«قسد» تبحث التهديدات التركية مع جنرالات أميركيين وروس

بحثَ مايكل كوريلا قائد القيادة الأميركية الوسطى مع مظلوم عبدي القائد العام لـ«قوات سوريا الديمقراطية» (قسد)، في مدينة الحسكة، أمس (الأربعاء)، التهديدات التركية وموقف واشنطن الرافض لأي هجوم على الأراضي السورية وجهود مكافحة الإرهاب وعمليات دعم الاستقرار والأمن في مناطق شرق الفرات، إلى جانب مناقشة حماية السجون والمخيمات الخاصة بعناصر وعوائل مسلحي تنظيم «داعش» الإرهابي في المنطقة.
والاجتماع بين كوريلا وعبدي جاء بعد يوم من عقد اجتماع مماثل بين قائد «قسد» وأليكسندر تشايكو قائد القوات الروسية في سوريا، ونقل مصدر كردي بارز أن الوفد الأميركي، الذي ترأسه كوريلا أكد لمظلوم عبدي رفض واشنطن العملية التركية، إضافة إلى المخاطر المتزايدة التي يشكلها تدهور الوضع الأمني في مخيم الهول ومخاوف على السجون ونزلائها، ورفع مستوى الجهود الدولية والمحلية لتطويق هذا الملف والتقليل من خطورته، كما بحث الجانبان الحملات العسكرية في ملاحقة الخلايا النائمة الموالية للتنظيم، واستمرار التعاون بين قوات التحالف الدولي و«قسد» في ملاحقة وتعقب خلايا «داعش».
كما أكد المسؤول الأميركي على الشراكة مع قوات «قسد» وتنفيذ الالتزامات الخاصة بجهود مكافحة الإرهاب ودعم الاستقرار والأمن في شمال شرقي سوريا. وأعرب عبدي للوفد الأميركي عن خشيته من تصاعد التهديدات التركية وتأثيرها على جهود محاربة تنظيم «داعش» وملفّي الهول والسجون. فيما عقدَ عبدي اجتماعاً آخر مع أليكسندر تشايكو، أول من أمس (الثلاثاء)، في مطار مدينة القامشلي الواقعة أقصى شمال شرقي سوريا. وترأس تشايكو وفداً ضم مستشارين وخبراء عسكريين، وبحث الطرفان إعادة تموضع وانتشار القوات الحكومية في المناطق الحدودية، وتعزيز نقاط التماس الفاصلة مع الجيش التركي وفصائلها السورية الموالية في أرياف الحسكة والرقة وحلب المهددة بالاجتياح التركي.
وأفادت مصادر كردية بأن تشايكو نقل موقف موسكو ورفضها لأي عمليات تركية في سوريا، وحث قادة «قسد» على التفاهم مع الحكومة السورية، وأن حماية الحدود السورية التركية تقع مسؤوليتها على الجيش السوري، ورفع العلم على المخافر الحدودية التي تتمركز فيها القوات النظامية. كما ناقش الوفد الروسي الوساطة بين «قسد» وحكومة دمشق، وتفعيل التفاهمات العسكرية المشتركة مع الجيش السوري المنتشر بمناطق «قوات سوريا الديمقراطية»، وإعادة عمل مؤسسات الدولة في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام.
على صعيد سياسي، قال الدار خليل، عضو الهيئة الرئاسية لـ«حزب الاتحاد الديمقراطي»، إحدى أبرز الجهات السياسية التي تدير الإدارة الذاتية شرق الفرات، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، إن الإدارة الذاتية «ليس لديها أي نية للانفصال عن سوريا وتجهد دائماً للحفاظ على وحدة الأراضي السورية وحماية سيادتها، وقامت بمهام الدفاع عن حدود سوريا بكل ما أوتيت من قوة وإمكانيات». وشدد على أن التهديدات التركية وصلت لمستويات خطيرة جداً. وتابع السياسي الكردي كلامه ليقول إنه «لا خيار لنا سوى المقاومة»، إذا نفذت تركيا تهديدها بشن عملية عسكرية جديدة شمال سوريا.
ووصف مواقف الحكومة السورية بـ«الخجولة»، قائلاً: «تبقى مواقف دمشق خجولة ولا بد من قيامها بمهام حماية الحدود من الهجمات الخارجية التي تقع مسؤوليتها على عاتق الحكومة المركزية. حكومة دمشق لا تتقرب بنفس المستوى المطلوب من تصاعد وتيرة التهديدات التركية». ودعا خليل الحكومة السورية إلى تفعيل المسار السياسي الداخلي بين دمشق والقامشلي، قائلاً: «لا بد لدمشق أن تتحرك في مسار الحل السياسي، ويمكن الاتفاق مع الإدارة الذاتية على حل جميع القضايا العالقة وإيجاد حلول لكل القضايا المشتركة بين الطرفين».