فرض رسوم على دخول «ممشى النيل» في القاهرة يثير جدلاً

منتقدون يخشون انتهاء «زمن التنزه المجاني»... ومسؤولون يدافعون بـ«فاتورة التلفيات»

صورة لـ«ممشى النيل» في القاهرة (الشرق الأوسط)
صورة لـ«ممشى النيل» في القاهرة (الشرق الأوسط)
TT

فرض رسوم على دخول «ممشى النيل» في القاهرة يثير جدلاً

صورة لـ«ممشى النيل» في القاهرة (الشرق الأوسط)
صورة لـ«ممشى النيل» في القاهرة (الشرق الأوسط)

بعد انبهار عماد عبد الفتاح (29 عاماً) موظف بإحدى شركات الملابس الجاهزة، بمنطقة شبرا الخيمة، بالصور المنتشرة على «السوشيال ميديا»، والمواقع المصرية لممشى «أهل مصر» بكورنيش القاهرة، قرر أخيراً زيارته برفقة أسرته الصغيرة المكونة من طفلتين وزوجة، لالتقاط مجموعة من الصور ونشرها على صفحته على «فيسبوك»، والاستمتاع بأجواء النيل الساحرة، لكنه فوجئ لدى زيارته أمس، بفرض رسوم دخول إلى الجزء السفلي الموازي لمياه النهر تقدر بـ20 جنيهاً مصرياً (أكثر من دولار أميركي) للفرد الواحد، فاكتفى بالجلوس في الجزء العلوي من الممشى مع آخرين لخطف لحظات «مجانية» ممتعة.
وضج جمهور «السوشيال ميديا» في مصر، بين مؤيد ومعارض للقرار، فبينما رأى منتقدو القرار أنه يؤدي إلى «حرمان البسطاء من الاستمتاع بالنيل وأعمال التطوير الأخيرة، رأى المدافعون أنه «ضروري لتقليل التلفيات وتعويض الخسائر التي مُني بها الممشى خلال إجازة عيد الأضحى».
ورغم تأكيد الحكومة المصرية إبان افتتاح المرحلة الأولى من الممشى (تقع بين جسري إمبابة شمالاً، و15 مايو جنوباً)، في الربع الأول من العام الجاري إتاحة الدخول المجاني للممشى لكل المصريين، فإنها تراجعت عن ذلك، ما دفع برلمانيين من بينهم الصحافي والإعلامي مصطفى بكري، الذي انتقد القرار عبر صفحته الرسمية بـ«تويتر»، أمس، قائلاً: «منذ متى السير على النيل أصبح بفلوس... الناس فرحت بممشى أهل مصر وبعدين يقال لهم الممشى يبدأ بعشرين (جنيه)»...

وطالب بكري رئيس الحكومة بالتدخل لإلغاء القرار قائلاً: «هذا نيل الشعب المصري ومن حق الناس أنها تتمتع بلحظات من حياتها، تفك عن نفسها وتشوف نيل بلدها لأنها مخنوقة في البيوت، هذا متنفس للناس ولا يصح أن تفرض عليه رسوم مالية».
وشهد الممشى إقبالاً كبيراً من المواطنين والسائحين العرب والأجانب خلال الأشهر الماضية، وفق ما رصدته «الشرق الأوسط» حيث كان يتيح التنزه لمختلف الفئات والطبقات، إذ يضم كافيهات ومطاعم سياحية ومحلات إكسسوارات وعطور، تناسب أصحاب الدخول المرتفعة، مع إتاحة الدخول المجاني للجزء السفلي من الممشى للجميع قبل فرض الرسوم.
يشير عماد بنبرة منخفضة ممزوجة بالشجن، إلى أنه كان ينوي ركوب المركب مع أسرته، لكنه خشي من نفاد نقوده، قائلاً لـ«الشرق الأوسط»: «توقعت أنني لن أصرف أكثر من 100 جنيه خلال هذه الرحلة شاملة ثمن المواصلات وشراء زجاجات مياه ومثلجات من خارج الممشى، لكنني فوجئت بفرض رسوم دخول مرتفعة، لو كانت التذكرة بـ5 جنيهات فقط، كانت ستكون مناسبة، لكن تحديد سعر 20 جنيهاً للتذكرة مبالغ فيه جداً، ويحرم الفئات البسيطة مثلنا من الاستمتاع بالنهر». بحسب وصفه.

وبدأ العمل في تنفيذ المرحلة الأولى من الممشى في 17 أغسطس (آب) من عام 2019 بهدف استعادة رونق كورنيش نهر النيل في القاهرة، ضمن مشروع طموح تنفذه الحكومة المصرية حالياً.
وتواصل السلطات المصرية استكمال تشطيبات المرحلة الثانية من الممشى (تبدأ من جسر 15 مايو، وحتى جسر قصر النيل التاريخي)، والتي تقع جنوب المرحلة الأولى وتمت توسعة الممشى داخل مياه النيل عبر خوازيق خرسانية بعرض يصل إلى 6 أمتار، بالإضافة إلى الكثير من الألسنة والممرات داخل مجرى النهر.

وبحسب الدكتور عاصم الجزار، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، فإن تكلفة المرحلة الأولى من المشروع بلغت 700 مليون جنيه، وتضم 19 مبنى و62 محلاً بمساحات مختلفة و5 كافتيريات و5 مطاعم، و3 جراجات للسيارات، ومراسٍ نيلية ومسارح عائمة، ومنافذ بيع.
وانتقدت النائبة مها عبد الناصر، قرار فرض تذكرة دخول للممشى، عبر حسابها على «فيسبوك» قائلة: ««نرى أن سياسات الحكومة الحالية لا تراعي الحد الأدنى المطلوب للمواطنين». وطالبت بإلغاء هذه التذاكر فوراً وإتاحة ممشى أهل مصر لكل المصريين مجاناً، معتبرة أن هذا هو أبسط حقوقهم. على حد تعبيرها.
في المقابل دافع المهندس عمرو خطاب، المتحدث باسم وزارة الإسكان، عن قرار الرسوم قائلاً في تصريحات صحافية أمس إنه «سيتم استثمار عائد الرسوم المفروضة على دخول ممشى أهل مصر إلى المنطقة الترفيهية بالممشى، في التعاقد مع شركتي أمن وصيانة.
وأضاف المتحدث باسم وزارة الإسكان أن المنطقة العلوية من ممشى أهل مصر تكلفت نحو مليار و200 مليون جنيه، وهي متاحة مجاناً للجميع، أما المنطقة الترفيهية والمطاعم والكافيهات، فهي الجزء المستهدف من وضع هذه الرسوم».
ولفت خطاب إلى أن أيام العيد، شهدت أعمال تخريب في الممشى، كما بلغت الوزارة شكاوى من بعض المرتادين ومن الفنادق المطلة على الكورنيش بالمنطقة؛ فكان التدخل لإحكام السيطرة على المشروع، والحفاظ على المظهر الحضاري للمشروع.


مقالات ذات صلة

بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

يوميات الشرق بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

تقدمت كريستين باومغارتنر، الزوجة الثانية للممثل الأميركي كيفين كوستنر، بطلب للطلاق، بعد زواجٍ دامَ 18 عاماً وأثمر عن ثلاثة أطفال. وذكرت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية أن الانفصال جاء بسبب «خلافات لا يمكن حلُّها»، حيث تسعى باومغارتنر للحضانة المشتركة على أطفالهما كايدين (15 عاماً)، وهايس (14 عاماً)، وغريس (12 عاماً). وكانت العلاقة بين كوستنر (68 عاماً)، وباومغارتنر (49 عاماً)، قد بدأت عام 2000، وتزوجا عام 2004.

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)
يوميات الشرق متحف «المركبات» بمصر يحيي ذكرى الملك فؤاد الأول

متحف «المركبات» بمصر يحيي ذكرى الملك فؤاد الأول

افتتح متحف المركبات الملكية بمصر معرضاً أثرياً مؤقتاً، اليوم (الأحد)، بعنوان «صاحب اللقبين فؤاد الأول»، وذلك لإحياء الذكرى 87 لوفاة الملك فؤاد الأول التي توافق 28 أبريل (نيسان). يضم المعرض نحو 30 قطعة أثرية، منها 3 وثائق أرشيفية، ونحو 20 صورة فوتوغرافية للملك، فضلاً عن فيلم وثائقي يتضمن لقطات «مهمة» من حياته. ويشير عنوان المعرض إلى حمل فؤاد الأول للقبين، هما «سلطان» و«ملك»؛ ففي عهده تحولت مصر من سلطنة إلى مملكة. ويقول أمين الكحكي، مدير عام متحف المركبات الملكية، لـ«الشرق الأوسط»، إن المعرض «يسلط الضوء على صفحات مهمة من التاريخ المصري، من خلال تناول مراحل مختلفة من حياة الملك فؤاد».

نادية عبد الحليم (القاهرة)
يوميات الشرق وضع تسلسل كامل لجينوم «اللبلاب» المقاوم لتغير المناخ

وضع تسلسل كامل لجينوم «اللبلاب» المقاوم لتغير المناخ

قام فريق بحثي، بقيادة باحثين من المعهد الدولي لبحوث الثروة الحيوانية بكينيا، بوضع تسلسل كامل لجينوم حبة «فول اللبلاب» أو ما يعرف بـ«الفول المصري» أو «الفول الحيراتي»، المقاوم لتغيرات المناخ، بما يمكن أن يعزز الأمن الغذائي في المناطق المعرضة للجفاف، حسب العدد الأخير من دورية «نيتشر كومينيكيشن». ويمهد تسلسل «حبوب اللبلاب»، الطريق لزراعة المحاصيل على نطاق أوسع، ما «يجلب فوائد غذائية واقتصادية، فضلاً على التنوع الذي تشتد الحاجة إليه في نظام الغذاء العالمي».

حازم بدر (القاهرة)
يوميات الشرق «الوثائقية» المصرية تستعد لإنتاج فيلم عن «كليوباترا»

«الوثائقية» المصرية تستعد لإنتاج فيلم عن «كليوباترا»

في رد فعل على فيلم «الملكة كليوباترا»، الذي أنتجته منصة «نتفليكس» وأثار جدلاً كبيراً في مصر، أعلنت القناة «الوثائقية»، التابعة لـ«الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية بمصر»، اليوم (الأحد)، «بدء التحضير لإنتاج فيلم وثائقي عن كليوباترا السابعة، آخر ملوك الأسرة البطلمية التي حكمت مصر في أعقاب وفاة الإسكندر الأكبر». وأفاد بيان صادر عن القناة بوجود «جلسات عمل منعقدة حالياً مع عدد من المتخصصين في التاريخ والآثار والأنثروبولوجيا، من أجل إخضاع البحوث المتعلقة بموضوع الفيلم وصورته، لأقصى درجات البحث والتدقيق». واعتبر متابعون عبر مواقع التواصل الاجتماعي هذه الخطوة بمثابة «الرد الصحيح على محاولات تزييف التار

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق مؤلفا «تحت الوصاية» لـ«الشرق الأوسط»: الواقع أصعب مما طرحناه في المسلسل

مؤلفا «تحت الوصاية» لـ«الشرق الأوسط»: الواقع أصعب مما طرحناه في المسلسل

أكد خالد وشيرين دياب مؤلفا مسلسل «تحت الوصاية»، أن واقع معاناة الأرامل مع «المجلس الحسبي» في مصر: «أصعب» مما جاء بالمسلسل، وأن بطلة العمل الفنانة منى زكي كانت معهما منذ بداية الفكرة، و«قدمت أداء عبقرياً زاد من تأثير العمل». وأثار المسلسل الذي تعرض لأزمة «قانون الوصاية» في مصر، جدلاً واسعاً وصل إلى ساحة البرلمان، وسط مطالبات بتغيير بعض مواد القانون. وأعلنت شركة «ميديا هب» المنتجة للعمل، عبر حسابها على «إنستغرام»، أن «العمل تخطى 61.6 مليون مشاهدة عبر قناة (DMC) خلال شهر رمضان، كما حاز إشادات عديدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي». وكانت شيرين دياب صاحبة الفكرة، وتحمس لها شقيقها الكاتب والمخرج خالد د

انتصار دردير (القاهرة)

منة شلبي تخوض أولى تجاربها المسرحية في «شمس وقمر»

الفنانة المصرية منة شلبي تقدم أول أعمالها المسرحية (حسابها على «فيسبوك»)
الفنانة المصرية منة شلبي تقدم أول أعمالها المسرحية (حسابها على «فيسبوك»)
TT

منة شلبي تخوض أولى تجاربها المسرحية في «شمس وقمر»

الفنانة المصرية منة شلبي تقدم أول أعمالها المسرحية (حسابها على «فيسبوك»)
الفنانة المصرية منة شلبي تقدم أول أعمالها المسرحية (حسابها على «فيسبوك»)

تخوض الفنانة المصرية منة شلبي أولى تجاربها للوقوف على خشبة المسرح من خلال عرض «شمس وقمر» الذي تقوم ببطولته، ويتضمن أغاني واستعراضات، ويُعرض على مسرح «بكر الشدي»، ضمن فعاليات «موسم الرياض»، برعاية الهيئة العامة للترفيه بالسعودية، في الفترة من 28 نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري حتى 2 ديسمبر (كانون الأول) المقبل.

وكشف المنتج المصري حمادة إسماعيل، منتج المسرحية، كواليس التعاقد مع منة شلبي، وقال لـ«الشرق الأوسط» إنه يراهن على نجاحها بالمسرح من خلال «شمس وقمر»، مثلما راهن على عودة إسعاد يونس للمسرح بعد غياب 30 عاماً، عبر مسرحية «إس إس هانم»، والتي تم تمديد عرضها بعد نجاحها الكبير.

ويؤكد إسماعيل أن «رؤية المستشار تركي آل الشيخ كانت وراء تعاقدي مع منة لتقدم أول أعمالها المسرحية؛ وذلك بسبب حرصه الشديد على منح الفرص للفنانين الذين لم يقدموا عروضاً من قبل، وكذلك النجوم الذين وقفوا على خشبة المسرح وابتعدوا مثل الفنانة إسعاد يونس».

الملصق الترويجي لمسرحية «شمس وقمر» بطولة منة شلبي (حساب المستشار تركي آل الشيخ على «فيسبوك»)

ويضيف إسماعيل: «عندما عرضت على منة خوض التجربة عبر فعاليات (موسم الرياض)، أبدت تخوفها من خوض التجربة لحرصها الشديد على النجاح، لكن عندما أخبرتها أن المستشار تركي آل الشيخ يشرف على كافة تفاصيل العروض المسرحية، رحبت واطمأنت كثيراً».

وذكر إسماعيل أن العرض المسرحي «شمس وقمر» يحمل مفاجآت عدة لم تقدم في «موسم الرياض» من قبل، لافتاً إلى أن «منة شلبي سوف تقدم استعراضات ورقصات وأغاني، وأنها تتمتع بموهبة كبيرة في هذا الجانب».

وأشاد إسماعيل بالفنانة المصرية قائلاً: «هي فنانة كبيرة تحب عملها، وبرغم ترددها وخوفها لحرصها على تقديم الأفضل والتدقيق في كل التفاصيل، فإن أجواء العمل معها ممتعة ومختلفة، وعلاقتها بكل فريق العرض جيدة».

ويشارك منة شلبي في بطولة مسرحية «شمس وقمر» نخبة من النجوم من بينهم بيومي فؤاد، ومحمود الليثي. المسرحية من تأليف محمد عز الدين وحسين عيد، وإخراج عمر المهندس، وتدور أحداثها حول شخصية «قمر»، وهي فتاة مصرية تستغل الشبه بينها وبين ممثلة شهيرة على موقع «التيك توك»، لكن النجمة الحقيقية يتم اختطافها بالخطأ، وتجد «قمر» نفسها مجبرة على العيش في عالمها وسط دوامة من الأزمات؛ مما يضعهما في مواجهة غير متوقعة.

الفنانة منة شلبي (حسابها على «فيسبوك»)

وذكر إسماعيل أنه اختار المخرج عمر المهندس (حفيد الفنان فؤاد المهندس) ليقدم أول عروضه المسرحية من خلال «شمس وقمر»؛ لأنه يتمتع بحس كوميدي وفكر متطور ومتنوع.

من جانبه، قال المؤلف محمد عز الدين لـ«الشرق الأوسط»، إن «الإعداد للعرض بدأ خلال شهر مايو (أيار) الماضي»، كما لفت عز الدين إلى أن تخوف منة في البداية لم يكن من فكرة وقوفها على خشبة المسرح، لكنه كان نابعاً من قصة المسرحية ومدى جودتها، خصوصاً أنها خريجة المعهد العالي للفنون المسرحية.

وقدمت منة شلبي على مدار مشوارها الفني عدداً من الأفلام السينمائية، والمسلسلات التلفزيونية والإذاعية، من بينها أفلام: «الساحر»، و«كلم ماما»، و«فيلم هندي»، و«بحب السيما»، و«أحلى الأوقات»، و«ويجا»، و«أنت عمري»، و«أحلام عمرنا»، و«في محطة مصر»، و«عن العشق والهوى»، و«هي فوضى»، و«بدل فاقد»، و«نوارة»، و«من أجل زيكو»، و«الجريمة»، بجانب أحدث أعمالها «الهوى سلطان» الذي يُعرض حالياً في دور العرض، ومن بين أعمالها التلفزيونية مسلسلات: «أين قلبي»، و«البنات»، و«سكة الهلالي»، و«حرب الجواسيس»، و«نيران صديقة»، و«حارة اليهود»، و«واحة الغروب»، و«بطلوع الروح»، و«تغيير جو».