بالغاز والقنابل الصوتية... الأمن السوداني يصد المحتجين من أمام القصر الرئاسي

المتظاهرون السودانيون يحتشدون في محطة باشدار جنوب العاصمة الخرطوم أمس (أ.ف.ب)
المتظاهرون السودانيون يحتشدون في محطة باشدار جنوب العاصمة الخرطوم أمس (أ.ف.ب)
TT
20

بالغاز والقنابل الصوتية... الأمن السوداني يصد المحتجين من أمام القصر الرئاسي

المتظاهرون السودانيون يحتشدون في محطة باشدار جنوب العاصمة الخرطوم أمس (أ.ف.ب)
المتظاهرون السودانيون يحتشدون في محطة باشدار جنوب العاصمة الخرطوم أمس (أ.ف.ب)

لجأت أجهزة الأمن السودانية لاستخدام القوة والغاز المسيل للدموع لصد حشود من المتظاهرين من أمام القصر الرئاسي في العاصمة الخرطوم، وهو الاحتجاج الثاني في أسبوع لقوى المعارضة ضد الجيش الممسك بزمام السلطة في السودان، والرافضة للنزاعات القبلية المتهم قيادات الجيش بتأجيجها في السودان ضمن خطة وصفت بأنها محاولة من الجيش للبقاء في السلطة.
وتصدت قوات مكافحة الشغب «الشرطة» بالغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية لتفريق المتظاهرين على بعد مئات الأمتار من القصر الجمهوري.
وكانت لجان المقاومة التي تقود الحراك في الشارع قد دعت لتظاهرة ميلونية، ودعمتها أحزاب المعارضة «قوى التغيير» للتعبير عن رفضهم للصراعات القبلية التي تشهدها البلاد مخلفة المئات من القتلى والجرحى في دارفور والنيل الأزرق.
وحشدت السلطات العسكرية من الصباح أعداداً كبيرة من الجنود بمختلف الأجهزة الأمنية (الشرطة والأمن وقوات مكافحة الشغب والناقلات العسكرية) لإغلاق الشارع المؤدي إلى محيط القصر الجمهوري، كما أغلقت مدخل شارع المطار، للحيلولة دون دخول المواكب القادمة من ضواحي جنوب الخرطوم.
واشتبكت قوات الأمن في منطقة «شروني» وهي موقف للمواصلات العامة في مدخل شارع القصر، مستخدمة الغاز المدمع بكثافة وخراطيم المياه لوقف تقدم المتظاهرين الذين رددوا هتافات تنادي بإسقاط الحكم العسكري الذي استولى على السلطة في 25 من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
وانطلقت المواكب التي تجمعت من منطقة «باشدار» الواقعة في ضاحية الديوم بالخرطوم، وشارك فيها الآلاف من الرجال والنساء، في طريقها لوسط الخرطوم، قبل أن تواجه بقمع عنيف من قبل قوات الأمن عند مدخل شارع القصر من الناحية الجنوبية.
ويطالب المحتجون بإنهاء الحكم العسكري، وعودة الجيش للثكنات، وتسليم السلطة بشكل فوري للقوى المدنية لتشكيل حكومة تدير الفترة الانتقالية.
وأطلق ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي تنبيهات للمتظاهرين من مطاردات لقوات الأمن للمتظاهرين بسيارات الدفع الرباعي واعتقالات عشوائية طالت عدداً من المتظاهرين في الأحياء القريبة من وسط الخرطوم.
كما شهد وسط «الخرطوم» حالة من الكر والفر بين الأمن والمتظاهرين، بعد أن تفرقت المواكب التي وُوجهت بعنف مفرط نقاط التجمع المحيطة بوسط العاصمة، ولم تغلق السلطات كما درجت في السابق «الجسور» وشارع القيادة العامة للجيش وبعض الطرق الرئيسية المؤدية إلى وسط العاصمة، عدا «جسر المك» الرابط بين مدينة بحري والخرطوم.
وكان ائتلاف المعارضة «قوى الحرية والتغيير» قد أصدر أول من أمس، بياناً، أعلن فيه دعمه ومشاركته الفاعلة في الموكب الذي دعت له لجان المقاومة لتعزيز «التعايش السلمي» ووقف الصراعات القبلية والإثنية التي تشهدها بعض أقاليم البلاد.
وأكدت «قوى التغيير» التزامها بمساندة أي فعل معارض للحكم العسكري، وتسخير كل منابرها وإمكاناتها المتاحة لدعمه وإنجاحه.
وقتل 116 شخصاً وأصيب الآلاف في الاحتجاجات التي تشهدها البلاد منذ أن استولت القوات المسلحة وقوات الدعم السريع عبر إجراءات عسكرية على السلطة، عدته قوى المعارضة انقلاباً عسكرياً على الحكومة المدنية، وانخرطت في مقاومته.
وفي 4 من يوليو (تموز) الماضي، أعلن رئيس مجلس السيادة الانتقالي، قائد الجيش، عبد الفتاح البرهان، انسحاب القوات المسلحة من الحوار مع القوى السياسية المدنية، لإتاحة الفرص لهم لتشكيل حكومة كفاءات مستقلة، إلا أن دعوته لم تجد قبولاً من قوى المعارضة.
وتطالب المعارضة الجيش بالابتعاد كلياً عن العمل السياسي والتفرغ لأداء مهامه في حماية الدستور والحدود، بينما ترفع «لجان المقاومة» مطالب أكثر تشدداً بإزاحة المكون العسكري الحالي من السلطة تماماً، إلى جانب حل قوات الدعم السريع ودمجها في القوات النظامية.


مقالات ذات صلة

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

شمال افريقيا «أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

نقلت سفينة «أمانة» السعودية، اليوم (الخميس)، نحو 1765 شخصاً ينتمون لـ32 دولة، إلى جدة، ضمن عمليات الإجلاء التي تقوم بها المملكة لمواطنيها ورعايا الدول الشقيقة والصديقة من السودان، إنفاذاً لتوجيهات القيادة. ووصل على متن السفينة، مساء اليوم، مواطن سعودي و1765 شخصاً من رعايا «مصر، والعراق، وتونس، وسوريا، والأردن، واليمن، وإريتريا، والصومال، وأفغانستان، وباكستان، وأفغانستان، وجزر القمر، ونيجيريا، وبنغلاديش، وسيريلانكا، والفلبين، وأذربيجان، وماليزيا، وكينيا، وتنزانيا، والولايات المتحدة، وتشيك، والبرازيل، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وهولندا، والسويد، وكندا، والكاميرون، وسويسرا، والدنمارك، وألمانيا». و

«الشرق الأوسط» (جدة)
شمال افريقيا مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

بعد 3 أيام عصيبة قضتها المسنة السودانية زينب عمر، بمعبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان، وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على غر

شمال افريقيا الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

أعلنت الأمم المتحدة، الخميس، أنها تحتاج إلى 445 مليون دولار لمساعدة 860 ألف شخص توقعت أن يفروا بحلول أكتوبر (تشرين الأول) المقبل من القتال الدامي في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع. وأطلقت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين هذا النداء لجمع الأموال من الدول المانحة، مضيفة أن مصر وجنوب السودان سيسجّلان أكبر عدد من الوافدين. وستتطلب الاستجابة للأزمة السودانية 445 مليون دولار حتى أكتوبر؛ لمواجهة ارتفاع عدد الفارين من السودان، بحسب المفوضية. وحتى قبل هذه الأزمة، كانت معظم العمليات الإنسانية في البلدان المجاورة للسودان، التي تستضيف حالياً الأشخاص الفارين من البلاد، تعاني نقصاً في التمو

«الشرق الأوسط» (جنيف)
شمال افريقيا الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

وجّه الصراع المحتدم الذي يعصف بالسودان ضربة قاصمة للمركز الرئيسي لاقتصاد البلاد في العاصمة الخرطوم. كما عطّل طرق التجارة الداخلية، مما يهدد الواردات ويتسبب في أزمة سيولة. وفي أنحاء مساحات مترامية من العاصمة، تعرضت مصانع كبرى ومصارف ومتاجر وأسواق للنهب أو التخريب أو لحقت بها أضرار بالغة وتعطلت إمدادات الكهرباء والمياه، وتحدث سكان عن ارتفاع حاد في الأسعار ونقص في السلع الأساسية. حتى قبل اندلاع القتال بين طرفي الصراع في 15 أبريل، عانى الاقتصاد السوداني من ركود عميق بسبب أزمة تعود للسنوات الأخيرة من حكم الرئيس السابق عمر البشير واضطرابات تلت الإطاحة به في عام 2019.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
شمال افريقيا فيصل بن فرحان وغوتيريش يبحثان وقف التصعيد في السودان

فيصل بن فرحان وغوتيريش يبحثان وقف التصعيد في السودان

بحث الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم (الخميس)، الجهود المبذولة لوقف التصعيد العسكري بين الأطراف في السودان، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين السودانيين والمقيمين على أرضه. وأكد الأمير فيصل بن فرحان، خلال اتصال هاتفي أجراه بغوتيريش، على استمرار السعودية في مساعيها الحميدة بالعمل على إجلاء رعايا الدول التي تقدمت بطلب مساعدة بشأن ذلك. واستعرض الجانبان أوجه التعاون بين السعودية والأمم المتحدة، كما ناقشا آخر المستجدات والتطورات الدولية، والجهود الحثيثة لتعزيز الأمن والسلم الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

نصف المهندسين المسجلين في تونس هاجروا من البلاد

شارع الحبيب بورقيبة في العاصمة تونس (الشرق الأوسط)
شارع الحبيب بورقيبة في العاصمة تونس (الشرق الأوسط)
TT
20

نصف المهندسين المسجلين في تونس هاجروا من البلاد

شارع الحبيب بورقيبة في العاصمة تونس (الشرق الأوسط)
شارع الحبيب بورقيبة في العاصمة تونس (الشرق الأوسط)

كشفت بيانات نقلتها «وكالة تونس أفريقيا للأنباء» الحكومية، أن نصف المهندسين المسجلين في تونس غادروا البلاد؛ ما يعكس تفاقم هجرة الكوادر.

وبحسب أرقام ذكرها عميد المهندسين التونسيين، كمال سحنون، فإن 39 ألف مهندس من بين 90 ألفاً مسجلين في عمادة (نقابة) المهندسين، غادروا بالفعل تونس.

ويبلغ العدد الإجمالي لخريجي الهندسة من الجامعات التونسية أكثر من ثمانية آلاف سنوياً، في حين يبلغ معدل المغادرين يومياً نحو 20 مهندساً.

من تحرك مطلبي سابق في تونس (إ.ب.أ)
من تحرك مطلبي سابق في تونس (إ.ب.أ)

وحذر عميد المهندسين من «استمرار نزف الهجرة وإهدار الإمكانات البشرية والمادية للدولة؛ إذ تقدر تكاليف تكوين المهندسين سنوياً في تونس بنحو 650 مليون دينار؛ أي ما يوازي نحو 215 مليون دولار أميركي».

والمهندسون هم من بين آلاف الكوادر الجامعية التي تغادر تونس سنوياً، ومن بينهم العاملون بقطاعات الطب والهندسة الرقمية، بسبب ضعف الأجور، وتداعي البنية التحتية، وظروف العمل، أو البطالة القسرية.

ويقدر «المرصد الوطني التونسي للهجرة» عدد المغادرين سنوياً ضمن الهجرة المنظمة، بأكثر من 35 ألفاً. وتمثل دول الاتحاد الأوروبي ودول الخليج وكندا وجهات رئيسية للمغادرين.