البرلمان البلجيكي يصوت على معاهدة مثيرة للجدل بشأن تبادل سجناء مع إيران

أنصار منظمة «مجاهدي خلق» المعارضة ينظمون وقفة احتجاجية في بروكسل يوم 6 يوليو الحالي (رويترز)
أنصار منظمة «مجاهدي خلق» المعارضة ينظمون وقفة احتجاجية في بروكسل يوم 6 يوليو الحالي (رويترز)
TT

البرلمان البلجيكي يصوت على معاهدة مثيرة للجدل بشأن تبادل سجناء مع إيران

أنصار منظمة «مجاهدي خلق» المعارضة ينظمون وقفة احتجاجية في بروكسل يوم 6 يوليو الحالي (رويترز)
أنصار منظمة «مجاهدي خلق» المعارضة ينظمون وقفة احتجاجية في بروكسل يوم 6 يوليو الحالي (رويترز)

دعي النواب البلجيكيون، اليوم (الأربعاء)، إلى إقرار مشروع معاهدة يثير جدلاً حول التسليم المتبادل لسجناء مع إيران يرى منتقدوها أنها تفتح الباب أمام عملية «تبادل» بين بلجيكي يعمل في المجال الإنساني وعميل للنظام الإيراني.
ويتوقع أن يقر النص؛ الذي سبق أن وافقت عليه اللجان في 6 يوليو (تموز) الحالي، بغالبية النواب خلال النهار في جلسة عامة أخيرة قبل عطلة الصيف النيابية، حسبما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية.
لكن منذ الكشف عن مضمونها قبل 3 أسابيع؛ تثير هذه المعاهدة الثنائية نقاشاً محتدماً في البرلمان مع التعبير عن مخاوف مماثلة لتلك التي عبرت عنها جمعيات تدافع عن حقوق الإنسان وناشطون في المعارضة الإيرانية.
ويرى هؤلاء أن المعاهدة تفتح الباب أمام تسليم طهران بعد عفو محتمل، الدبلوماسي أسد الله أسدي الذي حكم عليه في عام 2021 في بلجيكا بالسجن 20 عاماً بعد إدانته بتهم «محاولات اغتيال إرهابية». وقال نائب بلجيكي معارض إن النص «مفصل» على قياس أسدي.
وأدانت محكمة أنتويرب؛ في شمال بلجيكا، الإيراني البالغ 50 عاماً بتهمة التخطيط لعملية إرهابية أحبطت في اللحظة الأخيرة في 30 يونيو (حزيران) 2018 عندما أوقفت الشرطة البلجيكية قرب بروكسل زوجين بلجيكيين من أصول إيرانية وبحوزتهما متفجرات.
وكان الزوجان في طريقهما إلى فرنسا حيث كان من المخطط تنفيذ هجوم قرب باريس في ذلك اليوم يستهدف التجمع السنوي لـ«المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية» المعارض للنظام الإيراني ويضم في صفوفه حركة «مجاهدي خلق».
ورأى القضاة في أنتويرب أن أسدي خطط للهجوم لحساب الاستخبارات الإيرانية تحت غطاء دبلوماسي. فعندما كان موظفاً في سفارة بلاده في فيينا أوقف في 1 يوليو (تموز) 2018 في ألمانيا وسلم إلى بلجيكا بعد 3 أشهر. وقد أثارت المحاكمة غضب طهران التي تواصل المطالبة بـ«الإفراج عنه من دون شروط».
وفي طهران؛ عدّت السلطات أن الحصانة الدبلوماسية التي يتمتع بها أسدي قد انتهكت.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني: «نطالب الحكومة البلجيكية بإطلاق سراح الدبلوماسي الإيراني فوراً (...) وبتصحيح سلوكها».
وفي مطلع يوليو الحالي، واجه وزير العدل البلجيكي، فينسان فان كيكينبورن، صعوبة؛ لدى عرضه المعاهدة على النواب، في تهدئة المخاوف وفي فصل هذا النص عن قضية أسدي.
ولفت الوزير إلى أن «مصالح» بلجيكا في إيران ورعاياها المائتين في هذا البلد باتوا أهدافاً محتملة لإجراءات رد منذ توقيف «الدبلوماسي المزعوم»، موكداً أنه «منذ اليوم الأول شعرنا بضغوط من جانب إيران، وقد تدهور الوضع الأمني لمصالحنا بشكل منهجي».
وفي دليل على جدية هذه التهديدات؛ أوقف في 24 فبراير (شباط) الماضي البلجيكي أوليفيه فانديكاستيل؛ العامل في المجال الإنساني، من دون أي سبب في طهران؛ مما يبرر في نظر السلطة التنفيذية البلجيكية الإقرار السريع للمعاهدة التي وقعت في 11 مارس (آذار) في بروكسل. وأكد وزير العدل البلجيكي، أمس، بعد نقاش استمر ساعات في البرلمان، أن «إيران دولة مارقة؛ لكن لا يمكننا أن نختار إلى من نتحدث».
وكان لرئيس الوزراء ألكسندر دي كرو الموقف نفسه، وقد شدد لهجته حيال نواب نددوا بحدوث «ابتزاز» من جانب إيران بشأن البلجيكي المعتقل البالغ 41 عاماً. وقال دي كرو في 14 يوليو: «ماذا عسانا نقول لعائلته: إننا سندعه يقبع في زنزانته؟ بلجيكا لا تتخلى عن مواطنيها». وفي رسالة مصورة في 11 يوليو الحالي؛ ناشدت عائلة فانديكاستيل السلطات «بذل كل المستطاع» للإفراج عنه، مشددة على تدهور وضعه الصحي والنفسي.


مقالات ذات صلة

بوريل: الصين عليها «واجب أخلاقي» للمساهمة في إحلال السلام بأوكرانيا

الولايات المتحدة​ بوريل: الصين عليها «واجب أخلاقي» للمساهمة في إحلال السلام بأوكرانيا

بوريل: الصين عليها «واجب أخلاقي» للمساهمة في إحلال السلام بأوكرانيا

قال جوزيب بوريل مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي اليوم (الثلاثاء) إن الصين عليها واجب أخلاقي يحتم عليها المساهمة في إرساء السلام في أوكرانيا، ويتعين عليها الإحجام عن دعم المعتدي في حرب بدأتها روسيا بغزو أوكرانيا، وفقاً لوكالة «رويترز». وأضاف بعد اجتماع مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في بروكسل «الصين عليها واجب أخلاقي للمساهمة في إحلال سلام عادل... لا يمكنها أن تنحاز للمعتدي».

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
العالم توقيف ثمانية أشخاص في بلجيكا بشبهة الإعداد «لاعتداءات إرهابية»

توقيف ثمانية أشخاص في بلجيكا بشبهة الإعداد «لاعتداءات إرهابية»

أعلنت النيابة العامة الفيدرالية في بلجيكا «الثلاثاء» توقيف ثمانية أشخاص مساء الاثنين في إطار تحقيقين حول شبهات بالإعداد «لاعتداء إرهابي». وأفاد مصدر قضائي لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» أن الموقوفين هم «شباب سلكوا طريق التطرف» وانخرطوا في الحركة الجهادية. لم تحدد الأهداف المحتملة حتى الآن. ويتمحور التحقيق على مخطط اعتداء في كلا الملفين اللذين ثمة روابط بينهما وفق النيابة العامة. حصلت خمس مداهمات في مولينبيك في منطقتي بروكسل وأوبن في شرق البلاد وفي مناطق ناطقة بالهولندية في الشمال هي ميرسكيم وبورغهاوت ودورن في أنتويرب (أنفير) في إطار الملف الأول الذي يجري التحقيق في هذه المدينة الأخيرة.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
العالم بلجيكا تعتقل 8 للاشتباه بضلوعهم في التخطيط لهجوم

بلجيكا تعتقل 8 للاشتباه بضلوعهم في التخطيط لهجوم

قال ممثلو ادعاء اتحاديون، اليوم الثلاثاء، إن السلطات البلجيكية اعتقلت ثمانية أشخاص في أعقاب مداهمات، للاشتباه في تخطيط متطرفين لهجوم في بلجيكا، وفق وكالة «رويترز» للأنباء. وأفادوا في بيان بأن هدف الهجوم المحتمل لم يتضح، ولم يدلوا بتعليقات حول المرحلة التي بلغها التخطيط للهجوم. ونفذت الشرطة مداهمات في ساعة متأخرة من مساء، أمس الاثنين، في خمسة عقارات في بروكسل وأنتويرب، وفي مدينة يوبين القريبة من الحدود الألمانية، واعتقلت خمسة رجال، من بينهم اثنان على الأقل يشتبه في ضلوعهما في التدبير لهجوم. وفي تحقيق منفصل، داهمت الشرطة ثلاثة عقارات أخرى في بروكسل، وبالقرب منها، واعتقلت ثلاثة أيضاً للاشتباه في

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
العالم بلجيكا: توقيف 8 أشخاص بشبهة الإعداد «لاعتداءات إرهابية»

بلجيكا: توقيف 8 أشخاص بشبهة الإعداد «لاعتداءات إرهابية»

أعلنت النيابة العامة الفيدرالية في بلجيكا، اليوم (الثلاثاء)، توقيف 8 أشخاص، أمس، في إطار تحقيقين حول شبهات بالإعداد «لاعتداء إرهابي». وأوضحت النيابة العامة في بيان، أن الأهداف المحتملة لم تحدد حتى الآن. وأفاد مصدر قضائي، وكالة الصحافة الفرنسية، بأن الموقوفين «شباب سلكوا طريق التطرف». ويتمحور التحقيق على مخطط اعتداء في كلا الملفين اللذين ثمة روابط بينهما، وفق المصدر نفسه.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
العالم ستولتنبرغ يحذر الغرب من طول أمد الصراع في أوكرانيا

ستولتنبرغ يحذر الغرب من طول أمد الصراع في أوكرانيا

قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرغ في حوار مع صحيفة «الغارديان» البريطانية نُشر اليوم (الخميس) إنه سيتعين على الدول الغربية دعم أوكرانيا لفترة طويلة في ظل الغزو الروسي الشامل للبلاد. وأضاف أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «لا يخطط للتوصل للسلام، إنما يخطط لمزيد من الحرب». وأوضح أن روسيا تعزز من الإنتاج الصناعي العسكري، كما تتواصل مع الأنظمة السلطوية في محاولة للحصول على مزيد من الأسلحة. ونتيجة لذلك، يتعين على الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا والدول الغربية الأخرى الاستعداد لدعم أوكرانيا بالأسلحة والذخيرة وقطع الغيار لفترة طويلة. وقال ستولتنبرغ: «الحاجة لذلك سوف

«الشرق الأوسط» (بروكسل)

نتنياهو يصادق على إجراءات هجومية ودفاعية جديدة بالضفة الغربية

قوات أمن إسرائيلية تتجمع في موقع هجوم بالضفة الغربية يوم 6 يناير 2025 (أ.ف.ب)
قوات أمن إسرائيلية تتجمع في موقع هجوم بالضفة الغربية يوم 6 يناير 2025 (أ.ف.ب)
TT

نتنياهو يصادق على إجراءات هجومية ودفاعية جديدة بالضفة الغربية

قوات أمن إسرائيلية تتجمع في موقع هجوم بالضفة الغربية يوم 6 يناير 2025 (أ.ف.ب)
قوات أمن إسرائيلية تتجمع في موقع هجوم بالضفة الغربية يوم 6 يناير 2025 (أ.ف.ب)

عقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء اليوم (الاثنين)، اجتماعاً أمنياً لتقييم الأوضاع بالتركيز على الوضع في الضفة الغربية، بمشاركة وزير الدفاع ورئيس أركان الجيش ورئيس جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك) والسكرتير العسكري لرئيس الوزراء ومسؤولين أمنيين كبار آخرين، وفقاً لـ«وكالة الأنباء الألمانية».

وذكرت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية أن نتنياهو صادق خلال الاجتماع على عمليات للقبض على منفذي عملية إطلاق النار في وقت سابق يوم الاثنين في مستوطنة «كدوميم»، قرب نابلس في شمال الضفة الغربية، والتأكيد على تقديمهم للعدالة.

رجال إنقاذ وقوات الأمن الإسرائيلية يعملون في موقع هجوم بالضفة الغربية يوم 6 يناير 2025 (أ.ف.ب)

كما أيد رئيس الوزراء الإسرائيلي سلسلة من الإجراءات الدفاعية والهجومية الإضافية في المنطقة.

وفي وقت سابق، اليوم الاثنين، تعهد نتنياهو بملاحقة مرتكبي الهجوم.

وكان جهاز الإسعاف الإسرائيلي أعلن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة ثمانية آخرين في عملية إطلاق نار على حافلة في قلقيلية بشمال الضفة الغربية.