ارتفاع إصابات «كورونا» يقلق الجزائر

الحكومة تتحاشى التهويل ما دام لا توجد وفيات

سيدة جزائرية تتلقى لقاحا مضادا لكورونا (أرشيفية - أ.ب)
سيدة جزائرية تتلقى لقاحا مضادا لكورونا (أرشيفية - أ.ب)
TT

ارتفاع إصابات «كورونا» يقلق الجزائر

سيدة جزائرية تتلقى لقاحا مضادا لكورونا (أرشيفية - أ.ب)
سيدة جزائرية تتلقى لقاحا مضادا لكورونا (أرشيفية - أ.ب)

تثير عودة الإصابات بفيروس «كورونا» في الجزائر، قلق السلطات الجزائرية التي تتحاشى التهويل بما أن الوباء لم يخلف أي وفاة في الأيام الأخيرة. وبينما اعتقد قطاع واسع من الجزائريين أن الفيروس اختفى إلى غير رجعة، ينصح الأطباء بالعودة سريعاً إلى تدابير الوقاية كارتداء الكمامة والتقيد بشروط التباعد الجسدي في الأماكن العاصمة، وبخاصة في الشواطئ والحدائق التي تعرف توافدا كبيرا منذ بداية الشهر الحالي.
وأعلنت وزارة الصحة الاثنين أنها أحصت 42 إصابة جديدة بالفيروس بزيادة 21 حالة مقارنة بيوم الأحد، من دون وقوع وفيات. وبذلك، يصبح مجموع الإصابات 265 ألفا تقريبا، منذ بداية انتشار الوباء في البلاد مطلع 2020 فيما عدد الوفيات يقترب من 7 آلاف. ويوجد حاليا ثلاثة مصابين في العناية المركَزة بالمستشفيات.
من جهته، أكد «معهد باستور» للتحاليل والتحقيقات الوبائية، في بيان، أن وباء «كورونا» «لم ينته بحكم ظهور سلالات فرعية جديدة، حسب، منظمة الصحة العالمية»، مشيرا إلى أن «الانتشار المتزايد للسلالة الفرعية ب.أ.5 من فيروس «كورونا» ابتداء من 3 يوليو (تموز)، ارتبط بارتفاع طفيف في عدد حالات الإصابة بفيروس (كوفيد - 19) خلال هذا الشهر نفسه». وأضاف «ليس غريبا أن نشهد ارتفاعا في عدد الإصابات في الأيام القليلة المقبلة، إذ يشكل هذا الوضع جزءا من دورة تطور الفيروس».
ولفت إلى أن السلالة الفرعية «ب. أ5»، ناتجة عن طفرات طرأت على السلالة المتحورة أوميكرون، «والتي يبدو أنها تتطور بشكل أسرع بواسطة آلية الهروب المناعي، إذ لديها معدل انتقال أعلى من سابقاتها من السلالات».
وأوضح البيان أن «العلامات السريرية الأكثر شيوعاً، التي تم إحصاؤها في حالات الإصابة بهذه السلالة، تتمثل في التعب والسعال والحمى والتهاب الحلق والصداع، مع استمرار الأعراض مدة أطول يمكن أن تستغرق من 7 إلى 10 أيام»، وأضاف «الأشخاص المصابون بالسلالات الفرعية السابقة لأوميكرون، ب.أ1 وب.أ2، يمكن أن يصابوا مرة ثانية بالسلالة الفرعية ب.أ5».
وفي سياق متصل، صرح الطبيب المتخصص في الأوبئة والوقاية من الأمراض المعدية بمستشفى العلمة (300 كلم شرق العاصمة)، توفيق نكاع، للإذاعة الحكومية أن «الكثيرين يظنون أن الأعراض التي ظهرت على بعض الأشخاص، هذه الأيام، تعود لاستهلاك بعض المواد الغذائية والمنتجات كالفواكه الصيفية مثل الذي يثير الإسهال، لكنها تعود في الحقيقة لوباء (كورونا)». لافتا إلى أن المصابين بالفيروس هذه المرة، يفقدون حاستي الشم والذوق، كما حدث مع سلالة «دلتا»، لكن بخلاف «أوميكرون».
وأوضح الطبيب أن المتحور «ب.أ5» يسبب للمصاب صعوبة في التنفس وتجلطا في الشرايين، مبرزا «إننا نحمد الله على أن الجزائر، حتى الآن، لم تشهد حالات خطيرة لكن يجب أن نبقى حذرين». مشيرا إلى أن السلطات الصحية لا تملك معطيات كافية عن السلالة الجديدة. داعيا الأشخاص المسنين والمصابين بأمراض مزمنة، إلى العودة للكمامات وغسل الأيدي باستمرار والحفاظ على مسافة التباعد الجسدي.


مقالات ذات صلة

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
صحتك امرأة تعاني من «كورونا طويل الأمد» في فلوريدا (رويترز)

دراسة: العلاج النفسي هو الوسيلة الوحيدة للتصدي لـ«كورونا طويل الأمد»

أكدت دراسة كندية أن «كورونا طويل الأمد» لا يمكن علاجه بنجاح إلا بتلقي علاج نفسي.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك «كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

يؤثر على 6 : 11 % من المرضى

ماثيو سولان (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.