القضاء العراقي يؤجل إلى أغسطس محاكمة المتهم باغتيال هشام الهاشمي

في جلسة بحضور مجموعة من الصحافيين دون أجهزة ومعدات

هشام الهاشمي
هشام الهاشمي
TT

القضاء العراقي يؤجل إلى أغسطس محاكمة المتهم باغتيال هشام الهاشمي

هشام الهاشمي
هشام الهاشمي

اتخذ القضاء العراقي، اليوم (الثلاثاء)، قراراً بتأجيل جلسة محاكمة أحمد عويد الكناني، المتهم بقتل الباحث والخبير الأمني هشام الهاشمي، للمرة الرابعة توالياً.
ويأتي قرار التأجيل بعد أكثر من عامين على اغتيال الهاشمي (يوليو - تموز 2020) أمام منزله بمنطقة زيونة ببغداد، وأكثر من عام على اعتقال المتهم الكناني بقتله (يوليو 2021). والكناني ضابط يحمل رتبة ملازم أول في وزارة الداخلية ويرجح كثيرون انتماءه لفصيل ميليشياوي مسلح.
وفيما لم يصدر بيان عن القضاء حول أسباب التأجيل، ذكرت مصادر صحافية وقضائية، أن «الجلسة التي حضرها أقارب الهاشمي وعدد من الصحافيين ومحامي المتهم استغرقت نحو 5 دقائق قبل أن يعلن القاضي تأجيلها إلى 31 أغسطس (آب) المقبل».
وعن أسباب التأجيل، ذكرت المصادر، أن «محامي المتهم قدّم سابقاً طلباً إلى المحكمة موجهاً إلى هيئة الحشد الشعبي لتدوين أقوال 4 متهمين ذُكرت أسماؤهم من المتهم في الإفادة وأنهم كانوا في دورة عسكرية، وأن محكمة التمييز رفضت الطلب». ولفت المصادر إلى أن «محامي المتهم قدّم طلباً جديداً للمرة الثانية إلى محكمة التمييز بواسطة محكمة استئناف الرصافة، لتقرر المحكمة النظر بالطلب، وتؤجل جلسة المحاكمة».
ولأول مرة تسمح المحكمة بإقامة الجلسة بشكل علني وحضور عدد من الصحافيين، بناءً على طلب مقدم من النائبة عن «حراك الجيل الجديد» سروة عبد الواحد، غير أن المحكمة منعت في اللحظة الأخيرة إدخال المعدات الصحافية والإعلامية من كاميرات ومعدات تسجيل.
وكان مجلس القضاء الأعلى قد قال في وقت سابق رداً على طلب النائبة سروة عبد الواحد، إن «الأصل في إجراءات المحاكمة أن جلساتها علنية، وهذا السياق متّبَع في جميع المحاكم وبإمكان كل من يرغب الاطلاع على إجراءاتها حضور تلك الجلسات وهذه العلانية مكفولة بموجب الدستور».
وبثت السلطات العراقية، منتصف يوليو 2021، عبر قناة «العراقية» الرسمية، اعترافات أحمد عويد الكناني، وهو المتهم الرئيس بقتل الهاشمي واعترف علناً بتنفيذه حادث الاغتيال مع ثلاثة آخرين كانوا على متن دراجتين ناريتين. وبغضّ النظر عن التأجيل الأخير والاعترافات الصريحة التي أدلى بها الكناني، ما زالت قضية اغتيال الهاشمي يحيطها الكثير من الغموض والالتباس، لجهة الجهات الفعلية المحرضة التي تقف وراء عملية الاغتيال ودوافعها، فالمتهم الرئيسي لم يذكر في اعترافاته الكثير حول ذلك وروى فقط التفاصيل الإجرائية للعملية، ما أبقى باب التكهنات مفتوحاً أمام معظم الناشطين والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بشأن الجهة الفعلية التي تقف وراء الحادث، ودفعت اتجاهات غير قليلة إلى اتهام فصائل مسلحة موالية لإيران بالتورط في الحادث، بالنظر للمعلومات التفصيلية التي كان يقدمها هشام الهاشمي لمراكز البحوث ومختلف القنوات الفضائية عن تلك الفصائل وتمويلها وطرق عملها والهجمات المسلحة التي تقوم بها داخل العراق وخارجه. ويتحدث بعض الجهات عن أن «فصائل نافذة لها صلة بقضية التأجيل المتكررة وتضغط على القضاء بقوة لعرقلة محاكمة المتهم وإصدار حكم نهائي بالإدانة ضده».
وما زال ملف الاغتيالات وتغيب الأشخاص وعمليات القتل التي طالت الكثير من الناشطين يمثل إحدى التحديات التي تواجهها حكومة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، بالنظر لإخفاق الحكومة في تقديم الجناة للعدالة رغم اللجان التحقيقية الكثيرة التي شكّلتها. وسيظل هذا الملف بنظر معظم الناشطين والمدافعين عن حقوق الإنسان، تحدياً قائماً أمام أي حكومة جديدة تخلف الحكومة الحالية.


مقالات ذات صلة

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

المشرق العربي الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

حثت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة لدى العراق، جينين هينيس بلاسخارت، أمس (الخميس)، دول العالم، لا سيما تلك المجاورة للعراق، على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث التي يواجهها. وخلال كلمة لها على هامش فعاليات «منتدى العراق» المنعقد في العاصمة العراقية بغداد، قالت بلاسخارت: «ينبغي إيجاد حل جذري لما تعانيه البيئة من تغيرات مناخية». وأضافت أنه «يتعين على الدول مساعدة العراق في إيجاد حل لتأمين حصته المائية ومعالجة النقص الحاصل في إيراداته»، مؤكدة على «ضرورة حفظ الأمن المائي للبلاد».

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

أكد رئيس إقليم كردستان العراق نيجرفان بارزاني، أمس الخميس، أن الإقليم ملتزم بقرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل، مشيراً إلى أن العلاقات مع الحكومة المركزية في بغداد، في أفضل حالاتها، إلا أنه «يجب على بغداد حل مشكلة رواتب موظفي إقليم كردستان». وأوضح، في تصريحات بمنتدى «العراق من أجل الاستقرار والازدهار»، أمس الخميس، أن الاتفاق النفطي بين أربيل وبغداد «اتفاق جيد، ومطمئنون بأنه لا توجد عوائق سياسية في تنفيذ هذا الاتفاق، وهناك فريق فني موحد من الحكومة العراقية والإقليم لتنفيذ هذا الاتفاق».

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أن علاقات بلاده مع الدول العربية الشقيقة «وصلت إلى أفضل حالاتها من خلال الاحترام المتبادل واحترام سيادة الدولة العراقية»، مؤكداً أن «دور العراق اليوم أصبح رياديا في المنطقة». وشدد السوداني على ضرورة أن يكون للعراق «هوية صناعية» بمشاركة القطاع الخاص، وكذلك دعا الشركات النفطية إلى الإسراع في تنفيذ عقودها الموقعة. كلام السوداني جاء خلال نشاطين منفصلين له أمس (الأربعاء) الأول تمثل بلقائه ممثلي عدد من الشركات النفطية العاملة في العراق، والثاني في كلمة ألقاها خلال انطلاق فعالية مؤتمر الاستثمار المعدني والبتروكيماوي والأسمدة والإسمنت في بغداد.

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»، داعياً الشركات النفطية الموقّعة على جولة التراخيص الخامسة مع العراق إلى «الإسراع في تنفيذ العقود الخاصة بها». جاء ذلك خلال لقاء السوداني، (الثلاثاء)، عدداً من ممثلي الشركات النفطية العالمية، واستعرض معهم مجمل التقدم الحاصل في قطاع الاستثمارات النفطية، وتطوّر الشراكة بين العراق والشركات العالمية الكبرى في هذا المجال. ووفق بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء، وجه السوداني الجهات المختصة بـ«تسهيل متطلبات عمل ملاكات الشركات، لناحية منح سمات الدخول، وتسريع التخليص الجمركي والتحاسب الضريبي»، مشدّداً على «ضرورة مراعا

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

بحث رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني مع وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروسيتو العلاقات بين بغداد وروما في الميادين العسكرية والسياسية. وقال بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي بعد استقباله الوزير الإيطالي، أمس، إن السوداني «أشاد بدور إيطاليا في مجال مكافحة الإرهاب، والقضاء على عصابات (داعش)، من خلال التحالف الدولي، ودورها في تدريب القوات الأمنية العراقية ضمن بعثة حلف شمال الأطلسي (الناتو)». وأشار السوداني إلى «العلاقة المتميزة بين العراق وإيطاليا من خلال التعاون الثنائي في مجالات متعددة، مؤكداً رغبة العراق للعمل ضمن هذه المسارات، بما يخدم المصالح المشتركة، وأمن المنطقة والعالم». وبي

حمزة مصطفى (بغداد)

مطار دمشق يستأنف عمله خلال أيام

صورة جوية تظهر طائرات ركاب تابعة لشركة أجنحة الشام للطيران الخاصة السورية على مدرج مطار دمشق الدولي المغلق (أ.ف.ب)
صورة جوية تظهر طائرات ركاب تابعة لشركة أجنحة الشام للطيران الخاصة السورية على مدرج مطار دمشق الدولي المغلق (أ.ف.ب)
TT

مطار دمشق يستأنف عمله خلال أيام

صورة جوية تظهر طائرات ركاب تابعة لشركة أجنحة الشام للطيران الخاصة السورية على مدرج مطار دمشق الدولي المغلق (أ.ف.ب)
صورة جوية تظهر طائرات ركاب تابعة لشركة أجنحة الشام للطيران الخاصة السورية على مدرج مطار دمشق الدولي المغلق (أ.ف.ب)

يستأنف مطار دمشق المغلق منذ سقوط حكم بشار الأسد، الأحد، عمله «خلال أيام»، وفق ما أفاد مديره أنيس فلوح، الأربعاء، «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأكّد فلوح: «إن شاء الله، سيتم افتتاح المطار بأقصى سرعة لأننا نعمل بشكل مستمر».

وأضاف: «يمكن أن نبدأ بشكل سريع (عملية) مرور الطائرات في الأجواء السورية، بعدما تم إغلاقها».

وشاهد صحافي في «وكالة الصحافة الفرنسية» مسلحين من الفصائل ينتشرون حول المطار، بينما كان موظفون يتابعون عملهم في داخل المطار، حيث انتشرت قوات أمن مرتبطة بالسلطة الجديدة.

وغادر الجيش السوري وقوات الأمن السورية المطار، فجر الأحد، مع تقدّم «هيئة تحرير الشام» والفصائل المسلحة المتحالفة معها نحو المدينة.

وبحسب مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن، فقد «غادر الأسد سوريا عبر مطار دمشق الدولي، قبل أن ينسحب عناصر الجيش والأمن» من المطار فجر الأحد.

وقال مدير صيانة الطائرات في المطار سامر راضي إن الخطوط الجوية السورية تضم أسطولاً من 12 طائرة، بينها 8 من طراز «إيرباص إيه 320 – 20».

ويعدّ مطار دمشق الدولي الأكبر في البلاد. وفي نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، خرج مطار دمشق الدولي عن الخدمة، جراء قصف إسرائيلي تعرض له، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان حينها.