تحرك جديد في شوارع الخرطوم

القوات الأمنية منعت المتظاهرين من التوجه للقصر الرئاسي

جانب من تظاهرة الخرطوم أمس (أ.ب)
جانب من تظاهرة الخرطوم أمس (أ.ب)
TT

تحرك جديد في شوارع الخرطوم

جانب من تظاهرة الخرطوم أمس (أ.ب)
جانب من تظاهرة الخرطوم أمس (أ.ب)

استخدمت الشرطة السودانية الغاز المسيل للدموع والماء المخلوط بمحلول حارق ضد آلاف المتظاهرين الذين كانوا يتجهون نحو القصر الرئاسي على ضفة النيل الأزرق الغربية أمس. وترافق ذلك مع إغلاق عدد من الجسور وحشد قوات عسكرية كبيرة قرب القصر والمؤسسات الحكومية فيما أصيب وسط الخرطوم بشلل شبه كامل وخلا مركزها من المواطنين والمتسوقين.
ودعت لجان المقاومة السودانية (وهي لجان شعبية تكونت في الأحياء) إلى مواكب وتظاهرات احتجاجية أطلقت عليها «مليونية 17 يوليو (تموز)» للمطالبة «بعودة الحكم المدني والثأر للشهداء وتقديم القتلة للمحاكمات، وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين».
ولقيت الدعوة استجابة واسعة من أعداد كبيرة من المواطنين، معظمهم من شريحة الشباب، الذين تجمعوا مستهدفين الوصول للقصر الرئاسي، بيد أن إغلاق الجسور باستخدام الحاويات أعاق العبور من الخرطوم بحري، وأم درمان إلى القصر فيما هاجمت الشرطة المتظاهرين عند محطة «باشدار» وسط العاصمة، كما شهد الشارع الممتد من أحياء الصحافة والديوم إلى القصر أيضاً معارك كر وفر استخدمت فيها القوات العسكرية الغاز المسيل للدموع بكثافة وحدثت اشتباكات عنيفة بين الطرفين، استطاع المتظاهرون بعدها من كسر الطوق الأمني والاقتراب كثيراً من محيط القصر.
وقالت ناطقة باسم «لجان المقاومة» في منطقة أم درمان «إن الثوار خرجوا منذ البداية للمقاومة»، وجددت «الإصرار على مواجهته بكل السبل السلمية»، وأوضحت «أن موكب 30 يونيو (حزيران) الماضي الضخم أسهم في توسيع الثورة وأن الاعتصامات وسيلة من الوسائل النضالية التي يستخدمها الثوار، وأتاحت للثوار المزيد من الحوار بينهم».
ودق متظاهرون تجمعوا في مدينة الخرطوم بحري الطبول الاحتجاجية، ورددوا هتافات مناوئة للسلطة العسكرية، وطالبوا «بالحكم المدني وعودة العسكر إلى الثكنات، وتقديم قتلة الشهداء للمحاكمات، وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين»، وتوعدوا بالبقاء في الشوارع حتى انتصار «ثورتهم» و«استعادة المدنية».
وفي مدينة «ود مدني» في ولاية الجزيرة توجه الآلاف إلى «بنك الدم» للتبرع لضحايا الأحداث التي تشهدها ولاية النيل الأزرق، جراء النزاع الأهلي الذي دار هناك، وراح ضحيته عشرات القتلى والجرحى، «لتأكيد وحدة الثورة السودانية من قضايا المواطنين في كل أنحاء البلاد». وقال أحد المتظاهرين: «الدم السوداني واحد، لذلك توجه موكبنا للتبرع بدمائنا للجرحى في أحداث مناطق النيل الأزرق».
ومنذ 25 أكتوبر (تشرين الأول) 2021 واتخاذ قائد الجيش لقرارات حل بموجبها الحكومة المدنية الانتقالية برئاسة رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك، واعتبرتها المعارضة والحراك الشبابي «انقلاباً عسكرياً»، ظلت الخرطوم وحواضر الولايات والمدن الأخرى في حالة احتجاج وتظاهر متواصلة فيما ظلت السلطات الأمنية في المقابل تواجه هذه الاحتجاجات بعنف أدى إلى مقتل 114 متظاهراً معظمهم بالرصاص، وإصابة أكثر من 5 آلاف بجراح واعتقال المئات من المتظاهرين، بعضهم لا يزال معتقلاً منذ عدة أشهر.


مقالات ذات صلة

الرياض تكثف اتصالاتها لوقف التصعيد في السودان

شمال افريقيا الرياض تكثف اتصالاتها لوقف التصعيد في السودان

الرياض تكثف اتصالاتها لوقف التصعيد في السودان

كثَّفت المملكة العربية السعودية، جهودَها الدبلوماسية لوقف التصعيد في السودان، إلى جانب مساعداتها لإجلاء آلاف الرعايا من أكثر من مائة دولة عبر ميناء بورتسودان. وأجرى وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، أمس، اتصالات هاتفية، مع الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، ووزير الخارجية الجيبوتي محمود علي يوسف، بحث خلالها الجهود المبذولة لوقف التصعيد العسكري بين الأطراف السودانية، وإنهاء العنف، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين، بما يضمن أمنَ واستقرار ورفاه السودان وشعبه.

شمال افريقيا «أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

نقلت سفينة «أمانة» السعودية، اليوم (الخميس)، نحو 1765 شخصاً ينتمون لـ32 دولة، إلى جدة، ضمن عمليات الإجلاء التي تقوم بها المملكة لمواطنيها ورعايا الدول الشقيقة والصديقة من السودان، إنفاذاً لتوجيهات القيادة. ووصل على متن السفينة، مساء اليوم، مواطن سعودي و1765 شخصاً من رعايا «مصر، والعراق، وتونس، وسوريا، والأردن، واليمن، وإريتريا، والصومال، وأفغانستان، وباكستان، وأفغانستان، وجزر القمر، ونيجيريا، وبنغلاديش، وسيريلانكا، والفلبين، وأذربيجان، وماليزيا، وكينيا، وتنزانيا، والولايات المتحدة، وتشيك، والبرازيل، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وهولندا، والسويد، وكندا، والكاميرون، وسويسرا، والدنمارك، وألمانيا». و

«الشرق الأوسط» (جدة)
شمال افريقيا مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

بعد 3 أيام عصيبة قضتها المسنة السودانية زينب عمر، بمعبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان، وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على غر

شمال افريقيا الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

أعلنت الأمم المتحدة، الخميس، أنها تحتاج إلى 445 مليون دولار لمساعدة 860 ألف شخص توقعت أن يفروا بحلول أكتوبر (تشرين الأول) المقبل من القتال الدامي في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع. وأطلقت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين هذا النداء لجمع الأموال من الدول المانحة، مضيفة أن مصر وجنوب السودان سيسجّلان أكبر عدد من الوافدين. وستتطلب الاستجابة للأزمة السودانية 445 مليون دولار حتى أكتوبر؛ لمواجهة ارتفاع عدد الفارين من السودان، بحسب المفوضية. وحتى قبل هذه الأزمة، كانت معظم العمليات الإنسانية في البلدان المجاورة للسودان، التي تستضيف حالياً الأشخاص الفارين من البلاد، تعاني نقصاً في التمو

«الشرق الأوسط» (جنيف)
شمال افريقيا الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

وجّه الصراع المحتدم الذي يعصف بالسودان ضربة قاصمة للمركز الرئيسي لاقتصاد البلاد في العاصمة الخرطوم. كما عطّل طرق التجارة الداخلية، مما يهدد الواردات ويتسبب في أزمة سيولة. وفي أنحاء مساحات مترامية من العاصمة، تعرضت مصانع كبرى ومصارف ومتاجر وأسواق للنهب أو التخريب أو لحقت بها أضرار بالغة وتعطلت إمدادات الكهرباء والمياه، وتحدث سكان عن ارتفاع حاد في الأسعار ونقص في السلع الأساسية. حتى قبل اندلاع القتال بين طرفي الصراع في 15 أبريل، عانى الاقتصاد السوداني من ركود عميق بسبب أزمة تعود للسنوات الأخيرة من حكم الرئيس السابق عمر البشير واضطرابات تلت الإطاحة به في عام 2019.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)

«الخوذ البيضاء» يطالب الأمم المتحدة بالحصول على خرائط «السجون السرية» من الأسد

لقطة جوية تظهر تجمع الناس في سجن صيدنايا (أ.ف.ب)
لقطة جوية تظهر تجمع الناس في سجن صيدنايا (أ.ف.ب)
TT

«الخوذ البيضاء» يطالب الأمم المتحدة بالحصول على خرائط «السجون السرية» من الأسد

لقطة جوية تظهر تجمع الناس في سجن صيدنايا (أ.ف.ب)
لقطة جوية تظهر تجمع الناس في سجن صيدنايا (أ.ف.ب)

أعلن جهاز «الخوذ البيضاء»، اليوم (الثلاثاء)، أنه قدم طلباً إلى الأمم المتحدة للحصول على خرائط بمواقع «السجون السرية» من الرئيس بشار الأسد الذي فرّ، الأحد، مع دخول فصائل المعارضة بقيادة «هيئة تحرير الشام» دمشق، وإعلانها إسقاط حكمه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وأكد نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، في مقابلة مع شبكة أميركية، اليوم (الثلاثاء)، أن الأسد داخل روسيا، في أول تأكيد رسمي من موسكو لما سبق أن أوردته وكالات أنباء روسية.

وقال مدير جهاز «الخوذ البيضاء»، رائد الصالح، في منشور على منصة «إكس» اليوم: «أرسلنا (...) طلباً للأمم المتحدة عبر وسيط دولي لمطالبة روسيا بالضغط على المجرم (...) بشار الأسد لتسليمه خرائط بمواقع السجون السرية، وقوائم بأسماء المعتقلين، لنتمكن من الوصول إليهم بأسرع وقت ممكن».

ومنذ بداية الاحتجاجات التي تحوّلت إلى نزاع مسلّح في عام 2011، توفي أكثر من 100 ألف شخص في السجون خصوصاً تحت التعذيب، وفق تقديرات للمرصد السوري لحقوق الإنسان تعود إلى عام 2022.

وأفاد المرصد بأنّ الفترة ذاتها شهدت احتجاز نحو 30 ألف شخص في سجن صيدنايا الواقع على مسافة نحو 30 كيلومتراً من العاصمة دمشق، ولم يُطلق سراح سوى 6 آلاف منهم.

من جانبها، أحصت منظمة العفو الدولية آلاف عمليات الإعدام، مندّدة بـ«سياسة إبادة حقيقية» في سجن صيدنايا الذي وصفته بـ«المسلخ البشري».

وأعلنت فصائل المعارضة تحرير المحتجزين في السجون بما فيها سجن صيدنايا الذي يُعد من أكبر السجون السورية، وتفيد منظمات غير حكومية بتعرّض المساجين فيه للتعذيب.

وأعلن جهاز «الخوذ البيضاء»، اليوم، «انتهاء عمليات البحث عن معتقلين محتملين في زنازين وسراديب سريّة غير مكتشفة» داخل سجن صيدنايا «من دون العثور على أي زنازين وسراديب سرية لم تُفتح بعد».

غير أنّ الكثير من العائلات لا تزال مقتنعة بأنّ عدداً كبيراً من أقربائها محتجزون في سجون سرية تحت الأرض.

وقال رائد الصالح: «توحُّش وإجرام لا يمكن وصفه مارسه نظام الأسد البائد في قتل السوريين واعتقالهم وتعذيبهم».