«إطلالة» أم كلثوم تهيمن على ملتقى الكاريكاتير الدولي في مصر (صور)

اختيار «كوكب الشرق» شخصية الدورة السابعة

رسم كاريكاتيري لكوكب الشرق أم كلثوم
رسم كاريكاتيري لكوكب الشرق أم كلثوم
TT

«إطلالة» أم كلثوم تهيمن على ملتقى الكاريكاتير الدولي في مصر (صور)

رسم كاريكاتيري لكوكب الشرق أم كلثوم
رسم كاريكاتيري لكوكب الشرق أم كلثوم

يشعر زائر قصر الفنون في مصر هذه الأيام بحالة من الطرب الوجداني، وهو يتجوّل بين زخم الأعمال الفنية التي تجسد شخصية «كوكب الشرق» أم كلثوم وتُزين جدران القصر العريق. وتم اختيار أم كلثوم لتكون شخصية الملتقى الدولي السابع للكاريكاتير الذي يواصل أعماله حتى أول أغسطس (آب) المقبل، ويعرض لها أكثر من 130 بورتريهاً كاريكاتيرياً. وحسب الفنان فوزي مرسي، مفوّض عام الملتقى، فإن الأعمال التي تعرض لأم كلثوم ليست فقط لفنانين مصريين وعرب، إنما لفنانين أجانب أيضاً. ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «أرسل لي فنان من بنما فيديو له وهو يرسم عمله المشارك عن أم كلثوم، ويقوم خلال رسمه لبورتريه لها بالاستماع لواحدة من أغنياتها التي بحث عنها عبر (يوتيوب)، وأبدى لي مدى تأثره بصوتها رغم عدم فهمه كلمات الأغنية العربية».

ويقام ملتقى الكاريكاتير الدولي برعاية من وزارة الثقافة في مصر، ويعرض خلال دورة هذا العام نحو 400 عمل فني لـ297 فناناً يمثلون 62 دولة عربية وأجنبية، منها بلجيكا، أوكرانيا، بيرو، البرازيل، روسيا، الهند، كرواتيا، الصين، إندونيسيا، الأردن، الكويت، المملكة العربية السعودية، البحرين، تونس، المغرب، الإمارات، العراق. وتم اختيار الموسيقى لتكون المظلة التي تدور تحتها مشاركات الملتقى هذا العام، وأم كلثوم كشخصية للملتقى.

ومن اللافت، تنوع مساحات التناول الفني لشخصية أم كلثوم، بداية من تناول المفردات المرتبطة بشخصيتها الفنية، والتفاصيل التي ظلّت وطيدة الصلة بصورها على المسرح، من تسريحة شعرها المعروفة، ونظارتيها، ومنديلها الذي لم يفارقها في الغناء، وصولاً للفساتين التي احتفظت لها بإطلالة خاصة عبر السنوات. وسواء بالألوان أو الاستكتشات الأبيض والأسود، ظهر في البورتريهات، التي تجاوز عددها المائة بورتريه، تنافُس الفنانين في تقديم ملامح وتعبيرات وانفعالات وجه أم كلثوم لتبدو كأنها في حالة طرب موصول لم ينقطع.
وفي حين تبدو أم كلثوم نجمة الملتقى الأولى، يتوقف الزائر أيضاً عند عدد من أيقونات الفن والطرب الموسيقي، إذ تزخر البورتريهات الكاريكاتيرية بأسماء أخرى مثل محمد عبد الوهاب، وعبد الحليم حافظ، وسيد مكاوي.
ويقول فوزي مرسي إن «الدعوة لاستدعاء أيقونات الطرب، هي رسالة فنية تحمل معاني كثيرة، نستدعي زمناً مضى؛ لكنه يسكن داخلنا بكل ما فيه من جمال».

ويعود الملتقى بعد غياب عامين بسبب فيروس كورونا وما تبعه من وقف للأنشطة الفنية، وتعد هذه الدورة هي الدورة التالية لدورة عام 2019 التي تم تنظيمها في قصر الأمير طاز، وكان نجيب محفوظ هو شخصية الملتقى حينذاك.
إلى جانب بورتريهات أيقونات الغناء، يمكن تأمل أعمال تعكس مشاعر فنانيها المرتبطة بالموسيقى، إذ استقى بعض الفنانين من تاريخ الموسيقى، كما في أعمال أبرزت أيقونات مصرية قديمة تحتفي بآلة الناي والقيثارة، وأخرى صوّرت انفعالات كاريكاتيرية بالأسطوانات الموسيقية الدائرية كبيرة الحجم، وعلاقة العازف الوطيدة بالنوتة الموسيقية التي يقرأ منها ألحانه، وأخرى تقترب من نوستالجيا الأجداد وهم بجوار جهاز الغرامافون القديم في البيت.


مقالات ذات صلة

«تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر في تشجيع الشباب على القراءة

يوميات الشرق «تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر  في تشجيع الشباب على القراءة

«تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر في تشجيع الشباب على القراءة

كشفت تقارير وأرقام صدرت في الآونة الأخيرة إسهام تطبيق «تيك توك» في إعادة فئات الشباب للقراءة، عبر ترويجه للكتب أكثر من دون النشر. فقد نشرت مؤثرة شابة، مثلاً، مقاطع لها من رواية «أغنية أخيل»، حصدت أكثر من 20 مليون مشاهدة، وزادت مبيعاتها 9 أضعاف في أميركا و6 أضعاف في فرنسا. وأظهر منظمو معرض الكتاب الذي أُقيم في باريس أواخر أبريل (نيسان) الماضي، أن من بين مائة ألف شخص زاروا أروقة معرض الكتاب، كان 50 ألفاً من الشباب دون الخامسة والعشرين.

أنيسة مخالدي (باريس)
يوميات الشرق «تيك توك» يقلب موازين النشر... ويعيد الشباب إلى القراءة

«تيك توك» يقلب موازين النشر... ويعيد الشباب إلى القراءة

كل التقارير التي صدرت في الآونة الأخيرة أكدت هذا التوجه: هناك أزمة قراءة حقيقية عند الشباب، باستثناء الكتب التي تدخل ضمن المقرّرات الدراسية، وحتى هذه لم تعد تثير اهتمام شبابنا اليوم، وهي ليست ظاهرة محلية أو إقليمية فحسب، بل عالمية تطال كل مجتمعات العالم. في فرنسا مثلاً دراسة حديثة لمعهد «إبسوس» كشفت أن شاباً من بين خمسة لا يقرأ إطلاقاً. لتفسير هذه الأزمة وُجّهت أصابع الاتهام لجهات عدة، أهمها شبكات التواصل والكم الهائل من المضامين التي خلقت لدى هذه الفئة حالةً من اللهو والتكاسل.

أنيسة مخالدي (باريس)
يوميات الشرق آنية جزيرة تاروت ونقوشها الغرائبية

آنية جزيرة تاروت ونقوشها الغرائبية

من جزيرة تاروت، خرج كم هائل من الآنية الأثرية، منها مجموعة كبيرة صنعت من مادة الكلوريت، أي الحجر الصابوني الداكن.

يوميات الشرق خليل الشيخ: وجوه ثلاثة لعاصمة النور عند الكتاب العرب

خليل الشيخ: وجوه ثلاثة لعاصمة النور عند الكتاب العرب

صدور كتاب مثل «باريس في الأدب العربي الحديث» عن «مركز أبوظبي للغة العربية»، له أهمية كبيرة في توثيق تاريخ استقبال العاصمة الفرنسية نخبةً من الكتّاب والأدباء والفنانين العرب من خلال تركيز مؤلف الكتاب د. خليل الشيخ على هذا التوثيق لوجودهم في العاصمة الفرنسية، وانعكاسات ذلك على نتاجاتهم. والمؤلف باحث وناقد ومترجم، حصل على الدكتوراه في الدراسات النقدية المقارنة من جامعة بون في ألمانيا عام 1986، عمل أستاذاً في قسم اللغة العربية وآدابها في جامعة اليرموك وجامعات أخرى. وهو يتولى الآن إدارة التعليم وبحوث اللغة العربية في «مركز أبوظبي للغة العربية». أصدر ما يزيد على 30 دراسة محكمة.

يوميات الشرق عمارة القاهرة... قصة المجد والغدر

عمارة القاهرة... قصة المجد والغدر

على مدار العقود الثلاثة الأخيرة حافظ الاستثمار العقاري في القاهرة على قوته دون أن يتأثر بأي أحداث سياسية أو اضطرابات، كما شهد في السنوات الأخيرة تسارعاً لم تشهده القاهرة في تاريخها، لا يوازيه سوى حجم التخلي عن التقاليد المعمارية للمدينة العريقة. ووسط هذا المناخ تحاول قلة من الباحثين التذكير بتراث المدينة وتقاليدها المعمارية، من هؤلاء الدكتور محمد الشاهد، الذي يمكن وصفه بـ«الناشط المعماري والعمراني»، حيث أسس موقع «مشاهد القاهرة»، الذي يقدم من خلاله ملاحظاته على عمارة المدينة وحالتها المعمارية.

عزت القمحاوي

حلُّ لغز العمر الحقيقي لأكبر تمساح في العالم

علاقة آلمها الفراق (إ.ب.أ)
علاقة آلمها الفراق (إ.ب.أ)
TT

حلُّ لغز العمر الحقيقي لأكبر تمساح في العالم

علاقة آلمها الفراق (إ.ب.أ)
علاقة آلمها الفراق (إ.ب.أ)

لعقود، تولّى حارس الحدائق جورج كريغ رعاية تمساح طوله 5.5 متر، يُدعى «كاسيوس». وبعد تقاعده، توقّف التمساح عن الأكل، ودخل في حالة «تدهور سريع».

ووفق «الغارديان»، يحاول الباحثون تحديد العمر الحقيقي لأكبر تمساح في العالم بعد نفوقه في نهاية الأسبوع.

ونفق «كاسيوس»، حامل الرقم القياسي العالمي في موسوعة «غينيس»، لاعتقاد أنه يبلغ 110 أعوام على الأقل، في «مارينلاند ميلانيزيا» بجزيرة غرين الأسترالية، حيث عاش منذ عام 1987.

ولا يزال السبب الدقيق لنفوقه مجهولاً، لكنّ الاحتمال الأكبر يتعلّق بالشيخوخة. وجاء النفوق بعد أسابيع من رحيل أفضل صديق له، مالك «مارينلاند ميلانيزيا»، جورج كريغ، عن الجزيرة، وانتقاله إلى دار للمسنّين.

التمساح العملاق ينفق والعزاء يتدفّق (رويترز)

من جهته، قال حفيد كريغ، تودي سكوت: «يسهُل افتراض أنّ التوتر عجَّل نفوقه، خصوصاً أنّ صلةً وثيقةً تربط جدّي و(كاسيوس)».

وأضاف: «بعد مغادرة كريغ الجزيرة، راح التمساح يرفض الطعام، وبعد أسبوعين وجدناه فاقداً للوعي. 37 عاماً قضياها معاً، وبُعيد أسابيع من الانفصال، فقدنا أحدهما».

كان «كاسيوس» قد وقع في الأسر على أيدي باحثَيْن معنيَيْن بدراسة التماسيح، غراهام ويب وتشارلي مانوليس، في نهر فينيس عام 1987.

وبعد مدّة قضاها في العمل داخل مزرعة للماشية، سافر كريغ آلاف الكيلومترات، ونُقل «كاسيوس» إلى جزيرة غرين، حيث عاش منذ ذلك الحين.

وبتشريح «كاسيوس»، يأمل الباحثون في تحديد عمره الحقيقي الذي لطالما اعتمد على التقديرات.

في هذا السياق، أكد سكوت أنه بمجرّد النظر إلى «كاسيوس»، يمكن إدراك تقدّمه في السنّ.

وأضاف: «بلغ طوله 5.48 متر وتجاوز وزنه الطنّ. كان يبدو أقرب إلى ديناصور حيّ. بدا كأنه حيوان قديم».

ومن المقرَّر عدّ الحلقات الموجودة على عيّنة من عظم فخذه، في محاولة لتحديد عمره، على غرار حلقات الأشجار. كما أُخذت عيّنة من كل عضو رئيسي، وجرى الحفاظ على جلده ورأسه.

عمره الحقيقي حيَّر العلماء (إ.ب.أ)

وعبَّر سكوت عن اعتقاده بأنّ «كاسيوس» لطالما كان «مختلفاً جداً» عن التماسيح الأخرى في جزيرة غرين، بناءً على خبرته بمجال تربية صغار التماسيح طوال 14 عاماً.

وعادةً، يُزال بيض التماسيح من العشّ داخل الحظائر، لئلا تأكلها الذكور. وإنما في التسعينات، ترك كريغ بيضة عن طريق الخطأ.

روى سكوت: «فقست، فوجدنا تمساحاً صغيراً على رأس (كاسيوس) في الصباح». قرّر كريغ ترك التمساح الرضيع الذي أطلق عليه اسم «زينا»، تيمّناً بالأميرة المُحاربة، مع «كاسيوس»، فتولّى تربيتها لـ14 عاماً.

وإذ ذكر أنّ «كاسيوس» كان يحفظ قِطع الطعام في فمه، ثم يمنحها لـ«زينا»، أكّد: «لم يسبق توثيق هذا النوع من السلوك».

من ناحية أخرى، كان «كاسيوس» محبوباً ممَّن زاروه في «مارينلاند ميلانيزيا» لعقود، فتابع سكوت أنّ رسائل التعزية بعد نفوقه تدفّقت من أنحاء العالم، لافتاً إلى أنّ المركز سيركّز على استمرار إرث التمساح العملاق.

اليوم، يعيش أقدم تمساح معروف في العالم، يُدعى «هنري»، في مركز «كروك وورلد» للحفاظ على الحيوانات بجنوب أفريقيا. ومن المقرَّر بلوغه 124 عاماً في ديسمبر (كانون الأول) المقبل.