الأمم المتحدة: الوضع الإنساني في السودان مقلق

ربع السكان يواجهون نقصاً حاداً في الغذاء

الأمم المتحدة: الوضع الإنساني في السودان مقلق
TT

الأمم المتحدة: الوضع الإنساني في السودان مقلق

الأمم المتحدة: الوضع الإنساني في السودان مقلق

قالت الأمم المتحدة في أحدث تقرير لها إن ربع سكان السودان البالغ عددهم 40 مليونا يواجهون «انعداماً حاداً للأمن الغذائي»، في وقت أعلن «برنامج الغذاء العالمي» خفض الحصص الغذائية في البلاد بسبب نقص التمويل.
وذكر مكتب الشؤون الإنسانية في السودان «أوتشا» أن الوضع الإنساني في البلاد «يشكل مصدر قلق كبير، في ظل الزيادة المضطردة لأعداد اللاجئين القادمين من جنوب السودان وإثيوبيا وإريتريا». وأضاف أن «هذه التقديرات جاءت بعد تحليل عن الأمن الغذائي شاركت فيه 19 وكالة، بما في ذلك العديد من الإدارات الحكومية ووكالات الأمم المتحدة المتخصصة والمنظمات غير الحكومية المحلية والدولية».
وأفاد تقرير المكتب بأن «تحليل التصنيف الدولي للبراءات أشار إلى تعمق كبير في أزمة الغذاء في السودان، وأن التقديرات تقول إن 11 مليون شخص يواجهون الجوع الحاد، بزيادة نحو مليونين على العام الماضي». وعزت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) هذه الزيادة إلى «الاقتصاد الهش الذي يعاني منه السودان، إضافة إلى الجفاف الطويل وتقلص المساحة المزروعة وعدم انتظام هطول الأمطار».
ومن جهته أعلن «برنامج الغذاء العالمي» أنه اضطر إلى قطع الحصص الغذائية للاجئين في جميع أنحاء البلاد بسبب النقص الحاد في التمويل، مشيراً إلى أنه بدأ منذ يوليو (تموز) الماضي، يقلص المساعدات الغذائية والنقدية التي يقدمها إلى أكثرمن نصف مليون لاجئ في السودان ويشمل ذلك النازحين قسريا داخل البلاد.
وقال مكتب الشؤون الإنسانية إن هذه التخفيضات «يمكن أن تؤدي إلى تفاقم مخاطر الحماية، والتسرب من المدرسة وعمالة الأطفال والزواج المبكر والعنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي، لكن لن تتأثر برامج التغذية للاجئين، التي تغطي الأطفال دون سن الخامسة الذين يعانون من سوء التغذية والنساء الحوامل أو المرضعات».
وفي موازاة ذلك، أطلقت «منظمة الأغذية والزراعة» مشروعًا جديدًا يهدف إلى «استعادة الأمن الغذائي والتغذية للزراعة الفقيرة بالموارد والمجتمعات الرعوية من خلال توفير الإمدادات الزراعية والحيوانية في حالات الطوارئ». وذكر تقرير صادر عن المنظمة أن «الآثار المجتمعة للأزمة الاقتصادية والسياسية، والصراع والنزوح، والصدمات المناخية، وسوء المحاصيل أثرت بشكل كبير على حصول الناس على الغذاء في السودان وأن حوالي 15 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي خلال الربع الأول من عام 2022. ويمثل هذا زيادة بنسبة 7 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
وأوضح أن من «أكثر المناطق المتضررة بانعدام الغذاء، ولايات دارفور والنيل الأزرق جنوب شرقي البلاد»، ما أدى إلى الانتشار المرتفع لسوء التغذية الحاد، وزيادة معدلات الإصابة بالأمراض والوفيات بين الأطفال دون سن الخامسة.


مقالات ذات صلة

الرياض تكثف اتصالاتها لوقف التصعيد في السودان

شمال افريقيا الرياض تكثف اتصالاتها لوقف التصعيد في السودان

الرياض تكثف اتصالاتها لوقف التصعيد في السودان

كثَّفت المملكة العربية السعودية، جهودَها الدبلوماسية لوقف التصعيد في السودان، إلى جانب مساعداتها لإجلاء آلاف الرعايا من أكثر من مائة دولة عبر ميناء بورتسودان. وأجرى وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، أمس، اتصالات هاتفية، مع الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، ووزير الخارجية الجيبوتي محمود علي يوسف، بحث خلالها الجهود المبذولة لوقف التصعيد العسكري بين الأطراف السودانية، وإنهاء العنف، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين، بما يضمن أمنَ واستقرار ورفاه السودان وشعبه.

شمال افريقيا «أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

نقلت سفينة «أمانة» السعودية، اليوم (الخميس)، نحو 1765 شخصاً ينتمون لـ32 دولة، إلى جدة، ضمن عمليات الإجلاء التي تقوم بها المملكة لمواطنيها ورعايا الدول الشقيقة والصديقة من السودان، إنفاذاً لتوجيهات القيادة. ووصل على متن السفينة، مساء اليوم، مواطن سعودي و1765 شخصاً من رعايا «مصر، والعراق، وتونس، وسوريا، والأردن، واليمن، وإريتريا، والصومال، وأفغانستان، وباكستان، وأفغانستان، وجزر القمر، ونيجيريا، وبنغلاديش، وسيريلانكا، والفلبين، وأذربيجان، وماليزيا، وكينيا، وتنزانيا، والولايات المتحدة، وتشيك، والبرازيل، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وهولندا، والسويد، وكندا، والكاميرون، وسويسرا، والدنمارك، وألمانيا». و

«الشرق الأوسط» (جدة)
شمال افريقيا مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

بعد 3 أيام عصيبة قضتها المسنة السودانية زينب عمر، بمعبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان، وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على غر

شمال افريقيا الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

أعلنت الأمم المتحدة، الخميس، أنها تحتاج إلى 445 مليون دولار لمساعدة 860 ألف شخص توقعت أن يفروا بحلول أكتوبر (تشرين الأول) المقبل من القتال الدامي في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع. وأطلقت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين هذا النداء لجمع الأموال من الدول المانحة، مضيفة أن مصر وجنوب السودان سيسجّلان أكبر عدد من الوافدين. وستتطلب الاستجابة للأزمة السودانية 445 مليون دولار حتى أكتوبر؛ لمواجهة ارتفاع عدد الفارين من السودان، بحسب المفوضية. وحتى قبل هذه الأزمة، كانت معظم العمليات الإنسانية في البلدان المجاورة للسودان، التي تستضيف حالياً الأشخاص الفارين من البلاد، تعاني نقصاً في التمو

«الشرق الأوسط» (جنيف)
شمال افريقيا الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

وجّه الصراع المحتدم الذي يعصف بالسودان ضربة قاصمة للمركز الرئيسي لاقتصاد البلاد في العاصمة الخرطوم. كما عطّل طرق التجارة الداخلية، مما يهدد الواردات ويتسبب في أزمة سيولة. وفي أنحاء مساحات مترامية من العاصمة، تعرضت مصانع كبرى ومصارف ومتاجر وأسواق للنهب أو التخريب أو لحقت بها أضرار بالغة وتعطلت إمدادات الكهرباء والمياه، وتحدث سكان عن ارتفاع حاد في الأسعار ونقص في السلع الأساسية. حتى قبل اندلاع القتال بين طرفي الصراع في 15 أبريل، عانى الاقتصاد السوداني من ركود عميق بسبب أزمة تعود للسنوات الأخيرة من حكم الرئيس السابق عمر البشير واضطرابات تلت الإطاحة به في عام 2019.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)

القضاء الليبي يعيد للواجهة أزمة رئاسة «الأعلى للدولة»

صورة أرشيفية لآخر ظهور مشترك للمشري وتكالة في طرابلس (مجلس الدولة)
صورة أرشيفية لآخر ظهور مشترك للمشري وتكالة في طرابلس (مجلس الدولة)
TT

القضاء الليبي يعيد للواجهة أزمة رئاسة «الأعلى للدولة»

صورة أرشيفية لآخر ظهور مشترك للمشري وتكالة في طرابلس (مجلس الدولة)
صورة أرشيفية لآخر ظهور مشترك للمشري وتكالة في طرابلس (مجلس الدولة)

أعاد حكم قضائي جديد، اليوم (الثلاثاء)، أزمة رئاسة المجلس الأعلى للدولة الليبي إلى واجهة الأحداث، تزامناً مع تأكيد القائمة بأعمال البعثة الأممية، ستيفاني خوري، التزامها بعملية سياسية تقود لإجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية المؤجلة.

ورفضت محكمة السواني الابتدائية في العاصمة طرابلس الطعن المُقدم من خالد المشري، بصفته رئيساً للمجلس الأعلى للدولة، ضد غريمه محمد تكالة، الرئيس السابق للمجلس، بوقف تنفيذ إعادة انتخابات رئاسة المجلس، وحكمت بتنفيذها.

ورحّب تكالة بالحكم، واعتبر، في بيان (الثلاثاء)، أنه يعني استمراره في رئاسة المجلس، الذي أكد التزامه بوحدته، وتعهد بمواصلة العمل بما يخدم مصلحة البلاد، موضحاً أنه سيتم تنفيذ قرار المجلس بعقد جلسة مكتملة النصاب قبل منتصف الشهر الحالي، بهدف مناقشة البنود المطروحة على جدول الأعمال، واتخاذ القرارات الضرورية لتفعيل دور المجلس كإحدى ركائز السلطة التشريعية.

ولم يصدر تعليق فوري عن المشري، لكن نائبه الأول، ناجي مختار، قال إن جلسة انتخاب مكتب الرئاسة تتطلب حضور غالبية أعضاء المجلس، وتوافقاً تاماً بينهم على طرح إعادة الانتخابات، بما يضمن تعزيز مصداقية النتائج، واعتبر أن تلبية هذه المطالب غير متاحة حالياً.

المنفي تلقى من ممثلي «الائتلاف السياسي الليبي» تعريفاً كاملاً بمشروعهم السياسي (رويترز)

في شأن مختلف، قال رئيس المجلس الرئاسي، محمد المنفي، إن ممثلي «الائتلاف السياسي الليبي» قدموا له، مساء الاثنين، في طرابلس تعريفاً كاملاً بمشروعهم السياسي، في ظل الاتفاق السياسي، وبيان العقبات التي تواجه الليبيين لنيل حقهم الانتخابي، وطرح الأساليب الممكنة.

ونقل المجلس الرئاسي أن الائتلاف أكد تأييده للمنفي «في كل خطواته وقراراته لتحقيق الاستقرار والتنمية في أنحاء البلاد كافة».

صورة وزعها المصرف المركزي لاجتماع محافظه مع رئيس ديوان المحاسبة

في غضون ذلك، قال محافظ مصرف ليبيا المركزي، ناجي عيسى، إنه بحث مع رئيس ديوان المحاسبة، خالد شكشك، الوضع الاقتصادي والمالي للدولة وأوجه التعاون المشترك بين الطرفين، بالإضافة إلى «نتائج فرق العمل في إقفال الحسابات الختامية للمصرف للسنوات الماضية».

بدورها، قالت القائمة بأعمال البعثة الأممية، اليوم (الثلاثاء)، في بيان عبر منصة «إكس»، إنها ناقشت مع شكشك الأهمية البالغة لوجود هيئات رقابية موحدة وقوية، وقضاء مستقل في تعزيز الشفافية والمساءلة والحكم الرشيد، وضمان استخدام موارد ليبيا لصالح أبنائها.

كما بحثت خوري في أول اجتماع لها مع عيسى، منذ توليه منصبه كمحافظ للمصرف، الخطط المستقبلية لضمان الإدارة الفعالة، والخاضعة للمساءلة لموارد المصرف، وخلق مناخ اقتصادي مستقر.

ونقلت خوري عن ناجي تأكيده التزام مجلس إدارة المصرف بتوخي أعلى معايير المهنية والحكم الرشيد، وتجنب أي تضارب المصالح، مشيرة إلى أنها هنأته على الثقة التي وُضعت فيه خلال هذه الفترة الدقيقة، وأشادت بالإجراءات التي قام بها المصرف من أجل استقرار الدينار، والتخفيف من حدة أزمة السيولة.

صورة وزعتها خوري لاجتماعها مع شكشك

كما جددت خوري خلال لقائها مع عضو المجلس الرئاسي، موسى الكوني، التزام الأمم المتحدة بعملية سياسية شاملة، تُفضي إلى إجراء الانتخابات، ومعالجة الأزمة المؤسسية الراهنة، وإعادة الثقة إلى الليبيين، وإنشاء إطار حكم مستقر من أجل السلام والتنمية المستدامين، وأوضحت أنهما بحثا سبل معالجة الانسداد السياسي في ليبيا، وأكدا الحاجة إلى توزيع عادل للموارد وحوكمة فعّالة على المستويات كافة.

من جانبه، شدّد نيكولا أورندو، سفير الاتحاد الأوروبي، على وقوف الاتحاد شريكاً ثابتاً لليبيا في تعزيز الأمن، مشيراً إلى أن التدريب المتخصص في مجال البحث والمعدات لإدارة المباحث الجنائية بوزارة الداخلية، كان حاسماً لتعزيز قدرتها على التعامل بأمان مع الذخائر غير المنفجرة، وحماية المدنيين وخصوصاً الأطفال من هذا التهديد. مشيراً إلى التزام الاتحاد الأوروبي بتعزيز قوات إنفاذ القانون والأمن الليبية، ودعم الاستقرار، وحماية المجتمعات.

نجل حفتر مع سفير تركيا في بنغازي (صندوق إعادة الإعمار والتنمية)

وفي إطار الانفتاح المستمر بين تركيا والمنطقة الشرقية، بحث بلقاسم، نجل المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني»، ومدير عام صندوق التنمية وإعادة إعمار ليبيا، اليوم (الثلاثاء) في بنغازي، مع السفير التركي كوفن بيقيتش، سبل تعزيز التعاون المشترك في مجالات الإعمار والتنمية وعودة الشركات التركية لاستئناف أعمال المشاريع المتعثرة، والمتوقفة منذ أكثر من 12 سنة، وسبل الاستفادة منها في مجالات البنية التحتية والاستشارات الهندسية والإنشاءات.

كما بحثا الإجراءات التنفيذية الجارية حالياً لاستئناف عمل القنصلية العامة التركية في بنغازي، وعودة الخطوط الجوية التركية لتسيير رحلاتها من وإلى مطار بنينا الدولي قريباً.

وكان المشير حفتر قد لفت، لدى افتتاحه في بنغازي، مساء الاثنين، فعاليات معرض «ليبيا بيلد»، الذي عرف مشاركة واسعة من الشركات المحلية والدولية من مختلف أنحاء العالم، إلى أهمية التعاون بين الشركات المحلية ونظيراتها الأجنبية لتعزيز تبادل الخبرات، وتنمية القطاع العمراني، مؤكداً دعمه لمثل هذه المبادرات، التي تساهم في ازدهار الاقتصاد الوطني، وتوفير فرص عمل للشباب الليبي.