استكشاف علاجات لأمراض مستعصية عبر إرسال خلايا جذعية للفضاء

استكشاف علاجات لأمراض مستعصية عبر إرسال خلايا جذعية للفضاء
TT

استكشاف علاجات لأمراض مستعصية عبر إرسال خلايا جذعية للفضاء

استكشاف علاجات لأمراض مستعصية عبر إرسال خلايا جذعية للفضاء

يحاول العلماء في مركز «سيدارس سينيا» الطبي بلوس أنجلوس إيجاد طرق جديدة لإنتاج مجموعات ضخمة من نوع من الخلايا الجذعية يمكن أن تولد تقريبا أي نوع آخر من الخلايا في الجسم؛ من المحتمل أن تستخدم في صنع علاجات للعديد من الأمراض.
وفي هذا الاطار، وصلت هذه الخلايا خلال عطلة نهاية الأسبوع إلى محطة الفضاء الدولية على متن سفينة إمداد، وذلك وفق ما نقل موقع «phys.org» العلمي المتخصص.
وبالفعل أرسل فريق المركز ما يسمى بالخلايا الجذعية المستحثة متعددة القدرات، والتي يعتبرها العديد من العلماء مواد البداية المثالية لجميع أنواع العلاجات الشخصية القائمة على الخلايا. لأنها تحمل الحمض النووي الخاص بالمريض، وأن تعدد استخداماتها يجعلها مشابهة للخلايا الجذعية الجنينية، فقط يتم إعادة برمجتها من جلد البالغين أو خلايا الدم.
ووفق الموقع، تعد هذه التجربة أحدث مشروع بحثي يتضمن إطلاق خلايا جذعية في الفضاء بهدف التغلب على الصعوبة الأرضية لإنتاج خلايا بكميات كبيرة. وقد استكشف بعض العلماء كيف يؤثر السفر عبر الفضاء على خلايا الجسم، فيما ذهب آخرون الى انه يساعد في فهم بعض الأمراض بشكل أفضل كالسرطان.
جدير بالذكر، أرسلت ستة مشاريع سابقة من الولايات المتحدة والصين وإيطاليا أنواعا مختلفة من الخلايا الجذعية لدراسة تأثيرات الجاذبية الصغرى على وظيفة القلب على مستوى الخلية. غير ان التجارب السريرية الجارية على الخلايا الجذعية تستهدف حالات مثل الضمور البقعي ومرض باركنسون والأضرار الناجمة عن النوبات القلبية. كما يشارك جيفري ميلمان، خبير الهندسة الطبية الحيوية بجامعة واشنطن بسانت لويس، في بحث قد يؤدي لنهج جديد لعلاج مرض السكري من النوع الأول.
وبالنظر لجاذبية كوكب الأرض تجعل من الصعب زراعة الكميات الهائلة من الخلايا اللازمة للعلاجات المستقبلية، التي قد تتطلب أكثر من مليار لكل مريض، يحاول العلماء إيجاد أنسب الظروف لتحقيق هذا الهدف.
ويوضح ميلمان «مع التكنولوجيا الحالية في الوقت الحالي، حتى لو وافقت إدارة الغذاء والدواء على الفور على أي من هذه العلاجات فليست لدينا القدرة على تصنيع ما هو مطلوب». لأن المشكلة تكمن في المفاعلات الحيوية الكبيرة، إذ تحتاج الخلايا للتقليب بقوة أو تتكتل أو تسقط في قاع الخزان ويمكن أن يتسبب الإجهاد في موت معظمها.
بدوره، يرى كلايف سفندسن المدير التنفيذي لمعهد الطب التجديدي بالمركز أنه «في الجاذبية الصغرى (أو انعدام الجاذبية)، لا توجد قوة على الخلايا، لذا يمكنها فقط أن تنمو بطريقة مختلفة».
وفي التجربة الجديدة التي تمولها وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) تحتوي حاوية بحجم صندوق أحذية على أكياس مليئة بكرات من الخلايا وجميع المضخات والحلول اللازمة لإبقائها على قيد الحياة لمدة أربعة أسابيع. وتشمل الشحنة أيضا الخلايا الجذعية العصبية الناشئة. حيث سيقوم الباحثون بإجراء التجربة عن بعد باستخدام صندوق من الخلايا على الأرض للمقارنة. وسيحصلون على نتائج تجربة الفضاء في غضون حوالى خمسة أسابيع عندما تعود كبسولة الشحن.


مقالات ذات صلة

كيف تتغلب على مشاعر القلق؟

صحتك القلق قد يتسبب في مشكلات نفسية وجسدية للشخص (رويترز)

كيف تتغلب على مشاعر القلق؟

يسيطر القلق على أفكار كثير من الأشخاص، إذ يميل البعض إلى توقع حدوث الأحداث المروعة أو الكارثية في المستقبل ويعتقدون أن القلق قد يساعد على منع حدوثها.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك الحبوب تستهدف الأغنياء فقط نظراً لتكلفتها المرتفعة (رويترز)

مليارديرات يطوِّرون حبوباً لـ«إطالة عمر الأثرياء»

يعمل عدد من المليارديرات على تطوير حبوب لإطالة العمر، يقول الخبراء إنها تستهدف الأغنياء فقط، نظراً لتكلفتها المرتفعة المتوقعة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك ممرضة تقيس ضغط دم أحد الأشخاص داخل «مركز شرق آركنساس الصحي العائلي» في ليبانتو (أرشيفية - رويترز)

6 خطوات للحفاظ على ضغط دم آمن خلال الطقس البارد

مع دخول فصل الشتاء، وزيادة برودة الأجواء، ما التأثير الذي قد يخلفه هذا الجو على صحتنا؟ وهل له تأثير على ضغط الدم؟

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك صناديق من عقاري «أوزمبيك» و«ويغوفي» من إنتاج شركة «نوفو نورديسك» في صيدلية بلندن (رويترز)

دراسة تكشف ميزة جديدة لأدوية إنقاص الوزن مثل «أوزمبيك»: تحمي الكلى

أفادت دراسة جديدة بأن أدوية السمنة الشائعة، مثل «أوزمبيك»، قد تساعد أيضاً في حماية الكلى.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك صورة توضيحية لتشريح العين وتقنيات الحقن المستخدمة (الشرق الأوسط)

تقنيات حديثة لحقن الأدوية في شبكية العين

أظهرت إرشادات نُشرت لأول مرة في دراسة حديثة، فوائد فريدة من نوعها توفرها حقن الحيز فوق المشيميّة للمرضى الذين يعانون من مشكلات في شبكية العين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

مهرجان للفيلم الأوروبي في العاصمة طرابلس لكسر حاجز الانقسام

بوستر فيلم «عاصفة» الفرنسي المشارك في مهرجان الفيلم الأوروبي بطرابلس (السفارة الفرنسية)
بوستر فيلم «عاصفة» الفرنسي المشارك في مهرجان الفيلم الأوروبي بطرابلس (السفارة الفرنسية)
TT

مهرجان للفيلم الأوروبي في العاصمة طرابلس لكسر حاجز الانقسام

بوستر فيلم «عاصفة» الفرنسي المشارك في مهرجان الفيلم الأوروبي بطرابلس (السفارة الفرنسية)
بوستر فيلم «عاصفة» الفرنسي المشارك في مهرجان الفيلم الأوروبي بطرابلس (السفارة الفرنسية)

بعيداً عن التكلس السياسي الذي تعانيه ليبيا، انطلق في العاصمة طرابلس مهرجان للفيلم الأوروبي تحت إشراف بعثة الاتحاد الأوروبي إلى البلاد، بالتعاون مع الهيئة العامة للسينما والمسرح والفنون، في خطوة تستهدف توسيع الشراكة الثقافية وكسر حاجز الانقسام، من خلال تجميع الليبيين بالثقافة والفن.

وتشارك في النسخة الأولى من المهرجان، التي انطلق الأحد، 5 سفارات أوروبية عاملة في ليبيا، بأعمال يتم عرضها للجمهور مجاناً لمدة 5 أيام، تنتهي الخميس المقبل. وعبّر سفير بعثة الاتحاد الأوروبي لدى ليبيا، نيكولا أورلاندو، عن سعادته لافتتاح أول مهرجان سينمائي ليبي - أوروبي في طرابلس، إلى جانب الهيئة العامة للسينما والمسرح والفنون، وسفارات فرنسا وألمانيا وإيطاليا ومالطا وإسبانيا. وعدّ هذا الحدث «علامة فارقة في الشراكة الثقافية بين ليبيا والاتحاد».

ويعرض مساء اليوم (الاثنين) فيلم «راعي البقر من الحجر الجيري» المقدم من سفارة مالطا، بقاعة الهيئة العامة للسينما والمسرح في شارع الزاوية بطرابلس، التي دعت الجمهور للاستمتاع بمشاهدته.

البوستر الترويجي لفيلم «فتاة عادت» الإيطالي (إدارة المرجان)

وبجانب الفيلم المالطي، فإن العروض المفتوحة للجمهور تتضمن، وفق ما أعلنت إدارة المهرجان، ورئيس بعثة الاتحاد، «طفلة عادت» من إيطاليا، و«قصر الحمراء على المحك»، إسباني، ويعرض الثلاثاء، ثم «كليو» (ألمانيا) الذي يعرض للجمهور الأربعاء، على أن يختتم المهرجان بفيلم «عاصفة» الفرنسي.

ولوحظ أن الدول المشاركة في المهرجان حرصت على تروّج الأعمال المشاركة، من هذا المنطلق دعا المركز الثقافي الفرنسي والسفارة الفرنسية في ليبيا الجمهور الليبي لحضور الفيلم الفرنسي الذي أخرجه كريستيان دوغواي، وقالا في رسالة للجمهور الليبي: «نحن في انتظاركم لتشاركونا هذه اللحظة السينمائية الاستثنائية».

جانب من افتتاح مهرجان الفيلم الأوروبي في طرابلس (البعثة الأوروبية إلى ليبيا)

وكان رئيس هيئة السينما والمسرح والفنون، عبد الباسط بوقندة، عدّ مبادرة الاتحاد لإقامة المهرجان «خطوة إيجابية في مسار الشراكة بين ليبيا، متمثلة في هيئة السينما والمسرح والفنون، والاتحاد الأوروبي والدول الخمس المشاركة».

وأضاف بوقندة، في كلمة الافتتاح، الذي بدأ الأحد بعرض الأفلام، أن المناسبة «تفتح آفاقاً واسعة في مجالات السينما كواحدة من أهم أنواع التواصل بين الشعوب ومرآة عاكسة لكثير من القضايا الاجتماعية والإنسانية والثقافية التي تسهم بفاعلية في توعية الناس، وتدفع بهم تجاه الارتقاء والإحساس بالمسؤولية».

بوستر فيلم «عاصفة» الفرنسي (السفارة الفرنسية لدى ليبيا)

وخلال مراسم الافتتاح، عُرض فيلم «شظية» الليبي الذي أنتج في الثمانينات، من تأليف الأديب الليبي المعروف إبراهيم الكوني، ويحكي قصة معاناة الليبيين مع الألغام التي زرعت في صحراء ليبيا خلال الحرب العالمية الثانية، وراح ضحيتها كثير من المواطنين في مدن ومناطق مختلفة من البلاد.

وبجانب العروض السينمائية في ليبيا، تُجمّع الفنون في ليبيا عادةً من فرقت بينهم السياسة، ويحشد المسرح على خشبته ممثلين من أنحاء البلاد، كانت قد باعدت بينهم الآيديولوجيات في زمن ما، يحكون جميعاً أوجاعهم عبر نصوص ولوحات إبداعية، ويفتحون نوافذ جديدة للتلاقي والحوار بعيداً عن النزاع والانقسام السياسي.

وسبق أن تعطلت الحركة الفنية المسرحية في ليبيا، مُتأثرة بالفوضى الأمنية التي شهدتها ليبيا عقب اندلاع ثورة «17 فبراير» التي أسقطت نظام الرئيس الراحل معمر القذافي عام 2011. لكن مع الاستقرار النسبي الذي تشهده ليبيا يظل الرهان على الفن في اختبار الانقسام السياسي، الذي ضرب البلاد، لتوحيد الليبيين.