«الهوسا»: ما حدث في النيل الأزرق يرقى إلى «تطهير عرقي»

أعضاء من لجنة الهوسا المركزية خلال مؤتمر صحافي في الخرطوم أمس (أ.ف.ب)
أعضاء من لجنة الهوسا المركزية خلال مؤتمر صحافي في الخرطوم أمس (أ.ف.ب)
TT

«الهوسا»: ما حدث في النيل الأزرق يرقى إلى «تطهير عرقي»

أعضاء من لجنة الهوسا المركزية خلال مؤتمر صحافي في الخرطوم أمس (أ.ف.ب)
أعضاء من لجنة الهوسا المركزية خلال مؤتمر صحافي في الخرطوم أمس (أ.ف.ب)

أعلن زعيم قبيلة «الهوسا» في إقليم النيل الأزرق بالسودان، نور الدين عبد الله، أنّ عدد ضحايا الاعتداء على أفراد قبيلته تجاوز الـ300 قتيل، وأن هناك جثثاً تحت الأنقاض لم تحص، من بينهم أطفال ونساء، متهما حكومة الإقليم بالتقصير في حمايتهم بهدف تهجيرهم.
وقال زعيم «الهوسا» خلال مخاطبته مؤتمراً صحافياً بالخرطوم، عبر الهاتف: «على الرغم من أنه كان هناك إرهاصات ومخطط واضح للاعتداء، فإن حكومة الإقليم لم تحرك ساكناً». ووصف ما تعرضت له القبيلة بأنه يرقى إلى جرائم التطهير العرقي والإبادة الجماعية بغرض التهجير القسري من الإقليم.
أضاف الزعيم القبلي: «أبلغنا حاكم الإقليم بأن هناك مخططاً واضحاً من بعض القبائل تقوم بالتحريض ضد قبيلة الهوسا، لكنه لم يحرك ساكناً، لذلك يتحمل كامل المسؤولية عن هذه الأحداث».
واتهمت اللجنة المركزية لأبناء «الهوسا» حكومة الإقليم بالتواطؤ والاشتراك في الاعتداء على مناطق القبيلة، مشيرة إلى أن الآليات والأسلحة التي استخدمت في الهجوم تتبع للقوات النظامية. وقال رئيس اللجنة عمران يحي: «إن هناك تضارباً في إحصائيات الأجهزة الرسمية لأعداد الضحايا، لكن معلوماتنا تشير إلى أن عدد القتلى ما بين 300 قتيل إلى 400، وأن هناك المئات من أبناء القبيلة أُسروا، لا نعرف مصيرهم أحياء كانوا أم قتلى».
وحذر قادة «الهوسا» من هجوم محتمل، ومن عودة الاعتداءات مجدداً على القبيلة، مشيرين إلى أن هناك بعض القبائل تطالب بإخلاء إقليم النيل الأزرق من قبيلة «الهوسا». وناشد القادة القبليون السلطات العسكرية في الخرطوم «التدخل العاجل لوقف المخططات الساعية لاستهداف أبناء الهوسا في النيل الأزرق». وتشير الإحصائيات الرسمية إلى مقتل أكثر من 60 شخصاً وإصابة المئات في الأحداث القبلية التي شهدتها مناطق بالنيل الأزرق. ومُنح حكم إقليم النيل الأزرق لـ«الحركة الشعبية لتحرير السودان» بقيادة مالك عقار، وفقاً لاتفاقية «جوبا» للسلام.
وفي غضون ذلك، وقّعت فصائل سودانية معارضة على بيان يدعو إلى توحيد قوى الشارع لإنهاء الحكم العسكري في البلاد، والعودة إلى مسار الانتقال الديمقراطي عبر سلطة مدنية يتم التوافق عليها بين جميع قوى الثورة. وتعد الخطوة اختراقاً كبيراً باتجاه وحدة القوى المعارضة.
ومن أبرز الكيانات الموقعة على البيان والتي بلغت قرابة 20 كياناً، ائتلاف المعارضة الرئيسي قوى «الحرية والتغيير»، وعدد من تنسيقيات لجان المقاومة بولاية الخرطوم، إلى جانب أجسام مهنية ونقابية لعبت دوراً كبيراً في الحراك الشعبي المناوئ لحكم العسكر.
ومنذ استيلاء الجيش على السلطة في 25 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، ظل التحالف المعارض يعمل على إيجاد أرضية مشتركة لتوحيد قوى الثورة في ظل تباينات الرؤى حول آليات مواجهة الحكم العسكري.
وقالت القوى الموقعة في بيان أمس إن «إسقاط الانقلاب هو السبيل الوحيد لإنهاء هذه الحالة من السيولة الأمنية لتوفير مسوغات ومبررات لاستمرار الحكم».


مقالات ذات صلة

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

شمال افريقيا «أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

نقلت سفينة «أمانة» السعودية، اليوم (الخميس)، نحو 1765 شخصاً ينتمون لـ32 دولة، إلى جدة، ضمن عمليات الإجلاء التي تقوم بها المملكة لمواطنيها ورعايا الدول الشقيقة والصديقة من السودان، إنفاذاً لتوجيهات القيادة. ووصل على متن السفينة، مساء اليوم، مواطن سعودي و1765 شخصاً من رعايا «مصر، والعراق، وتونس، وسوريا، والأردن، واليمن، وإريتريا، والصومال، وأفغانستان، وباكستان، وأفغانستان، وجزر القمر، ونيجيريا، وبنغلاديش، وسيريلانكا، والفلبين، وأذربيجان، وماليزيا، وكينيا، وتنزانيا، والولايات المتحدة، وتشيك، والبرازيل، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وهولندا، والسويد، وكندا، والكاميرون، وسويسرا، والدنمارك، وألمانيا». و

«الشرق الأوسط» (جدة)
شمال افريقيا مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

بعد 3 أيام عصيبة قضتها المسنة السودانية زينب عمر، بمعبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان، وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على غر

شمال افريقيا الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

أعلنت الأمم المتحدة، الخميس، أنها تحتاج إلى 445 مليون دولار لمساعدة 860 ألف شخص توقعت أن يفروا بحلول أكتوبر (تشرين الأول) المقبل من القتال الدامي في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع. وأطلقت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين هذا النداء لجمع الأموال من الدول المانحة، مضيفة أن مصر وجنوب السودان سيسجّلان أكبر عدد من الوافدين. وستتطلب الاستجابة للأزمة السودانية 445 مليون دولار حتى أكتوبر؛ لمواجهة ارتفاع عدد الفارين من السودان، بحسب المفوضية. وحتى قبل هذه الأزمة، كانت معظم العمليات الإنسانية في البلدان المجاورة للسودان، التي تستضيف حالياً الأشخاص الفارين من البلاد، تعاني نقصاً في التمو

«الشرق الأوسط» (جنيف)
شمال افريقيا الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

وجّه الصراع المحتدم الذي يعصف بالسودان ضربة قاصمة للمركز الرئيسي لاقتصاد البلاد في العاصمة الخرطوم. كما عطّل طرق التجارة الداخلية، مما يهدد الواردات ويتسبب في أزمة سيولة. وفي أنحاء مساحات مترامية من العاصمة، تعرضت مصانع كبرى ومصارف ومتاجر وأسواق للنهب أو التخريب أو لحقت بها أضرار بالغة وتعطلت إمدادات الكهرباء والمياه، وتحدث سكان عن ارتفاع حاد في الأسعار ونقص في السلع الأساسية. حتى قبل اندلاع القتال بين طرفي الصراع في 15 أبريل، عانى الاقتصاد السوداني من ركود عميق بسبب أزمة تعود للسنوات الأخيرة من حكم الرئيس السابق عمر البشير واضطرابات تلت الإطاحة به في عام 2019.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
شمال افريقيا فيصل بن فرحان وغوتيريش يبحثان وقف التصعيد في السودان

فيصل بن فرحان وغوتيريش يبحثان وقف التصعيد في السودان

بحث الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم (الخميس)، الجهود المبذولة لوقف التصعيد العسكري بين الأطراف في السودان، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين السودانيين والمقيمين على أرضه. وأكد الأمير فيصل بن فرحان، خلال اتصال هاتفي أجراه بغوتيريش، على استمرار السعودية في مساعيها الحميدة بالعمل على إجلاء رعايا الدول التي تقدمت بطلب مساعدة بشأن ذلك. واستعرض الجانبان أوجه التعاون بين السعودية والأمم المتحدة، كما ناقشا آخر المستجدات والتطورات الدولية، والجهود الحثيثة لتعزيز الأمن والسلم الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

الجزائر تندد بموقف ماكرون في قضية الكاتب صنصال

الروائي المسجون بوعلام صنصال (متداولة)
الروائي المسجون بوعلام صنصال (متداولة)
TT

الجزائر تندد بموقف ماكرون في قضية الكاتب صنصال

الروائي المسجون بوعلام صنصال (متداولة)
الروائي المسجون بوعلام صنصال (متداولة)

ندّدت الجزائر، الثلاثاء، بـ«تدخل سافر وغير مقبول» من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في قضية الكاتب الموقوف بوعلام صنصال، الذي يحمل جنسية البلدين، غداة اعتباره أن الجزائر «تسيء لسمعتها» برفضها الإفراج عنه، بحسب تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية.

وقالت «الخارجية»، في بيان نشرته على حسابها الرسمي على منصة «إكس»: «لقد اطلعت الحكومة الجزائرية باستغراب شديد على التصريحات التي أدلى بها الرئيس الفرنسي بشأن الجزائر، التي تهين، في المقام الأول، من اعتقد أنه من المناسب الإدلاء بها بهذه الطريقة المتهاونة والمستهترة».

وشددت «الخارجية الجزائرية» على أن «هذه التصريحات لا يمكن إلا أن تكون موضع استنكار ورفض وإدانة، لما تمثّله من تدخل سافر وغير مقبول في شأن جزائري داخلي»، معتبرة أن «ما يقدمه الرئيس الفرنسي زوراً وبهتاناً كقضية متعلقة بحرية التعبير، ليس كذلك من منظور قانون دولة مستقلة وذات سيادة، بل يتعلّق الأمر بالمساس بالوحدة الترابية للبلاد، ويعد ذلك جريمة يعاقب عليها القانون الجزائري».

ويثير توقيف بوعلام صنصال توتراً منذ أسابيع بين الجزائر وفرنسا. وقال ماكرون، الاثنين، أمام سفراء فرنسا المجتمعين في قصر الإليزيه إن «الجزائر التي نحبها كثيراً، والتي نتشارك معها الكثير من الأبناء والكثير من القصص، تسيء إلى سمعتها، من خلال منع رجل مريض بشدة من الحصول على العلاج»، مضيفاً: «نحن الذين نحب الشعب الجزائري وتاريخه، أحث حكومته على إطلاق سراح بوعلام صنصال... هذا المناضل من أجل الحرية محتجز بطريقة تعسفية تماماً من قبل المسؤولين الجزائريين». أودع بوعلام صنصال (75 عاماً)، المعروف بانتقاده للسلطات الجزائرية، السجن منذ منتصف نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي بتهم تتعلق بتهديد أمن الدولة، ونقل إلى وحدة علاج طبي منذ منتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي. وتحدث الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون لأول مرة عن توقيفه في 29 من ديسمبر (كانون الأول) الماضي، واصفاً إيّاه بـ«المحتال المبعوث من فرنسا».

وأوقف مؤلف كتاب «2084: نهاية العالم» في 16 نوفمبر في مطار الجزائر العاصمة، ووُجهت إليه تهم بموجب المادة 87 مكرر من قانون العقوبات، التي تعدّ «فعلاً إرهابياً أو تخريبياً (...) كل فعل يستهدف أمن الدولة والوحدة الوطنية والسلامة الترابية، واستقرار المؤسسات وسيرها العادي».

وبحسب صحيفة «لوموند» الفرنسية، فإن السلطات الجزائرية انزعجت من تصريحات أدلى بها صنصال لموقع «فرونتيير» الإعلامي الفرنسي، المعروف بمواقفه اليمينية المتطرفة، تبنى فيها موقفاً مغربياً يقول إن أراضي مغربية انتُزعت من المملكة في ظل الاستعمار الفرنسي لصالح الجزائر.