وقّع أكثر من 120 محاضراً في جامعة بئر السبع على عريضة يطالبون فيها بوقف محاكمة الطالبة العربية، وطن ماضي، على تنظيم وقفة احتجاجية داخل الحرم الجامعي وإلقاء كلمة استخدمت فيها كلمات للشاعر محمود درويش.
وقال المحاضرون في رسالتهم إلى إدارة الجامعة، إن الطالبة ماضي لم ترتكب أي جرم يستحق تقديمها إلى المحكمة التأديبية في الجامعة، وإن إدارة الجامعة انجرت وراء عناصر في اليمين المتطرف الذي يؤيد قمع الحريات، ولذلك يجب إلغاء المحاكمة فوراً والسعي لأن تكون الجامعة حاضنة لحرية التعبير والتفكير. وعلى إثر هذه العريضة، قررت الجامعة تأجيل جلسة المحاكمة التي كانت مقررة الاثنين إلى أجل غير مسمى، بغرض فحص ادعاءات المحاضرين.
وكانت الطالبة وطن ماضي، عضو سكرتارية الجبهة الطلابية في الجامعة، قد شاركت في تنظيم وقفة لإحياء ذكرى النكبة الفلسطينية أواسط شهر مايو (أيار) الماضي، وتجمع إلى المهرجان الذي ارتفعت فيه أعلام فلسطين مئات الطلبة العرب ومعهم بعض الطلبة اليهود. وتبين أن المهرجان أقيم بترخيص من مدير الجامعة.
وقد حاولت مجموعة من طلاب اليمين المتطرف ونشطاء حركة «إم ترتسو»، الاعتداء على الطلبة العرب، فتصدوا لهم حتى تدخلت الشرطة. وفوجئت الطالبة العربية، في الأسبوع الماضي، بتلقيها أمراً للمثول أمام «لجنة طاعة» الممثلة بثلاثة محاضرين، بتهمة مساندة الإرهاب.
وتبين أن خلية «إم ترتسو» في الجامعة، قدمت شكوى ادعت فيها أن وطن ماضي، استخدمت كلمة «شهداء» وبذلك عبرت عن «دعم الإرهاب والتحريض على العنف». وبحسب ملحق رسالة الاستدعاء، ترى الجامعة، أن «استخدام كلمة شهداء مع التلويح بالأعلام الفلسطينية خلال الوقفة، يعزز الادعاء بأن ماضي أعربت عن دعمها للإرهاب». وتبين أن ما اقتبسته الطالبة من محمود درويش، هو أبيات لشعر من قصيدة حول النكبة يقول فيها: «لن ننسى البداية، ولا مفاتيح بيوتنا، ولا مصابيح الطريق التي أضاءها دمنا، ولا الشهداء الذين أخصبوا وحدة الأرض والشعب والتاريخ».
وقد ردت الطالبة ماضي على الحادثة، بالقول، إن «إم ترتسو حركة فاشية تلاحق الناشطين اليساريين في مختلف الجامعات، ونحن في الجبهة الطلابية ضحية لهذه الملاحقات الدنيئة. ولكن، رغم محاولات الإسكات والإخضاع، نحن مستمرون في الطريق الذي اخترناه، إيصال صوت الحق المنادي بالحرية والسلام والمساواة. وسنبقى السد في وجه اليمين الفاشي، ولن نحيد عن طريق النضال مهما كثفوا سياساتهم الترهيبية الهشة».
وتوجه المحاضرون اليهود والعرب في الجامعة إلى السكرتيرة الأكاديمية، موضحين أن هذه المحاكمة وصمة عار ينبغي للجامعة أن تمحوها عن جبينها. وقالوا إن نشاط الطالبة شرعي وأقوال درويش شرعية وليس هناك أي خلل أو مخالفة تستدعي المحاكمة. وأكدوا أنهم سيحضرون المحكمة، إن عقدت، وسيرفعون صرخة احتجاج ضد الجامعة في حال تمسكها بالدعوى، علماً بأن المهرجان كان قد أقيم بترخيص من مدير الجامعة.
أكاديميون يطالبون بإلغاء محاكمة طالبة استخدمت شعراً لدرويش
أكاديميون يطالبون بإلغاء محاكمة طالبة استخدمت شعراً لدرويش
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة