يقوم الرئيس الفرنسي بين 25 و28 من الشهر الجاري بزيارة لثلاثة بلدان أفريقية هي الكاميرون وبنين وغينيا بيساو في أول جولة أفريقية يقوم بها منذ إعادة انتخابه في أبريل (نيسان) الماضي.
وقالت مصادر رئاسية اليوم في معرض تقديمها للزيارة إن إيمانويل ماكرون يسعى إلى «التأكيد على تجديد العلاقة مع أفريقيا» وإظهار «الأولوية» التي يرصدها لعلاقة بلاده مع القارة السمراء. لكن هذه الجولة تأتي بعد الفشل الذي منيت به السياسة الفرنسية في مالي حيث اضطرت باريس لسحب قواتها بطلب من السلطات العسكرية التي وصلت إلى الحكم بعد انقلابين عسكريين عامي 2020 و2021، كذلك فإن باريس تعاني من تنامي الشعور المعادي للوجود الفرنسي وهو ما تحاول التصدي له من خلال استراتيجية جديدة. وتدعو باريس إلى إقامة شراكة جديدة مع أفريقيا تتضمن، إلى جانب الاستمرار في محاربة الإرهاب والتنظيمات الجهادية والإرهابية وفقا لحاجات الدول التي تتعاون معها فرنسا، ملفات الشباب والبيئة والحوار مع شرائح المجتمع المدني والثقافة والرياضة. كذلك يريد ماكرون دفع الانخراط الأوروبي مع أفريقيا خصوصا في مجال تعزيز الإنتاج الزراعي والاستثمار في البنى الزراعية وهو ما تم التركيز عليه في القمة الأوروبية ــ الأفريقية الأخيرة، زمن الرئاسة الفرنسية لأوروبا.
وبما أن الزيارة تتم على خلفية أزمة غذائية عالمية بسبب الحرب الروسية على أوكرانيا، فإن ماكرون سوف يروج للمبادرة التي أطلقها والمسماة FARM التي أطلقها والتي تقوم على ثلاثة أسس: مساعدة القطاع الزراعي الأفريقي ودفعه إلى الأمام، توفير الشروط الضرورية لإقامة شراكة مفيدة مع أوروبا، وأخيرا تمكين المناطق الأفريقية من «السيادة الغذائية» أي الاكتفاء الذاتي. تشكل الكاميرون «مختبرا» لهذه الرغبة باعتبار أنها بلد زراعي كبير وأول اقتصاد في منطقة وسط أفريقيا، وتتمتع بقطاع خاص متطور.
وترافق ماكرون بعثة زراعية كبيرة وهو يأمل التوصل إلى اتفاق على «خريطة طريق زراعية» مع الكاميرون. ويرافق ماكرون وفد رسمي يضم وزراء الخارجية والدفاع والتجارة الخارجية والتنمية. وحضور الوزيرين الأولين مرتبط برغبة باريس في مد يد المساعدة للبلدان التي سيزورها في مجال محاربة الإرهاب الذي يتسلل إلى شمال البلدان الثلاثة. كذلك حرص الرئيس الفرنسي على ضم شخصيات من المجالات الثقافية والفنية والرياضية والاقتصادية وأخرى من الدياسبورا من البلدان الثلاثة المقيمة في فرنسا.
ولا تغيب ميليشيا «فاغنر» الروسية عن اهتمامات الجولة الرئاسية، خصوصا أن باريس ترصد تنامي وجود هذه الميليشيا في أفريقيا وآخر بلد انغرست فيه هو مالي. وقالت مصادر الإليزيه إن خطة «فاغنر» تقوم على استغلال حضورها الجديد في أي بلد للانطلاق منه إلى بلد آخر. وتحذر باريس من ممارسات «فاغنر» التي تحت اسم محاربة الإرهاب، تلجأ إلى العنف وإلى التمكن من ثروات البلاد التي تستقر فيها. وتواجه باريس، إلى جانب الميليشيا المذكورة التي تعد ذراع روسيا في أفريقيا، منافسة دولتين أخريين هما الصين وتركيا، وبالتالي فإن باريس تحاول المحافظة على مواقعها في بلدان كانت مستعمرات سابقة لها.
ماكرون يروّج لشراكة جديدة مع أفريقيا
يقوم بجولة تشمل ثلاثة بلدان أفريقية
ماكرون يروّج لشراكة جديدة مع أفريقيا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة