تدهور الذاكرة وانخفاض الأجور... ما العلاقة التي تربطهما؟

أظهرت دراسة جديدة أجرتها كلية ميلمان للصحة العامة بجامعة كولومبيا أن الأجور المنخفضة الدائمة مرتبطة بتدهور أسرع للذاكرة.
وفي السابق، ارتبطت الوظائف منخفضة الأجر بالنتائج الصحية مثل أعراض الاكتئاب والسمنة وارتفاع ضغط الدم، وهي عوامل خطر للشيخوخة الإدراكية، لكن حتى الآن لم تفحص أي دراسات سابقة العلاقة المحددة بين الأجور المنخفضة خلال سنوات العمل والإدراك في وقت لاحق من الحياة.
ونقلت «نيويورك بوست» نتائج الدراسة التي نشرت في المجلة الأميركية لعلم الأوبئة وتم الإبلاغ عنها في المؤتمر الدولي لجمعية ألزهايمر (AAIC) لتعزيز وجهات النظر المتنوعة.
وفي هذا الإطار، قالت الباحثة ما بعد الدكتوراه في قسم علم الأوبئة في جامعة كولومبيا الدكتورة كاترينا كيزيوس: «لوحظ هذا الارتباط في العينة الأولية وكذلك في مجموعة التحقق من الصحة».
وصنفت كيزيوس وزملاؤها، المشاركين في الدراسة بحسب أولئك الذين تقاضوا أجورا منخفضة إلى أولئك الذين لم يحصلوا قط على أجور منخفضة، أو حصلوا على أجور منخفضة بشكل متقطع أو حصلوا دائماً على أجور منخفضة بناءً على الأجور التي حصلوا عليها، وذلك من عام 1992 إلى عام 2004، ثم قام الباحثون بفحص العلاقة مع تدهور الذاكرة على مدار الـ12 عاماً المقبلة من 2004 إلى 2016.
ووجد الباحثون أنه مقارنة بالعاملين الذين لا يتقاضون أجوراً منخفضة أبداً، فإن أصحاب الأجور المنخفضة يعانون من انخفاض أسرع في الذاكرة بشكل ملحوظ مع تقدم العمر، لقد عانوا ما يقرب من عام واحد من الشيخوخة المعرفية لكل فترة 10 سنوات.
وبعبارة أخرى، بحسب الدراسة، فإن مستوى الشيخوخة المعرفية التي مر بها أصحاب الأجور المنخفضة الدائمة، على مدى فترة 10 سنوات، هو ما عاناه أولئك الذين لم يحصلوا قط على أجور منخفضة منذ 11 عاماً.
وأشارت «نيويورك بوست» إلى أن الحد الأدنى للأجور بقي 7.25 دولار للساعة منذ عام 2009 في الولايات المتحدة، وبينما زاد النمو الاقتصادي منذ ذلك الحين، تباطأ نمو الأجور والرواتب للموظفين لا سيما أولئك الذين يعملون في وظائف منخفضة الأجر بمرور الوقت، ولم يكن الحد الأدنى للأجور مواكباً للتضخم.
وأوضحت كيزيوس أن نتائج الدراسة تشير إلى أن السياسات الاجتماعية التي تعزز الرفاهية المالية للعاملين من ذوي الأجور المنخفضة قد تكون مفيدة بشكل خاص للصحة الإدراكية.
من جهتها، أكدت كبيرة الباحثين أدينا زكي الحزوري، أن العمل المستقبلي يجب أن يدرس بدقة عدد حالات الخرف والسنوات الزائدة من الشيخوخة المعرفية التي يمكن منعها في ظل سيناريوهات افتراضية مختلفة من شأنها زيادة الحد الأدنى للأجر في الساعة.