وصل وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، إلى إسطنبول، للمشاركة في مراسم توقيع اتفاق نقل الحبوب الأوكرانية من موانئ البحر الأسود. ويشارك في المراسم التي تقام الساعة 16.30 بتوقيت موسكو (+3 غرينتش) الرئيس التركي رجب طيب إردوغان والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ووزير الدفاع التركي خلوصي أكار.
ولم تكشف موسكو تفاصيل عن بنود الاتفاق الذي تم التوصل إلى صياغته النهائية بعد جولات مفاوضات صعبة، لكن بدا أنه استجاب للشروط الروسية المطروحة، بينها أنه ربط عمليات تصدير الحبوب الأوكرانية بتوفير تسهيلات لنقل الأسمدة الروسية.
ووفقاً للمعطيات التي نقلتها وسائل إعلام حكومية روسية، فإن الحديث لا يدور عن اتفاق يسمح بفتح الطرق البحرية لحركة السفن بشكل كامل، كون الأطراف لم تتوصل إلى اتفاق يقضي بنزع كامل للألغام التي تقول موسكو إن أوكرانيا زرعتها في مياه البحر الأسود وبحر أزوف لمنع تقدم القوات الروسية نحو الموانئ والمدن الأوكرانية. بهذا المعنى فإن الاتفاق يوفر ممراً آمناً لحركة السفن يعمل تحت إشراف مجموعة مراقبة أممية تتخذ من إسطنبول مركزاً لإدارة عملياتها. وقال لوكالة أنباء «نوفوستي» الحكومية الروسية، إن التوقيع يفتح الطريق نحو بدء تشغيل الممر الآمن «خلال الأسابيع المقبلة». وأكد المصدر الحصول على «ضمانات في المسائل المطروحة من الأطراف المشاركة».
وأفادت قناة «إن تي في» التلفزيونية الروسية بأنه وفقاً للاتفاقات التي تم التوصل إليها في المحادثات الرباعية ستقوم مجموعات العمل الأممية بالتنسيق مع وزارتي الدفاع التركية والروسية بإرشاد السفن المحملة بالحبوب من الموانئ الأوكرانية قبل دخولها المياه الدولية واتباع الممرات الآمنة المحددة مسبقاً.
ولفتت مصادر روسية إلى أن عملية إعداد وثيقة حول قضية الحبوب كانت «صعبة للغاية».
ونقلت «نوفوستي» عن مصدر شارك في المفاوضات أنه «بالطبع، كانت هناك صعوبات. وقد استمرت حتى اللحظة الأخيرة. لقد ساعدت المفاوضات بهذا المعنى في العثور على صيغة تم الإجماع عليها وتم تحديد نقاط الاتصال. وقد أظهرت الأطراف، لا سيما روسيا، نهجاً بناءً للغاية».
ومع الإعلان عن أن التوصل إلى اتفاق تضمن منح «ضمانات» للأطراف، لم تفصح المصادر الروسية عن طبيعة هذه الضمانات وآلية عملها، وهو أمر له أهمية خاصة في استقرار تنفيذ الاتفاق في المرحلة المقبلة، خصوصاً أن موسكو كانت ربطت إبرام اتفاق حول تسهيل نقل الحبوب من أوكرانيا بالحصول على تسهيلات لنقل الأسمدة والحبوب الروسية. والمعضلة في هذا الشرط أن الحبوب والأسمدة الروسية لا تواجه صعوبات أصلاً، كونها لم تدرج ضمن المواد التي تحظر العقوبات الغربية نقلها من روسيا، لكن العقوبات فرضت قيوداً كاملة على حركة السفن الروسية والموانئ، ما يعني أن موسكو تطالب برفع هذه القيود كشرط لتسهيل تنفيذ الاتفاق الجديد. وأعلن الكرملين في وقت سابق أن التوصل إلى اتفاق على عمليات نقل الحبوب الأوكرانية لن يحل مشكلة الغذاء العالمية، لأن حجم الاحتياطات من الحبوب في أوكرانيا لا يمثل إلا جزءاً محدوداً بالمقارنة مع الاحتياطات الروسية التي تواجه صعوبات جدية في تصديرها.
ماذا نعرف عن اتفاق «الحبوب مقابل الأسمدة»؟
شويغو في تركيا... والنصّ يمنح موسكو ضمانات ولا يتضمن نزع الألغام
ماذا نعرف عن اتفاق «الحبوب مقابل الأسمدة»؟
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة