انتقادات في إسرائيل لتلميحات لبيد حول قدراتها النووية

«سلوك الضبابية» استراتيجية متبعة منذ بناء مفاعل ديمونة

لبيد يتحدث في جلسة للكابينت الأحد (أ.ب)
لبيد يتحدث في جلسة للكابينت الأحد (أ.ب)
TT

انتقادات في إسرائيل لتلميحات لبيد حول قدراتها النووية

لبيد يتحدث في جلسة للكابينت الأحد (أ.ب)
لبيد يتحدث في جلسة للكابينت الأحد (أ.ب)

وجه عدد من الجنرالات السابقين والسياسيين في المعارضة، انتقادات شديدة لرئيس الوزراء، يائير لبيد، على تصريحاته التي لمح فيها إلى القدرات النووية لبلاده. واعتبروا هذا التلميح ضرباً من الانفلات الذي لا يأخذ بالاعتبار المصلحة الاستراتيجية ويستند إلى حسابات شخصية وانتخابية.
وقال أحد هؤلاء الجنرالات للإذاعة الرسمية «كان»، إن هناك قراراً استراتيجياً اتخذ في إسرائيل منذ بناء المفاعل النووي، يقضي بسلوك الضبابية حول القدرات النووية، وإن جميع الحكومات التزمت، خلال 55 سنة، بهذا القرار، واحترمت موقف الأجهزة الأمنية بشأنه ولم تتباهَ به. ولا يوجد سبب لتغيير هذا السلوك.
وكان لبيد قد تكلم خلال مراسم تعيين رئيس جديد للجنة الطاقة الذرية الإسرائيلية، ومع أنه صرح بأن إسرائيل لن تغير سياستها بشأن ترسانتها النووية المفترضة، فإنه راح يلمح إلى قدراتها النووية. وقال بحسب ما جاء في بيان صدر عن مكتبه، إن «هذه القدرات هي التي تبقينا على قيد الحياة وستبقينا طالما (بقينا) نحن وأطفالنا هنا». وأضاف أن «بن غوريون (أول رئيس حكومة في إسرائيل، دافيد)، شكل لجنة الطاقة الذرية عام 1952». ويتطلب الأمر كثيراً من الرؤية لتأسيس هذا الشيء.
وعلى عكس لبيد، حرص شريكه في الحكم، رئيس الحكومة، نفتالي بنيت، على الاستمرار في الحديث الضبابي، فقال إن إسرائيل اتخذت قبل سنة، سلسلة من القرارات التي تهدف إلى تعزيز الاستعدادات والقدرات للتعامل مع الملف النووي الإيراني. «وقد خصصنا موارد هائلة لسد الفجوات، فالإيرانيون يحرزون تقدماً، لكن المنظومة الإسرائيلية كانت تعمل بكامل قوتها طوال العام الماضي. سنستمر في العمل بغض النظر عن الاضطرابات السياسية في إسرائيل. مستقبلنا وأمننا للأجيال القادمة يعتمد عليكم أنتم أعضاء اللجنة الإسرائيلية للطاقة النووية».
وجاءت التصريحات النادرة لرئيس الحكومة الإسرائيلية، في الوقت الذي اجتمعت فيه الدول الموقعة على معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية المبرمة عام 1970، في نيويورك بمؤتمر دوري للمراجعة، فيما أكدت واشنطن أهمية إبرام معاهدة دولية تهدف إلى وقف انتشار الأسلحة النووية. ويؤكد العلماء والمراقبون، وفقاً لمصادر أمنية أجنبية، أن إسرائيل تملك ترسانة نووية بالفعل بعد أن تمكنت من حيازة أول قنبلة في أواخر عام 1966. وعادة ما يشير الصحافيون الإسرائيليون، الذين يتقيدون بقيود الرقابة العسكرية، إلى القدرات النووية الإسرائيلية بصورة ضمنية، أو يستشهدون بتقارير الإعلام الخارجي. على سبيل المثال، فإن الرقابة العسكرية الإسرائيلية لم تسمح بنشر محلي عن توسيع المفاعل النووي في ديمونة، وبشكل غير مسبوق في تاريخه. وفقط بعد نشر صور التقطتها الأقمار الصناعية، في فبراير (شباط) الماضي، ونشرت في وكالة «أسوشييتد برس» الأميركية وصحيفة «ذا غارديان» البريطانية، تمكن الإعلام العبري من الإشارة إليها. وقالت «أسوشييتد برس» يومها، إن الصور تدل على وجود حفرة بحجم ملعب كرة قدم، ومن المحتمل أن يشير هذا العمق إلى بناء من عدة طوابق، يقع على بعد أمتار من المفاعل القديم في مركز شمعون بيريس للأبحاث النووية في صحراء النقب.
الجدير ذكره أن السياسة الضبابية الإسرائيلية وبث الغموض المتعمد منذ عقود، بغرض ردع المحيط العدائي من جهة ومنع سباق تسلح نووي في المنطقة. وبموجبه لا تؤكد إسرائيل ولا تنفي امتلاكها أسلحة نووية؛ في حين ترفض التوقيع على معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية، التي تتيح الحصول على الطاقة الذرية مقابل التخلي عن الأسلحة النووية. وهي تسمح للجنة الطاقة النووية الدولية، بمراقبة مفاعل البحث النووي في شروك، وسط إسرائيل، ولكنها تمنع المراقبة عن مفاعل ديمونة.


مقالات ذات صلة

غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

شؤون إقليمية غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

في اليوم الذي استأنف فيه المتظاهرون احتجاجهم على خطة الحكومة الإسرائيلية لتغيير منظومة الحكم والقضاء، بـ«يوم تشويش الحياة الرتيبة في الدولة»، فاجأ رئيس حزب «المعسكر الرسمي» وأقوى المرشحين لرئاسة الحكومة، بيني غانتس، الإسرائيليين، بإعلانه أنه يؤيد إبرام صفقة ادعاء تنهي محاكمة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بتهم الفساد، من دون الدخول إلى السجن بشرط أن يتخلى عن الحكم. وقال غانتس في تصريحات صحافية خلال المظاهرات، إن نتنياهو يعيش في ضائقة بسبب هذه المحاكمة، ويستخدم كل ما لديه من قوة وحلفاء وأدوات حكم لكي يحارب القضاء ويهدم منظومة الحكم. فإذا نجا من المحاكمة وتم تحييده، سوف تسقط هذه الخطة.

نظير مجلي (تل أبيب)
المشرق العربي هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

سادَ هدوء حذِر قطاع غزة، صباح اليوم الأربعاء، بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، على أثر وفاة المعتقل خضر عدنان، أمس، مُضرباً عن الطعام في السجون الإسرائيلية، وفقاً لوكالة «الأنباء الألمانية». وكانت وسائل إعلام فلسطينية قد أفادت، فجر اليوم، بأنه جرى التوصل لاتفاق على وقف إطلاق النار بين فصائل فلسطينية والجانب الإسرائيلي، وأنه دخل حيز التنفيذ. وقالت وكالة «معاً» للأنباء إن وقف إطلاق النار في قطاع غزة «مشروط بالتزام الاحتلال الإسرائيلي بعدم قصف أي مواقع أو أهداف في القطاع».

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية بعد 75 عاماً على قيامها... إسرائيل بين النجاح الاقتصادي والفروقات الاجتماعية الصارخة

بعد 75 عاماً على قيامها... إسرائيل بين النجاح الاقتصادي والفروقات الاجتماعية الصارخة

بعد مرور 75 عاماً على قيامها، أصبح اقتصاد إسرائيل واحداً من أكثر الاقتصادات ازدهاراً في العالم، وحقّقت شركاتها في مجالات مختلفة من بينها التكنولوجيا المتقدمة والزراعة وغيرها، نجاحاً هائلاً، ولكنها أيضاً توجد فيها فروقات اجتماعية صارخة. وتحتلّ إسرائيل التي توصف دائماً بأنها «دولة الشركات الناشئة» المركز الرابع عشر في تصنيف 2022 للبلدان وفقاً لنصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، متقدمةً على الاقتصادات الأوروبية الأربعة الأولى (ألمانيا والمملكة المتحدة وفرنسا وإيطاليا)، وفقاً لأرقام صادرة عن صندوق النقد الدولي. ولكن يقول جيل دارمون، رئيس منظمة «لاتيت» الإسرائيلية غير الربحية التي تسعى لمكافحة ا

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية مكارثي يتعهد دعوة نتنياهو إلى واشنطن في حال استمر تجاهل بايدن له

مكارثي يتعهد دعوة نتنياهو إلى واشنطن في حال استمر تجاهل بايدن له

أعلن رئيس مجلس النواب الأميركي، كيفين مكارثي، في تل أبيب، امتعاضه من تجاهل الرئيس الأميركي، جو بايدن، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو وامتناعه عن دعوته للقيام بالزيارة التقليدية إلى واشنطن. وهدد قائلاً «إذا لم يدع نتنياهو إلى البيت الأبيض قريباً، فإنني سأدعوه إلى الكونغرس». وقال مكارثي، الذي يمثل الحزب الجمهوري، ويعدّ اليوم أحد أقوى الشخصيات في السياسة الأميركية «لا أعرف التوقيت الدقيق للزيارة، ولكن إذا حدث ذلك فسوف أدعوه للحضور ومقابلتي في مجلس النواب باحترام كبير. فأنا أرى في نتنياهو صديقاً عزيزاً.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية المواجهة في إسرائيل: شارع ضد شارع

المواجهة في إسرائيل: شارع ضد شارع

بدأت المواجهة المفتوحة في إسرائيل، بسبب خطة «التعديلات» القضائية لحكومة بنيامين نتنياهو، تأخذ طابع «شارع ضد شارع» بعد مظاهرة كبيرة نظمها اليمين، الخميس الماضي، دعماً لهذه الخطة، ما دفع المعارضة إلى إظهار عزمها الرد باحتجاجات واسعة النطاق مع برنامج عمل مستقبلي. وجاء في بيان لمعارضي التعديلات القضائية: «ابتداءً من يوم الأحد، مع انتهاء عطلة الكنيست، صوت واحد فقط يفصل إسرائيل عن أن تصبحَ ديكتاتورية قومية متطرفة.

«الشرق الأوسط» (رام الله)

الجيش الإسرائيلي يشدد ضوابط التغطية الإعلامية وسط مخاوف من مقاضاة عسكريين

جنود إسرائيليون يحملون أغراضهم عائدين إلى إسرائيل  (أرشيفية - إ.ب.أ)
جنود إسرائيليون يحملون أغراضهم عائدين إلى إسرائيل (أرشيفية - إ.ب.أ)
TT

الجيش الإسرائيلي يشدد ضوابط التغطية الإعلامية وسط مخاوف من مقاضاة عسكريين

جنود إسرائيليون يحملون أغراضهم عائدين إلى إسرائيل  (أرشيفية - إ.ب.أ)
جنود إسرائيليون يحملون أغراضهم عائدين إلى إسرائيل (أرشيفية - إ.ب.أ)

فرض الجيش الإسرائيلي قيودا جديدة على التغطية الإعلامية التي تشمل عسكريين أثناء مشاركتهم في مهام قتالية فعلية وسط مخاوف متزايدة من احتمال تعرض أفراد من قوات الاحتياط لإجراءات قانونية خلال سفرهم إلى الخارج بسبب اتهامات تتعلق بتورطهم في جرائم حرب في غزة.

جاءت هذه الخطوة بعد أن اضطر جندي احتياط إسرائيلي كان يقضي عطلة في البرازيل إلى مغادرة البلاد بشكل مفاجئ عندما أمر قاض برازيلي الشرطة الاتحادية بفتح تحقيق في أعقاب اتهامات من مجموعة مناصرة للفلسطينيين بأنه ارتكب جرائم حرب أثناء خدمته في غزة.

وبحسب ما قاله المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي لفتنانت كولونيل ناداف شوشاني للصحفيين فإنه بموجب القواعد الجديدة، لن يتمكن الإعلاميون الذين يجرون مقابلات مع عسكريين برتبة كولونيل فما أقل من إظهار وجوههم أو نشر أسمائهم بشكل كامل، على غرار القواعد القائمة بالفعل بالنسبة للطيارين وعناصر وحدات القوات الخاصة. كما يتعين عدم الربط بين العسكريين الذين تجري مقابلات معهم وبين نشاط قتالي محدد شاركوا فيه.

وقال شوشاني «هذه هي القواعد التوجيهية الجديدة لحماية جنودنا وضمان عدم تعرضهم لمثل هذه الأمور التي يقوم بها ناشطون مناهضون لإسرائيل حول العالم». وأوضح أنه بموجب القواعد العسكرية المعمول بها حاليا، ليس من المفترض أن ينشر العسكريون مقاطع فيديو وصورا من مناطق الحرب على وسائل التواصل الاجتماعي «رغم أن هذا ليس الحال دائما، فلدينا جيش كبير». وأضاف أن هناك أيضا قواعد وإرشادات راسخة للعسكريين المسافرين إلى الخارج.

وذكر أن جماعات، مثل مؤسسة هند رجب التي تتخذ من بلجيكا مقرا والتي دفعت لاتخاذ الإجراء الذي شهدته البرازيل، «تربط النقاط ببعضها» فيما يتعلق بالعسكريين الذين ينشرون مواد من غزة ثم ينشرون صورا ومقاطع فيديو أخرى لأنفسهم أثناء قضاء عطلاتهم في الخارج.

وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية العام الماضي مذكرات اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت بالإضافة إلى القيادي بحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) إبراهيم المصري المعروف باسم محمد الضيف، بتهم ارتكاب جرائم حرب في غزة ما أثار غضبا في إسرائيل.

وقال شوشاني إن هناك «بضعة» حالات جرى فيها استهداف جنود احتياط خلال السفر للخارج، بالإضافة إلى قضية البرازيل، كلها بدأت بمطالبات من جماعات للسلطات بإجراء تحقيق.