الصومال: مصرع وإصابة 19 في هجوم انتحاري لـ«الشباب»

نجاة 30 راكباً من حادث تحطم طائرة

حادث تحطم طائرة ركاب أثناء هبوطها في مطار آدم عبد الله الدولي (رويترز)
حادث تحطم طائرة ركاب أثناء هبوطها في مطار آدم عبد الله الدولي (رويترز)
TT

الصومال: مصرع وإصابة 19 في هجوم انتحاري لـ«الشباب»

حادث تحطم طائرة ركاب أثناء هبوطها في مطار آدم عبد الله الدولي (رويترز)
حادث تحطم طائرة ركاب أثناء هبوطها في مطار آدم عبد الله الدولي (رويترز)

نجا 30 راكباً من حادث مفاجئ، أمس، لتحطم طائرة ركاب أثناء هبوطها في مطار آدم عبد الله الدولي بالعاصمة الصومالية مقديشو، بينما قتل 5 أشخاص وأصيب 14 آخرون في انفجار لسيارة مفخخة خارج فندق بوسط البلاد.
ونقلت وكالة الأنباء الصومالية الرسمية عن تأكيد السلطات في المطار، أنه تم إنقاذ جميع الأشخاص الثلاثين الذين كانوا على متنها بما في ذلك الطواقم، مشيرة إلى أنه لم يُعرف بعد سبب تحطم الطائرة.
https://twitter.com/SONNALIVE/status/1548983651635007490
كما أعلنت الوكالة، أمس، عن مصرع أحد عناصر حركة «الشباب» المرتبطة بتنظيم «القاعدة» في عملية عسكرية جرت في منطقة دوحدا جوبا، نفذتها وحدات من القوات الخاصة بالجيش الصومالي، مشيرة إلى أن العملية، التي تأتي في إطار تكثيف الجيش مؤخراً من وتيرة عملياته العسكرية الهادفة إلى القضاء على فلول حركة «الشباب»، لم تسفر عن أي خسائر في صفوف المدنيين.
إلى ذلك، قال مسؤولون أمنيون، إن هجوماً شنته حركة «الشباب» استهدف أحد فنادق مدينة جوهر على بعد حوالي 90 كيلومتراً شمال العاصمة مقديشو، قد أسفر عن سقوط قتلى وجرحى.
وأبلغ محمد علي الضابط في شرطة جوهر، وكالة الصحافة الفرنسية، أن الهجوم تسبب «بمقتل خمسة مدنيين بينهم نساء يعملن في الفندق وحراس أمن، موضحاً أن «14 شخصاً آخرين جرحوا، بعضهم كانوا داخل مبان ليست قريبة من الفندق».
ونقلت وكالة «الأناضول» التركية للأنباء عن عبدي ورسمي، وهو ضابط في الشرطة، أن من بين المصابين وزير الصحة في هيرشبيليي، عبدي معلم، ووزيرة المرأة في الولاية، عائشة خليف، لافتاً إلى أن التفجير ألحق أضراراً مادية جسيمة بأجزاء من الفندق والمباني القريبة منه.
ووصف ضابط الشرطة محمد علي، الانفجار، بأنه «الأكبر على الإطلاق في جوهر»، وألحق أضراراً كبيرة بالمباني في المدينة، بينما قال مهد إبراهيم، أحد سكان جوهر، إن الانفجار تسبب في تساقط الشظايا وتصاعد سحب من الدخان والغبار في الهواء، لافتاً إلى أن قوته دمرت سقف منزله.
وبعث رئيس الوزراء حمزة عبدي بري، الذي أقر البرلمان الصومالي تعيينه في يونيو (حزيران) الماضي، بعد تعديل حكومي، بتعازيه إلى أقارب الضحايا، وأوعز بتقديم العلاج للجرحى.
وأعلنت حركة «الشباب» الصومالية مسؤوليتها عن الهجوم، وقالت في بيان إن أحد مقاتليها نفذ عملية وصفتها بـ«الاستشهادية»، واستهدف الفندق دون مزيد تفاصيل.
وتشن الحركة تمرداً دامياً في الصومال منذ أكثر من عقد، علماً بأنها ما زالت قادرة على تنفيذ هجمات كبيرة رغم العملية العسكرية المستمرة منذ أمد طويل لقوة الاتحاد الأفريقي لإضعاف المسلحين.



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.