«إلى الأمام» يجدّد النقاش حول تجاوز نظام الحزبين في أميركا

شكوك حول نجاحه في اختراق القواعد الانتخابية الجمهورية

يانغ يلقي كلمة خلال فعالية انتخابية بنيويورك في 14 يناير 2021 (رويترز)
يانغ يلقي كلمة خلال فعالية انتخابية بنيويورك في 14 يناير 2021 (رويترز)
TT

«إلى الأمام» يجدّد النقاش حول تجاوز نظام الحزبين في أميركا

يانغ يلقي كلمة خلال فعالية انتخابية بنيويورك في 14 يناير 2021 (رويترز)
يانغ يلقي كلمة خلال فعالية انتخابية بنيويورك في 14 يناير 2021 (رويترز)

أحيا إعلان سياسيين أميركيين تأسيس «حزب ثالث»، الجدل حول محاولات كسر هيمنة نظام الحزبين على الحياة السياسية في أميركا.
وفيما لا تعدّ محاولات تأسيس حزب ثالث جديدة، فإنها تعتبر رداً على ما تراه أطياف سياسية أميركية «فشلاً» من طرف الحزبين الجمهوري والديمقراطي في إحجام دور التيارات المتطرفة، وتخفيف حدّة الاستقطاب السياسي في البلاد، والاستجابة لاهتمامات الناخبين اليومية. وبينما يسعى قادة الحزب الأميركي الجديد، الذي يحمل اسم «إلى الأمام»، إلى ملء فراغ سياسي تدعمه استطلاعات الرأي، فإنه مهدّد بنفس مصير التجارب السابقة التي جاءت نتيجة أزمات سياسية واجتماعية واقتصادية، وانتهت مع تراجع الضغوط التي كانت تقع على الأميركيين.
ويقود حزب «إلى الأمام» كل من أندرو يانغ المرشح الرئاسي الديمقراطي السابق، وكريستين تود ويتمان الحاكمة الجمهورية السابقة لولاية نيوجيرسي، وديفيد جولي النائب الجمهوري السابق من ولاية فلوريدا. وقالوا في مقالة إن «التطرف السياسي يمزّق أمّتنا، وقد فشل الحزبان الرئيسيان في معالجة الأزمة». وحذروا من أن الاستقطاب «يؤجج تصعيد الترهيب السياسي، ما قد لا يسمح للولايات المتحدة بأن تحتفل بعيد تأسيسها الـ300 بشكل جيد». كما أشاروا إلى تحقيقات اللجنة النيابية في هجوم 6 يناير (كانون الثاني) على الكابيتول، واصفينه بأحد أحلك الأيام في تاريخ البلاد، وذروة مروعة لمحاولة الانقلاب الانتخابي. ووضع هذا التعليق الحزب في مواجهة مباشرة مع الرئيس السابق دونالد ترمب وقاعدته الشعبية، التي قالوا عنها إنها تقارب 30 مليون أميركي، يصرون على نظرياته واستعدادهم لإعادته إلى البيت الأبيض «ولو بالقوة». وأضافوا: «هذا ما يحدث عندما تفشل الديمقراطيات، يشعر الناس أن أصواتهم غير مسموعة، وأنهم يتطرفون لحمل السلاح»، ما يؤدي إلى الحديث السائد عن «الحرب الأهلية». وتضيف المقالة أن «معظم محاولات تأسيس حزب ثالث فشلت في تاريخ الولايات المتحدة، إما لأنها كانت ضيّقة جداً من الناحية الآيديولوجية، أو لأن السكان كانوا غير مهتمين. لكن الناخبين يطالبون بحزب جديد اليوم أكثر من أي وقت مضى».
وأوضح القادة الثلاثة أن تشكيل «إلى الأمام» تم من خلال دمج 3 مجموعات سياسية «تمثّل اليسار واليمين والوسط». وهي حركة «تجديد أميركا»، التي أسسها عام 2021 عشرات المسؤولين السابقين في إدارات جمهورية، رأسها رونالد ريغان، إلى دونالد ترمب، وحزب «إلى الأمام» الذي أسسه يانغ الذي غادر الحزب الديمقراطي عام 2021، وحركة «خدمة أميركا» وهي مجموعة من الديمقراطيين والجمهوريين والمستقلين أسّسها ديفيد جولي.
واتفق قادة الحزب في البداية على رئاسة ثنائية من يانغ وويتمان؛ حيث يأملون في أن يصبح الحزب بديلاً فعالاً للحزبين الجمهوري والديمقراطي. وسيعقد قادة الحزب سلسلة من الفعاليات في أكثر من 20 مدينة في الخريف المقبل لإطلاق برنامجه وجذب الدعم. وسيقيمون حفل إطلاق رسمياً في هيوستن في 24 سبتمبر (أيلول)، على أن يُعقد أول مؤتمر وطني للحزب في مدينة أميركية كبيرة صيف 2023.
وفيما لم يعلن الحزب بعد عن سياسات محددة، أشارت المقالة إلى «ركائز لتنشيط اقتصاد عادل ومزدهر، وإعطاء الأميركيين مزيداً من الخيارات ومزيداً من الثقة في حكومة تعمل ومزيداً من الرأي في مستقبل البلاد». غير أن إشارتهم إلى قضايا السلاح والمناخ والإجهاض وحق التصويت، ومحاولتهم تقديم موقف وسطي، يرفض تشدّد اليمين واليسار، لا يبعدهم عن سهام النقد والتشكيك، وخصوصاً من الجمهوريين. ومع سيطرة يمين الحزب الجمهوري على 26 ولاية أميركية، وقيامهم أخيراً بسنّ تشريعات محافظة جداً في عدد من هذه القضايا، قد يحتاج الأمر إلى أكثر من جهود حزب ثالث لتغييرها. كما لم يتضح بعد كيف يمكن أن يؤثر الحزب الجديد على التوقعات الانتخابية لأي من الحزبين الجمهوري والديمقراطي في بلد شديد الاستقطاب، ويشكك المحللون السياسيون في نجاحه.
ويسعى الحزب إلى التسجيل رسمياً، وخوض الانتخابات في 30 ولاية، بحلول نهاية عام 2023. وفي جميع الولايات بحلول أواخر عام 2024. أي في الوقت المناسب للمشاركة في انتخابات 2024 الرئاسية.


مقالات ذات صلة

الكونغرس الأميركي يُحقّق في «أخلاقيات» المحكمة العليا

الولايات المتحدة​ الكونغرس الأميركي يُحقّق في «أخلاقيات» المحكمة العليا

الكونغرس الأميركي يُحقّق في «أخلاقيات» المحكمة العليا

تواجه المحكمة العليا للولايات المتحدة، التي كانت تعدّ واحدة من أكثر المؤسّسات احتراماً في البلاد، جدلاً كبيراً يرتبط بشكل خاص بأخلاقيات قضاتها التي سينظر فيها مجلس الشيوخ اليوم الثلاثاء. وتدور جلسة الاستماع، في الوقت الذي وصلت فيه شعبية المحكمة العليا، ذات الغالبية المحافظة، إلى أدنى مستوياتها، إذ يرى 58 في المائة من الأميركيين أنّها تؤدي وظيفتها بشكل سيئ. ونظّمت اللجنة القضائية في مجلس الشيوخ، التي يسيطر عليها الديمقراطيون، جلسة الاستماع هذه، بعد جدل طال قاضيين محافظَين، قبِل أحدهما وهو كلارنس توماس هبة من رجل أعمال. ورفض رئيس المحكمة العليا جون روبرتس، المحافظ أيضاً، الإدلاء بشهادته أمام الك

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الجمود السياسي بين البيت الأبيض والكونغرس يثير ذعر الأسواق المالية

الجمود السياسي بين البيت الأبيض والكونغرس يثير ذعر الأسواق المالية

أعلن رئيس مجلس النواب الأميركي كيفين مكارثي قبول دعوة الرئيس جو بايدن للاجتماع (الثلاثاء) المقبل، لمناقشة سقف الدين الأميركي قبل وقوع كارثة اقتصادية وعجز الحكومة الأميركية عن سداد ديونها بحلول بداية يونيو (حزيران) المقبل. وسيكون اللقاء بين بايدن ومكارثي في التاسع من مايو (أيار) الجاري هو الأول منذ اجتماع فبراير (شباط) الماضي الذي بحث فيه الرجلان سقف الدين دون التوصل إلى توافق. ودعا بايدن إلى لقاء الأسبوع المقبل مع كل من زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر (ديمقراطي من نيويورك)، وزعيم الأقلية في مجلس النواب ميتش ماكونيل (جمهوري من كنتاكي)، وزعيم الأقلية في مجلس النواب حكيم جيفريز (ديمقراطي م

هبة القدسي (واشنطن)
الولايات المتحدة​ شاهد.... مراهق أميركي ينقذ حافلة مدرسية بعد فقدان سائقها الوعي

شاهد.... مراهق أميركي ينقذ حافلة مدرسية بعد فقدان سائقها الوعي

تمكّن تلميذ أميركي يبلغ 13 سنة من إيقاف حافلة مدرسية تقل عشرات التلاميذ بعدما فقد سائقها وعيه. وحصلت الواقعة الأربعاء في ولاية ميشيغان الشمالية، عندما نهض مراهق يدعى ديلون ريفز من مقعده وسيطر على مقود الحافلة بعدما لاحظ أنّ السائق قد أغمي عليه. وتمكّن التلميذ من إيقاف السيارة في منتصف الطريق باستخدامه فرامل اليد، على ما أفاد المسؤول عن المدارس الرسمية في المنطقة روبرت ليفرنوا. وكانت الحافلة تقل نحو 70 تلميذاً من مدرسة «لويس أي كارتر ميدل سكول» في بلدة وارين عندما فقد السائق وعيه، على ما ظهر في مقطع فيديو نشرته السلطات.

يوميات الشرق أول علاج بنبضات الكهرباء لمرضى السكري

أول علاج بنبضات الكهرباء لمرضى السكري

كشفت دراسة أجريت على البشر، ستعرض خلال أسبوع أمراض الجهاز الهضمي بأميركا، خلال الفترة من 6 إلى 9 مايو (أيار) المقبل، عن إمكانية السيطرة على مرض السكري من النوع الثاني، من خلال علاج يعتمد على النبضات الكهربائية سيعلن عنه للمرة الأولى. وتستخدم هذه الطريقة العلاجية، التي نفذها المركز الطبي بجامعة أمستردام بهولندا، المنظار لإرسال نبضات كهربائية مضبوطة، بهدف إحداث تغييرات في بطانة الجزء الأول من الأمعاء الدقيقة لمرضى السكري من النوع الثاني، وهو ما يساعد على التوقف عن تناول الإنسولين، والاستمرار في التحكم بنسبة السكر في الدم. وتقول سيلين بوش، الباحثة الرئيسية بالدراسة، في تقرير نشره الجمعة الموقع ال

حازم بدر (القاهرة)
آسيا شويغو: روسيا تعزز قواعدها في آسيا الوسطى لمواجهة أميركا

شويغو: روسيا تعزز قواعدها في آسيا الوسطى لمواجهة أميركا

نقلت وكالة الإعلام الروسية الحكومية عن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو قوله، اليوم (الجمعة)، إن موسكو تعزز الجاهزية القتالية في قواعدها العسكرية بآسيا الوسطى لمواجهة ما قال إنها جهود أميركية لتعزيز حضورها في المنطقة. وحسب وكالة «رويترز» للأنباء، تملك موسكو قواعد عسكرية في قرغيزستان وطاجيكستان، لكن الوكالة نقلت عن شويغو قوله إن الولايات المتحدة وحلفاءها يحاولون إرساء بنية تحتية عسكرية في أنحاء المنطقة، وذلك خلال حديثه في اجتماع لوزراء دفاع «منظمة شنغهاي للتعاون» المقام في الهند. وقال شويغو: «تحاول الولايات المتحدة وحلفاؤها، بذريعة المساعدة في مكافحة الإرهاب، استعادة حضورها العسكري في آسيا الوسطى

«الشرق الأوسط» (موسكو)

ترمب مستمر في «دراسة» قراره إزاء إيران وسط تباين حاد في الآراء المقدمة له

صورة مركبة تضع ترمب في الوسط بين رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو والمرشد الإيراني علي خامنئي (أ.ف.ب)
صورة مركبة تضع ترمب في الوسط بين رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو والمرشد الإيراني علي خامنئي (أ.ف.ب)
TT

ترمب مستمر في «دراسة» قراره إزاء إيران وسط تباين حاد في الآراء المقدمة له

صورة مركبة تضع ترمب في الوسط بين رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو والمرشد الإيراني علي خامنئي (أ.ف.ب)
صورة مركبة تضع ترمب في الوسط بين رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو والمرشد الإيراني علي خامنئي (أ.ف.ب)

منذ ما قبل بدء الحرب الإسرائيلية - الإيرانية التي أتمت، الجمعة، يومها الثامن، كانت تعليقات الصحف الأميركية وتصريحات السياسيين من الحزبين، الجمهوري والديمقراطي، تشير إلى خلافات ووجهات نظر تضغط على الرئيس دونالد ترمب بشأن إيران. لكن البعض يذكّر بقول معروف في واشنطن لوصف موقف الحزبين من السياسة الخارجية: الديمقراطيون يكذبون ويموهون مواقفهم، فيما الجمهوريون يعبرون صراحة عن آرائهم.

هكذا يبدو المشهد راهناً، حيث يتلقى ترمب آراءً متباينة بشدة وهو «يدرس» توجيه ضربة للمنشآت النووية الإيرانية، سواء من الحزب الجمهوري «المنقسم»، أو من الديمقراطيين الذين يزايدون عليه لتسجيل نقاط.

ووفقاً للسيناتور الجمهوري ليندسي غراهام وغيره من «الصقور»، فقد نصح ترمب بـ«إنهاء المهمة»، حتى لو كان ذلك يعني قيام الولايات المتحدة بعمل عسكري ضد المنشآت النووية، مع ما قد يعنيه ذلك على مستقبل إيران.

الرئيس الأميركي دونالد ترمب في البيت الأبيض يوم 18 يونيو (إ.ب.أ)

بيد أن أصواتاً جمهورية أخرى كانت أكثر دقة في التعبير عمّا يمكن توقعه جراء «إنهاء المهمة». فقد شبّه السيناتور الجمهوري تيم شيحي، وهو جندي سابق في القوات الخاصة البحرية، الوضع الراهن بأزمة الصواريخ الكوبية عام 1962. وقال إنه يريد منع إيران من الحصول على سلاح نووي، لكنه أضاف أنه «من غير الواقعي تماماً» أن يجادل الجمهوريون بأن الولايات المتحدة تستطيع قصف المنشآت النووية في «فوردو» والتوقف عند ذلك.

وقال: «إن الحروب فوضوية وطويلة وغير واضحة، ونادراً ما يُنهي عمل واحد صراعاً. لذا لا أعتقد أن استئصالنا للقدرة النووية هو نهاية المطاف... وكما قال الرئيس، وكما يتفق الجميع تقريباً، لا أريدهم أن يمتلكوا أسلحة نووية».

وحده السيناتور الجمهوري «المشاغب»، راند بول، حذر من أن الضربة الاستباقية «ستكون غير دستورية، وقد تجر الولايات المتحدة أو حلفاءها إلى حرب فوضوية».

ومع ذلك، بدا أن هذا التنافر في الأصوات لا يعكس انقساماً جدياً في الحزب الجمهوري الذي أعاد ترمب تشكيل آيديولوجيته على صورته، محتفظاً لنفسه بقرار حجم التورط المحتمل في الحرب. ويجمع المراقبون على أن قرار إسرائيل بشن الهجوم على إيران، «لم يكن ليصدر لو لم يكن خلاصة أشهر طويلة من المناقشات والتنسيق الحثيث مع الولايات المتحدة، على خلفية التغيير في نظرتها لدور إيران».

ويقول مراقبون في واشنطن: «إن معظم أعضاء الحزب الجمهوري سيتبعون الرئيس، مهما كان اختياره». وهو ما أصرّ عليه ترمب حين عبر عن رغبته في تجنب «حرب طويلة الأمد»، لكنه بدا غير مكترث بمن قد يشعرون «بقليل من الاستياء الآن» إزاء احتمالية انخراط الولايات المتحدة بشكل مباشر أكثر. وقال للصحافيين، الأربعاء: «أريد شيئاً واحداً فقط: لا يمكن لإيران امتلاك سلاح نووي. هذا كل شيء».

السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام يتحدث في الكونغرس 11 يونيو 2025 (رويترز)

وبحسب تسريبات صحافية، كان لافتاً استعانة ترمب بعدد المستشارين «الموثوقين»، من بينهم أعضاء مجلس الشيوخ من أمثال غراهام وشيحي، مستبعداً على سبيل المثال، وزير الدفاع بيت هيغسيث، أو مديرة الاستخبارات الوطنية تولسي غابارد، فضلاً عن استماعه لعدد من «المؤثرين»، لدرس خطوة قد تُعيد تشكيل مسار رئاسته. ومن بين هؤلاء المؤثرين، المذيع مارك ليفين، وشون هانيتي من قناة «فوكس نيوز»، اللذين يُؤيدانه، وصقور الحزب الجمهوري في الكونغرس الذين لطالما شككوا في جدوى الدبلوماسية مع إيران.

ويُظهر انفتاح ترمب على ضرب إيران، مدى ابتعاده عن «انعزالية» المنادين بشعار «أميركا أولاً»، غير التدخلية، واستماعه إلى صقور الحزب الجمهوري أكثر، بدلاً من الاستماع إلى نائبه جي دي فانس. ونقلت وسائل إعلام أميركية عن مصدر مقرب من إدارة ترمب قوله إن الرئيس «يحترم بشدة» أمثال المعلقين الجمهوريين «ذوي التوجهات القديمة» مثل ليفين وهانيتي، «ربما أكثر» من الشخصيات الأكثر رفضاً للتدخل. وأضاف أن الرئيس يسعى إلى «الحفاظ على المرونة وحرية التصرف. وأعتقد أنه يدرك الآن أن تكاليف الضربة أقل مما كانت عليه في أي وقت مضى». وقال: «إذا أراد، يمكنه أن يأمر بشن ضربات على فوردو، والتأكد من أن الأمر قد تحقق وفي النهاية يقول اعتبر الأمر منتهياً، لقد انتهينا من العمليات الهجومية في إيران».

ومع ذلك، لا يزال الجدل داخل الإدارة يشير إلى أن الخطوات التالية، ليست واضحة بعد. وهو ما عبر عنه ترمب، الثلاثاء، حين قال إنه لم يتخذ موقفاً نهائياً بعد، لكنّ «لديه أفكاراً حول ما يجب فعله».

ومع استماع ترمب لنصائح الصقور، قال السيناتور غراهام: «إذا كانت لدينا القدرة، فلا يتعين على إسرائيل إنهاء المهمة؛ يجب علينا إتمامها. عُرضت الدبلوماسية؛ لكنها لم تنجح. لقد شجعت الرئيس على تزويد إسرائيل بما تحتاج إليه لإنجاز المهمة. وإذا احتجنا إلى التدخل السريع كجزء منها، فليفعلوا ذلك».

دونالد ترمب يتحدث في البيت الأبيض (أ.ب)

وتشير تعليقات جمهورية أخرى إلى أن أعضاء مجلس الشيوخ سيدعمون الرئيس «إذا قرر التعمق أكثر، حتى فيما يتعلق بتغيير النظام الإيراني» الذي يقول إنه لا يريده. وقال السيناتور الجمهوري توم تيليس: «إذا كانت هذه هي الفرصة السانحة، وكانت أفضل نصيحة عسكرية يُنصح بها الرئيس، هي هدم تلك المخابئ، فلنهدمها ونخرج القيادة من طهران، ولنعطِ الشعب الإيراني فرصة للحرية». وهو ما أكده السيناتور الجمهوري شيحي، الذي قال: «إن الولايات المتحدة منخرطة بالفعل في صراع مع إيران، نظراً لوجودها المستمر في صراعات عسكرية مع جهات أخرى، وهدفها المعلن المتمثل في تدمير أميركا».

سيناتور جمهوري آخر هو كيفن كريمر، كان واضحاً أكثر حين قال: «ما لا أريده هو أن نرى إسرائيل تُنجز 90 أو 95 في المائة من المهمة، ثم لا يتحقق الجزء الأخير الذي قد يُنهي كل هذا، لأننا لسنا على استعداد للانخراط مع دولة تُصرّ على تدميرنا».

ومع ذلك، ينقل عن مصدر في «البنتاغون» قوله، إنه «لا يوجد ما يشير» إلى قرب تنفيذ عملية قصف حتى يوم الأربعاء المقبل، مشيراً إلى أن انخفاض احتياطيات الذخائر الأميركية الأساسية، يعد «مصدر قلق كبير، بل وأساسي»، قد يردع عن توجيه ضربة سريعة في النهاية.

زعيم الديمقراطيين في مجلس النواب حكيم جيفريز (أرشيفية - رويترز)

في المقابل، وفيما يتوقع أن يكون السيناتور الديمقراطي جون فيترمان، من بين الأعضاء الديمقراطيين القليلين الذين يعبرون صراحة عن دعمهم لترمب في توجيه ضربة استباقية للمنشآت النووية، يرى الديمقراطيون أن الرئيس «غير جاد» مع إيران. واتهم الحاكم الديمقراطي لولاية ماريلاند، ويس مور، وهو من قدامى المحاربين وقاد قوات في «الفرقة 82» المحمولة جواً في أفغانستان، الرئيس ترمب بإظهار «عدم جدية» في التعامل مع الصراع الدائر بين إسرائيل وإيران، منتقداً تصريحاته المتقلبة بعدما وجه «إنذاراً نهائياً» إلى طهران، ثم قوله إنه «قد يفعل ذلك أو لا يفعله».

وقال مور الذي يُعد نجماً صاعداً في الحزب الديمقراطي ومرشحاً محتملاً للرئاسة عام 2028، في مقابلة يوم الخميس: «بصفتي شخصاً ارتدى الزي العسكري، وخاطرت بحياتي مع زملائي في الخدمة دفاعاً عن هذا البلد، فإن رؤية مثل هذا النقاش المنفلت حول قضايا الحياة والموت أمر مخيب للآمال». وقال مور: «هذه قضايا خطيرة، وهذه أوقات حرجة للغاية». وأضاف: «إن انعدام الجدية الذي يحيط بهذه المحادثات، وكل هذه المناورات القائمة على مبدأ هل سأفعل أم لا، لا يُسهم في هذا الحوار الأوسع... إن حياة الناس على المحك».

غير أن إعلان البيت الأبيض عزمه إجراء إحاطة إعلامية لجميع أعضاء مجلس الشيوخ، الأسبوع المقبل، دفع وفقاً لمساعد زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ تشاك شومر، السيناتور الديمقراطي آدم شيف إلى القول إن «هذا قرارٌ بالغ الأهمية، ولا ألومه على تخصيصه وقتاً لفهمه. أشاركه هدف ضمان عدم امتلاك إيران برنامجاً نووياً أبداً». وأضاف: «نتلقى آراءً متضاربة حول هذا الموضوع لكن من الصعب معرفة من نصدق».