مقتدى الصدر... الرجل سريع الغضب وصاحب الشعبية في العراق

نساء يحملن صورة الصدر خلال وجودهن في البرلمان العراقي (رويترز)
نساء يحملن صورة الصدر خلال وجودهن في البرلمان العراقي (رويترز)
TT

مقتدى الصدر... الرجل سريع الغضب وصاحب الشعبية في العراق

نساء يحملن صورة الصدر خلال وجودهن في البرلمان العراقي (رويترز)
نساء يحملن صورة الصدر خلال وجودهن في البرلمان العراقي (رويترز)

ما زال زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر المتهم بأنه سريع الغضب، يحتفظ بهالة رجل الدين، وبدور يشكل الكفة الراجحة في التوازن السياسي في البلاد، وأظهر الصدر، رجل الدين المعمم، من جديد لخصومه السياسيين أنه ما زال يتمتّع بقاعدة شعبية واسعة، وأنه قادر على حشد مناصريه من أجل الدفع بأجندته في المشهد السياسي.
منذ السبت، يقيم مناصروه اعتصاما مفتوحاً داخل مجلس النواب. ويؤكد هؤلاء، أن هناك «طاعة» لزعيمهم، وأنهم لن يغادروا إلا إذا طلب منهم ذلك.
ويرفض الصدر مرشح خصومه السياسيين في الإطار التنسيقي، لرئاسة الوزراء، بعدما ترك لهم مهمة تشكيل الحكومة، إثر استقالة نواب تياره الـ73 من البرلمان، في واحدة من خطواته المفاجئة التي اعتاد القيام لها.
عبر منصة «تويتر»، يطلق مقتدى الصدر رسائل سياسية كثيرة. وعلى الرغم من أن له صلات وعلاقات في إيران، غالباً ما تثير تعليقاته غضب أولئك المقربين من طهران.
https://twitter.com/aawsat_News/status/1554037870087835650
وهو لا يتردد في المطالبة مثلاً بحل «الميليشيات»، وبدعوة أنصار الحشد الشعبي، الفصائل الموالية لإيران التي رفضت نتائج الانتخابات بعدما سجلت الكتلة الممثلة لها، «الفتح»، تراجعاً، إلى وقف الضغط.
ويعتمد الصدر على دعم جمهور لا يستهان به من الطائفة الشيعية، أكبر المكونات في العراق، ويشرح الباحث في مركز «واشنطن إنستيتوت» حمدي مالك، لوكالة الصحافة الفرنسية، أن الصدر «قادر على احتلال الشارع، وليس لأحد القدرة على منافسته في هذا الميدان»، ويضيف، أن الصدر «هو الشخصية المحورية في تياره، وهذا أمر مهم في العراق»، حتى لو أنه أحياناً يناقض نفسه ويبدّل مواقفه بين يوم وآخر.

وأرسل الصدر الآلاف من مناصريه إلى الشارع خلال الاحتجاجات الشعبية في أكتوبر (تشرين الأول) 2019، لدعم المتظاهرين المطالبين بتغيير الطبقة السياسية الفاسدة. لكنه سرعان ما دعا مناصريه لمغادرة الشارع... ليدعو بعد ذلك إلى «تجديد الثورة الإصلاحية السلمية».
ويشير الخبير في التيارات الشيعية في جامعة «أرهوس» في الدنمارك بن روبن دكروز إلى أن الصدر «يحاول موضعة نفسه في مركز النظام السياسي، مع أخذ مسافة منه في الوقت نفسه. موقعه كرجل دين يتيح له أن يوهم بأنه أكبر من السياسة».
وشكّلت ملفات مكافحة الفساد وإعمار العراق مواضيع حملته للانتخابات التشريعية المبكرة، في حين لعب أيضاً على الوتر الوطني. ويقدّم نفسه على أنه معارض للنظام ومكافح للفساد، علماً بأن الكثير من المنتمين لتياره يتولون مناصب مهمة في الوزارات.
وُلد الصدر في العام 1974 في الكوفة قرب مدينة النجف جنوب بغداد. وينحدر الصدر من سلالة رجال دين شيعة، ويشرح حمدي مالك، بأن «ذلك، وحده، لا يكفي لتفسير مسيرته»، فهو ورث شعبيته الكبيرة من والده محمد صادق الصدر، أبرز رجال الدين الشيعة المعارضين للرئيس الأسبق صدام حسين الذي قتله مع اثنين من أبنائه في العام 1999.

ومنح هذا النسب المرموق دفعاً شعبياً لمقتدى الصدر، فكان أحد أبرز الشخصيات التي لعبت دوراً أساسياً في إعادة بناء النظام السياسي بعد سقوط صدام حسين في العام 2003، وقاد إحدى أكثر الحركات الشيعية نفوذاً وشعبية في البلاد.
بدأت مسيرته بمعارك ضارية مع القوات الأميركية التي اجتاحت العراق في 2003، وصولاً إلى نزاع حاد مع رئيس الوزراء نوري المالكي الذي حكم البلاد بين العامين 2006 و2014.
حلّ بعد ذلك ميليشيا «جيش المهدي» المؤلفة من 60 ألف مقاتل، لكنه أعاد تفعيلها بعد اغتيال قائد «فيلق القدس» قاسم سليماني مطلع العام 2020 في ضربة عسكرية أميركية في بغداد.
وتبقى علاقة الصدر مع إيران إحدى أكثر المسائل إثارة للجدل، وفي حين تبنى في أعقاب احتجاجات العام 2019 خطاً قريباً من الحشد الشعبي الموالي لإيران، بات الآن يدافع عن خط أكثر «وطنية».
ويرى دكروز، أن الصدر «يسعى إلى تسوية مع إيران تسمح له بمنافسة حلفائها على الساحة السياسية مع الخروج في الوقت نفسه عن نطاق سطوتهم”، لكن إيران «لا ترى في الصدر شخصا يمكن الاعتماد عليه».
ورغم أن شخصيته تحفل بالتناقضات والتقلبات، لكن الجميع، حتى معارضيه، يقرون بأنه لا يزال يحتفظ بقاعدة شعبية قوية تستجيب له. ولا يتوانى هؤلاء عن ملاحقة منتقديه على مواقع التواصل الاجتماعي.
ويقول مالك «لم يسمح لأحد أن يطغى عليه على رأس الحركة؛ ولذلك غادرها كثر وطُرد منها كثر».



العراق: إحباط مخطط لـ«داعش» ضد شخصيات أمنية ومواقع حكومية في كركوك

جندي عراقي يقود دبابة (أرشيفية - رويترز)
جندي عراقي يقود دبابة (أرشيفية - رويترز)
TT

العراق: إحباط مخطط لـ«داعش» ضد شخصيات أمنية ومواقع حكومية في كركوك

جندي عراقي يقود دبابة (أرشيفية - رويترز)
جندي عراقي يقود دبابة (أرشيفية - رويترز)

أعلن جهاز الأمن الوطني العراقي، السبت، إحباط مخطط «إرهابي خطير» في محافظة كركوك كان يستهدف شخصيات أمنية ومواقع حكومية، وفق ما نقلته «وكالة الأنباء العراقية».

وقال الأمن الوطني العراقي إنه قبض على «أمير قاطع كردستان» في تنظيم «داعش»، وأن حصيلة المقبوض عليهم في محافظة كركوك «بلغت 50 إرهابياً صدرت بحقهم أحكام قضائية مختلفة».

وفي وقت سابق اليوم، أعلنت خلية الإعلام الأمني مقتل خمسة من تنظيم «داعش» في كركوك بضربة للقوات الجوية أمس.

وأضافت في بيان: «طائرات إف - 16 استهدفت مضافة للإرهابيين في وادي زعيتون ضمن قاطع عمليات كركوك... واكتشفت عناصر من القوات الخاصة مقتل خمسة والعثور على أسلحة ومعدات اتصال».

وأكد البيان استمرار القوات العراقية في العمل المكثف للتخلص من «الإرهاب الداعشي».