جهود أممية ـ أميركية مكثفة لتمديد الهدنة في اليمن

المبعوث الأميركي لليمن والسفير الأميركي خلال لقائهما عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني فرج البحسني في الرياض الأربعاء (الخارجية الأميركية)
المبعوث الأميركي لليمن والسفير الأميركي خلال لقائهما عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني فرج البحسني في الرياض الأربعاء (الخارجية الأميركية)
TT

جهود أممية ـ أميركية مكثفة لتمديد الهدنة في اليمن

المبعوث الأميركي لليمن والسفير الأميركي خلال لقائهما عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني فرج البحسني في الرياض الأربعاء (الخارجية الأميركية)
المبعوث الأميركي لليمن والسفير الأميركي خلال لقائهما عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني فرج البحسني في الرياض الأربعاء (الخارجية الأميركية)

فيما يواصل المبعوث الأممي لليمن السويدي هانس غروندبرغ جهوده لتمديد الهدنة الأممية التي تنتهي في غضون أيام قليلة، وضعت الحكومة اليمنية أمامه كشف حساب لكل ما نفذ من بنود الهدنة حتى اليوم.
ووفقاً لمصادر يمنية، فإن غروندبرغ طرح على الحكومة اليمنية خلال زيارته للعاصمة المؤقتة عدن أول من أمس، مقترح تمديد الهدنة لستة أشهر قادمة، مبيناً أنه سيعمل على مسارين الأول استكمال فتح الطرق، والثاني الجانب الاقتصادي.
المصادر ذاتها التي فضلت عدم الإفصاح عن هويتها، قالت لـ«الشرق الأوسط» إن الشرعية اليمنية أبلغت المبعوث الأممي عدم اعتراضها على تمديد الهدنة، ولم تحدد ما إذا كانت شهرين أو ستة أشهر، إلا أنها ترفض مناقشة أي ملفات أخرى قبل التزام الحوثيين بفتح طرق تعز والمناطق الأخرى.
وأضافت المصادر «الحكومة من حيث المبدأ مع تمديد الهدنة لتخفيف المعاناة عن الشعب اليمني، لكن لن يتم الانتقال إلى ملفات أخرى أو توسيع رحلات الطيران من مطار صنعاء إلا بعد تنفيذ جماعة الحوثي التزاماتها وفتح الطرق».
من جانبه، أكد المبعوث الأميركي لليمن تيم ليندركينغ أن الحكومة اليمنية أبدت التزاماً قوياً بقيادة الهدنة، مشدداً على ضرورة تجاوب الأطراف مع تمديد الهدنة. مجدداً خلال لقاء جمعه يوم أمس بعضو مجلس القيادة الرئاسي فرج البحسني في الرياض بحضور السفير الأميركي لدى اليمن ستيف فاغن دعم الولايات المتحدة لمجلس القيادة الرئاسي.
وقال ليندركينغ وفقاً لحساب الخارجية الأميركية على تويتر: «الحكومة أبدت التزاماً قوياً بقيادة الهدنة، ومن الضروري أن يتجاوب الأطراف مع تمديد الهدنة، ويواصلوا دعم جهود الأمم المتحدة».
وكان الدكتور أحمد عوض بن مبارك وزير الخارجية اليمني، وضع أمام المبعوث الأممي لليمن خلال لقائه كل ما تم تنفيذه من عناصر الهدنة، مبيناً أنه «تم تسيير 20 رحلة بين صنعاء وعمان ورحلتين بين صنعاء والقاهرة حتى 22 يوليو (تموز) الحالي نقلت أكثر من 10 آلاف مسافر رغم العراقيل التي اختلقتها ميليشيا الحوثي في اللحظات الأخيرة قبل تسيير أول رحلة».
وتابع بن مبارك وفقاً لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) بقوله: «عدد سفن المشتقات النفطية، الداخلة إلى ميناء الحديدة، بلغت حتى تاريخ 21 يوليو، 26 سفينة بإجمالي أكثر من 720 ألف طن من المشتقات النفطية إضافة إلى 7 سفن أخرى تم تسلم ملفاتها من مكتب المبعوث الخاص».
وأكد وزير الخارجية أنه «منذ اليوم الأول للهدنة، التزمت الحكومة اليمنية بكافة بنودها وقدمت كل ما يمكنه أن يوفر ظروفا إيجابية لإنجاحها في ظل تعنت واضح، وعدم التزام من قبل ميليشيا الحوثي التي تقوم بنشر مغالطات وأكاذيب يسهل فضحها بالحقائق والأرقام وأصبحت واضحة لأبناء الشعب اليمني وللمجتمع الدولي». على حد تعبيره.
كما تطرق الدكتور أحمد بن مبارك إلى الهجوم الوحشي الذي قامت به الميليشيات الحوثية على حي زيد الموشكي في مدينة تعز، وأسفر عن وفاة وإصابة ١٣ طفلاً، مؤكداً أن ذلك يقدم دليلاً آخر على استهانة الميليشيا بدماء اليمنيين. وكشف الوزير أن «الرسوم الجمركية والضريبية على المشتقات التي تحصلتها ميليشيا الحوثي في ميناء الحديدة بلغت 105 مليارات ريال يمني تكفي لتغطية الجزء الأكبر من المرتبات الشهرية لموظفي الخدمة المدنية والمتقاعدين المدنيين في مناطق سيطرة الحوثي، إلا أنها استمرت في جبايتها وحرمان الموظفين منها».
وفي الجانب العسكري، أوضح بن مبارك أن «الميليشيات الحوثية تمارس خروقاتها بمعدل 50 خرقاً يومياً تتنوع بين القصف المدفعي وعمليات القنص واستحداثات عسكرية ونقل وتحشيد للقوات وتحليق الطيران المسير، الأمر الذي نتج عنه خلال فترة الهدنة 81 شهيداً و331 جريحاً» على حد قوله.


مقالات ذات صلة

غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

العالم العربي غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

وصف المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الخميس) اللقاء الذي جمعه برئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي في عدن بـ«المثمر والجوهري»، وذلك بعد نقاشات أجراها في صنعاء مع الحوثيين في سياق الجهود المعززة للتوصل إلى تسوية يمنية تطوي صفحة الصراع. تصريحات المبعوث الأممي جاءت في وقت أكدت فيه الحكومة اليمنية جاهزيتها للتعاون مع الأمم المتحدة والصليب الأحمر لما وصفته بـ«بتصفير السجون» وإغلاق ملف الأسرى والمحتجزين مع الجماعة الحوثية. وأوضح المبعوث في بيان أنه أطلع العليمي على آخر المستجدات وسير المناقشات الجارية التي تهدف لبناء الثقة وخفض وطأة معاناة اليمنيين؛ تسهيلاً لاستئناف العملية السياسية

علي ربيع (عدن)
العالم العربي الحوثيون يفرجون عن فيصل رجب بعد اعتقاله 8 سنوات

الحوثيون يفرجون عن فيصل رجب بعد اعتقاله 8 سنوات

في خطوة أحادية أفرجت الجماعة الحوثية (الأحد) عن القائد العسكري اليمني المشمول بقرار مجلس الأمن 2216 فيصل رجب بعد ثماني سنوات من اعتقاله مع وزير الدفاع الأسبق محمود الصبيحي شمال مدينة عدن، التي كان الحوثيون يحاولون احتلالها. وفي حين رحب المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ بالخطوة الحوثية الأحادية، قابلتها الحكومة اليمنية بالارتياب، متهمة الجماعة الانقلابية بمحاولة تحسين صورتها، ومحاولة الإيقاع بين الأطراف المناهضة للجماعة. ومع زعم الجماعة أن الإفراج عن اللواء فيصل رجب جاء مكرمة من زعيمها عبد الملك الحوثي، دعا المبعوث الأممي في تغريدة على «تويتر» جميع الأطراف للبناء على التقدم الذي تم إنجازه

علي ربيع (عدن)
العالم العربي أعداد اللاجئين الأفارقة إلى اليمن ترتفع لمعدلات ما قبل الجائحة

أعداد اللاجئين الأفارقة إلى اليمن ترتفع لمعدلات ما قبل الجائحة

في مسكن متواضع في منطقة البساتين شرقي عدن العاصمة المؤقتة لليمن، تعيش الشابة الإثيوبية بيزا ووالدتها.

محمد ناصر (عدن)
العالم العربي كيانات الحوثيين المالية تتسبب في أزمة سيولة نقدية خانقة

كيانات الحوثيين المالية تتسبب في أزمة سيولة نقدية خانقة

فوجئ محمود ناجي حين ذهب لأحد متاجر الصرافة لتسلّم حوالة مالية برد الموظف بأن عليه تسلّمها بالريال اليمني؛ لأنهم لا يملكون سيولة نقدية بالعملة الأجنبية. لم يستوعب ما حصل إلا عندما طاف عبثاً على أربعة متاجر.

محمد ناصر (عدن)
العالم العربي تحذيرات من فيضانات تضرب اليمن مع بدء الفصل الثاني من موسم الأمطار

تحذيرات من فيضانات تضرب اليمن مع بدء الفصل الثاني من موسم الأمطار

يجزم خالد محسن صالح والبهجة تتسرب من صوته بأن هذا العام سيكون أفضل موسم زراعي، لأن البلاد وفقا للمزارع اليمني لم تشهد مثل هذه الأمطار الغزيرة والمتواصلة منذ سنين طويلة. لكن وعلى خلاف ذلك، فإنه مع دخول موسم هطول الأمطار على مختلف المحافظات في الفصل الثاني تزداد المخاطر التي تواجه النازحين في المخيمات وبخاصة في محافظتي مأرب وحجة وتعز؛ حيث تسببت الأمطار التي هطلت خلال الفصل الأول في مقتل 14 شخصا وإصابة 30 آخرين، كما تضرر ألف مسكن، وفقا لتقرير أصدرته جمعية الهلال الأحمر اليمني. ويقول صالح، وهو أحد سكان محافظة إب، لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف، في ظل الأزمة التي تعيشها البلاد بسبب الحرب فإن الهطول ال

محمد ناصر (عدن)

اليمن... 219 ألف إصابة بالكوليرا أغلبها في مناطق سيطرة الحوثيين

59 ألف حالة اشتباه بالإصابة بالكوليرا في محافظتَي حجة والحديدة وحدهما (الأمم المتحدة)
59 ألف حالة اشتباه بالإصابة بالكوليرا في محافظتَي حجة والحديدة وحدهما (الأمم المتحدة)
TT

اليمن... 219 ألف إصابة بالكوليرا أغلبها في مناطق سيطرة الحوثيين

59 ألف حالة اشتباه بالإصابة بالكوليرا في محافظتَي حجة والحديدة وحدهما (الأمم المتحدة)
59 ألف حالة اشتباه بالإصابة بالكوليرا في محافظتَي حجة والحديدة وحدهما (الأمم المتحدة)

كشف تقرير أممي حديث عن أن حالات الكوليرا في اليمن ارتفعت إلى نحو 219 ألف حالة منذ مطلع العام الحالي، أغلب هذه الحالات تم تسجيلها في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، في حين استفاد أكثر من مليون شخص من خدمات توفير مياه الشرب النظيفة وخدمات الصرف الصحي المقدمة من الأمم المتحدة.

وأظهر تقرير مشترك صادر عن منظمة الأمم المتحدة للطفولة وكتلة المياه والصرف الصحي في اليمن، أنه تم الإبلاغ عن أكثر من 219 ألف حالة اشتباه بالإسهال المائي الحاد والكوليرا في معظم أنحاء البلاد خلال الفترة من 1 يناير (كانون الثاني) وحتى 20 أكتوبر (تشرين الأول)، وكانت أغلب هذه الحالات في المحافظات الخاضعة لسيطرة الحوثيين، وتشكل ما نسبته أكثر من 80 في المائة من إجمالي الحالات المُبلَّغ عنها.

الحوثيون يواصلون التكتم على أعداد المصابين بالكوليرا (إعلام محلي)

وطبقاً لهذه البيانات، احتلت محافظة حجة قائمة المحافظات اليمنية في معدل حالات الإصابة بالوباء، حيث سُجل فيها نحو 35 ألف حالة، تلتها محافظة الحديدة بنحو 24 ألف حالة، ثم محافظة عمران التي سجلت 19 ألف حالة إصابة، ومن بعدها محافظتا إب وذمار بنحو 16 ألف حالة في كل واحدة منهما.

كما سجلت محافظة تعز 15 ألف حالة إصابة مشتبه بها، والعاصمة المختطفة صنعاء ومحافظتا الضالع والبيضاء بواقع 14 ألف إصابة في كل واحدة منها، في حين سجلت محافظة ريف صنعاء أكثر من 12 ألف إصابة، وسجلت محافظة صعدة المعقل الرئيسي للحوثيين 11 ألف إصابة، ومثل هذا العدد سُجل في محافظة المحويت الواقعة إلى الغرب من صنعاء، في حين سجلت بقية المحافظات 5 آلاف حالة.

وأظهر التقرير المشترك أن شركاء العمل الإنساني، وضمن جهود الاستجابة المشتركة لمواجهة تفشي وباء الكوليرا، تمكّنوا من الوصول إلى أكثر من مليون شخص بخدمات توفير المياه النظيفة والصرف الصحي ومستلزمات النظافة في 141 منطقة و128 موقعاً للنزوح الداخلي، منذ بداية العام.

شريان حياة

في تقرير آخر، أكد مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع أن الأحداث المناخية المتطرفة في اليمن خلقت عواقب مدمرة على المجتمعات الحضرية والريفية على حد سواء، وأن الطرق المقاومة للمناخ أصبحت شريان حياة للسكان، الذين يعانون بالفعل أزمة إنسانية مدمرة، حيث أدى مناخ البلاد شبه الجاف، إلى جانب الأحداث المناخية المتطرفة، إلى تفاقم نقاط الضعف القائمة.

وبيَّن المكتب أن تطوير البنية الأساسية المستدامة والمقاومة للمناخ والتي يمكنها تحمل الصدمات والضغوط المستقبلية بات أمراً ضرورياً لمعالجة الاحتياجات الهائلة للمجتمعات في جميع أنحاء البلاد.

الفيضانات ضاعفت معاناة سكان الريف في اليمن ودمَّرت طرقات وممتلكات (الأمم المتحدة)

وأوضح التقرير أنه من خلال مشروعين ممولين من قِبل مؤسسة التنمية الدولية التابعة للبنك الدولي، استجاب للتحديات الملحة المتمثلة في الأحداث المناخية المتطرفة المتزايدة الناجمة عن تغير المناخ في كل من المناطق الريفية والحضرية.

وذكر أن كثيراً من اليمنيين الذين يعتمدون على الزراعة في معيشتهم ومصدر غذائهم، أصبحوا أكثر عرضة لتأثيرات تغير المناخ، بما في ذلك ندرة المياه وأنماط هطول الأمطار غير المتوقعة وتآكل التربة، كما أن الفيضانات يمكن أن تقطع المجتمعات الريفية عن الخدمات الأساسية وتجعل من الصعب على المزارعين نقل منتجاتهم إلى الأسواق.

ولأن هذا المزيج، بحسب مكتب مشاريع الأمم المتحدة، أدى إلى انعدام الأمن الغذائي الشديد؛ فإن مكونات المشروع تستهدف إعادة تأهيل وتطوير 150 كيلومتراً من طرق الوصول الريفية، وبناء جسرين نموذجيين في مواقع استراتيجية ودعم صيانة 60 كيلومتراً من طرق الوصول إلى القرى و150 كيلومتراً من طرق الوصول الريفية من أجل ضمان الوصول الآمن والموثوق به إلى الأسواق والخدمات الاجتماعية والخدمات الأساسية للمجتمعات الريفية.

مشاريع الطرقات وفَّرت فرص عمل لعشرات الآلاف من اليمنيين (الأمم المتحدة)

ويركز المشروع على ترقية أسطح الطرق وتحسين الصرف واستخدام المواد الصديقة للمناخ، وإنشاء شبكة طرق يمكنها تحمُّل آثار تغير المناخ. بالإضافة إلى ذلك، يتم استخدام تقنيات تثبيت المنحدرات لمنع التآكل وحماية الطرق من الانهيارات الأرضية؛ مما يعزز مرونة البنية الأساسية الريفية.

ولتعزيز الاستدامة بشكل أكبر؛ يؤكد المكتب الأممي أنه يتم تنفيذ الأعمال من قِبل أكثر من 40 شركة محلية، وأن التدريب في بناء القدرات ونقل المعرفة ساعد حتى الآن في إيجاد نحو 400 ألف فرصة عمل، بما في ذلك 39 ألف فرصة للنساء.