في أعقاب الزيارة الرسمية الأولى من نوعها التي قام بها رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي، للمغرب، اتفق على أن يشارك جيشه بشكل فعّال في تدريبات القوات الأميركية العاملة في القارة الأفريقية العام القادم. وقال مصدر موثوق في حاشية كوخافي الذي عاد إلى تل أبيب فجر اليوم (الخميس)، إن «هذا تطور مهم بشكل خاص، إذ إن الجيش الإسرائيلي شارك بصفة مراقب في التدريبات التي أجرتها القوات الأميركية في المغرب مع عدة جيوش أفريقية أخرى، قبل ثلاثة أسابيع. لكن القرار الآن هو أن يشارك بشكل فعلي، وهذا يدل على أن حلفاء الولايات المتحدة في أفريقيا يتقبلون إسرائيل بلا تحفظ في الفضاء الإقليمي الخاص في القارة».
وكانت زيارة كوخافي إلى المغرب قد أسفرت عن سلسلة اتفاقيات تقنية واستراتيجية بين الجيشين والحكومتين، في صلبها التعاون في شتى مجالات الأمن، وتبادل الخبرات بشكل حثيث ومثابر بما في ذلك تبادل وفود دراسة، وإجراء تدريبات مشتركة لوحدات قتالية من الجيشين على مدار السنة. كذلك إنشاء آلية تعاون مشترك لسنين طويلة بين سلاح الجو وسلاح البحرية وقوات اليابسة، وشراء عتاد ومعدات بينها طائرة مسيّرة من النوع الثقيل «هاروب» المعروفة أيضاً باسم «كاميكازي» التي يبلغ مداها 1000 كلم وتحمل نحو 20 كلغم من المتفجرات ويمكنها البقاء في الجو لمدة تصل إلى سبع ساعات وهي قادرة على الإمساك بالهدف والغوص والانفجار عليه. وقد اتُّفق على بيع مجموعة منها والبدء بصنعها في المغرب.
وسادت أجواء مريحة بين الوفد الذي رافق كوخافي إلى المغرب، حيث أبدى مضيفيهم «انفتاحاً بالغاً واستعداداً للحديث عن أي شيء بصراحة ومودة». ونُقل على لسان أحدهم أن «الجيش الملكي المغربي يشهد مرحلة تجديد وتحديث ضخمة لمواجهة التحديات والتهديدات الشبيهة بالتهديدات الإسرائيلية، وقد أبدى قادته رغبة في الإفادة من التجربة الإسرائيلية». وفي رد على سؤال حول ماهية هذه التهديدات الشبيهة، أجاب المصدر القريب من كوخافي: «للمغرب تهديدات حدودية من الجزائر والصحراء الغربية وهناك تهديدات بالإرهاب أيضاً. وهذه تحديات مهمة خاضتها وتخوضها إسرائيل عبر تجربة غنية من سنوات طويلة». وعند الاعتراض على وجود تهديدات كهذه بين الدولتين العربيتين، أضاف: «بعد تجربة الاجتياح الروسي لأوكرانيا، بات كل تهديد مخيفاً وينبغي أخذه بجدية». ورأى المتحدث أن الفكرة التي كانت تقول إن الجيوش تنتقل من أساليب القتال التقليدية إلى حرب السايبر، فكرة ناقصة ومستعجلة، فما زالت هناك حاجة إلى المدفعية والمدرعات والدبابات. وفي كل هذه المجالات يعمل الجيش الإسرائيلي بلا كلل، ومع تقدمه الكبير في التكنولوجيا والسايبر ما زال يطوِّر آلياته الحربية التقليدية. لافتاً إلى أن «هذه التجربة مهمة للجيش المغربي». وحسب مصادر في تل أبيب، اهتم كوخافي برؤية الفوارق بين الجيشين، ففي حين يتبع الجيش المغربي طريقة الجيش الفرنسي في بناء قواته وتحديد طريقة عملها، يتبع الجيش الإسرائيلي طريقة الجيشين البريطاني والأميركي. وقد طلب التعرف بشكل أعمق على هذه الفوارق وتعلم الأساليب التي يمكن أن تفيد الجيش الإسرائيلي أيضاً.
والمعروف أن العلاقات بين المؤسسات العسكرية والأمنية في المغرب وإسرائيل بدأت منذ مطلع السنة الماضية، عندما اتُّفق على انضمام المغرب لـ«اتفاقيات إبراهيم»، وبلغت أوجها بزيارة وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، للرباط في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. عندها بدأت علاقات تعاون وثيق بين الجيشين، شمل زيارات كثيرة متبادلة تُوِّجت بزيارة كوخافي. ومع ذلك قال لدى عودتها اليوم، إن «هذه هي البداية وستعقبها زيارات أخرى وتعاون كبير».
الجيش الإسرائيلي سيشارك بتدريبات «أفريكوم» القادمة
في ختام زيارة كوخافي للمغرب
الجيش الإسرائيلي سيشارك بتدريبات «أفريكوم» القادمة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة