئيس جو بايدن خيارات لـ«هجوم أميركي محتمل» على المنشآت النووية الإيرانية، إذا «تحرك الإيرانيون نحو امتلاك سلاح نووي» قبل موعد تنصيب دونالد ترمب في 20 يناير (كانون الثاني).

وقالت ثلاثة مصادر مطّلعة لموقع «أكسيوس» إن سوليفان عرض تفاصيل الهجوم على بايدن في اجتماع - قبل عدة أسابيع - ظلت تفاصيله سرية حتى الآن.

وقالت المصادر إن بايدن لم يمنح «الضوء الأخضر» لتوجيه الضربة خلال الاجتماع، و«لم يفعل ذلك منذ ذلك الحين». وناقش بايدن وفريقه للأمن القومي مختلف الخيارات والسيناريوهات خلال الاجتماع الذي جرى قبل شهر تقريباً، لكن الرئيس لم يتخذ أي قرار نهائي، بحسب المصادر.

وقال مسؤول أميركي مطّلع على الأمر إن اجتماع البيت الأبيض «لم يكن مدفوعاً بمعلومات مخابراتية جديدة ولم يكن المقصود منه أن ينتهي بقرار بنعم أو لا من جانب بايدن».

وكشف المسؤول عن أن ذلك كان جزءاً من مناقشة حول «تخطيط السيناريو الحكيم» لكيفية رد الولايات المتحدة إذا اتخذت إيران خطوات مثل تخصيب اليورانيوم بنسبة نقاء 90 في المائة قبل 20 يناير (كانون الثاني).

وقال مصدر آخر إنه لا توجد حالياً مناقشات نشطة داخل البيت الأبيض بشأن العمل العسكري المحتمل ضد المنشآت النووية الإيرانية.

وأشار سوليفان مؤخراً إلى أن إدارة بايدن تشعر بالقلق من أن تسعى إيران، التي اعتراها الضعف، إلى امتلاك سلاح نووي، مضيفاً أنه يُطلع فريق ترمب على هذا الخطر.

وتعرض نفوذ إيران في الشرق الأوسط لانتكاسات بعد الهجمات الإسرائيلية على حليفتيها حركة «حماس» الفلسطينية وجماعة «حزب الله» اللبنانية، وما أعقب ذلك من سقوط نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا.

وقال سوليفان لشبكة «سي إن إن» الأميركية: «القدرات التقليدية» لطهران تراجعت؛ في إشارة إلى ضربات إسرائيلية في الآونة الأخيرة لمنشآت إيرانية، منها مصانع لإنتاج الصواريخ ودفاعات جوية. وأضاف: «ليس من المستغرب أن تكون هناك أصوات (في إيران) تقول: (ربما يتعين علينا أن نسعى الآن لامتلاك سلاح نووي... ربما يتعين علينا إعادة النظر في عقيدتنا النووية)».

وقالت مصادر لـ«أكسيوس»، اليوم، إن بعض مساعدي بايدن، بمن في ذلك سوليفان، يعتقدون أن ضعف الدفاعات الجوية والقدرات الصاروخية الإيرانية، إلى جانب تقليص قدرات وكلاء طهران الإقليميين، من شأنه أن يدعم احتمالات توجيه ضربة ناجحة، ويقلل من خطر الانتقام الإيراني.

وقال مسؤول أميركي إن سوليفان لم يقدّم أي توصية لبايدن بشأن هذا الموضوع، لكنه ناقش فقط تخطيط السيناريو. ورفض البيت الأبيض التعليق.