الحقيبة الثقافية

غلاف كتاب «ماجد أبو شرار.. مسيرة لم تنته بعد»  -  غلاف ديوان «لا أشتهي وطنا سواك»
غلاف كتاب «ماجد أبو شرار.. مسيرة لم تنته بعد» - غلاف ديوان «لا أشتهي وطنا سواك»
TT

الحقيبة الثقافية

غلاف كتاب «ماجد أبو شرار.. مسيرة لم تنته بعد»  -  غلاف ديوان «لا أشتهي وطنا سواك»
غلاف كتاب «ماجد أبو شرار.. مسيرة لم تنته بعد» - غلاف ديوان «لا أشتهي وطنا سواك»

* أدباء وسياسيون يستذكرون ماجد أبو شرار
* عمان: محمد الدعمة صدر عن دار «البيروني للنشر والتوزيع» في العاصمة الأردنية عمان، كتاب «ماجد أبو شرار.. مسيرة لم تنته بعد»، من إعداد الكاتب والسياسي عبد العزيز السيد، وتقديم الناقد سليم النجار.
يتضمن الكتاب المكون من 356 صفحة مقالات لكتاب وشعراء وأدباء وسياسيين، عرفوا القاص والكاتب والقيادي الفلسطيني الذي اغتيل في العاصمة الإيطالية، مطلع الثمانينات، أو تأثروا بتجربتيه الكتابية والسياسية.
كتب السياسي والمفكر اللبناني كريم مروة عن الحلم الثوري المنكسر، والشاعر عز الدين المناصرة عن عقلنة الثورة وتثوير العقلنة، والكاتب جهاد الرنتيسي عن الجدران ومعارك الزمن الجديد، وماجد الكيالي حول الوطني الفتحاوي الديمقراطي، ونزيه أبو نضال حول هموم ماجد أبو شرار في الخبز المر، ورشاد أبو شاور عن القصة المرة للاغتيال، وخليل السواحري مقالة بعنوان سلام عليك يا ماجد.
كما اشتمل الكتاب على مقالات لقيادات فلسطينية من بينهم جورج حبش، وسليم الزعنون، وعباس زكي، ورفيق النتشة، ونعيم الأشهب، وأحمد قريع، وأبو ماهر اليماني، ومحمود عبد الخالق.
وضم بين دفتيه مقابلات أجريت مع الشهيد في صحيفتي «القبس» و«الأنباء» ومجلة «جبل الزيتون»، وتغطية لندوة حول الشهيد، إضافة إلى إضاءات تناولت تجربته القصصية وقصيدتي «الموت على الأسفلت» للشاعر عبد الرحمن الأبنودي، و«صباح الخير يا ماجد» لمحمود درويش.

* «سيرة الرماد» ليحيى الشيخ
* طبعة ثانية منقحة ومزيدة لكتاب الفنان العراقي المغترب يحيى الشيخ بعنوان «سيرة الرماد»، صدرت حديثا عن «المؤسسة العربية للدراسات والنشر» (يونيو/ حزيران، 2015).
يقول الناقد لؤي حمزة عباس، الذي كتب مقدمة الطبعة الثانية: «إن ما يسعى المؤلف يحيى الشيخ لإدراكه في عتبة سيرته، قبل الوصول إلى حديث الولادة، يفيد من قلق مواجهة الذات قبل رواية وقائعها ورصد تجاربها، منتقلا بها إلى ما هو أكثر بعدا من الأسئلة، أغنى وأهم، بما يتعدى محدودية الوقائع نفسها ويتجاوز انتظامها، للنظر إلى شمول التجربة واتساع عوالمها، وهي تستند إلى نوعين مؤثرين من الوقائع (ما حدث في الخارج)، و(ما صار في الباطن)، وهي وقائع التي لن تكون متطابقة مع بعضها، ولن يستجيب أي منها للعبة الوجه والمرآة، فهما أبدا وقائع مختلفة تحيا كل منها دورة حياتها وتنشغل بتحولاتها، فلن تكون السيرة الذاتية مرآة مصقولة صامتة، لها ما يكفي من حياد المرايا وتفانيها، ليست السيرة بالمرآة ولن تكون».
يقع الكتاب في 192 صفحة من القطع المتوسط، والغلاف للفنان العراقي صدام الجميلي.

* مجموعة شعرية سودانية
* الدمام: «الشرق الأوسط» صدر عن أكاديمية الشعر في أبوظبي ديوان شعري للشاعرة السودانية منى حسن بعنوان «لا أشتهي وطنا سواك»، وهذه هي المجموعة الشعرية الثالثة لها، وتقع في 123 صفحة من القطع المتوسط.
واشتملت هذه المجموعة على 35 نصا شعريا موزونا، تراوح بين التفعيلة والعمود، وأهدتها الشاعرة إلى روح والدها الراحل. وأبرز عناوين المجموعة: «ما تدلى من غصون الروح، تعويذة، نزف الغمام، ارتواء، قربان، ضاعت عناوين البلاد، صلاة للبين، هو مثلنا».
الشاعرة السودانية منى حسن من مواليد السعودية، حاصلة على درجة الماجستير في هندسة الاتصالات من جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا، وشاركت بالعديد من المهرجانات الشعرية العربية، وكانت ضمن عشرين شاعرا تأهلوا لنهائيات برنامج «أمير الشعراء». تُرجم لها العديد من النصوص للإنجليزية، والتركية، ولها ديوانان تحت الطبع، ومخطوطة نثرية.



رحيل إبراهيم أبو سنة... شاعر الرومانسية العذبة

الشاعر محمد أبراهيم أبو سنة
الشاعر محمد أبراهيم أبو سنة
TT

رحيل إبراهيم أبو سنة... شاعر الرومانسية العذبة

الشاعر محمد أبراهيم أبو سنة
الشاعر محمد أبراهيم أبو سنة

حياة حافلة بالعطاء الأدبي، عاشها الشاعر محمد إبراهيم أبو سنة الذي غيّبه الموت صباح أمس عن عمر يناهز 87 عاماً بعد معاناة طويلة مع المرض.

ويعد أبو سنة أحد رموز جيل شعراء الستينات في مصر، واشتهر بحسه الرومانسي شديد العذوبة، وغزلياته التي تمزج بين الطبيعة والمرأة في فضاء فني يتسم بالرهافة والسيولة الوجدانية. كما تميزت لغته الشعرية بنبرة خافتة، نأت قصائده عن المعاني الصريحة أو التشبيهات المباشرة؛ ما منح أسلوبه مذاقاً خاصاً على مدار تجربته الشعرية التي اتسعت لنصف قرن.

ترك أبو سنة حصاداً ثرياً تشكل في سياقات فنية وجمالية متنوعة عبر 12 ديواناً شعرياً، إضافة إلى مسرحيتين شعريتين، ومن أبرز دواوينه الشعرية: «قلبي وغازلة الثوب الأزرق» 1965، و«أجراس المساء» 1975، و«رماد الأسئلة الخضراء» 1985، و«شجر الكلام» 1990.

عاش صاحب «قلبي وغازلة الثوب الأزرق» طفولة قروية متقشفة تركت أثراً لافتاً في شعره؛ إذ ظل مشدوداً دائماً إلى بداهة الفطرة وواقعية الحياة وبساطتها.

وبحسب الموقع الرسمي للهيئة المصرية العامة للاستعلامات، وُلد أبو سنة بقرية الودي بمركز الصف بمحافظة الجيزة في 15/3/1937، وحصل على ليسانس كلية الدراسات العربية بجامعة الأزهر عام 1964. عمل محرراً سياسياً بالهيئة العامة للاستعلامات في الفترة من عام 1965 إلى عام 1975، ثم مقدم برامج ثقافية بالإذاعة المصرية عام 1976 من خلال «إذاعة البرنامج الثاني»، كما شغل منصب مدير عام البرنامج الثقافي، ووصل إلى منصب نائب رئيس الإذاعة.

وحصد الراحل العديد من الجوائز منها: «جائزة الدولة التشجيعية» 1984 عن ديوانه «البحر موعدنا»، وجائزة «كفافيس» 1990 عن ديوانه «رماد الأسئلة الخضراء»، وجائزة أحسن ديوان مصري في عام 1993، وجائزة «أندلسية للثقافة والعلوم»، عن ديوانه «رقصات نيلية» 1997، فضلاً عن «جائزة النيل» في الآداب التي حصدها العام الجاري.

ونعى الراحل العديد من مثقفي مصر والعالم العربي عبر صفحاتهم على منصات التواصل الاجتماعي، ومنهم الشاعر شعبان يوسف الذي علق قائلاً: «وداعاً الشاعر والمبدع والمثقف الكبير محمد إبراهيم أبو سنة، كنتَ خيرَ سفيرٍ للنبلِ والجمالِ والرقةِ في جمهورية الشعر».

وقال الشاعر سمير درويش: «تقاطعات كثيرة حدثت بين الشاعر الكبير محمد إبراهيم أبو سنة وبيني، منذ بداياتي الأولى، فإلى جانب أنه صوت شعري صافٍ له تجربة طويلة وممتدة كان لي شرف الكتابة عنها وعنه، فهو إنسان حقيقي وجميل وطيب ومحب للآخرين، ولا يدخر وسعاً في مساعدتهم».

ويضيف درويش: «حين كان يقرأ الشعر بصوته في برنامجه الإذاعي، كنت أحب القصائد أكثر، فمخارج الحروف وإشباعها وتشكيلها، وليونة النطق، إلى جانب استعذاب الشعر... كلها مواصفات ميزته، كما ميزت فاروق شوشة والدكتور عبد القادر القط... ثمة ذكريات كثيرة لن أنساها يا أستاذنا الكبير، أعدك أنني سأكتبها كلما حانت فرصة، وعزائي أنك كنتَ تعرف أنني أحبك».

ويستعيد الكاتب والناقد الدكتور زين عبد الهادي ذكرياته الأولى مع الشاعر الراحل وكيف أحدث بيت شعري له تغييراً مصيرياً في حياته، قائلاً: «ربما في سن المراهقة كنت أقرأ الشعر حين وقع في يدي ديوان صغير بعنوان (قلبي وغازلة الثوب الأزرق) لمحمد إبراهيم أبو سنة حين قررت الهجرة خارج مصر عام 1981، كان الديوان الصغير وروايات (البلدة الأخرى) لإبراهيم عبد المجيد، و(البيضاء) ليوسف إدريس، و(حافة الليل) لأمين ريان، و(ميرامار) لنجيب محفوظ... هي شهود انتماءاتي الفكرية وما أتذكره في حقيبتي الجلدية».

ويضيف عبد الهادي: «كان الغريب في هؤلاء الشهود هو ديوان محمد إبراهيم أبو سنة، فبقدر حبي للعلم كان الأدب رحيق روحي، كنت أقرأ الديوان وأتعلم كيف يعبّر الشعر عن الحياة المعاصرة، إلى أن وصلت لقصيدة رمزية كان بها بيت لا أنساه يقول: (البلاد التي يغيب عنها القمر)، في إشارة لقضية ما أثارت جدلاً طويلاً وما زالت في حياتنا المعاصرة، كان هذا البيت أحد أهم دوافع عودتي من الغربة، فمهما كان في بلادي من بؤس فهو لا يساوي أبداً بؤس الهجرة والتخلي عن الهوية والجذور».

أما الشاعر سامح محجوب مدير «بيت الشعر العربي» بالقاهرة فيقول: «قبل 25 عاماً أو يزيد، التقيت محمد إبراهيم أبو سنة في مدرجات كلية (دار العلوم) بجامعة القاهرة، وأهداني وقتها أو بعدها بقليل ديوانه المهم (قلبي وغازلة الثوب الأزرق)، لأبحث بعد ذلك عن دواوينه الأخرى وأقتني معظمها (مرايا النهار البعيد، والصراخ في الآبار القديمة، ورماد الأسئلة الخضراء، ورقصات نيلية، وموسيقى الأحلام)، وغيرها من الدواوين التي قطع فيها أبو سنة وجيله من الستينيين في مصر والوطن العربي مسافة معقولة في توطين وتوطئة النص التفعيلي على الخط الرأسي لتطور الشعرية العربية التي ستفقد برحيله أحد أكبر مصباتها».

ويضيف: «يتميز نص أبو سنة بقدرته الفائقة على فتح نوافذ واسعة على شعرية طازجة لغةً ومجازاً ومخيلةً وإيقاعاً، وذلك دون أن يفقد ولو للحظة واحدة امتداداته البعيدة في التراث الشعري للقصيدة العربية بمرتكزاتها الكلاسيكية خاصة في ميلها الفطري للغناء والإنشادية. وهنا لا بد أن أقرّ أن أبو سنة هو أجمل وأعذب مَن سمعته يقول الشعر أو ينشده لغيره في برنامجه الإذاعي الأشهر (ألوان من الشعر) بإذاعة (البرنامج الثاني الثقافي) التي ترأسها في أواخر تسعينات القرن المنصرم قبل أن يحال للتقاعد نائباً لرئيس الإذاعة المصرية في بداية الألفية الثالثة؛ الفترة التي التحقت فيها أنا بالعمل في التلفزيون المصري حيث كان مكتب أبو سنة بالدور الخامس هو جنتي التي كنت أفيء إليها عندما يشتد عليّ مفارقات العمل. كان أبو سنة يستقبلني بأبوية ومحبة غامرتين سأظل مديناً لهما طيلة حياتي. سأفتقدك كثيراً أيها المعلم الكبير، وعزائي الوحيد هو أن (بيت الشعر العربي) كان له شرف ترشيحك العام الماضي لنيل جائزة النيل؛ كبرى الجوائز المصرية والعربية في الآداب».

عاش صاحب «قلبي وغازلة الثوب الأزرق» طفولة قروية متقشفة تركت أثراً لافتاً في شعره

وفي لمسة احتفاء بمنجزه الشعري استعاد كثيرون قصيدة «البحر موعدنا» لأبو سنة التي تعد بمثابة «نصه الأيقوني» الأبرز، والتي يقول فيها:

«البحرُ موعِدُنا

وشاطئُنا العواصف

جازف

فقد بَعُد القريب

ومات من ترجُوه

واشتدَّ المُخالف

لن يرحم الموجُ الجبان

ولن ينال الأمن خائف

القلب تسكنه المواويل الحزينة

والمدائن للصيارف

خلت الأماكن للقطيعة

من تُعادي أو تُحالف؟

جازف

ولا تأمن لهذا الليل أن يمضي

ولا أن يُصلح الأشياء تالف

هذا طريق البحر

لا يُفضي لغير البحر

والمجهول قد يخفى لعارف

جازف

فإن سُدَّت جميع طرائق الدُّنيا أمامك

فاقتحمها

لا تقف

كي لا تموت وأنت واقف».