البابا يختتم «رحلة التوبة» في القطب الشمالي

طلب «الصفح عن الأذى» اللاحق بالسكان الأصليين

جانب من زيارة البابا إلى كيبيك في 27 يوليو (أ.ب)
جانب من زيارة البابا إلى كيبيك في 27 يوليو (أ.ب)
TT

البابا يختتم «رحلة التوبة» في القطب الشمالي

جانب من زيارة البابا إلى كيبيك في 27 يوليو (أ.ب)
جانب من زيارة البابا إلى كيبيك في 27 يوليو (أ.ب)

توجّه البابا فرنسيس، أمس الجمعة، إلى القطب الشمالي المحطة الأخيرة من رحلته إلى كندا للقاء الإينويت الذين ينتظرون بدورهم اعتذارا عن سوء معاملتهم في مدارس داخلية، ويأملون أن يشير إلى «الانتهاكات الجنسية» التي يُتّهم ممثلون للكنيسة الكاثوليكية بالتستر عنها.
وألقى البابا فرنسيس (85 عامًا) كلمة أخيرة في مدينة كيبيك، قبل أن يتوجه إلى إيكالويت عاصمة منطقة نونافوت وأكبر مدينة فيها. وفي هذا المكان من أرخبيل القطب الشمالي الذي لا يمكن الوصول إليه إلا بالطائرة ويعني اسمه «مكان الأسماك»، يعيش نحو سبعة آلاف شخص معظمهم من السكان الأصليين، كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية. وفي شوارع إيكالويت التي تتألف من منازل صغيرة ملوّنة مبنية على أجراف صخرية تمتد إلى البحر، تابع السكان بدقة المراحل الأولى من رحلة «التوبة» التي يقوم بها البابا.
وفي المدينة، من المقرّر أن يلتقي بسكان أصليين أجبروا على الالتحاق بمدرسة داخلية في المدينة وسيلقي أمامهم خطابه الأخير. وقالت كارول مابليك (17 عاما): «أشعر بارتياح كبير لما جرى، للاعتذارات»، معترفة بأن «مشاعر مختلطة» تعتريها. أما إليسابي وشوتا (36 عاما)، وهي ربة منزل، فقالت: «هذا لن يحل أي مشكلة، لكن اعتذارات أمام العالم كله تعني الكثير بالنسبة لنا».
واعتبر كثيرون طلب «الصفح عن الأذى» اللاحق بالسكان الأصليين، والذي أطلقه البابا الاثنين في ألبرتا (غرب) بالقرب من مدرسة داخلية سابقة تشكل رمزا لعقود من سياسة الاستيعاب القسرية، «تاريخيا». لكن عددا كبيرا من السكان الأصليين يذكّرون بأنه ما زال يجب فعل الكثير، وأن هذا لا يمثّل سوى المرحلة الأولى من عملية طويلة للشفاء. وقال يسرائيل مابليك (43 عاما)، الذي ذهب إلى إحدى هذه المدارس الداخلية: «عليهم أن يفعلوا المزيد عبر وضع علاجات وإقامة مراكز رعاية للصحة النفسية».
وبين نهاية القرن التاسع عشر وتسعينات القرن العشرين، تم تسجيل حوالي 150 ألف شخص من الإينويت أو الميتي (الخلاسيون) أو الأمم الأولى قسراً في أكثر من 130 من هذه المؤسسات، وعزلهم بذلك عن أسرهم ولغتهم وثقافتهم. وقد تعرّض كثير منهم لاعتداءات جسدية أو جنسية، ولم يعد آلاف منهم إلى أسرهم، بعدما سقطوا ضحايا أمراض أو سوء تغذية أو إهمال.
لكن في إيكالويت، ينتظر كثر أيضا إجابات محددة من البابا حول الأب جوهان ريفوار الذي أصبح بالنسبة للكثيرين رمزًا لإفلات مرتكبي الاعتداءات الجنسية من العقاب تحت حماية الكنيسة. هذا القس الفرنسي الذي أمضى ثلاثة عقود في شمال كندا، صدرت في حقه مذكرة توقيف، لكن لم يطله أي إجراء حتى الآن. وقد غادر كندا في 1993، ويعيش في ليون الفرنسية. وقالت كيليكفاك كابلونا، رئيسة منظمة «نونافوت تونغافيك» التي تمثل إينويت نونافوت، إن «اعتذارات البابا ليست كاملة». وأضافت: «لم يأخذوا في الاعتبار الاعتداءات الجنسية، ولم يعترفوا بالدور المؤسسي للكنيسة الكاثوليكية في حماية المعتدين، فهذه الحماية تسمح للعنف الجنسي بالانتشار». وتابعت: «نريد أن يتمّ تسليم ريفوار إلى كندا لمواجهة التهم الموجّهة إليه في المحكمة، وطلبنا من البابا التدخّل ليطلب منه العودة إلى كندا».
وعلى الرغم من المناشدات المتكررة من كثير من الناجين، لم يطلب البابا الصفح باسم الكنيسة، بل عن الأعمال التي ارتكبها «بعض المسيحيين».
وقال رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو في بيان، الخميس، إنه ناقش مع البابا «ضرورة» أن تقوم الكنيسة «بخطوات ملموسة لإعادة القطع الأثرية للسكان الأصليين، وتأمين الوصول إلى سجلّات المدارس الداخلية»، من دون ذكر أي تفاصيل. وأكّد البابا من جهته أن الاعتذار ليس «نقطة نهاية» بل «نقطة البداية»، لكنه لم يحدد الخطوات الأخرى التي قد يتخذها.


مقالات ذات صلة

بابا الفاتيكان من المجر: لا تغلقوا الباب أمام الأجانب والمهاجرين

العالم بابا الفاتيكان من المجر: لا تغلقوا الباب أمام الأجانب والمهاجرين

بابا الفاتيكان من المجر: لا تغلقوا الباب أمام الأجانب والمهاجرين

ترأس البابا فرنسيس اليوم الأحد قداساً كبيراً في ساحة مفتوحة في بودابست حث خلاله المجريين على عدم صد المهاجرين، وأولئك الذين يصفونهم بأنهم «أجانب أو ليسوا مثلنا»، في دعوة تتعارض مع سياسات رئيس الوزراء القومي فيكتور أوروبان المناهضة للهجرة. واحتشد عشرات الآلاف في الساحة الواقعة خلف مبنى البرلمان وحولها لرؤية البابا في اليوم الأخير من زيارته للبلاد. وتابع البابا حديثاً بدأه في اليوم الأول من زيارته يوم الجمعة، عندما حذر من خطر تصاعد النزعة القومية في أوروبا، لكنه وضعه في سياق الإنجيل قائلاً إن الأبواب المغلقة مؤلمة وتتعارض مع تعاليم المسيح. وحضر القداس رئيس الوزراء الشعبوي أوروبان، الذي يرى نفسه

«الشرق الأوسط» (بودابست)
العالم البابا فرنسيس حذّر من «عودة زئير القوميات»

البابا فرنسيس حذّر من «عودة زئير القوميات»

دعا البابا فرنسيس، الذي بدأ الجمعة زيارة تستغرق ثلاثة أيام إلى المجر، إلى أن «تجد أوروبا روحها من جديد» في مواجهة «نوع من مرض الطفولة في التعامل مع الحرب»، محذراً مما سمّاها «عودة زئير القوميات». في شوارع العاصمة التي شهدت تدابير أمنية مشددة، استقبل سكان البابا الأرجنتيني (86 عاماً)، حاملين أعلام المجر والفاتيكان. وستقتصر زيارة البابا على بودابست بسبب صحته الهشة التي ستتم مراقبتها من كثب بعد شهر من دخوله المستشفى. في أول خطاب ألقاه في هذا البلد الواقع في وسط أوروبا على حدود أوكرانيا، قال البابا: «يبدو أنّنا نشهد غروباً حزيناً لحلم جوقة السلم، بينما يسيطر العازفون المنفردون للحرب».

«الشرق الأوسط» (بودابست)
العالم العربي البابا يعرب عن «قلقه الشديد» من دوامة العنف في الشرق الأوسط

البابا يعرب عن «قلقه الشديد» من دوامة العنف في الشرق الأوسط

أعرب البابا فرنسيس، اليوم الأحد، عن «قلقه البالغ» من دوامة العنف بين الإسرائيليين والفلسطينيين، خلال إحيائه قداس عيد الفصح. وقال البابا في عظة الفصح أمام 100 ألف مؤمن تجمعوا في ساحة القديس بطرس، إن الهجمات «تهدد جو الثقة والاحترام المتبادل المنشود والضروري لاستئناف الحوار بين الإسرائيليين والفلسطينيين، حتى يسود السلام المدينة المقدسة والمنطقة كلها». وتشهد المنطقة توتراً متصاعداً عقب اقتحام الشرطة الإسرائيلية المسجد الأقصى ليل الثلاثاء- الأربعاء، واعتقالها نحو 350 فلسطينياً تحصنوا فيه خلال شهر رمضان.

«الشرق الأوسط» (الفاتيكان)
العالم البابا يترأس قداس أحد الشعانين

البابا يترأس قداس أحد الشعانين

شكر البابا فرنسيس خلال ترؤسه قداس أحد الشعانين، في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان، إيذاناً ببدء احتفالات عيد الفصح، المؤمنين الذين صلوا من أجله أثناء مكوثه في المستشفى، حيث جرت معالجته من التهاب بالشعب الهوائية. وقال البابا البالغ 86 عاماً، بعد يوم من خروجه من المستشفى الذي أمضى فيه 3 أيام: «أحييكم جميعاً، أهل روما والحجاج، لا سيما القادمين من أماكن بعيدة. أشكركم على مشاركتكم وكذلك على صلواتكم التي كثفتموها في الأيام الأخيرة.

«الشرق الأوسط» (الفاتيكان)
العالم البابا يشكر المؤمنين خلال قداس أحد الشعانين

البابا يشكر المؤمنين خلال قداس أحد الشعانين

شكر البابا فرنسيس خلال ترؤسه قداس أحد الشعانين، في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان، إيذاناً ببدء احتفالات عيد الفصح، المؤمنين الذين صلوا من أجله أثناء مكوثه في المستشفى، حيث جرت معالجته من التهاب بالشعب الهوائية. وقال البابا البالغ 86 عاماً، بعد يوم من خروجه من المستشفى الذي أمضى فيه 3 أيام: «أحييكم جميعاً، أهل روما والحجاج، لا سيما القادمين من أماكن بعيدة. أشكركم على مشاركتكم وكذلك على صلواتكم التي كثفتموها في الأيام الأخيرة.


ميركل تعرب عن حزنها لعودة ترمب إلى الرئاسة الأميركية

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث خلال اجتماع ثنائي مع المستشارة الألمانية آنذاك أنجيلا ميركل على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في واتفورد ببريطانيا... 4 ديسمبر 2019 (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث خلال اجتماع ثنائي مع المستشارة الألمانية آنذاك أنجيلا ميركل على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في واتفورد ببريطانيا... 4 ديسمبر 2019 (رويترز)
TT

ميركل تعرب عن حزنها لعودة ترمب إلى الرئاسة الأميركية

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث خلال اجتماع ثنائي مع المستشارة الألمانية آنذاك أنجيلا ميركل على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في واتفورد ببريطانيا... 4 ديسمبر 2019 (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث خلال اجتماع ثنائي مع المستشارة الألمانية آنذاك أنجيلا ميركل على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في واتفورد ببريطانيا... 4 ديسمبر 2019 (رويترز)

أعربت المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل عن «حزنها» لعودة دونالد ترمب إلى السلطة وتذكرت أن كل اجتماع معه كان بمثابة «منافسة: أنت أو أنا».

وفي مقابلة مع مجلة «دير شبيغل» الألمانية الأسبوعية، نشرتها اليوم الجمعة، قالت ميركل إن ترمب «تحد للعالم، خاصة للتعددية».

وقالت: «في الحقيقة، الذي ينتظرنا الآن ليس سهلا»، لأن «أقوى اقتصاد في العالم يقف خلف هذا الرئيس»، حيث إن الدولار عملة مهيمنة، وفق ما نقلته وكالة «أسوشييتد برس».

وعملت ميركل مع أربعة رؤساء أميركيين عندما كانت تشغل منصب مستشار ألمانيا. وكانت في السلطة طوال ولاية ترمب الأولى، والتي كانت بسهولة أكثر فترة متوترة للعلاقات الألمانية الأمريكية خلال 16 عاما، قضتها في المنصب، والتي انتهت أواخر 2021.

وتذكرت ميركل لحظة «غريبة» عندما التقت ترمب للمرة الأولى، في البيت الأبيض خلال شهر مارس (آذار) 2017، وردد المصورون: «مصافحة»، وسألت ميركل ترمب بهدوء: «هل تريد أن نتصافح؟» ولكنه لم يرد وكان ينظر إلى الأمام وهو مشبك اليدين.

الرئيس الأميركي دونالد ترمب والمستشارة الألمانية آنذاك أنجيلا ميركل يحضران حلقة نقاشية في اليوم الثاني من قمة مجموعة العشرين في هامبورغ بألمانيا... 8 يوليو 2017 (أ.ف.ب)

ونقلت المجلة عن ميركل القول: «حاولت إقناعه بالمصافحة بناء على طلب من المصورين لأنني اعتقدت أنه ربما لم يلحظ أنهم يريدون التقاط مثل تلك الصورة... بالطبع، رفضه كان محسوبا».

ولكن الاثنان تصافحا في لقاءات أخرى خلال الزيارة.

ولدى سؤالها ما الذي يجب أن يعرفه أي مستشار ألماني بشأن التعامل مع ترمب، قالت ميركل إنه كان فضوليا للغاية وأراد معرفة التفاصيل، «ولكن فقط لقراءتها وإيجاد الحجج التي تقويه وتضعف الآخرين».

وأضافت: «كلما كان هناك أشخاص في الغرفة، زاد دافعه في أن يكون الفائز... لا يمكنك الدردشة معه. كان كل اجتماع بمثابة منافسة: أنت أو أنا».

وقالت ميركل إنها «حزينة» لفوز ترمب على كامالا هاريس في الانتخابات الرئاسية التي أجريت في الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني). وقالت: «لقد كانت خيبة أمل لي بالفعل لعدم فوز هيلاري كلينتون في 2016. كنت سأفضل نتيجة مختلفة».