تركيا ترفض مقترحاً بريطانياً لتوقيع اتفاقية لاستقبال اللاجئين

خفر السواحل يتهم اليونان بإجبار قاربين للمهاجرين على العودة

خفر السواحل اليونانيون ينقلون مهاجرين إلى جزيرة ميكونوس في 19 يونيو (أ.ف.ب)
خفر السواحل اليونانيون ينقلون مهاجرين إلى جزيرة ميكونوس في 19 يونيو (أ.ف.ب)
TT

تركيا ترفض مقترحاً بريطانياً لتوقيع اتفاقية لاستقبال اللاجئين

خفر السواحل اليونانيون ينقلون مهاجرين إلى جزيرة ميكونوس في 19 يونيو (أ.ف.ب)
خفر السواحل اليونانيون ينقلون مهاجرين إلى جزيرة ميكونوس في 19 يونيو (أ.ف.ب)

أعلنت تركيا أنها لن تقبل أن تتحول إلى مخيم للاجئين أو حرس حدود لأي دولة، ولن تتحمل بأي شكل من الأشكال الالتزامات الدولية للدول الأخرى.
جاء ذلك في تعليق المتحدث باسم الخارجية التركية، تانجو بيلجيتش، على تصريحات نقلتها وسائل إعلام بريطانية عن وزيرة الخارجية، ليز تراس، ذكرت فيها أنها ستطلب حال فوزها برئاسة الحكومة البريطانية، من تركيا، توقيع اتفاقية مماثلة للاتفاقية الموقعة بين بلادها ورواندا حول استقبال اللاجئين على أراضيها.
وكشفت الحكومة البريطانية، في أبريل (نيسان) الماضي، عن خطة لترحيل طالبي لجوء من أراضيها إلى رواندا، بموجب اتفاقية هجرة وقَّعها الجانبان، تنص على منح الأشخاص الإقامة والدعم في رواندا، أثناء فترة النظر في طلب اللجوء الخاص بهم. وقال بيلجيتش: «ليس وارداً بالنسبة لتركيا التي تستضيف أكبر عدد من اللاجئين في العالم منذ 8 سنوات، أن تتحمل عبئاً أكبر بناء على طلب دول أخرى، أو تتخذ نهجاً يتعارض مع الأنظمة الدولية المتعلقة بحق اللجوء». وأضاف أن «تركيا لن تكون مخيماً للاجئين أو حرس حدود لأي دولة، ولن تتحمل بأي شكل من الأشكال الالتزامات الدولية للدول الأخرى. شاركنا الرأي العام هذا النهج بعد أنباء مماثلة تتعلق باللاجئين الأفغان العام الماضي. وفي هذا السياق، ندعو جميع الدول إلى الوفاء بالتزاماتها الدولية، وتحمل مسؤولية الهجرة بشكل متساوٍ».
ووقّعت تركيا والاتحاد الأوروبي في 18 مارس (آذار) 2016 اتفاقية للحد من تدفق المهاجرين واللاجئين على أوروبا، بهدف استعادة السيطرة على تدفق اللاجئين إلى أراضيها من تركيا.
وتواجه الاتفاقية انتقادات متكررة، لا سيما من قبل المنظمات الحقوقية الدولية؛ حيث وصفتها منظمة العفو الدولية بأنها «خطأ مثير للشفقة»، بسبب أوضاع طالبي اللجوء في المخيمات الأوروبية، إذ تعثر لم الشمل، بالإضافة إلى انتهاكات حقوق الإنسان من قبل الوكالة الأوروبية لحرس الحدود والسواحل «فرونتكس»، إلى جانب البطء في معالجة طلبات اللجوء.
واتّهمت تركيا الاتحاد الأوروبي بعدم الالتزام بتعهداته الواردة في الاتفاقية، وفي مقدمتها دعمها بمبلغ 6 مليارات يورو، تقول أنقرة إنها لم تُدفع كاملة في الوقت المحدد، فضلاً عن عدم تطبيق بند إعفاء المواطنين الأتراك من الحصول على تأشيرة «شينغن» وفرض 73 شرطاً على تركيا من أجل تحقيق هذا البند، في مقدمتها تغيير قانونها الوطني لمكافحة الإرهاب، وعدم الدخول في مفاوضات لتحديث اتفاقية الاتحاد الجمركي المطبقة منذ عام 1996.
وهدد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أوروبا، مراراً، بفتح الأبواب أمام من يريد التوجه إلى أوروبا طلباً للجوء. ونصّت الاتفاقية على أن طالبي اللجوء الذين يصلون إلى الجزر اليونانية سوف يعادون إلى تركيا، في حال لم يكونوا في حاجة إلى الحماية في الاتحاد الأوروبي. كما تعيد الدول الأعضاء بالاتحاد، بمجرد انخفاض عدد الوافدين، توطين أعداد كبيرة من المهاجرين مباشرة من تركيا في الدول الأوروبية، بشكل طوعي، ما سيجنّبهم العبور المحفوف بالمخاطر للبحر، وتكبد المشاق للوصول عبر دول البلقان.
وتتبادل الجارتان تركيا واليونان الاتهامات، بشكل متكرر، حول سوء معاملة المهاجرين وطالبي اللجوء. وتطالب أنقرة بتحديث الاتفاقية الموقعة مع الاتحاد الأوروبي.
ونشرت وزارة الدفاع التركية، الأحد، مشاهد زورق للقوات اليونانية يجبر قاربين يحملان مهاجرين على العودة إلى المياه الإقليمية التركية في بحر إيجه. وقالت الوزارة، في بيان، إن طائرة مُسيَّرة تابعة للقوات البحرية التركية رصدت زورقاً لقوات خفر السواحل اليونانية أثناء قيامه بإجبار قاربَي نجاة يحملان مهاجرين على العودة إلى المياه الإقليمية لتركيا، كما انتهك الزورق اليوناني المياه التركية خلال عملية إرغام المهاجرين على العودة. وأشارت الوزارة إلى أن الحادثة وقعت على مسافة 1.5 كيلومتر من الشواطئ التركية، وأن قوات خفر السواحل التركية تبلغت على الفور بـ«الانتهاك اليوناني» وأنقذت المهاجرين.


مقالات ذات صلة

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

شؤون إقليمية أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية. وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين إن بلاده تتوقع موقفاً واضحاً من دمشق حيال «تنظيم حزب العمال الكردستاني الإرهابي» والتنظيمات التابعة له، في إشارة إلى وحدات حماية الشعب الكردية، أكبر مكونات قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، التي تنظر إليها أنقرة على أنها امتداد لـ«العمال الكردستاني» في سوريا.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية خصوم إردوغان يتهمونه بـ«مفاوضة» أوجلان في سجنه طلباً لأصوات كردية

خصوم إردوغان يتهمونه بـ«مفاوضة» أوجلان في سجنه طلباً لأصوات كردية

واجه الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ادعاءً جديداً من خصومه في المعارضة، بشأن إرساله مبعوثين للتفاوض مع زعيم «حزب العمال الكردستاني» السجين مدى الحياة، عبد الله أوجلان، من أجل توجيه رسالة للأكراد للتصويت لصالحه في الانتخابات الرئاسية المقررة في 14 مايو (أيار) الحالي. وقالت رئيسة حزب «الجيد» المعارض، ميرال أكشنار، إن إردوغان أرسل «شخصية قضائية» إلى أوجلان في محبسه، وإنها تعرف من الذي ذهب وكيف ذهب، مشيرة إلى أنها لن تكشف عن اسمه لأنه ليس شخصية سياسية. والأسبوع الماضي، نفى المتحدث باسم الرئاسة التركية، إعلان الرئيس السابق لحزب «الشعوب الديمقراطية» السجين، صلاح الدين دميرطاش، أن يكون إردوغان أرسل وف

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية دخول تركيا «النادي النووي» مهم... وزوال مخاوف «تشيرنوبل» مسألة وقت

دخول تركيا «النادي النووي» مهم... وزوال مخاوف «تشيرنوبل» مسألة وقت

<div>دفع إقدام تركيا على دخول مجال الطاقة النووية لإنتاج الكهرباء عبر محطة «أككويو» التي تنشئها شركة «روساتوم» الروسية في ولاية مرسين جنوب البلاد، والتي اكتسبت صفة «المنشأة النووية» بعد أن جرى تسليم الوقود النووي للمفاعل الأول من مفاعلاتها الأربعة الخميس الماضي، إلى تجديد المخاوف والتساؤلات بشأن مخاطر الطاقة النووية خصوصاً في ظل بقاء كارثة تشيرنوبل ماثلة في أذهان الأتراك على الرغم من مرور ما يقرب من 40 عاما على وقوعها. فنظراً للتقارب الجغرافي بين تركيا وأوكرانيا، التي شهدت تلك الكارثة المروعة عام 1986، ووقوعهما على البحر الأسود، قوبلت مشروعات إنتاج الكهرباء من الطاقة النووية باعتراضات شديدة في البد</div>

شؤون إقليمية أنقرة: وزراء خارجية تركيا وسوريا وروسيا قد يجتمعون في 10 مايو

أنقرة: وزراء خارجية تركيا وسوريا وروسيا قد يجتمعون في 10 مايو

قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، اليوم الأربعاء، إن اجتماع وزراء خارجية تركيا وسوريا وروسيا قد يُعقَد بموسكو، في العاشر من مايو (أيار)، إذ تعمل أنقرة ودمشق على إصلاح العلاقات المشحونة. كان جاويش أوغلو يتحدث، في مقابلة، مع محطة «إن.تي.في.»

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
شؤون إقليمية «أككويو» تنقل تركيا إلى النادي النووي

«أككويو» تنقل تركيا إلى النادي النووي

أصبحت تركيا رسمياً عضواً في نادي الدول النووية بالعالم بعدما خطت أولى خطواتها لتوليد الكهرباء عبر محطة «أككويو» النووية التي تنفذها شركة «روسآتوم» الروسية في ولاية مرسين جنوب البلاد. ووصف الرئيس التركي رجب طيب إردوغان خطوة تزويد أول مفاعل من بين 4 مفاعلات بالمحطة، بـ«التاريخية»، معلناً أنها دشنت انضمام بلاده إلى القوى النووية في العالم، مشيراً إلى أن «أككويو» هي البداية، وأن بلاده ستبني محطات أخرى مماثلة. على ساحل البحر المتوسط، وفي حضن الجبال، تقع محطة «أككويو» النووية لتوليد الكهرباء، التي تعد أكبر مشروع في تاريخ العلاقات التركية - الروسية.


تسجيل مسرب: جنرال في «الحرس الثوري» يلوم روسيا على انهيار نظام الأسد

ملصقات تحمل صورة زاهدي ونائبه محمد هادي حاجي رحيمي خلال مجلس عزاء بالسفارة الإيرانية في دمشق أبريل الماضي (أ.ف.ب)
ملصقات تحمل صورة زاهدي ونائبه محمد هادي حاجي رحيمي خلال مجلس عزاء بالسفارة الإيرانية في دمشق أبريل الماضي (أ.ف.ب)
TT

تسجيل مسرب: جنرال في «الحرس الثوري» يلوم روسيا على انهيار نظام الأسد

ملصقات تحمل صورة زاهدي ونائبه محمد هادي حاجي رحيمي خلال مجلس عزاء بالسفارة الإيرانية في دمشق أبريل الماضي (أ.ف.ب)
ملصقات تحمل صورة زاهدي ونائبه محمد هادي حاجي رحيمي خلال مجلس عزاء بالسفارة الإيرانية في دمشق أبريل الماضي (أ.ف.ب)

كشف تسجيل صوتي منسوب لأحد كبار قادة «الحرس الثوري» في سوريا، عن تفاصيل الأيام الأخيرة لنظام بشار الأسد، متحدثاً عن أن انهياره كان نتيجة لـ«خيانة روسية» وفساد الهيكل الداخلي للنظام.

ويتحدث الجنرال بهروز إثباتي، الذي شغل منصب الملحق الثقافي في السفارة الإيرانية لدى دمشق، في التسجيل الصوتي الذي انتشر الأحد، في شبكات تواصل اجتماعي محلية، وأعادت نشره مواقع معارضة اليوم (الثلاثاء).

ويقدم الجنرال إفادته خلال حضوره في أحد الجوامع الخاضعة لقوات الباسيج، ويرد على أسئلة حول الأيام الأخيرة لقوات «الحرس الثوري» في سوريا، حسبما ورد في التسجيل الصوتي.

ويقول إثباتي: «خسرنا بشكل سيئ في سوريا»، مشدداً على أن الفساد في الهيكل الداخلي والانهيار الاقتصادي من الداخل كانا سببين رئيسيين لانهيار نظام بشار الأسد.

وأضاف في السياق نفسه: «الشعب انتفض لإسقاط نظام فاسد».

كما عدّ روسيا «أحد أسباب انهيار سوريا في عهد بشار الأسد»، وقال: «الروس أوقفوا جميع أنظمة الرادار ليتمكن الاحتلال الإسرائيلي من قصف مقرنا الاستخباراتي»، وفقاً لمقتطفات نشرتها قناة «عبدي ميديا» المعارضة في شبكة «تلغرام».

وقال إثباتي إن روسيا «كانت تقصف الصحارى بدلاً من استهداف مواقع هيئة تحرير الشام».

ويتحدث إثباتي في جزء من التسجيل صوتي عن السنوات التي قضاها في سوريا ولبنان، ويقول: «أصعب لحظات حياتي بوصفي حارساً كانت لحظات اضطراري لمغادرة سوريا».

وهون في تصريحاته من تداعيات قطع طريق الإمداد على جماعة «حزب الله» اللبناني. وقال: «لا تقلقوا بشأن تجهز جبهة المقاومة عسكرياً».

لافتة للجنرال الإيراني قاسم سليماني بمدخل السفارة الإيرانية في دمشق (أ.ب)

وتابع: «نحن نزود (حزب الله) بالتكنولوجيا، لكن يجب القلق بشأن الحفاظ على معنوياتهم». وقال إن «الجمهورية الإسلامية انتقمت لحسن نصر الله».

وأضاف: «جميع المستضعفين في العام يضعون آمالهم على هذا القط»، في إشارة إلى «حزب الله».

كما تحدث عن احتمال مواجهة إيرانية - أميركية. وقال: «صواريخنا التقليدية، باستثناء الصواريخ الاستراتيجية، ليست فعالة جداً ضد المواقع الأميركية. حتى لو ضربناهم، ما الذي سيحدث؟ أميركا ستضرب عشرات المواقع التابعة لنا، وقد تشن هجوماً على الحشد الشعبي أيضاً».

وحذر بذلك من أن «إدخال المنطقة في مواجهة عسكرية لا يصب في مصلحة المقاومة حالياً».

كذلك، استبعد شن هجوم انتقامي لإسرائيل رداً على هجوم الأخيرة الذي استهدف مواقع عسكرية حساسة في 26 أكتوبر (تشرين الأول)».

وقال: «الوضع الحالي لا يحتمل تنفيذ (الوعد الصادق 3)».