نور مهنا غنى في مهرجان قرطاج لـ«جمهور وفي»

من سهرة الفنان السوري نور مهنا (الشرق الأوسط)
من سهرة الفنان السوري نور مهنا (الشرق الأوسط)
TT

نور مهنا غنى في مهرجان قرطاج لـ«جمهور وفي»

من سهرة الفنان السوري نور مهنا (الشرق الأوسط)
من سهرة الفنان السوري نور مهنا (الشرق الأوسط)

فتح مهرجان قرطاج الدولي مسرحه الأثري خلال السهرة السادسة من الدورة 56 للفنان السوري نور مهنا، الذي دأب على اعتلاء عدة مهرجانات دولية في تونس.
وقوبلت سهرته الطربية التي برمجت ليلة الخميس بحضور جماهيري نوعي، حيث تمكن من تقديم حفل فني طربي ساحر واستثنائي نتيجة كيمياء التواصل مع جمهوره الذي يميزه عن غيره من المطربين والفنانين بلونه الموسيقي الطربي، وحفر في أذهان المتفرجين حضوره من خلال الألحان والقدود الحلبية.
نور مهنا الذي حاول في أكثر من مرة التفاعل مع الجمهور الحاضر والتحاور معه، أدى عدة أغانٍ معروفة ومحفوظة من قبل الجمهور التونسي من بينها «ابعثلي جواب» و«يا مال الشام» و«شادي الألحان» و«رق الزمان» و«يا واحشني» و«يا مسهر العشاق».
وعلى الرغم من أنه لم يأتِ بألحان فنية جديدة، فقد تمكن من إنجاح السهرة التي تجاوزت حدود الساعتين من الطرب الجميل، وأثبت للجمهور الحاضر أنه قادر على شد أسماعه بـسهرة من ألف ليلة وليلة قدت من الطرب الأصيل والشجن المحبب والموسيقى الشادية.
وغنى مهنا القدود الحلبية والمواويل والأغاني الطربية بسلاسة كما استمال الجمهور الحاضر من خلال أداء أغنيتين تونسيتين هما «لو كان النار اللي كواتني كواتك» للفنان التونسي الراحل خميس ترنان، و«يما يا غاليا» وهي من التراث الموسيقي التونسي، وهما أغنيتان ذائعتا الصيت في تونس.
ويحظى نور مهنا المقيم بتونس لمدة سنوات، بشعبية كبيرة في صفوف الجمهور التونسي لعذوبة صوته ولدقة اختياراته الفنية وعدم سقوطه في موجة الفن التجاري، وفق عدد من النقاد. ويبقى على علاقة وثيقة بتراث عدد مهم من الفنانين العرب المحببين للجمهور التونسي وهم الذين عرفوا كذلك بنفس التوجه الطربي على غرار صباح فخري وملحم بركات والراحل محمد عبد المطلب.
ويرى عدد من المتابعين لهذه السهرة الطربية أن نور مهنا أعاد من خلال صوته الطربي القوي إلى المسرح الروماني بقرطاج، العراقة والرفعة المميزة لهذا الصرح الأثري، حيث كان من الصعب خلال السنوات التي تلت انطلاق مهرجان قرطاج سنة 1966 وإلى عهد قريب أن يعتلي أي فنان مسرح قرطاج قبل أن يبذل الكثير من الجهد ويبني سمعة فنية مميزة للوصول إلى ركح هذا المهرجان.
بقي أن نشير إلى أنه من بين أهم العروض الأخرى المبرمجة، ضمن الدورة 56 من المهرجان نذكر سهرة الفنانة الفرنسية «زاز» ومسرحية «نموت عليك» للممثل التونسي لمين النهدي، وحفل للفنان اللبناني راغب علامة، وحفل الإخوة جاكسون من الولايات المتحدة الأميركية، والفنان التونسي صابر الرباعي لتختتم الدورة مع الفنانة المصرية شيرين عبد الوهاب.
يذكر أن هيئة التنظيم التي يتولى كمال الفرجاني إدارتها الفنية قد أعدت 33 عرضاً في الدورة 56، معتبرة أنها «دورة الانتصار للفنان التونسي» بعد أن برمجت 15 عرضاً تونسياً و10 عروض عربية و8 عروض من مختلف بلدان العالم.


مقالات ذات صلة

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

يوميات الشرق رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً. فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه.

يوميات الشرق ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.

محمود الرفاعي (القاهرة)
يوميات الشرق معرض «أحلام الطبيعة» في ألمانيا

معرض «أحلام الطبيعة» في ألمانيا

زائرون يشاهدون عرضاً في معرض «أحلام الطبيعة - المناظر الطبيعية التوليدية»، بمتحف «كونستبلاست للفنون»، في دوسلدورف، بألمانيا. وكان الفنان التركي رفيق أنادول قد استخدم إطار التعلم الآلي للسماح للذكاء الصناعي باستخدام 1.3 مليون صورة للحدائق والعجائب الطبيعية لإنشاء مناظر طبيعية جديدة. (أ ب)

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق «نلتقي في أغسطس»... آخر رواية لغارسيا ماركيز ترى النور العام المقبل

«نلتقي في أغسطس»... آخر رواية لغارسيا ماركيز ترى النور العام المقبل

ستُطرح رواية غير منشورة للكاتب غابرييل غارسيا ماركيز في الأسواق عام 2024 لمناسبة الذكرى العاشرة لوفاة الروائي الكولومبي الحائز جائزة نوبل للآداب عام 1982، على ما أعلنت دار النشر «راندوم هاوس» أمس (الجمعة). وأشارت الدار في بيان، إلى أنّ الكتاب الجديد لمؤلف «مائة عام من العزلة» و«الحب في زمن الكوليرا» سيكون مُتاحاً «عام 2024 في أسواق مختلف البلدان الناطقة بالإسبانية باستثناء المكسيك» و«سيشكل نشره بالتأكيد الحدث الأدبي الأهم لسنة 2024».

«الشرق الأوسط» (بوغوتا)

علاج فعّال يساعد الأطفال على التخلص من الكوابيس

العلاج أسهم في تقليل عدد الكوابيس لدى الأطفال (جامعة يوتا)
العلاج أسهم في تقليل عدد الكوابيس لدى الأطفال (جامعة يوتا)
TT

علاج فعّال يساعد الأطفال على التخلص من الكوابيس

العلاج أسهم في تقليل عدد الكوابيس لدى الأطفال (جامعة يوتا)
العلاج أسهم في تقليل عدد الكوابيس لدى الأطفال (جامعة يوتا)

كشفت دراسة أميركية أن علاجاً مبتكراً للأطفال الذين يعانون من الكوابيس المزمنة أسهم في تقليل عدد الكوابيس وشدّة التوتر الناتج عنها بشكل كبير، وزاد من عدد الليالي التي ينام فيها الأطفال دون استيقاظ.

وأوضح الباحثون من جامعتي أوكلاهوما وتولسا، أن دراستهما تُعد أول تجربة سريرية تختبر فاعلية علاج مخصصٍ للكوابيس لدى الأطفال، ما يمثل خطوة نحو التعامل مع الكوابيس كاضطراب مستقل، وليس مجرد عَرَضٍ لمشكلات نفسية أخرى، ونُشرت النتائج، الجمعة، في دورية «Frontiers in Sleep».

وتُعد الكوابيس عند الأطفال أحلاماً مزعجة تحمل مشاهد مخيفة أو مؤلمة توقظ الطفل من نومه. ورغم أنها مشكلة شائعة، فإنها تؤثر بشكل كبير على الصحة النفسية والجسدية للأطفال، إذ تُسبب خوفاً من النوم، والأرق، والاستيقاظ المتكرر، وهذه الاضطرابات تنعكس سلباً على المزاج، والسلوك، والأداء الدراسي، وتزيد من مستويات القلق والتوتر.

ورغم أن الكوابيس قد تكون مرتبطة باضطرابات نفسية أو تجارب مؤلمة، مثل اضطراب ما بعد الصدمة، فإنها لا تختفي بالضرورة مع علاج تلك المشكلات، ما يتطلب علاجات موجهة خصيصاً للتعامل مع الكوابيس كاضطراب مستقل.

ويعتمد العلاج الجديد على تعديل تقنيات العلاج المعرفي السلوكي واستراتيجيات الاسترخاء وإدارة التوتر، المستخدمة لدى الكبار الذين يعانون من الأحلام المزعجة، لتناسب الأطفال.

ويتضمّن البرنامج 5 جلسات أسبوعية تفاعلية مصمّمة لتعزيز فهم الأطفال لأهمية النوم الصحي وتأثيره الإيجابي على الصحة النفسية والجسدية، إلى جانب تطوير عادات نوم جيدة.

ويشمل العلاج أيضاً تدريب الأطفال على «إعادة كتابة» كوابيسهم وتحويلها إلى قصص إيجابية، ما يقلّل من الخوف ويعزز شعورهم بالسيطرة على أحلامهم.

ويستعين البرنامج بأدوات تعليمية مبتكرة، لتوضيح تأثير قلّة النوم على الأداء العقلي، وأغطية وسائد، وأقلام تُستخدم لكتابة أفكار إيجابية قبل النوم.

وأُجريت التجربة على 46 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 6 و17 عاماً في ولاية أوكلاهوما الأميركية، يعانون من كوابيس مستمرة لمدة لا تقل عن 6 أشهر.

وأظهرت النتائج انخفاضاً ملحوظاً في عدد الكوابيس ومستوى التوتر الناتج عنها لدى الأطفال الذين تلقوا العلاج مقارنة بالمجموعة الضابطة. كما أُبلغ عن انخفاض الأفكار الانتحارية المتعلقة بالكوابيس، حيث انخفض عدد الأطفال الذين أظهروا هذه الأفكار بشكل كبير في المجموعة العلاجية.

ووفق الباحثين، فإن «الكوابيس قد تُحاصر الأطفال في دائرة مغلقة من القلق والإرهاق، ما يؤثر سلباً على حياتهم اليومية»، مشيرين إلى أن العلاج الجديد يمكن أن يُحدث تحولاً كبيراً في تحسين جودة حياة الأطفال.

ويأمل الباحثون في إجراء تجارب موسعة تشمل أطفالاً من ثقافات مختلفة، مع دراسة إدراج فحص الكوابيس بوصفها جزءاً من الرعاية الأولية للأطفال، ما يمثل خطوة جديدة في تحسين صحة الأطفال النفسية والجسدية.