«الشرق الأوسط» تروي قصة تسمية «نيوم» بين 2000 مقترح

كانت رغبة الأمير محمد بن سلمان أن يكون الاسم معبراً عن البعد الثقافي والحضاري لعالمية المشروع

رئيس مجلس إدارة «نيوم» الأمير محمد بن سلمان خلال إطلاق مشروع «ذا لاين» في يناير (كانون الثاني) العام الماضي (الشرق الأوسط)
رئيس مجلس إدارة «نيوم» الأمير محمد بن سلمان خلال إطلاق مشروع «ذا لاين» في يناير (كانون الثاني) العام الماضي (الشرق الأوسط)
TT

«الشرق الأوسط» تروي قصة تسمية «نيوم» بين 2000 مقترح

رئيس مجلس إدارة «نيوم» الأمير محمد بن سلمان خلال إطلاق مشروع «ذا لاين» في يناير (كانون الثاني) العام الماضي (الشرق الأوسط)
رئيس مجلس إدارة «نيوم» الأمير محمد بن سلمان خلال إطلاق مشروع «ذا لاين» في يناير (كانون الثاني) العام الماضي (الشرق الأوسط)

حينما أعلن الأمير محمد بن سلمان ولي العهد عن إطلاق مشروع نيوم في أكتوبر (تشرين الأول) عام 2017، كان السؤال ما معنى «نيوم»؟، وكان الجواب أن تسمية المشروع NEOM مشتقة من اللغتين اللاتينية والعربية، حيث إن أول ثلاثة أحرف NEO تعني في اللاتينية «جديداً»، فيما حرف M يعني المستقبل من اللغة العربية، لتصبح «المستقبل الجديد»، حيث كان من الطبيعي أن يرتبط المستقبل في هويتها الأساسية، في اسمها وقيمها ورؤيتها، وهكذا هي «نيوم» من المستقبل وإلى المستقبل ومؤسسها الأمير محمد بن سلمان ومرسى قواعدها لتكون هي المستقبل، وهي صانعة التقدم والتغيير.
إلا أن تسمية المشروع بـ«نيوم» لها قصة لم ترو، وبحسب الموقع الإلكتروني لنيوم عندما كان الأمير محمد بن سلمان رئيس مجلس إدارة «نيوم» يناقش ويحاور أعضاء المجلس التأسيسي للمشروع، إضافة إلى أهل الخبرة والاختصاص حول تسمية المشروع ذي التوجه العالمي، تضمن مجلس الاجتماعات الأولى تناول المواضيع ذات العلاقة، كان ضمن الأجندة عن مسمى يمثل هوية ورمزية المشروع الحلم، وهنا رأى الأمير محمد بن سلمان أن يكون الاسم معبراً عن البعد الثقافي والحضاري لعالمية المشروع. وبالفعل، تم تداول مجموعة من النقاشات الثرية والمتعددة حول أهمية مدلولات المسمى ومواءمته للهوية العالمية والبعد الإنساني والطموح الكبير.
وبدأت الرحلة الفعلية للتسمية بتحديد معايير ومواصفات واشتراطات تحمل جميعها رؤية واضحة وصارمة للاختيار، ومن ثم تم البدء بفرز واختبار قوائم الأسماء المقترحة من الفريق الاستشاري التي تضمنت 2000 اسما، والتي تم تقليصها بناءً على تطبيق المعايير والاشتراطات إلى 150 اسما، ثم قُلصت مرة أخرى إلى 5 أسماء، إلا أن أياً منها لم يتم اختياره أو الاتفاق عليه.
وضمن النقاشات المتداولة داخل المجلس التأسيسي، ارتأى بعض الأعضاء تسمية المشروع باسم الأمير محمد بن سلمان رئيس المجلس بشكل مباشر أو دمج اسمه مع اسم المشروع. ومن ثم تم اقتراح اسمين هما (NEOVIA MBS) و(NMBS).
وهنا انقسمت آراء الأعضاء إلى قسمين، فكان هناك مؤيدون لهذا المقترح، وآخرون لا يتفقون مع ذلك، لا سيما أن الأمير محمد بن سلمان رئيس المجلس يقود مشاريع وطنية أخرى ذات أهمية كبرى، حيث إن رئاسته للمجلس كافية لإيصال رسالة للعالم أنه المؤسس القائد والمحرك الأساسي للمشروع. كما أيدوا التركيز على الفكرة الأساسية لولي العهد بأن يكون الاسم لا شرقياً ولا غربياً، وأيضاً غير مُنتمٍ إلى لغة محددة أو ثقافة وحضارة معينة، حيث لا ينبغي أن يكون منحازاً أبداً، بل يجب أن يكون منفتحاً على العالم أجمع.
وخلال عملية العصف الذهني التي قام بها أعضاء المجلس تم اختيار الكلمات الممثلة لقطاعات المشروع وركائزه الأساسية، وتبع ذلك اختيار الأحرف الأولى من تلك القطاعات ودمجها للحصول على مسمى مميز يحافظ على هوية المشروع، ونتج عن ذلك مسمى (NEO MSTACBEL)، حيث ترمز الأحرف الأولى لكلمة (MSTACBEL) إلى قطاعات المشروع الرئيسية مثل (Media، Sport، Technology، Energy...). هذه الكلمة كانت هي المدخل أو الرمزية التي أدت إلى اختيار الاسم، حيث تم اختصار الكلمة والرمز إليها بحرف (M)، أي (ميم) في العربية كرمز لكلمتين، فهو الحرف الأول من كلمة (مستقبل) وأيضاً الحرف الأول من اسم الأمير «محمد» بن سلمان، وبعد ذلك تم دمج حرف الـ«M» مع كلمة «NEO» من اللغة الإغريقية التي تعني «جديداً»، ليتكون من خلالها الاسم الذي يشكل منارة التغيير في العالم... NEOM، وهذا ما أجمع عليه أعضاء المجلس.
وهكذا، تشكّل اسم NEOM بموافقة واعتماد المجلس التأسيسي كمسمى رسمي للمشروع، ليكون هذا الاسم انعكاساً حقيقياً لرؤية نيوم والواقع الذي سيتحقق - بإذن الله - للإسهام في بناء المستقبل الواعد للأجيال القادمة. ومن تلك اللحظة انطلقت أنوار نيوم NEOM في سماء العالم لتبشر بفجر مضيء ومستقبل واعد، وحياة زاخرة في أرض يبنيها الإنسان من أجل الإنسانية جمعاء.


مقالات ذات صلة

«السيادي» السعودي يُكمل الاستحواذ على 15 % من مطار هيثرو

الاقتصاد صندوق الاستثمارات العامة السعودي يهدف لدعم تحقيق النمو المستدام في مطار هيثرو (أ.ب)

«السيادي» السعودي يُكمل الاستحواذ على 15 % من مطار هيثرو

أكمل صندوق الاستثمارات العامة السعودي الاستحواذ على حصة تُقارب 15 % في «إف جي بي توبكو»، الشركة القابضة لمطار هيثرو من «فيروفيال إس إي»، ومساهمين آخرين.

«الشرق الأوسط» (الرياض) «الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد إريك ترمب يتحدث خلال مقابلة مع «رويترز» في أبو ظبي (رويترز)

إريك ترمب: نخطط لبناء برج في الرياض بالشراكة مع «دار غلوبال»

قال إريك ترمب، نجل الرئيس الأميركي المنتخب، لـ«رويترز»، الخميس، إن منظمة «ترمب» تخطط لبناء برج في العاصمة السعودية الرياض.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد جانب من فعاليات النسخة السابقة من المؤتمر في الرياض (واس)

السعودية تشهد انطلاق مؤتمر سلاسل الإمداد الأحد

تشهد السعودية انطلاق النسخة السادسة من مؤتمر سلاسل الإمداد، يوم الأحد المقبل، برعاية وزير النقل والخدمات اللوجيستية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد صورة تجمع المسؤولين السعوديين واليابانيين خلال إطلاق صندوق مؤشرات متداولة وإدراجه في بورصة طوكيو (الشرق الأوسط)

«الاستثمارات العامة السعودي» يستثمر بأكبر صندوق في بورصة طوكيو

أعلنت مجموعة «ميزوهو» المالية، الخميس، إطلاق صندوق مؤشرات متداولة، وإدراجه في بورصة طوكيو.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
الاقتصاد وسط تحديات مناخية… كيف أصبحت السعودية أكبر منتج للمياه المحلاة عالمياً؟ 

وسط تحديات مناخية… كيف أصبحت السعودية أكبر منتج للمياه المحلاة عالمياً؟ 

قبل أكثر من مائة عام، بدأت رحلة السعودية ذات المناخ الصحراوي والجاف مع تحلية المياه بآلة «الكنداسة» على شواطئ جدة (غرب المملكة).

عبير حمدي (الرياض)

«السيادي» السعودي يُكمل الاستحواذ على 15 % من مطار هيثرو

صندوق الاستثمارات العامة السعودي يهدف لدعم تحقيق النمو المستدام في مطار هيثرو (أ.ب)
صندوق الاستثمارات العامة السعودي يهدف لدعم تحقيق النمو المستدام في مطار هيثرو (أ.ب)
TT

«السيادي» السعودي يُكمل الاستحواذ على 15 % من مطار هيثرو

صندوق الاستثمارات العامة السعودي يهدف لدعم تحقيق النمو المستدام في مطار هيثرو (أ.ب)
صندوق الاستثمارات العامة السعودي يهدف لدعم تحقيق النمو المستدام في مطار هيثرو (أ.ب)

أعلن صندوق الاستثمارات العامة السعودي، الخميس، اكتمال الاستحواذ على حصة تُقارب 15 في المائة في «إف جي بي توبكو»، الشركة القابضة لمطار هيثرو بالعاصمة البريطانية لندن من «فيروفيال إس إي»، ومساهمين آخرين في «توبكو».

وبالتزامن، استحوذت شركة «أرديان» الاستثمارية الخاصة على قرابة 22.6 في المائة من «إف جي بي توبكو» من المساهمين ذاتهم عبر عملية استثمارية منفصلة.

من جانبه، عدّ تركي النويصر، نائب المحافظ ومدير الإدارة العامة للاستثمارات الدولية في الصندوق، مطار هيثرو «أحد الأصول المهمة في المملكة المتحدة ومطاراً عالمي المستوى»، مؤكداً ثقتهم بأهمية قطاع البنية التحتية، ودوره في تمكين التحول نحو الحياد الصفري.

وأكد النويصر تطلعهم إلى دعم إدارة «هيثرو»، الذي يُعدّ بوابة عالمية متميزة، في جهودها لتعزيز النمو المستدام للمطار، والحفاظ على مكانته الرائدة بين مراكز النقل الجوي الدولية.

ويتماشى استثمار «السيادي» السعودي في المطار مع استراتيجيته لتمكين القطاعات والشركات المهمة عبر الشراكة الطويلة المدى، ضمن محفظة الصندوق من الاستثمارات الدولية.