فتنة «المومياء الحامل» تضرب الفريق البحثي البولندي صاحب الاكتشاف

منشقون يشككون... ورد لاذع من المؤيدين

 صورة أشعة تبين عدم دقة نظرية المومياء الحامل (متحف وارسو الوطني)
 صورة أشعة تبين عدم دقة نظرية المومياء الحامل (متحف وارسو الوطني)
TT

فتنة «المومياء الحامل» تضرب الفريق البحثي البولندي صاحب الاكتشاف

 صورة أشعة تبين عدم دقة نظرية المومياء الحامل (متحف وارسو الوطني)
 صورة أشعة تبين عدم دقة نظرية المومياء الحامل (متحف وارسو الوطني)

عادت «المومياء الحامل» التي تم الإعلان عن اكتشافها في متحف وارسو الوطني ببولندا، ضمن مشروع دراسة المومياوات المنفذ هناك، إلى الواجهة، بعد انتقاد باحثين في المشروع نفسه للاكتشاف عبر بحث نشرته في 29 يوليو (تموز) الماضي دورية «العلوم الأثرية والأنثروبولوجية».
وأثير الانتقاد الأول للاكتشاف بواسطة سحر سليم، الأستاذة بقسم الأشعة في كلية طب قصر العيني جامعة القاهرة، والتي لها تاريخ طويل في فحص المومياوات بالأشعة، والتي شكّكت في هذا الاكتشاف، بالقول، إن الباحثين استندوا في تشخيصهم إلى المظهر الخارجي لكتلة الحوض التي تشبه جنيناً ملفوفاً، ولكن دون الكشف عن أي تكوين تشريحي أو عظام.
وزعمت سليم في انتقادها المنشور بعدد يناير (كانون الثاني) من «مجلة العلوم الأثرية»، وهي المجلة نفسها التي نشرت دراسة عن الاكتشاف، أن ما يظنه الباحثون جنيناً، قد يكون عبوات حشوية أو مواد تحنيط مكثفة أو ورماً متكلساً في الحوض، ودعتهم وقتها إلى إعادة إجراء التصوير المقطعي المحوسب للمومياء باستخدام البروتوكول المناسب الذي يشرف عليه اختصاصيو الأشعة المعنيون بفحص المومياوات.
وجاء الانتقاد الأحدث المنشور الجمعة الماضية في دورية «العلوم الأثرية والأنثروبولوجية»، من أعضاء بمشروع وارسو للمومياء، يزعمون أن الدراسة التي تم الإعلان فيها عن الاكتشاف لم يتفق جميع الباحثين بالمشروع على ما جاء في مضمونها.
وزعموا أن منطقة الحوض في المومياء تضم مجموعة من الحزم التي وضعها المحنطون، وكانت تحتوي على الأعضاء الداخلية من جسم المتوفى، وهذه ممارسة كانت معروفة في مصر القديمة.
وأضافوا، أنه «نظراً لأن الجسم يتحلل بسهولة أكبر عندما لا تتم إزالة الأعضاء الداخلية، فقد قام المصريون القدماء بدلاً من ذلك بإزالتها أثناء عملية التحنيط، ووضعوها في حزم بمنطقة الحوض، وهي الحزم التي فسرها الباحثون على أنها جنين».
وأرفق المنتقدون في مقالتهم عدداً من الصور وروابط لمقاطع فيديو تصور الجزء الداخلي من المومياء القديمة، ليؤكدوا على ما ذهبوا إليه، مشيرين إلى أن «هذه ليست أول مومياء فيها حزم من هذا النوع».
وقالت كاميلا براولينسكا، من كلية الآثار بجامعة وارسو، وعضو مشروع وارسو للمومياء، والباحثة الرئيسية بالمقال الجديد في تصريحات نشرها موقع «العلوم في بولندا» في 31 يوليو، أن «الباحثين أصحاب الاكتشاف المزعوم لم يحصلوا على استشارة خبير الأشعة قبل النشر، رغم أن استنتاجاتهم استندت إلى صور الأشعة السينية الطبية والأشعة المقطعية».
وأضافت، أن «الاكتشاف المزعوم لحمل المومياء نتج من الوهم الناجم عن ظاهرة (باريدوليا)، وهي ظاهرة نفسية تشير إلى الرغبة البشرية في تفسير بعض الأشكال العشوائية بشيء مألوف».
وبينما كان الرد على الانتقاد الأول الذي أثارته سحر سليم، من قِبل الفريق البحثي أصحاب الدراسة، رداً علمياً، اختلط العلم مع بعض المشاكل الإدارية بين أعضاء فريق مشروع وارسو للمومياء، في ردهم على الانتقاد الثاني.
وقال فويتشخ إغسموند، من معهد الثقافات المتوسطية والشرقية بالأكاديمية البولندية للعلوم، وقائد الدراسة في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»: «ما آثاره المنتقدون لا يختلف كثيراً عما أثارته سحر سليم، وقد قمنا بالرد عليه بشكل تفصيلي في العدد نفسه الذي نشر فيه الانتقاد».
وفي ردهم على سحر سليم ذهب إغسموند إلى القول، أن انخفاض درجة حموضة الدم في الجثث، بما في ذلك محتوى الرحم، بشكل ملحوظ، يجعل بيئة الرحم أكثر حمضية، وتزداد تركيزات الأمونيا وحمض الفورميك مع مرور الوقت، ويؤدي وضع الجسم وتعبئته ببيكربونات الصوديوم من أجل التحنيط، إلى الحد بشكل كبير من وصول الهواء والأكسجين، والنتيجة النهائية هي رحم محكم الإغلاق يحتوي على الجنين، مثل الإناء محكم الإغلاق الذي يحتوي على الخضراوات المراد تخليلها، وأدى التحول من البيئة القلوية إلى البيئة الحمضية إلى تحلل جزئي لعظام الجنين، لا سيما أن تمعدن العظام يكون ضعيفاً جداً خلال الثلثين الأولين من الحمل، ويتسارع لاحقاً؛ لذلك لا يوجد أي تكوين تشريحي أو عظام لهذا الجنين».
وأوضح إغسموند «لا أجد حالياً غير هذا الرد أيضاً على ما أثارته براولينسكا وفريقها الذي ينتمي بعضه للمتحف الوطني بوارسو».
وأضاف «الغريب أننا أرسلنا دراستنا إلى المتحف الوطني في وارسو للتشاور قبل وقت طويل من تقديمها للنشر، علاوة على ذلك، تم تقديم نتائج بحثنا لموظفي المتحف في شكل محاضرة تليها مناقشة، ولا أحد أنكر اكتشافنا؛ لذلك نحن مندهشون من أن موظفي المتحف قرروا فجأة رفض نتائج بحثنا، الذي عرفوه لفترة طويلة، وكان لديهم إمكانية الوصول إلى بياناتنا وتقارير البحث غير المنشورة، كما أتيحت لهم الفرصة للتحدث إلينا قبل أن بدأ في كتابة مقال يعرض اكتشافنا».
وتعجب إغسموند من تزعم براولينسكا للجبهة الرافضة للدراسة، رغم عدم امتلاكها أي خبرة نظرية أو عملية في الأنثروبولوجيا الفيزيائية، وعلم الأمراض، ودراسات المومياوات البشرية، والدراسات الإشعاعية للبقايا البشرية.
وقال، إنه وفقاً لتقسيم الكفاءات وموضوعات البحث في مشروع وارسو المومياء، فإن براولينسكا معنية بمومياوات الحيوانات، وانتقد نشرها مقالاً يشكك في نتائج أعضاء المشروع الآخرين دون التشاور، مشيراً إلى أنها نشرت هذا المقال في سرية تامة وخلف ظهور الأعضاء الآخرين في المشروع.
في المقابل، قالت كاميلا براولينسكا، أنه خلافا لما يدعي إغسموند، فقد نصح ممثلو متحف وارسو الفريق البحثي بالتشاور مع أخصائي الأشعة، قبل نشر الدراسة، و لم يتم ذلك.
وأوضحت براولينسكا في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «المشكلة الأساسية في (نظرية المومياء الحامل) هي التفسير الخاطئ للصور المقطعية».
واستغربت تركيز إجسموند في انتقاده للدراسة على شخصها، في حين أن ورقة الإنتقاد كتبها 4 مؤلفين مشاركين، بما في ذلك اختصاصيّ الأشعة.
وأضافت: «عندما يعمل المرء على المومياوات، يختار المؤلفون المشاركون أو المستشارون بناء على المادة التي يتم تحليلها (إذا كانت مادة إشعاعية يكون اختصاصيّ وإذا كانت مادة عظمية يكون عالم أنثروبولوجيا فيزيائية».
 


مقالات ذات صلة

بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

يوميات الشرق بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

تقدمت كريستين باومغارتنر، الزوجة الثانية للممثل الأميركي كيفين كوستنر، بطلب للطلاق، بعد زواجٍ دامَ 18 عاماً وأثمر عن ثلاثة أطفال. وذكرت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية أن الانفصال جاء بسبب «خلافات لا يمكن حلُّها»، حيث تسعى باومغارتنر للحضانة المشتركة على أطفالهما كايدين (15 عاماً)، وهايس (14 عاماً)، وغريس (12 عاماً). وكانت العلاقة بين كوستنر (68 عاماً)، وباومغارتنر (49 عاماً)، قد بدأت عام 2000، وتزوجا عام 2004.

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)
يوميات الشرق متحف «المركبات» بمصر يحيي ذكرى الملك فؤاد الأول

متحف «المركبات» بمصر يحيي ذكرى الملك فؤاد الأول

افتتح متحف المركبات الملكية بمصر معرضاً أثرياً مؤقتاً، اليوم (الأحد)، بعنوان «صاحب اللقبين فؤاد الأول»، وذلك لإحياء الذكرى 87 لوفاة الملك فؤاد الأول التي توافق 28 أبريل (نيسان). يضم المعرض نحو 30 قطعة أثرية، منها 3 وثائق أرشيفية، ونحو 20 صورة فوتوغرافية للملك، فضلاً عن فيلم وثائقي يتضمن لقطات «مهمة» من حياته. ويشير عنوان المعرض إلى حمل فؤاد الأول للقبين، هما «سلطان» و«ملك»؛ ففي عهده تحولت مصر من سلطنة إلى مملكة. ويقول أمين الكحكي، مدير عام متحف المركبات الملكية، لـ«الشرق الأوسط»، إن المعرض «يسلط الضوء على صفحات مهمة من التاريخ المصري، من خلال تناول مراحل مختلفة من حياة الملك فؤاد».

نادية عبد الحليم (القاهرة)
يوميات الشرق وضع تسلسل كامل لجينوم «اللبلاب» المقاوم لتغير المناخ

وضع تسلسل كامل لجينوم «اللبلاب» المقاوم لتغير المناخ

قام فريق بحثي، بقيادة باحثين من المعهد الدولي لبحوث الثروة الحيوانية بكينيا، بوضع تسلسل كامل لجينوم حبة «فول اللبلاب» أو ما يعرف بـ«الفول المصري» أو «الفول الحيراتي»، المقاوم لتغيرات المناخ، بما يمكن أن يعزز الأمن الغذائي في المناطق المعرضة للجفاف، حسب العدد الأخير من دورية «نيتشر كومينيكيشن». ويمهد تسلسل «حبوب اللبلاب»، الطريق لزراعة المحاصيل على نطاق أوسع، ما «يجلب فوائد غذائية واقتصادية، فضلاً على التنوع الذي تشتد الحاجة إليه في نظام الغذاء العالمي».

حازم بدر (القاهرة)
يوميات الشرق «الوثائقية» المصرية تستعد لإنتاج فيلم عن «كليوباترا»

«الوثائقية» المصرية تستعد لإنتاج فيلم عن «كليوباترا»

في رد فعل على فيلم «الملكة كليوباترا»، الذي أنتجته منصة «نتفليكس» وأثار جدلاً كبيراً في مصر، أعلنت القناة «الوثائقية»، التابعة لـ«الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية بمصر»، اليوم (الأحد)، «بدء التحضير لإنتاج فيلم وثائقي عن كليوباترا السابعة، آخر ملوك الأسرة البطلمية التي حكمت مصر في أعقاب وفاة الإسكندر الأكبر». وأفاد بيان صادر عن القناة بوجود «جلسات عمل منعقدة حالياً مع عدد من المتخصصين في التاريخ والآثار والأنثروبولوجيا، من أجل إخضاع البحوث المتعلقة بموضوع الفيلم وصورته، لأقصى درجات البحث والتدقيق». واعتبر متابعون عبر مواقع التواصل الاجتماعي هذه الخطوة بمثابة «الرد الصحيح على محاولات تزييف التار

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق مؤلفا «تحت الوصاية» لـ«الشرق الأوسط»: الواقع أصعب مما طرحناه في المسلسل

مؤلفا «تحت الوصاية» لـ«الشرق الأوسط»: الواقع أصعب مما طرحناه في المسلسل

أكد خالد وشيرين دياب مؤلفا مسلسل «تحت الوصاية»، أن واقع معاناة الأرامل مع «المجلس الحسبي» في مصر: «أصعب» مما جاء بالمسلسل، وأن بطلة العمل الفنانة منى زكي كانت معهما منذ بداية الفكرة، و«قدمت أداء عبقرياً زاد من تأثير العمل». وأثار المسلسل الذي تعرض لأزمة «قانون الوصاية» في مصر، جدلاً واسعاً وصل إلى ساحة البرلمان، وسط مطالبات بتغيير بعض مواد القانون. وأعلنت شركة «ميديا هب» المنتجة للعمل، عبر حسابها على «إنستغرام»، أن «العمل تخطى 61.6 مليون مشاهدة عبر قناة (DMC) خلال شهر رمضان، كما حاز إشادات عديدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي». وكانت شيرين دياب صاحبة الفكرة، وتحمس لها شقيقها الكاتب والمخرج خالد د

انتصار دردير (القاهرة)

مهرجان للفيلم الأوروبي في العاصمة طرابلس لكسر حاجز الانقسام

بوستر فيلم «عاصفة» الفرنسي المشارك في مهرجان الفيلم الأوروبي بطرابلس (السفارة الفرنسية)
بوستر فيلم «عاصفة» الفرنسي المشارك في مهرجان الفيلم الأوروبي بطرابلس (السفارة الفرنسية)
TT

مهرجان للفيلم الأوروبي في العاصمة طرابلس لكسر حاجز الانقسام

بوستر فيلم «عاصفة» الفرنسي المشارك في مهرجان الفيلم الأوروبي بطرابلس (السفارة الفرنسية)
بوستر فيلم «عاصفة» الفرنسي المشارك في مهرجان الفيلم الأوروبي بطرابلس (السفارة الفرنسية)

بعيداً عن التكلس السياسي الذي تعانيه ليبيا، انطلق في العاصمة طرابلس مهرجان للفيلم الأوروبي تحت إشراف بعثة الاتحاد الأوروبي إلى البلاد، بالتعاون مع الهيئة العامة للسينما والمسرح والفنون، في خطوة تستهدف توسيع الشراكة الثقافية وكسر حاجز الانقسام، من خلال تجميع الليبيين بالثقافة والفن.

وتشارك في النسخة الأولى من المهرجان، التي انطلق الأحد، 5 سفارات أوروبية عاملة في ليبيا، بأعمال يتم عرضها للجمهور مجاناً لمدة 5 أيام، تنتهي الخميس المقبل. وعبّر سفير بعثة الاتحاد الأوروبي لدى ليبيا، نيكولا أورلاندو، عن سعادته لافتتاح أول مهرجان سينمائي ليبي - أوروبي في طرابلس، إلى جانب الهيئة العامة للسينما والمسرح والفنون، وسفارات فرنسا وألمانيا وإيطاليا ومالطا وإسبانيا. وعدّ هذا الحدث «علامة فارقة في الشراكة الثقافية بين ليبيا والاتحاد».

ويعرض مساء اليوم (الاثنين) فيلم «راعي البقر من الحجر الجيري» المقدم من سفارة مالطا، بقاعة الهيئة العامة للسينما والمسرح في شارع الزاوية بطرابلس، التي دعت الجمهور للاستمتاع بمشاهدته.

البوستر الترويجي لفيلم «فتاة عادت» الإيطالي (إدارة المرجان)

وبجانب الفيلم المالطي، فإن العروض المفتوحة للجمهور تتضمن، وفق ما أعلنت إدارة المهرجان، ورئيس بعثة الاتحاد، «طفلة عادت» من إيطاليا، و«قصر الحمراء على المحك»، إسباني، ويعرض الثلاثاء، ثم «كليو» (ألمانيا) الذي يعرض للجمهور الأربعاء، على أن يختتم المهرجان بفيلم «عاصفة» الفرنسي.

ولوحظ أن الدول المشاركة في المهرجان حرصت على تروّج الأعمال المشاركة، من هذا المنطلق دعا المركز الثقافي الفرنسي والسفارة الفرنسية في ليبيا الجمهور الليبي لحضور الفيلم الفرنسي الذي أخرجه كريستيان دوغواي، وقالا في رسالة للجمهور الليبي: «نحن في انتظاركم لتشاركونا هذه اللحظة السينمائية الاستثنائية».

جانب من افتتاح مهرجان الفيلم الأوروبي في طرابلس (البعثة الأوروبية إلى ليبيا)

وكان رئيس هيئة السينما والمسرح والفنون، عبد الباسط بوقندة، عدّ مبادرة الاتحاد لإقامة المهرجان «خطوة إيجابية في مسار الشراكة بين ليبيا، متمثلة في هيئة السينما والمسرح والفنون، والاتحاد الأوروبي والدول الخمس المشاركة».

وأضاف بوقندة، في كلمة الافتتاح، الذي بدأ الأحد بعرض الأفلام، أن المناسبة «تفتح آفاقاً واسعة في مجالات السينما كواحدة من أهم أنواع التواصل بين الشعوب ومرآة عاكسة لكثير من القضايا الاجتماعية والإنسانية والثقافية التي تسهم بفاعلية في توعية الناس، وتدفع بهم تجاه الارتقاء والإحساس بالمسؤولية».

بوستر فيلم «عاصفة» الفرنسي (السفارة الفرنسية لدى ليبيا)

وخلال مراسم الافتتاح، عُرض فيلم «شظية» الليبي الذي أنتج في الثمانينات، من تأليف الأديب الليبي المعروف إبراهيم الكوني، ويحكي قصة معاناة الليبيين مع الألغام التي زرعت في صحراء ليبيا خلال الحرب العالمية الثانية، وراح ضحيتها كثير من المواطنين في مدن ومناطق مختلفة من البلاد.

وبجانب العروض السينمائية في ليبيا، تُجمّع الفنون في ليبيا عادةً من فرقت بينهم السياسة، ويحشد المسرح على خشبته ممثلين من أنحاء البلاد، كانت قد باعدت بينهم الآيديولوجيات في زمن ما، يحكون جميعاً أوجاعهم عبر نصوص ولوحات إبداعية، ويفتحون نوافذ جديدة للتلاقي والحوار بعيداً عن النزاع والانقسام السياسي.

وسبق أن تعطلت الحركة الفنية المسرحية في ليبيا، مُتأثرة بالفوضى الأمنية التي شهدتها ليبيا عقب اندلاع ثورة «17 فبراير» التي أسقطت نظام الرئيس الراحل معمر القذافي عام 2011. لكن مع الاستقرار النسبي الذي تشهده ليبيا يظل الرهان على الفن في اختبار الانقسام السياسي، الذي ضرب البلاد، لتوحيد الليبيين.