مصادر عسكرية مصرية: مقتل وإصابة عناصر خطرة في قصف جوي لبؤر إرهابية بسيناء

الأمن يكشف عن خليتين استهدفتا أجهزة سيادية وقضاة ومواقع حكومية

مدرعة مصرية على الطريق السريع في شمال سيناء أول من أمس (رويترز)
مدرعة مصرية على الطريق السريع في شمال سيناء أول من أمس (رويترز)
TT

مصادر عسكرية مصرية: مقتل وإصابة عناصر خطرة في قصف جوي لبؤر إرهابية بسيناء

مدرعة مصرية على الطريق السريع في شمال سيناء أول من أمس (رويترز)
مدرعة مصرية على الطريق السريع في شمال سيناء أول من أمس (رويترز)

قالت مصادر عسكرية مصرية في سيناء أمس إن «عشرات من العناصر الإرهابية الخطرة قتلوا وأصيب آخرون في قصف جوي على بؤر مسلحين جنوب الشيخ زويد والعريش، فيما تم إبطال مفعول عبوة ناسفة شديدة الانفجار أمام إحدى المدارس بالعريش». وبينما أعلنت السلطات الأمنية المصرية توقيف خلية لعناصر جماعة الإخوان المسلمين بقيادة نائب مرشد الجماعة، خيرت الشاطر (محبوس)، استهدفت الحصول على معلومات استخباراتية من أجهزة سيادية، تمكنت الأجهزة الأمنية في الجيزة من ضبط خلية أخرى متهمة بتفجير قنبلة أمام منزل أحد القضاة واستهداف مواقع حكومية. وتزامن ذلك مع تأجيل محاكمة الرئيس الأسبق محمد مرسي و10 آخرين بتهمة التخابر وتسريب وثائق الأمن القومي إلى قطر، لجلسة 10 يونيو (حزيران) الجاري.
وتتخذ تنظيمات متشددة من شبه جزيرة سيناء مركزا لعملياتها ضد عناصر الجيش والشرطة. وتزايدت عمليتها منذ عزل مرسي المنتمي لـ«الإخوان» والمصنفة رسميا كجماعة إرهابية.
وأكدت مصادر عسكرية بشمال سيناء أمس أن «قوات مكافحة الإرهاب وجهت ضربات لبؤر إرهابية وسقط خلال الضربات التي شاركت فيها طائرات عسكرية وآليات أمنية عدد من العناصر الخطرة ما بين قتلى ومصابين». وقالت المصادر، إن «معلومات وصفت بالخطيرة تلقتها أجهزة الأمن تشير إلى قيام مسلحين بعمل معاينات من على بعد لأكمنة أمنية، تم إنشاؤها على طريق العريش رفح والشيخ زويد بغرض تنفيذ عمليات انتحارية بها، وتم اتخاذ الإجراءات اللازمة للتصدي لهذا المخطط». ونفت المصادر في الوقت ذاته، ما تردد عن مقتل 7 فلسطينيين وإصابة آخرين، أثناء تفجير قوات حرس الحدود المصرية نفقا كبيرا للتهريب في رفح.
في غضون ذلك، فرضت قوات الأمن كردونا أمام مدرسة أبو بكر الصديق بالعريش، أمس، بعدما عثر الأهالي على عبوة ناسفة شديدة الانفجار قبيل بدء امتحانات الثانوية العامة بساعة، وتم تفكيكها دون وقوع إصابات.
في سياق آخر، كشفت الأجهزة الأمنية عن مخطط أعدته جماعة الإخوان لزعزعة استقرار مصر والقضاء على مؤسسات الدولة بشكل كامل وخلق مؤسسات موازية لتحقيق مآرب الجماعة الإرهابية، على حد البيان الذي أذاعته أمس.
وقالت الأجهزة في البيان الذي بثته على التلفزيون إن «خيرت الشاطر قاد خلية إخوانية بهدف السيطرة على معلومات استخباراتية من الأجهزة السيادية إبان فترة حكم مرسي، حين عملت الجماعة على تدريب عناصر تابعة لها بالخارج للحصول على معلومات خاصة من الوزارات والأماكن السيادية».
وأضاف البيان أن «القيادي الإخواني أيمن علي كان هو حلقة الوصل بين الأجانب والمصريين تحت إشراف الشاطر، وأن الجماعة ومن خلال إمكانيات أعضائها خططت كذلك لمحاولة إفشال المؤتمر الاقتصادي الذي عقد بمدينة شرم الشيخ منتصف مارس (آذار) الماضي».
وقال مصدر أمني، إن «توقيت الإعلان عن ضبط الخلية لكي يعلم الشارع المصري مدى خطورة ما تقدم عليه البلاد من أخطار، وكيف كانت الأجهزة تدافع عن الشعب في ظل قيود رهيبة، وهي نفسها التي تعمل الآن لحماية الأمن القومي خلال الفترة المقبلة»، مشيرًا إلى أن الكشف الأمني لخلية الإخوان الجديدة يمتد عملها منذ منتصف عام 2012 ويقف وراء الخلية بعض الدول.
يأتي هذا في وقت، قال بيان لوزارة الداخلية، أمس، إن «قوات مصلحة الأمن العام وجهت عددا من الحملات الموسعة على مستوى محافظات مصر، أسفرت عن ضبط 30 متهما من جماعة الإخوان، المطلوبين في عدد من قضايا الشغب».
وكشفت الأجهزة الأمنية في محافظة الجيزة أمس، عن توقيف خلية إرهابية تابعة لجماعة الإخوان مكونة من 10 متهمين بينهم 3 طلاب اتهمتهم بتفجير قنبلة أمام منزل المستشار فتحي البيومي، قاضي براءة حبيب العادلي وزير الداخلية الأسبق، في قضية اتهامه بـ«الكسب غير المشروع»، مارس الماضي.
وذكرت تحقيقات النيابة أن «المتهمين نفذوا 6 تفجيرات أمام قسمي شرطة الوراق وأوسيم وفروع شركتي اتصالات بضاحية المهندسين، ما أسفر عن مصرع عامل وإصابة 14 آخرين في مارس الماضي، كما اتهمتهم بتفجير خط الغاز ووضع قنابل هيكلية أمام شركة الكهرباء ومواقع حكومية».
إلى ذلك، قررت محكمة مصرية أمس، تأجيل محاكمة الرئيس الأسبق مرسي و10 متهمين آخرين من كوادر جماعة الإخوان، إلى جلسة 10 يونيو الجاري، في قضية اتهامهم بالتخابر وتسريب وثائق تتعلق بالأمن القومي والقوات المسلحة المصرية، وإفشائها إلى دولة قطر. ومن المقرر أن تستكمل المحكمة خلال الجلسة المقبلة فض أحراز القضية.
كانت النيابة العامة أسندت إلى المتهمين ارتكاب جرائم اختلاس التقارير الصادرة من جهازي المخابرات العامة والحربية والقوات المسلحة وقطاع الأمن الوطني بوزارة الداخلية، وهيئة الرقابة الإدارية، والتي من بينها مستندات غاية في السرية تضمنت بيانات حول القوات المسلحة وأماكن تمركزها، بقصد تسليمها إلى جهاز المخابرات القطري وقناة «الجزيرة» الفضائية القطرية، للإضرار بمصر.



الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)

ضمن مخاوف الجماعة الحوثية من ارتدادات تطورات الأوضاع في سوريا على قوتها وتراجع نفوذ محور إيران في منطقة الشرق الأوسط؛ صعّدت الجماعة من ممارساتها بغرض تطييف المجتمع واستقطاب أتباع جدد ومنع اليمنيين من الاحتفال بسقوط نظام بشار الأسد.

واستهدفت الجماعة، حديثاً، موظفي مؤسسات عمومية وأخرى خاصة وأولياء أمور الطلاب بالأنشطة والفعاليات ضمن حملات التعبئة التي تنفذها لاستقطاب أتباع جدد، واختبار ولاء منتسبي مختلف القطاعات الخاضعة لها، كما أجبرت أعياناً قبليين على الالتزام برفد جبهاتها بالمقاتلين، ولجأت إلى تصعيد عسكري في محافظة تعز.

وكانت قوات الحكومة اليمنية أكدت، الخميس، إحباطها ثلاث محاولات تسلل لمقاتلي الجماعة الحوثية في جبهات محافظة تعز (جنوب غربي)، قتل خلالها اثنان من مسلحي الجماعة، وتزامنت مع قصف مواقع للجيش ومناطق سكنية بالطيران المسير، ورد الجيش على تلك الهجمات باستهداف مواقع مدفعية الجماعة في مختلف الجبهات، وفق ما نقله الإعلام الرسمي.

الجيش اليمني في تعز يتصدى لأعمال تصعيد حوثية متكررة خلال الأسابيع الماضية (الجيش اليمني)

وخلال الأيام الماضية اختطفت الجماعة الحوثية في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها ناشطين وشباناً على خلفية احتفالهم بسقوط نظام الأسد في سوريا، وبلغ عدد المختطفين في صنعاء 17 شخصاً، قالت شبكة حقوقية يمنية إنهم اقتيدوا إلى سجون سرية، في حين تم اختطاف آخرين في محافظتي إب وتعز للأسباب نفسها.

وأدانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات حملة الاختطافات التي رصدتها في العاصمة المختطفة صنعاء، مشيرة إلى أنها تعكس قلق الجماعة الحوثية من انعكاسات الوضع في سوريا على سيطرتها في صنعاء، وخوفها من اندلاع انتفاضة شعبية مماثلة تنهي وجودها، ما اضطرها إلى تكثيف انتشار عناصرها الأمنية والعسكرية في شوارع وأحياء المدينة خلال الأيام الماضية.

وطالبت الشبكة في بيان لها المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بإدانة هذه الممارسات بشكل واضح، بوصفها خطوة أساسية نحو محاسبة مرتكبيها، والضغط على الجماعة الحوثية للإفراج عن جميع المختطفين والمخفيين قسراً في معتقلاتها، والتحرك الفوري لتصنيفها منظمة إرهابية بسبب تهديدها للأمن والسلم الإقليميين والدوليين.

تطييف القطاع الطبي

في محافظة تعز، كشفت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» عن أن الجماعة الحوثية اختطفت عدداً من الشبان في منطقة الحوبان على خلفية إبداء آرائهم بسقوط نظام الأسد، ولم يعرف عدد من جرى اختطافهم.

تكدس في نقطة تفتيش حوثية في تعز حيث اختطفت الجماعة ناشطين بتهمة الاحتفال بسقوط الأسد (إكس)

وأوقفت الجماعة، بحسب المصادر، عدداً كبيراً من الشبان والناشطين القادمين من مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، وأخضعتهم للاستجواب وتفتيش متعلقاتهم الشخصية وجوالاتهم بحثاً عمّا يدل على احتفالهم بتطورات الأحداث في سوريا، أو ربط ما يجري هناك بالوضع في اليمن.

وشهدت محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) اختطاف عدد من السكان للأسباب نفسها في عدد من المديريات، مترافقاً مع إجراءات أمنية مشددة في مركز المحافظة ومدنها الأخرى، وتكثيف أعمال التحري في الطرقات ونقاط التفتيش.

إلى ذلك، أجبرت الجماعة عاملين في القطاع الطبي، بشقيه العام والخاص، على حضور فعاليات تعبوية تتضمن محاضرات واستماع لخطابات زعيمها عبد الملك الحوثي، وشروحات لملازم المؤسس حسين الحوثي، وأتبعت ذلك بإجبارهم على المشاركة في تدريبات عسكرية على استخدام مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقنابل اليدوية وزراعة الألغام والتعامل مع المتفجرات.

وذكرت مصادر طبية في صنعاء أن هذه الإجراءات استهدفت العاملين في المستشفيات الخاصعة لسيطرة الجماعة بشكل مباشر، سواء العمومية منها، أو المستشفيات الخاصة التي استولت عليها الجماعة بواسطة ما يعرف بالحارس القضائي المكلف بالاستحواذ على أموال وممتلكات معارضيها ومناهضي نفوذها من الأحزاب والأفراد.

زيارات إجبارية للموظفين العموميين إلى معارض صور قتلى الجماعة الحوثية ومقابرهم (إعلام حوثي)

وتتزامن هذه الأنشطة مع أنشطة أخرى شبيهة تستهدف منتسبي الجامعات الخاصة من المدرسين والأكاديميين والموظفين، يضاف إليها إجبارهم على زيارة مقابر قتلى الجماعة في الحرب، وأضرحة عدد من قادتها، بما فيها ضريح حسين الحوثي في محافظة صعدة (233 كيلومتراً شمال صنعاء)، وفق ما كانت أوردته «الشرق الأوسط» في وقت سابق.

وكانت الجماعة أخضعت أكثر من 250 من العاملين في الهيئة العليا للأدوية خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، وأخضعت قبلهم مدرسي وأكاديميي جامعة صنعاء (أغلبهم تجاوزوا الستين من العمر) في مايو (أيار) الماضي، لتدريبات عسكرية مكثفة، ضمن ما تعلن الجماعة أنه استعداد لمواجهة الغرب وإسرائيل.

استهداف أولياء الأمور

في ضوء المخاوف الحوثية، ألزمت الجماعة المدعومة من إيران أعياناً قبليين في محافظة الضالع (243 كيلومتراً جنوب صنعاء) بتوقيع اتفاقية لجمع الأموال وحشد المقاتلين إلى الجبهات.

موظفون في القطاع الطبي يخضعون لدورات قتالية إجبارية في صنعاء (إعلام حوثي)

وبينما أعلنت الجماعة ما وصفته بالنفير العام في المناطق الخاضعة لسيطرتها من المحافظة، برعاية أسماء «السلطة المحلية» و«جهاز التعبئة العامة» و«مكتب هيئة شؤون القبائل» التابعة لها، أبدت أوساط اجتماعية استياءها من إجبار الأعيان والمشايخ في تلك المناطق على التوقيع على وثيقة لإلزام السكان بدفع إتاوات مالية لصالح المجهود الحربي وتجنيد أبنائهم للقتال خلال الأشهر المقبلة.

في السياق نفسه، أقدمت الجماعة الانقلابية على خصم 10 درجات من طلاب المرحلة الأساسية في عدد من مدارس صنعاء، بحة عدم حضور أولياء الأمور محاضرات زعيمها المسجلة داخل المدارس.

ونقلت المصادر عن عدد من الطلاب وأولياء أمورهم أن المشرفين الحوثيين على تلك المدارس هددوا الطلاب بعواقب مضاعفة في حال استمرار تغيب آبائهم عن حضور تلك المحاضرات، ومن ذلك طردهم من المدارس أو إسقاطهم في عدد من المواد الدراسية.

وأوضح مصدر تربوي في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن تعميماً صدر من قيادات عليا في الجماعة إلى القادة الحوثيين المشرفين على قطاع التربية والتعليم باتباع جميع الوسائل للتعبئة العامة في أوساط أولياء الأمور.

مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

ونبه المصدر إلى أن طلب أولياء الأمور للحضور إلى المدارس بشكل أسبوعي للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة هو أول إجراء لتنفيذ هذه التعبئة، متوقعاً إجراءات أخرى قد تصل إلى إلزامهم بحضور فعاليات تعبوية أخرى تستمر لأيام، وزيارة المقابر والأضرحة والمشاركة في تدريبات قتالية.

وبحسب المصدر؛ فإن الجماعة لا تقبل أي أعذار لتغيب أولياء الأمور، كالسفر أو الانشغال بالعمل، بل إنها تأمر كل طالب يتحجج بعدم قدرة والده على حضور المحاضرات بإقناع أي فرد آخر في العائلة بالحضور نيابة عن ولي الأمر المتغيب.