بوريل: استئناف تصدير الحبوب من أوكرانيا «مسألة حياة أو موت»

مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل يتحدث إلى الصحافيين في بروكسل (أ.ف.ب)
مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل يتحدث إلى الصحافيين في بروكسل (أ.ف.ب)
TT

بوريل: استئناف تصدير الحبوب من أوكرانيا «مسألة حياة أو موت»

مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل يتحدث إلى الصحافيين في بروكسل (أ.ف.ب)
مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل يتحدث إلى الصحافيين في بروكسل (أ.ف.ب)

اعتبر مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، اليوم (الاثنين)، أن استئناف تصدير الحبوب من أوكرانيا هو «مسألة حياة أو موت»، وهناك «أمل» في التوصل إلى اتفاق هذا الأسبوع لفتح ميناء أوديسا.
وقال بوريل لدى وصوله إلى بروكسل لحضور اجتماع لوزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي مخصص للبحث في الحرب على أوكرانيا، إن «حياة عشرات آلاف الأشخاص رهن بهذا الاتفاق» الذي يتمّ التفاوض بشأنه بين روسيا وأوكرانيا وتركيا والأمم المتحدة.
يهدف مشروع الاتفاق إلى إخراج نحو 20 مليون طن من الحبوب العالقة في الصوامع الأوكرانية بسبب الهجوم الذي تشنّه موسكو، عبر البحر الأسود.
https://twitter.com/aawsat_News/status/1549133680244924419
ومن شأنه أن يسهّل الصادرات الروسية من الحبوب والأسمدة المتأثّرة بالعقوبات الغربية التي تضرب السلاسل اللوجيستية والمالية الروسية.
وأعلنت روسيا، أن «وثيقة نهائية» ستكون جاهزة لاجتماع يُعقد هذا الأسبوع في تركيا.
ويعتزم الاتحاد الأوروبي مواصلة ضغطه على موسكو بفرضه عقوبات جديدة من جهة وتقديم الدعم المالي والعسكري لأوكرانيا من جهة أخرى، وفق بوريل.
وقال بوريل رداً على تصريحات رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، إن «بعض القادة الأوروبيين صرّحوا بأن العقوبات كانت خطًأ. لا أعتقد أنها خطأ، هذا ما ينبغي علينا فعله، وسنواصل فعله».
وكان أوربان ندد الجمعة بالعقوبات معتبراً أنها «خطأ» لأنها «لم تحقق أهدافها، وحتى أنها على العكس كانت لها آثار جانبية». وقال أوربان «اعتقدتُ بداية أننا أطلقنا فقط رصاصة على قدمنا، لكن الاقتصاد الأوروبي أطلق رصاصة على صدره واختنق».
وقدّمت المفوضية الأوروبية الجمعة تدابير عقابية جديدة من بينها حظر على شراء الذهب من روسيا.
ويُتوقع أن يبدي الوزراء رأيهم بشأن صرف دفعة سادسة قدرها 500 مليون يورو لـ«المرفق الأوروبي للسلام» لتمويل المعدات العسكرية والأسلحة المقدّمة لأوكرانيا.


مقالات ذات صلة

الوفد الأوكراني سيلتقي المبعوث الأميركي كيث كيلوغ في لندن

أوروبا كيث كيلوغ مع زيلينسكي في كييف يوم 20 فبراير (أ.ف.ب)

الوفد الأوكراني سيلتقي المبعوث الأميركي كيث كيلوغ في لندن

يلتقي وفد أوكراني المبعوث الأميركي كيث كيلوغ في لندن، بعد إرجاء اجتماع مقرر لوزراء خارجية كثير من الدول.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا طائرة روسية من دون طيار وأجهزة تتبع وكشافات في سماء الليل... بينما يبحث جنود أوكرانيون عن طائرات من دون طيار ويطلقون النار عليها في أثناء غارة روسية بكييف (رويترز)

هجوم روسي كبير بالمسيّرات يخلّف 7 قتلى و11 جريحاً في أوكرانيا

قال مسؤولون أوكرانيون اليوم إن هجوماً كبيراً شنَّته روسيا بطائرات مُسيَّرة على شرق وجنوب ووسط البلاد، أدى لمقتل 7 وإصابة 11، وألحق أضراراً بالبنية التحتية.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا رجال إطفاء أوكرانيون يخمدون النيران داخل ورشة بعد غارة روسية بطائرة مسيرة في خاركوف (أ.ف.ب)

بوتين يقترح تجميد خط الجبهة في أوكرانيا

أفادت صحيفة فايننشال تايمز الثلاثاء بأنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عرض على الولايات المتّحدة وقف غزوه لأوكرانيا وتجميد خط الجبهة الحالي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
أوروبا صورة ملتقطة في 23 فبراير 2025 في العاصمة الأوكرانية كييف، تظهر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال حفل تكريم الجنود الأوكرانيين الذين سقطوا في الحرب (د.ب.أ)

زيلينسكي: صينيون يعملون بموقع إنتاج طائرات مسيّرة في روسيا

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم الثلاثاء، إن مواطنين صينيين يعملون في موقع لإنتاج طائرات مسيّرة في روسيا.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس خلال مؤتمر صحافي في لوكسمبورغ، 14 أبريل 2025 (إ.ب.أ)

كايا كالاس: واشنطن لم تستنفد «أدواتها» للضغط على روسيا

أكدت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس أن الولايات المتحدة لم تستنفد «أدواتها» للضغط على روسيا.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)

هل ستستمر عاصفة البابا فرنسيس الإصلاحية ضد المحافظين مع خليفته؟

البابا فرنسيس (أ.ب)
البابا فرنسيس (أ.ب)
TT

هل ستستمر عاصفة البابا فرنسيس الإصلاحية ضد المحافظين مع خليفته؟

البابا فرنسيس (أ.ب)
البابا فرنسيس (أ.ب)

سال حبر كثير، وسيسيل أكثر منه، في مديح البابا فرنسيس، وفي استحضار العاصفة الإصلاحية غير المسبوقة التي أطلقها في الكنيسة الكاثوليكية وكانت نتائجها دون ما طمح إليه. لكن سال الكثير من الحبر أيضاً في التضرّع والدعاء ليعجّل الله في استدعائه إلى جواره.

في تاريخ الكنيسة باباوات اشتهروا بفظائعهم، وآخرون بفحشهم وارتكابهم كل أصناف المعاصي. وكان فيها أيضاً أحبار قديسون واستثنائيون، وفرنسيس كان منهم؛ ولأجل ذلك كان أعداؤه كثراً، أولاً في محيطه الكنسي، وثانياً في الأوساط السياسية اليمينية المتطرفة التي كانت تخشى مواقفه الثابتة إلى جانب الفقراء والضعفاء والمهمشين، وفي طليعتهم المهاجرون الذين كانت محاربتهم منصة صعود هذه الأحزاب في السنوات الأخيرة الماضية.

في العاشر من سبتمبر (أيلول) 2015 خصصت مجلة «نيوزويك» الأميركية غلافها للبابا الأرجنتيني تحت عنوان «هل البابا كاثوليكي؟»، وأردفته بالجواب التالي في عنوان فرعي «طبعاً هو كاثوليكي، لكنك لن تستنتج ذلك من قراءة الصحف».

ومنذ ذلك العام لم تهدأ الحملة الشعواء التي أطلقتها ضده الأوساط اليمينية المتطرفة، بخاصة في الولايات المتحدة، حيث الكنيسة الكاثوليكية تجنح كثيراً إلى التماهي مع الفكر الإنجيلي المحافظ الذي يتمتع بموارد ضخمة وقدرة واسعة على التأثير. لكن فرنسيس نادراً ما كان يردّ على تلك الانتقادات التي كانت تتهمه بالكفر والزندقة أحياناً، والتي قال يوماً عن مطلقيها: «بالحزن والكآبة مليئة أفئدتهم، أشعر بالشفقة عليهم لأنهم يستغلون أدنى فرصة للتكشير عن أنيابهم».

لذلك؛ تبدو مواقف الإدارة الأميركية، من زيارة فانس إلى الحبر الأعظم، وتنكيس الأعلام، وإعلان الرئيس ترمب عن مشاركته وزوجته في جنازة البابا، أقرب إلى ركوب موجة شعبية البابا الراحل منها إلى الإعراب الصادق عن تقدير مواقفه وإرثيه الاجتماعي والسياسي.

طوال عقود كان الفاتيكان يصرّ على أن الأنباء المتداولة حول التحرش الجنسي في الأوساط الكنسية ليست سوى حملات مغرضة من أعداء الكنيسة أو من الذين يعارضون مواقف البابا مثل اعتراضه على غزو العراق. لكن البابا فرنسيس غيّر خطاب الكنيسة بشكل جذري حول هذا الملف الشائك، وكشف عن أن التحرّش بالقاصرين في حالات عدّة طواه البابا يوحنا بولس الثاني طيلة عقود، وأن الكاردينال راتزينغر، الذي أصبح لاحقاً البابا بنديكت السادس عشر دخل مكتب سلفه حاملاً ملف الفضائح الجنسية وخرج منه بتعليمات واضحة لتأجيل بتّه إلى ظروف أفضل.

إلى الذين كانوا يتهمونه بالشيوعية كان يقول: «لست شيوعياً، لكن محبة الفقراء هي جوهر الإنجيل». وقبل يوم من رحيله ذهب إلى سجن روما الكبير وجلس لأكثر من ساعة مح المحبوسين بجرائم مختلفة، وعشية وفاته التقى نائب الرئيس الأميركي لدقائق معدودة لم يلفظ خلالها كلمة واحدة مكتفياً بالمصافحة لتبادل التهاني بعيد الفصح.

وقف بقوة ضد الحرب في أوكرانيا، وكان الوضع في غزة من الهواجس التي لم تغب مرة واحدة عن مواعظه وتصريحاته. ويوم قال إن ما يعانيه الفلسطينيون في القطاع «مأساوي ومهين لكرامة الإنسان»، أمطرت عليه الانتقادات من نتنياهو وأعضاء حكومته. ومنذ زيارته الأولى إلى جزيرة لامبيدوزا حتى آخر تصريحاته، رفع لواء الدفاع عن المهاجرين، لكنه فشل في أن تعاملهم الدول والحكومات بالرأفة والإنسانية التي كان يشدد على أنهم يستحقونها، ويقول: «المسيح ذاته كان مهاجراً، والمافيا ليست صنيعة الذين يعبرون البحر ويركبون المخاطر للوصول إلى الشواطئ الإيطالية».

لم يكن فرنسيس عقائدياً بالمعنى السياسي؛ ولذلك لا يمكن تصنيفه يسارياً أو ثائراً، بل كان إصلاحياً بالمفهوم الاجتماعي، جعل من الدين رسالة إيمان وتضامن، ولم يستخدمه أداةً سياسية كما فعل يوحنا بولس الثاني في «حربه» على الأنظمة الشيوعية.

نشأ في بيئة بيرونية مناهضة للفكر الرأسمالي ولما كانت تمثله الولايات المتحدة بالنسبة لأميركا اللاتينية، وكان من الطبيعي أن تظهر ملامح تلك النشأة في مواقفه الاجتماعية ودفاعه عن الفقراء، وأيضاً في رفضه الكثير من الدعوات لزيارة دول غربية مثل فرنسا والمملكة المتحدة واليابان وإسبانيا، وحمل رسالته إلى الأطراف الفقيرة في العالم، من مدغشقر وموزمبيق إلى جنوب السودان والكونغو، ومن ميانمار إلى بنغلاديش والفلبين إلى منغوليا البوذية التي لا يزيد عدد المسيحيين فيها على 1500.

تبقى غير مكتملة ثورة فرنسيس في الكنيسة، ولن نعرف مصيرها قبل معرفة اسم البابا المقبل الذي من المنتظر أن ينعقد مجمع الكرادلة لانتخابه مطالع الشهر المقبل بعد انتهاء فترة الحداد الرسمي ومراسم الدفن نهاية الأسبوع الحالي والتي أرادها البابا الراحل بسيطة ومتقشفة مثل حياته، وأوصى أن يوارى في كاتدرائية السيدة مريم الكبرى وليس في الأضرحة البابوية داخل الفاتيكان.

أجواء الحزن تخيّم على حاضرة الفاتيكان، ممزوجة بالانهماك في التحضير لمراسم وداع البابا الراحل وانتخاب خلف له في ظروف جيوسياسية بالغة التعقيد ترخي بتداعياتها على كنيسة منقسمة على ذاتها.

أول اجتماع للكرادلة ينعقد الثلاثاء بالحاضرين منهم في روما، حيث تبدأ المشاورات التمهيدية لاختيار البابا الجديد، في حين بدأت تظهر الترجيحات الأولى في الأوساط الكنسية والإيطالية والدولية وهي جزء من المناورات المعهودة لطرح الأسماء. غموض كثيف يكتنف هذه المرحلة التي تتميز بمجمع كرادلة يضمّ أكبر عدد من الناخبين في تاريخه، موزعين على 71 جنسية ومعظمهم غير معروفين من الجمهور العريض، وبعضهم لا يتكلم حتى اللغة الإيطالية.

ومن باب التبسيط، يمكن القول إن الانقسام داخل المجمع هو بين الكرادلة الإصلاحيين الذين يرغبون في مواصلة المسار الذي حدَّده البابا فرنسيس، وأولئك المحافظين الذين عارضوه بشدة ويطمحون للعودة بالكنيسة إلى المواقف السابقة. ونظراً لحدة المواجهة التي سادت بين الجناحين في السنوات الماضية؛ ثمة خشية من إطلاق حملات تضليلية وأنباء مزيفة للتأثير على قرارات الكرادلة واختياراتهم. ويقود الجناح المحافظ أسقف نيويورك الكاردينال تيموتي دولان والألماني غيرهارد مولير، بينما يبرز في الجناح الإصلاحي الكاردينال جان كلود هولريتش من لوكسمبورغ الذي يعدّ صغر سنه (66 عاماً) عائقاً في وجه انتخابه، والكندي مايكل زيرني اليسوعي هو أيضاً مثل البابا الراحل.

في عام 2005 احتاج المجمع أربع دورات انتخابية لانتخاب البابا بنديكت، وفي عام 2013 خمس دورات لانتخاب البابا فرنسيس، لكن يرجَّح أن يحتاج إلى أكثر هذه المرة كما حصل في عام 1978 عند انتخاب البابا يوحنا بولس الثاني بعد ثماني جولات تبيّن لاحقاً أنها شهدت تدخلات سياسية على أرفع المستويات من الدول الكبرى. وما يزيد من تعقيدات هذه الدورة أن الفائز يحتاج إلى نيل ما لا يقلّ عن 90 صوتاً، أي ثلثي الناخبين، وبالتالي لا يكفي أن يؤيّده أحد الجناحين المتصارعين داخل الكنيسة؛ إذ لا بد أن يكون انتخابه شبه توافقي.