منظمات تستنكر «التّدخل الأميركي» في الشأن التونسي

تصريحات أنتوني بلينكن أثارت احتجاج وغضب السلطات والمنظمات التونسية (رويترز)
تصريحات أنتوني بلينكن أثارت احتجاج وغضب السلطات والمنظمات التونسية (رويترز)
TT

منظمات تستنكر «التّدخل الأميركي» في الشأن التونسي

تصريحات أنتوني بلينكن أثارت احتجاج وغضب السلطات والمنظمات التونسية (رويترز)
تصريحات أنتوني بلينكن أثارت احتجاج وغضب السلطات والمنظمات التونسية (رويترز)

اعتبرت 13 جمعية ومنظمة تونسية أن البيان الصادر عن وزارة الخارجية الأميركية، وخطاب المرشح لمنصب سفير أميركا بتونس أول من أمس، يمثلان «تدخلاً صارخاً في الشأن الوطني الداخلي التونسي، وتعدياً على السيادة الوطنية، وعلى حق المواطنين في مقاومة مشروع الرئيس قيس سعيد»، المتعلق بالاستفتاء على الدستور الجديد، وأشارت في بيانها أمس إلى أن ما أقدمت عليه الخارجية الأميركية ومرشحها لمنصب السفير الأميركي بتونس يتعارض مع الأعراف الدبلوماسية، ويخرق أحكام اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية، التي تضبط علاقة تونس بهم، وتمنع التدخل في الشؤون الداخلية للدول.
وعبرت هذه المنظمات والجمعيات عن إدانتها الشديدة لمنهج المساومة، واستغلال الظرف الاقتصادي الصعب الذي تمر بها البلاد للضغط عليها، والذي تسببت فيه «سياسة الاقتراض والفساد المنتهجة من قبل كل المنظومات الحاكمة السابقة، والمتواصلة إلى حد اليوم عبر سياسات حكومة بودن»، بحسب تقرير لموقع «موزاييك إف إم» التونسي.
ووقع على هذا البيان بالخصوص الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، والنقابة الوطنية للصحافيين التونسيين، والجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات، والجمعية التونسية للعدالة والمساواة، إضافة للمنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، والمنظمة التونسية لمناهضة التعدي. وكانت وزارة الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج، قد استدعت أول من أمس القائمة بالأعمال بالنيابة بسفارة الولايات المتحدة الأميركية بتونس، ناتاشا فرانشاسكي، إثر البيان الصادر عن وزير الخارجية الأميركي، والتصريحات التي وصفتها «بغير المقبولة» للسفير الأميركي المعين بتونس لإبلاغها بأن هذا الموقف «لا يعكس روابط الصداقة بين البلدين وعلاقات الاحترام، وهو تدخل غير مقبول في الشأن الداخلي الوطني».
وقالت إن تصريحات بلينكن والسفير الأميركي المرتقب في تونس «تتعارض كلياً مع أحكام ومبادئ اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية»، وإن البيانات الأميركية «لا تعكس إطلاقاً حقيقة الوضع في تونس، أو الجهود المبذولة منذ 25 يوليو (تموز) 2021 لإعادة هيكلة وتأهيل الحياة السياسية على أسس صحيحة ومتينة للإصلاح».


مقالات ذات صلة

تونس تحقق مع 4 محامين في قضية «التآمر على أمن الدولة»

شمال افريقيا تونس تحقق مع 4 محامين في قضية «التآمر على  أمن الدولة»

تونس تحقق مع 4 محامين في قضية «التآمر على أمن الدولة»

وجه القطب القضائي لمكافحة الإرهاب طلبا رسميا إلى رئيس الفرع الجهوي للمحامين بتونس لبدء تحقيق ضدّ المحامين بشرى بلحاج حميدة، والعيّاشي الهمّامي، وأحمد نجيب الشابي، ونور الدين البحيري، الموقوف على ذمة قضايا أخرى، وذلك في إطار التحقيقات الجارية في ملف «التآمر على أمن الدولة». وخلفت هذه الدعوة ردود فعل متباينة حول الهدف منها، خاصة أن معظم التحقيقات التي انطلقت منذ فبراير (شباط) الماضي، لم تفض إلى اتهامات جدية. وفي هذا الشأن، قال أحمد نجيب الشابي، رئيس جبهة الخلاص الوطني المعارضة، وأحد أهم رموز النضال السياسي ضد نظام بن علي، خلال مؤتمر صحافي عقدته اليوم الجبهة، المدعومة من قبل حركة النهضة، إنّه لن

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا الرئيس التونسي يؤكد «احترام حرية التعبير»

الرئيس التونسي يؤكد «احترام حرية التعبير»

أعلنت نقابة الصحافيين التونسيين أمس رصد مزيد من الانتهاكات ضد حرية التعبير، مع تعزيز الرئيس قيس سعيد لسلطاته في الحكم، وذلك ردا على نفي الرئيس أول من أمس مصادرة كتب، وتأكيده أن «الحريات لن تهدد أبدا»، معتبرا أن الادعاءات مجرد «عمليات لتشويه تونس». وكان سحب كتاب «فرانكشتاين تونس» للروائي كمال الرياحي من معرض تونس الدولي للكتاب قد أثار جدلا واسعا في تونس، وسط مخاوف من التضييق على حرية الإبداع. لكن الرئيس سعيد فند ذلك خلال زيارة إلى مكتبة الكتاب بشارع الحبيب بورقيبة وسط تونس العاصمة قائلا: «يقولون إن الكتاب تم منعه، لكنه يباع في مكتبة الكتاب في تونس...

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا تشكيل أول كتلة نيابية في البرلمان التونسي الجديد

تشكيل أول كتلة نيابية في البرلمان التونسي الجديد

بعد مصادقة البرلمان التونسي المنبثق عن انتخابات 2022، وما رافقها من جدل وقضايا خلافية، أبرزها اتهام أعضاء البرلمان بصياغة فصول قانونية تعزز مصالحهم الشخصية، وسعي البرلمانيين لامتلاك الحصانة البرلمانية لما تؤمِّنه لهم من صلاحيات، إضافة إلى الاستحواذ على صلاحيات مجلس الجهات والأقاليم (الغرفة النيابية الثانية)، وإسقاط صلاحية مراقبة العمل الحكومي، يسعى 154 نائباً لتشكيل كتل برلمانية بهدف خلق توازنات سياسية جديدة داخل البرلمان الذي يرأسه إبراهيم بودربالة، خلفاً للبرلمان المنحل الذي كان يرأسه راشد الغنوشي رئيس حركة «النهضة». ومن المنتظر حسب النظام الداخلي لعمل البرلمان الجديد، تشكيل كتل برلمانية قبل

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا تونس: الشركاء الأجانب أصدقاؤنا... لكن الاستقرار خط أحمر

تونس: الشركاء الأجانب أصدقاؤنا... لكن الاستقرار خط أحمر

أكد وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج نبيل عمار أمس، الاثنين، أنه لا مجال لإرساء ديكتاتورية في تونس في الوقت الحالي، مشيراً إلى أن التونسيين «لن ينتظروا أي شخص أو شريك للدفاع عن حرياتهم»، وفق ما جاء في تقرير لـ«وكالة أنباء العالم العربي». وأشار التقرير إلى أن عمار أبلغ «وكالة تونس أفريقيا للأنباء» الرسمية قائلاً: «إذا اعتبروا أنهم مهددون، فسوف يخرجون إلى الشوارع بإرادتهم الحرة للدفاع عن تلك الحريات». وتتهم المعارضة الرئيس التونسي قيس سعيد بوضع مشروع للحكم الفردي، وهدم مسار الانتقال الديمقراطي بعد أن أقر إجراءات استثنائية في 25 يوليو (تموز) 2021 من بينها حل البرلمان.

المنجي السعيداني (تونس)

تونس: نقابة الصحافيين تحذر من تدهور صحة إعلاميين في السجن

المحامية والناشطة سنية الدهماني المعتقلة في السجون (الشرق الأوسط)
المحامية والناشطة سنية الدهماني المعتقلة في السجون (الشرق الأوسط)
TT

تونس: نقابة الصحافيين تحذر من تدهور صحة إعلاميين في السجن

المحامية والناشطة سنية الدهماني المعتقلة في السجون (الشرق الأوسط)
المحامية والناشطة سنية الدهماني المعتقلة في السجون (الشرق الأوسط)

حذرت نقابة الصحافيين التونسيين، اليوم الخميس، من تدهور الوضع الصحي لعدد من الصحافيين داخل السجون، بسبب تدني ظروف الإيقاف والرعاية، بحسب ما أورده تقرير لـ«وكالة الصحافة الألمانية».

وبدأت الصحافية شذى الحاج مبارك، الموقوفة في السجن منذ يوليو (تموز) 2023 إضراباً عن الطعام منذ الأحد الماضي، وهي تعاني أصلاً من تعقيدات صحية، ومن ضعف في السمع، وقالت عائلتها إن وضعها متدهور. كما أوضحت نقابة الصحافيين أن فريق الدفاع لم يتمكن من التواصل معها، ولم يحصل على ترخيص لزيارتها.

ويجري التحقيق مع شذى، من بين موقوفين آخرين، بشأن أنشطة شركة «ستالينجو» للنشر على شبكة الإنترنت، التي تلاحقها منذ عام 2021 تهمتَا «تبييض أموال»، و«التآمر على أمن الدولة».

وقالت نقابة الصحافيين أيضاً إن الصحافي محمد بوغلاب القابع في السجن منذ مارس (آذار) الماضي، يعاني من التهاب حاد في الجلد، ومن تدني خدمات الرعاية والعلاج. وحذرت في بيان لها من أن تكون هذه الممارسات بحق الصحافيين «سياسة تنكيلية ممنهجة، تصب في خانة العقوبات التكميلية».

ويقبع في السجن كذلك، الصحافيون: مراد الزغيدي، وبرهان بسيس، والمحامية سنية الدهماني، بسبب تعليقات في وسائل الإعلام عُدّت مخالفة لمرسوم أصدره الرئيس قيس سعيد، ينظم الجرائم المرتبطة بأنظمة الاتصال والمعلومات. ويواجه المرسوم الـ54 المعروف في تونس، انتقادات واسعة من منظمات حقوقية بسبب القيود على حرية التعبير، بحسب منتقديه.