«المنطقة الخضراء»... من مجمع رئاسي وحكومي شديد التحصين إلى متنزه للعراقيين

«المنطقة الخضراء»... من مجمع رئاسي وحكومي شديد التحصين إلى متنزه للعراقيين
TT

«المنطقة الخضراء»... من مجمع رئاسي وحكومي شديد التحصين إلى متنزه للعراقيين

«المنطقة الخضراء»... من مجمع رئاسي وحكومي شديد التحصين إلى متنزه للعراقيين

تحولت «المنطقة الخضراء» الرئاسية شديدة التحصين، التي تضم معظم المباني الحكومية، ضمنها البرلمان العراقي، بين ليلة وضحاها من منطقة يقتصر دخولها على «أصحاب الشأن» من أعضاء الحكومة والبرلمان وبقية الدوائر والوزارات والموظفين العاملين فيها، إلى ما يشبه «المنتجع الترفيهي»، الذي ترتاده أعداد كبيرة من البغداديين وغيرهم، سواء أولئك الذين ينتمون إلى تيار الصدر، أو أولئك الناقمون على السلطة من مختلف الفئات، أو حتى بعض الفضوليين الراغبين بالتعرف على طبيعة الحياة والأماكن التي يرتادها ويعيش فيها نواب الشعب وبقية الشخصيات الحكومية، إذ إن معظم البغداديين وغيرهم ظلوا لنحو عشرين عاماً في عزلة تامة عن هذه الأماكن، بعد أن أحيطت بأسوار وخطوط حماية شديدة منعاً لعمليات الاستهداف التي قد تطالها، ومع ذلك، ظهر جلياً أن تلك الاحترازات ذهبت، السبت الماضي، بعد أن قام الصدريون باقتحام المنطقة الخضراء ودخول البرلمان والتمركز فيه، وبذلك قدموا فرصة لا تعوض للراغبين في «النزهة»، والاطلاع على عوالم المنطقة الرئاسية الخضراء «الغامضة والسحرية» بالنسبة لهم.
كانت حكومة رئيس الوزراء السابق عادل عبد المهدي، قررت عام 2018 افتتاح شوارع المنطقة الخضراء جزئياً أمام المواطنين العاديين، ثم تراجعت بعد ذلك وأغلقتها مرة أخرى خلال مرحلة الاحتجاجات الشعبية التي انطلقت عام 2019. وحسب ضابط في وزارة الداخلية يعمل في المنطقة الخضراء، فإن دخولها يقتصر على حملة «الكارتات الأربعة»، أو بطاقات الدخول التي تحمل الألوان (الأسود، الأحمر، الأصفر، الأخضر). والألوان توزع تبعاً لأهمية الشخصية التي تروم الدخول.
ويقول الضابط، الذي يفضل عدم الإشارة إلى اسمه، لـ«الشرق الأوسط»، إن «اللون الأسود مخصص لأصحاب الدرجات والمناصب العليا من نواب ووزراء ومسؤولين، فيما يخصص اللون الأخضر للضباط الذين يحملون رتبه عميد فما فوق ومن هم بدرجتهم من الموظفين، ويخصص الكارت باللون الأحمر للضباط برتبة عقيد فما دون، ويخصص اللون الأصفر للضباط برتبة رائد فما دون». ويضيف الضابط أن «منح اللون الأسود من صلاحيات رئاسة الوزراء، ويمكن أن يمنح لبعض الأشخاص والضيوف من غير العاملين في المنطقة الخضراء، لكنهم يترددون عليها لأغراض سياسية أو تجارية أو صحافية، أو أولئك المرتبطين بمصالح معينة مع بعض الكتل والشخصيات السياسية وغير ذلك».
البطاقات الملونة الأربعة، فقدت اليوم أهميتها ووظيفتها، وبإمكان المارين والذاهبين إلى المنطقة الخضراء مشاهدة عشرات الآلاف من المواطنين الآتين من مختلف أحياء العاصمة ومن المحافظات البعيدة، يتوزعون على مساحة انتماء اجتماعية واسعة، ومن مختلف الانتماءات الدينية والعرقية فقراء، معدمون، موظفون، أثرياء وأصحاب مهن وربات البيوت، المفارقة أن أحد عناصر الأمن ظهر في «فيديو» وهو يتحدث عن سعادته بدخول المنطقة الخضراء لأول مرة بعد أن كان حارساً لأسوارها منذ سنوات طويلة!


مقالات ذات صلة

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

المشرق العربي الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

حثت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة لدى العراق، جينين هينيس بلاسخارت، أمس (الخميس)، دول العالم، لا سيما تلك المجاورة للعراق، على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث التي يواجهها. وخلال كلمة لها على هامش فعاليات «منتدى العراق» المنعقد في العاصمة العراقية بغداد، قالت بلاسخارت: «ينبغي إيجاد حل جذري لما تعانيه البيئة من تغيرات مناخية». وأضافت أنه «يتعين على الدول مساعدة العراق في إيجاد حل لتأمين حصته المائية ومعالجة النقص الحاصل في إيراداته»، مؤكدة على «ضرورة حفظ الأمن المائي للبلاد».

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

أكد رئيس إقليم كردستان العراق نيجرفان بارزاني، أمس الخميس، أن الإقليم ملتزم بقرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل، مشيراً إلى أن العلاقات مع الحكومة المركزية في بغداد، في أفضل حالاتها، إلا أنه «يجب على بغداد حل مشكلة رواتب موظفي إقليم كردستان». وأوضح، في تصريحات بمنتدى «العراق من أجل الاستقرار والازدهار»، أمس الخميس، أن الاتفاق النفطي بين أربيل وبغداد «اتفاق جيد، ومطمئنون بأنه لا توجد عوائق سياسية في تنفيذ هذا الاتفاق، وهناك فريق فني موحد من الحكومة العراقية والإقليم لتنفيذ هذا الاتفاق».

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أن علاقات بلاده مع الدول العربية الشقيقة «وصلت إلى أفضل حالاتها من خلال الاحترام المتبادل واحترام سيادة الدولة العراقية»، مؤكداً أن «دور العراق اليوم أصبح رياديا في المنطقة». وشدد السوداني على ضرورة أن يكون للعراق «هوية صناعية» بمشاركة القطاع الخاص، وكذلك دعا الشركات النفطية إلى الإسراع في تنفيذ عقودها الموقعة. كلام السوداني جاء خلال نشاطين منفصلين له أمس (الأربعاء) الأول تمثل بلقائه ممثلي عدد من الشركات النفطية العاملة في العراق، والثاني في كلمة ألقاها خلال انطلاق فعالية مؤتمر الاستثمار المعدني والبتروكيماوي والأسمدة والإسمنت في بغداد.

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»، داعياً الشركات النفطية الموقّعة على جولة التراخيص الخامسة مع العراق إلى «الإسراع في تنفيذ العقود الخاصة بها». جاء ذلك خلال لقاء السوداني، (الثلاثاء)، عدداً من ممثلي الشركات النفطية العالمية، واستعرض معهم مجمل التقدم الحاصل في قطاع الاستثمارات النفطية، وتطوّر الشراكة بين العراق والشركات العالمية الكبرى في هذا المجال. ووفق بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء، وجه السوداني الجهات المختصة بـ«تسهيل متطلبات عمل ملاكات الشركات، لناحية منح سمات الدخول، وتسريع التخليص الجمركي والتحاسب الضريبي»، مشدّداً على «ضرورة مراعا

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

بحث رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني مع وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروسيتو العلاقات بين بغداد وروما في الميادين العسكرية والسياسية. وقال بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي بعد استقباله الوزير الإيطالي، أمس، إن السوداني «أشاد بدور إيطاليا في مجال مكافحة الإرهاب، والقضاء على عصابات (داعش)، من خلال التحالف الدولي، ودورها في تدريب القوات الأمنية العراقية ضمن بعثة حلف شمال الأطلسي (الناتو)». وأشار السوداني إلى «العلاقة المتميزة بين العراق وإيطاليا من خلال التعاون الثنائي في مجالات متعددة، مؤكداً رغبة العراق للعمل ضمن هذه المسارات، بما يخدم المصالح المشتركة، وأمن المنطقة والعالم». وبي

حمزة مصطفى (بغداد)

رئيس لجنة وقف النار: الجيش اللبناني هو المؤسسة الشرعية التي توفر الأمن للبلاد

جنود من الجيش اللبناني مع مصفحاتهم في بلدة الناقورة الساحلية بجنوب لبنان على الحدود مع إسرائيل في 7 يناير 2025 بعد انسحاب إسرائيل من المنطقة كجزء من اتفاق وقف إطلاق النار بين البلدين (أ.ف.ب)
جنود من الجيش اللبناني مع مصفحاتهم في بلدة الناقورة الساحلية بجنوب لبنان على الحدود مع إسرائيل في 7 يناير 2025 بعد انسحاب إسرائيل من المنطقة كجزء من اتفاق وقف إطلاق النار بين البلدين (أ.ف.ب)
TT

رئيس لجنة وقف النار: الجيش اللبناني هو المؤسسة الشرعية التي توفر الأمن للبلاد

جنود من الجيش اللبناني مع مصفحاتهم في بلدة الناقورة الساحلية بجنوب لبنان على الحدود مع إسرائيل في 7 يناير 2025 بعد انسحاب إسرائيل من المنطقة كجزء من اتفاق وقف إطلاق النار بين البلدين (أ.ف.ب)
جنود من الجيش اللبناني مع مصفحاتهم في بلدة الناقورة الساحلية بجنوب لبنان على الحدود مع إسرائيل في 7 يناير 2025 بعد انسحاب إسرائيل من المنطقة كجزء من اتفاق وقف إطلاق النار بين البلدين (أ.ف.ب)

قال رئيس لجنة آلية تنفيذ وقف الأعمال العدائية الجنرال الأميركي جاسبر جيفرز، اليوم (الثلاثاء)، خلال زيارته مع الجنرال الفرنسي غيوم بونشان مقر اللواء الخامس للجيش اللبناني في القطاع الغربي بجنوب لبنان، إن الجيش اللبناني هو المؤسسة الشرعية التي توفر الأمن للبنان، وقد تصرف بحزم وخبرة.

وأشاد بعمل الجيش، قائلاً: «إن الجيش اللبناني هو المؤسسة الشرعية التي توفر الأمن للبنان وهو يستمر في الإثبات لي ولبقية أعضاء اللجنة أن لديه القدرة والنية والقيادة لتأمين لبنان والدفاع عنه»، بحسب بيان صادر عن السفارة الأميركية في لبنان.

رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري يلتقي المبعوث الأميركي الخاص آموس هوكستين والسفيرة الأميركية لدى لبنان ليزا جونسون والجنرال الأميركي جاسبر جيفرز (إ.ب.أ)

وأعلن جيفرز أن الجيش اللبناني «تصرف بحزم وسرعة وبخبرة واضحة. واليوم رأينا مثالاً على ذلك مع جنود اللواء الخامس. فوج الهندسة على وجه الخصوص مليء بالمحترفين الحقيقيين الذين يزيلون أسبوعياً مئات القطع من الذخائر غير المنفجرة ويجعلونها آمنة»، وفق ما نقلته «وكالة الأنباء الألمانية».

وقال البيان إن الجنرال جيفرز انضم هذا الصباح، إلى «الجنرال الفرنسي غيوم بونشان في زيارة إلى مقر اللواء الخامس للجيش اللبناني في القطاع الغربي لجنوب لبنان. ويقع المقر على بعد خمسة كيلومترات شمال شرقي بلدة الناقورة، التي هي الآن تحت سيطرة الجيش اللبناني بعد تنفيذ المرحلة الأولى من انسحاب القوات الإسرائيلية أمس الاثنين».

وأشار البيان إلى أن الجيش اللبناني «نشر قواته في المنطقة على الفور من أجل تطهير الطرق وإزالة الذخائر غير المصرح بها وتوفير الأمن للشعب اللبناني»، كجزء من عملية الانتقال التي أتاحت تنفيذها لجنة آلية لوقف الأعمال العدائية».

جنود من الجيش اللبناني يقومون بدورية في بلدة الناقورة الساحلية جنوب لبنان على الحدود مع إسرائيل في 7 يناير 2025 بعد انسحاب إسرائيل من المنطقة كجزء من اتفاق وقف إطلاق النار بين البلدين (أ.ف.ب)

وأضاف البيان: «اطلع الجنرالان جيفرز وبونشان على مخزونات الأسلحة التي سوف يتم تدميرها في الأيام المقبلة، والتي استولى عليها الجيش اللبناني من الجماعات المسلحة غير المصرح لها».

يُذكر أنه تم الإعلان عن اتفاق لوقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل في 26 نوفمبر (تشرين الثاني). وبدأ تنفيذ وقف إطلاق النار فجر اليوم التالي.

وينص الاتفاق على انتشار الجيش اللبناني والقوى الأمنية اللبنانية في منطقة جنوب لبنان، وسحب إسرائيل قواتها تدريجياً من الجنوب باتجاه الخط الأزرق الحدودي مع إسرائيل خلال فترة تصل إلى 60 يوماً. وكانت القوات الإسرائيلية قد انتشرت في الجنوب في أول أكتوبر (تشرين الأول) الماضي لاستهداف مواقع «حزب الله».