«داعشي بوسطن» خطط لمهاجمة الشرطة والجيش الأميركيين

استهدف أيضًا منظمي الرسوم المسيئة

ديفيد رايت المتهم في خلية «دواعش بوسطن» خلال مثوله أمام محكمة فيدرالية أول من أمس (أ.ب)
ديفيد رايت المتهم في خلية «دواعش بوسطن» خلال مثوله أمام محكمة فيدرالية أول من أمس (أ.ب)
TT

«داعشي بوسطن» خطط لمهاجمة الشرطة والجيش الأميركيين

ديفيد رايت المتهم في خلية «دواعش بوسطن» خلال مثوله أمام محكمة فيدرالية أول من أمس (أ.ب)
ديفيد رايت المتهم في خلية «دواعش بوسطن» خلال مثوله أمام محكمة فيدرالية أول من أمس (أ.ب)

قالت أمس صحيفة «بوسطن غلوب» إن أسامة عبد الله رحيم، المسلم الأسود الذي قتلته شرطة مكتب التحقيق الفيدرالي (إف بي آي) وشرطة بوسطن يوم الثلاثاء الماضي، كان خطط لذبح عدد من رجال شرطة بوسطن، و«وضع الرؤوس فوق الصدور». هذه إشارة إلى عادة مقاتلي «داعش» الذين ذبحوا أميركيين وغربيين، ووضعوا رأس كل واحد فوق صدره، وصوروا ذلك، ونشروه في الإنترنت، كجزء من دعاياتهم، وتخويفهم لأعدائهم.
ونقلت الصحيفة فقرات من وثيقة الاتهام التي قدمتها الشرطة إلى محكمة في بوسطن، في بداية توجيه اتهامات إلى رحيم، وإلى صديقه ديفيد رايت الذي كان اعتقل يوم الثلاثاء، بعد قتل رحيم.
أمس، نشرت صحيفة «واشنطن بوست» أن رحيم هدد، أيضا، باميلا غيلار، التي تقود حملة ضد الإسلام والمسلمين منذ عدة سنوات. وقبل شهر، نظمت معرضا عن صور كاريكاتيرية للنبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، وهو المعرض الذي هجم عليه مسلمان مسلحان، وقتلتهما الشرطة عند مدخل المعرض. وقالت غيلار للصحيفة «نقف في مفترق طرق في أميركا اليوم. نقف لنواجه الذين يريدون القضاء على الحرية الأميركية».
وكانت شرطة بوسطن قالت إنها قتلت رحيم «بعد أن شهر سكينا عسكرية في وجه شرطيين كانا يحققان معه»، وإن رحيم ورايت «متطرفان خططا لشن هجمات على قوات الأمن والجيش الأميركي».
أمس، أعلن مدير شرطة بوسطن، ويليام إيفانز «خلال الأسابيع الأخيرة، تلقينا معلومات عن خطط تهدد عسكريين وعناصر في قوات الأمن. وفي الحال، وجهنا تحذيرات عديدة عن أخطار اعتداءات على مراكز شرطة وقواعد عسكرية».
أمس، قال تلفزيون «سي إن إن» إن رحيم كان يخضع لمراقبة مستمرة (24 ساعة - 7 أيام) للاشتباه بانتمائه إلى «داعش»، وذلك ضمن تحقيقات موسعة عن «شبكات إرهابية انتشرت في الولايات المتحدة».
وبينما قال مدير الشرطة إن رصاصتين أصابتا رحيم في بطنه، قال الإمام إبراهيم رحيم، أخو أسامة رحيم، وهو إمام في مسجد في بوسطن يرتاده كثير من المسلمين السود، إن ثلاث رصاصات أصابت رحيم في ظهره.
ونقلت صحيفة «بوسطن غلوب» تصريحات لامرأة سوداء تعرف رحيم، وطلبت عدم نشر اسمها خوفا على حياتها، قالت إن رحيم «مسلم حريص على إسلامه»، وإنه، قبل سنوات قليلة، تزوج أميركية اعتنقت الإسلام. وكان الزوجان يصليان في مسجد الجمعية الإسلامية في بوسطن، لكنهما توقفا قبل عامين، وقالا «إنه مسجد ليبرالي جدا».
وقالت المرأة إنها، أحيانا، لم تكن تتفق مع الزوجين في آرائهما الدينية، لكنها لم تسمعهما أبدا يؤيدان «التطرف العنيف».
وقال يوسفي والي، المدير التنفيذي للجمعية الإسلامية في مركز بوسطن، إن الشركة التي توفر الأمن للمسجد كانت استأجرت رحيم لمدة شهر في منتصف عام 2013. وقال إن رحيم لم يكن يصلي بانتظام في المسجد، ولم يتطوع لأي عمل في المسجد، ولم يحتل أي منصب قيادي.
وحسب كتابات الإمام إبراهيم رحيم، أخي المقتول أسامة رحيم، في «فيسبوك»، عندما واجه أسامة رجال الشرطة أحس بأن خطرا يواجهه، واتصل تليفونيا بوالده، وشرح له ما يحدث. وكتب الإمام «كان أسامة يتحدث مع والدنا العزيز خلال المواجهة مع الشرطة. كان أسامة يريد شاهدا على المواجهة. وفعلا، سمع والدنا العزيز جزءا من المواجهة، وسمع طلقات الرصاص، وسمع أسامة يقول: (لا أقدر على التنفس، لا أقدر على التنفس)».
وقالت صحيفة «بوسطن غلوب» إن الإمام إبراهيم رحيم «من الأئمة المعتدلين».



بولوارتي تضع البيرو في مواجهة مع حكومات المنطقة

رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)
رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)
TT

بولوارتي تضع البيرو في مواجهة مع حكومات المنطقة

رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)
رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)

بعد التدهور الأخير في الأوضاع الأمنية التي تشهدها البيرو، بسبب الأزمة السياسية العميقة التي نشأت عن عزل الرئيس السابق بيدرو كاستيو، وانسداد الأفق أمام انفراج قريب بعد أن تحولت العاصمة ليما إلى ساحة صدامات واسعة بين القوى الأمنية والجيش من جهة، وأنصار الرئيس السابق المدعومين من الطلاب من جهة أخرى، يبدو أن الحكومات اليسارية والتقدمية في المنطقة قررت فتح باب المواجهة السياسية المباشرة مع حكومة رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي، التي تصرّ على عدم تقديم موعد الانتخابات العامة، وتوجيه الاتهام للمتظاهرين بأنهم يستهدفون قلب النظام والسيطرة على الحكم بالقوة.
وبدا ذلك واضحاً في الانتقادات الشديدة التي تعرّضت لها البيرو خلال القمة الأخيرة لمجموعة بلدان أميركا اللاتينية والكاريبي، التي انعقدت هذا الأسبوع في العاصمة الأرجنتينية بوينوس آيريس، حيث شنّ رؤساء المكسيك والأرجنتين وكولومبيا وبوليفيا هجوماً مباشراً على حكومة البيرو وإجراءات القمع التي تتخذها منذ أكثر من شهر ضد المتظاهرين السلميين، والتي أدت حتى الآن إلى وقوع ما يزيد عن 50 قتيلاً ومئات الجرحى، خصوصاً في المقاطعات الجنوبية التي تسكنها غالبية من السكان الأصليين المؤيدين للرئيس السابق.
وكان أعنف هذه الانتقادات تلك التي صدرت عن رئيس تشيلي غابرييل بوريتش، البالغ من العمر 36 عاماً، والتي تسببت في أزمة بين البلدين مفتوحة على احتمالات تصعيدية مقلقة، نظراً لما يحفل به التاريخ المشترك بين البلدين المتجاورين من أزمات أدت إلى صراعات دموية وحروب دامت سنوات.
كان بوريتش قد أشار في كلمته أمام القمة إلى «أن دول المنطقة لا يمكن أن تدير وجهها حيال ما يحصل في جمهورية البيرو الشقيقة، تحت رئاسة ديما بولوارتي، حيث يخرج المواطنون في مظاهرات سلمية للمطالبة بما هو حق لهم ويتعرّضون لرصاص القوى التي يفترض أن تؤمن الحماية لهم».
وتوقّف الرئيس التشيلي طويلاً في كلمته عند ما وصفه بالتصرفات الفاضحة وغير المقبولة التي قامت بها الأجهزة الأمنية عندما اقتحمت حرم جامعة سان ماركوس في العاصمة ليما، مذكّراً بالأحداث المماثلة التي شهدتها بلاده إبّان ديكتاتورية الجنرال أوغوستو بينوتشي، التي قضت على آلاف المعارضين السياسيين خلال العقود الثلاثة الأخيرة من القرن الماضي.
وبعد أن عرض بوريتش استعداد بلاده لمواكبة حوار شامل بين أطياف الأزمة في البيرو بهدف التوصل إلى اتفاق يضمن الحكم الديمقراطي واحترام حقوق الإنسان، قال «نطالب اليوم، بالحزم نفسه الذي دعمنا به دائماً العمليات الدستورية في المنطقة، بضرورة تغيير مسار العمل السياسي في البيرو، لأن حصيلة القمع والعنف إلى اليوم لم تعد مقبولة بالنسبة إلى الذين يدافعون عن حقوق الإنسان والديمقراطية، والذين لا شك عندي في أنهم يشكلون الأغلبية الساحقة في هذه القمة».
تجدر الإشارة إلى أن تشيلي في خضمّ عملية واسعة لوضع دستور جديد، بعد أن رفض المواطنون بغالبية 62 في المائة النص الدستوري الذي عرض للاستفتاء مطلع سبتمبر (أيلول) الفائت.
كان رؤساء المكسيك وكولومبيا والأرجنتين وبوليفيا قد وجهوا انتقادات أيضاً لحكومة البيرو على القمع الواسع الذي واجهت به المتظاهرين، وطالبوها بفتح قنوات الحوار سريعاً مع المحتجين وعدم التعرّض لهم بالقوة.
وفي ردّها على الرئيس التشيلي، اتهمت وزيرة خارجية البيرو آنا سيسيليا جيرفاسي «الذين يحرّفون سرديّات الأحداث بشكل لا يتطابق مع الوقائع الموضوعية»، بأنهم يصطادون في الماء العكر. وناشدت المشاركين في القمة احترام مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان الأخرى، والامتناع عن التحريض الآيديولوجي، وقالت «يؤسفني أن بعض الحكومات، ومنها لبلدان قريبة جداً، لم تقف بجانب البيرو في هذه الأزمة السياسية العصيبة، بل فضّلت تبدية التقارب العقائدي على دعم سيادة القانون والنصوص الدستورية». وأضافت جيرفاسي: «من المهين القول الكاذب إن الحكومة أمرت باستخدام القوة لقمع المتظاهرين»، وأكدت التزام حكومتها بصون القيم والمبادئ الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان وسيادة القانون، رافضة أي تدخّل في شؤون بلادها الداخلية، ومؤكدة أن الحكومة ماضية في خطتها لإجراء الانتخابات في الموعد المحدد، ليتمكن المواطنون من اختيار مصيرهم بحرية.
ويرى المراقبون في المنطقة أن هذه التصريحات التي صدرت عن رئيس تشيلي ليست سوى بداية لعملية تطويق إقليمية حول الحكومة الجديدة في البيرو بعد عزل الرئيس السابق، تقوم بها الحكومات اليسارية التي أصبحت تشكّل أغلبية واضحة في منطقة أميركا اللاتينية، والتي تعززت بشكل كبير بعد وصول لويس إينياسيو لولا إلى رئاسة البرازيل، وما تعرّض له في الأيام الأخيرة المنصرمة من هجمات عنيفة قام بها أنصار الرئيس السابق جاير بولسونارو ضد مباني المؤسسات الرئيسية في العاصمة برازيليا.