تهدف جولة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الحالية في أفريقيا، والتي تشمل ثلاث دول، إلى تعزيز العلاقات السياسية مع القارة والمساعدة في تعزيز الإنتاج الزراعي وسط تزايد انعدام الأمن الغذائي المرتبط بالحرب في أوكرانيا. وتتزامن زيارة ماكرون مع جولة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الذي وصل الاثنين إلى أوغندا في ثالث محطة له في القارة الأفريقية.
وقد وصف ماكرون أزمة الغذاء العالمية بأنها أحد «أسلحة الحرب» الروسية خلال زيارة للكاميرون اليوم الثلاثاء، رافضا التلميحات إلى أن العقوبات الغربية هي المسؤولة عن الأزمة تلك. وتنفي موسكو مسؤوليتها عن أزمة الغذاء وتقول إن العقوبات الغربية هي سبب تباطؤ صادراتها من المواد الغذائية والأسمدة، كما تحمل أوكرانيا المسؤولية لزرعها ألغاما في المنافذ المؤدية إلى موانئها. وتعاني الكاميرون، مثل كثير من البلدان النامية، من الزيادات الحادة في أسعار النفط والأسمدة والمواد الغذائية. وشهدت العاصمة ياوندي الأسبوع الماضي نقصا حادا في الوقود أدى إلى اصطفاف طوابير طويلة في محطات البنزين.
في الوقت نفسه، تتصاعد المشاعر المعادية لفرنسا في دول غرب أفريقيا التي كانت مستعمرات فرنسية سابقة. وقال ماكرون خلال اجتماع مع الجالية الفرنسية في الكاميرون «يلومنا البعض بالقول إن العقوبات الأوروبية (على روسيا) هي سبب أزمة الغذاء العالمية، بما في ذلك في أفريقيا. هذا غير صحيح بتاتاً». وأضاف «صار الغذاء والطاقة من أسلحة الحرب الروسية... يجب أن نساعد القارة الأفريقية على إنتاج المزيد لنفسها».
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع لاعب التنس السابق الكاميروني الأصل يانيك نواه في ياوندي (أ.ف.ب)
ووقعت أوكرانيا وروسيا وتركيا والأمم المتحدة الأسبوع الماضي اتفاقا لاستئناف صادرات الحبوب الأوكرانية التي توقفت مع الحرب في 24 فبراير (شباط). وستقوم جميع الأطراف بتعيين ممثلين في مركز التنسيق لمراقبة تنفيذ الخطة. وقالت وزارة الدفاع التركية الثلاثاء إنه سيتم افتتاح مركز تنسيق مشترك لصادرات الحبوب الأوكرانية بموجب اتفاق توسطت فيه الأمم المتحدة في إسطنبول الأربعاء. وتعتمد كثير من الدول الأفريقية على الحبوب والطاقة الروسية، كما تشتري الحبوب من أوكرانيا، وهو ما تعطل بسبب الصراع.
وتجنبت الحكومات الأفريقية إلى حد بعيد الانحياز إلى أحد طرفي الحرب، ورفضت الانضمام إلى حملة التنديد والعقوبات الغربية على روسيا. والكاميرون، الواقعة في وسط أفريقيا والغنية بالمعادن، منتج رئيسي للغذاء في أفريقيا وسيسعى الوفد المرافق لماكرون وراء فرص استثمار في القطاع الزراعي.
والتقى ماكرون الرئيس بول بيا البالغ من العمر 89 عاما والذي يحكم الكاميرون منذ ما يقرب من 40 عاما. ويأتي الاجتماع بعد فترة من العلاقات المتوترة بعد تصريحات لماكرون عام 2020 بأنه سيمارس «أقصى قدر من الضغط على بول بيا» لوضع حد لانتهاكات حقوق الإنسان في البلاد. ونفت الحكومة تلك المزاعم في ذلك الوقت.
ويتوجه ماكرون إلى بنين الأربعاء ثم إلى غينيا بيساو الخميس. وتتزامن الرحلة، وهي الأولى له في أفريقيا منذ إعادة انتخابه في أبريل (نيسان)، مع زيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف والمبعوث الأميركي الخاص للقرن الأفريقي مايك هامر إلى بلدان مختلفة في القارة. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن وزير الخارجية الأوغندي جيجي أودونغو كان في استقبال نظيره لافروف في مطار عنتيبي، المدينة القريبة من العاصمة كمبالا، وقد نشرت صورة لهما على «تليغرام».
وبحسب وكالة تاس الروسية للأنباء من المقرر أن يجري لافروف محادثات الثلاثاء مع الرئيس الأوغندي يويري موسيفيني.
وكانت الحكومة الأوغندية قد نشرت الأحد على «تويتر» أن الزيارة سوف تستغرق يومين. وأضاف حساب الحكومة أن «الرئيس يوويري موسيفيني الذي زار روسيا آخر مرة عام 2019 دعا إلى تعزيز العلاقات الثنائية، خاصة في مجالات الدفاع والأمن والتعاون الاقتصادي والتقني».
وزار لافروف أيضا الكونغو، ومن المقرر أن ينتقل إلى إثيوبيا لاحقا.
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يرافق الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني (أ.ف.ب)
جولتان متزامنتان لماكرون ولافروف في أفريقيا لطمأنة الدول المتأثرة بالحرب الأوكرانية
جولتان متزامنتان لماكرون ولافروف في أفريقيا لطمأنة الدول المتأثرة بالحرب الأوكرانية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة