إيطاليا تعود إلى دوامة الأزمات الحكومية

رئيس الوزراء الإيطالي يصافح عمدة روما، في 15 يوليو (إ.ب.أ)
رئيس الوزراء الإيطالي يصافح عمدة روما، في 15 يوليو (إ.ب.أ)
TT

إيطاليا تعود إلى دوامة الأزمات الحكومية

رئيس الوزراء الإيطالي يصافح عمدة روما، في 15 يوليو (إ.ب.أ)
رئيس الوزراء الإيطالي يصافح عمدة روما، في 15 يوليو (إ.ب.أ)

عادت إيطاليا إلى دوّامة الأزمات الحكومية التي تتعاقب عليها بانتظام الفصول والمواسم منذ منتصف القرن الماضي، والتي تعود لطبيعة النظام البرلماني المعقد، وكثرة الانشقاقات داخل الأحزاب السياسية التي غالباً ما تؤدي إلى تغيير المعادلات البرلمانية، فضلاً عن قدرة الإيطاليين على التوصل إلى اتفاقات مستحيلة، وجنوحهم المتأصل إلى الخلافات الشخصية المدمّرة.
منذ تأسيس الجمهورية الإيطالية في عام 1946 مع حكومة دي غاسبيري الذي وضع الحجر الأساس للحزب «الديمقراطي المسيحي» الذي استأثر بالسلطة طوال 5 عقود، قبل أن يصبح اليوم أثراً بعد عين، تعاقبت على إيطاليا 67 حكومة. والأزمة التي نشأت عن استقالة ماريو دراغي يوم الأربعاء الماضي هي الثالثة خلال الولاية التشريعية الراهنة، وتتميّز عن الأزمتين السابقتين بما تحمله من تداعيات دولية؛ خصوصاً على المستوى الأوروبي في سياق المواجهة مع روسيا، وما ينشأ عنها من تبعات اقتصادية.
عندما تجاوب ماريو دراغي مع طلب رئيس الجمهورية سرجيو ماتّاريلّا لتشكيل الحكومة الائتلافية مطالع العام الماضي، كان قد حصل على ضمانات تحصّنه من تجاذبات الأحزاب والقوى السياسية التي كانت تراكم الفشل تلو الفشل، في إدارة الأزمات الهيكلية التي تعاني منها إيطاليا، وتتناحر فيما بينها بشراسة غير معهودة، وتندفع نحو مزايدات شعبوية ومتطرفة، أطلقت صفارات الإنذار في المحيط الأوروبي الذي كان قد بدأ يرى في الدولة المؤسسة للاتحاد «الرجل المريض» الذي لا بد من إنقاذه، مهما اقتضى الأمر، لمنع انهيار المشروع الذي كان يترنّح تحت وطأة أزمات متلاحقة، من الأزمة المالية إلى «بريكست» وجائحة «كوفيد-19»، قبل أن تُطلّ الحرب في أوكرانيا بتبعاتها العسكرية والاقتصادية التي لم تكن في حسبان أحد.
وتميّزت الأشهر الأولى من ولاية حكومته بإجماع سياسي وشعبي لم تشهده إيطاليا في تاريخها الحديث، بينما كانت المدائح تنهال عليه من الشركاء والحلفاء الأوروبيين والغربيين، لتعزز موقعه كمرجعية وازنة كان الاتحاد الأوروبي بحاجة إليها، بعد انكفاء أنجيلا ميركل عن المشهد السياسي. لكن غاب عن الذين كانوا يدفعون دراغي نحو هذا الدور القيادي الأوروبي أنه لا يقود دولة موصوفة باستقرارها السياسي ورسوخ دعائمها الاقتصادية، وروح المسؤولية العالية التي تتحلّى بها أحزابها مثل ألمانيا؛ بل هو يتربّع على بركان سياسي قابل للانفجار في أي لحظة اسمه إيطاليا.
منذ تسعينات القرن الماضي، تعاني أوروبا من فقدان القيادات التي كانت تتمتع بالكاريزما التي اقتصرت في الفترة الأخيرة على بوريس جونسون في بريطانيا، وماريو دراغي في إيطاليا، وإن لأسباب ومواصفات مختلفة. ولا شك في أن سقوطهما ستكون له -من وجهة النظر الرمزية- تداعيات نفسية عميقة على الرأي العام. فالمستشار الألماني شولتز ما زال لغزاً عصيّاً على القراءة حتى بالنسبة لمواطنيه، والرئيس الفرنسي جدد ولايته لأن الفرنسيين يخافون وصول اليمينية المتطرفة مارين لوبان إلى الإليزيه، بينما المؤسسات الأوروبية تفتقر إلى مثل القيادات التاريخية التي سبق وتعاقبت عليها.
في النصف الثاني من القرن الماضي، كان الحزب الشيوعي الإيطالي أكبر الأحزاب الشيوعية وأهمها في أوروبا الغربية، ورغم تفككه وانهياره بقي تأثيره عميقاً في الوسط السياسي الإيطالي. والحكومات التي سبقت دراغي، من تلك الشعبوية التي رأسها جيوزيبي كونتي إلى التي قادها سيلفيو برلوسكوني، كانت لها علاقات مع موسكو أقل ما يقال فيها إنها كانت ملتبسة. ولعل ذلك ما دفع، الأحد، الناطقة بلسان الخارجية الروسية ماريّا زاخاروفا إلى التعليق على استقالة دراغي بقولها إن موسكو تأمل في أن يكون للإيطاليين حكومة لا تخدم المصالح الأميركية.
وبينما كانت وسائل الإعلام تتناقل تصريح زاخاروفا، كان دراغي يتلقّى اتصالاً من البيت الأبيض الذي أعلن الناطق بلسانه أن جو بايدن يكنّ كبير الاحترام والتقدير لرئيس الوزراء الإيطالي، ويتابع باهتمام شديد تطورات الأزمة السياسية.
ومنذ أن أعلن دراغي عن استقالته، المجمّدة عملياً حتى الأربعاء المقبل، بعد أن رفضها رئيس الجمهورية سرجيو ماتاريلا، وطلب إليه المثول أمام البرلمان لطرح الثقة، توالت الاتصالات والضغوط المحلية والدولية، لإقناعه بالعدول عن قراره والبقاء حتى نهاية الولاية. وكان أكثر من 450 رئيس بلدية في إيطاليا قد توجهوا إلى دراغي برسالة يناشدونه البقاء في منصبه، بينما كان عديد من النقابات المهنية يدعوه إلى الرجوع عن الاستقالة.
في غضون ذلك، كانت تنامي الضغوط غير المسبوقة التي يتعرّض لها الحاكم السابق للبنك المركزي الأوروبي، يقابله تراجع في احتمالات عودته عن قرار الاستقالة؛ خصوصاً بعد البيان الذي صدر مساء السبت عن زعيم حركة «النجوم الخمس» جيوزيبي كونتي، وكان بمثابة إنذار لدراغي بأنه في حال عدم التجاوب مع مطالب الحركة، ستضطر هذه إلى الخروج من الحكومة.
بعض الذين يعرفون دراغي جيداً يقولون إن قراره هذا ليس سوى خطوة للعودة بقوة حتى نهاية الولاية التشريعية، ومعرفة ما إذا كانت حركة «النجوم الخمس» التي تعترض على مواصلة إرسال الأسلحة إلى أوكرانيا، مستعدة للموافقة على تنفيذ الإصلاحات التي يفرضها الاتحاد الأوروبي، لكي تحصل إيطاليا على مساعدات صندوق الإنعاش التي تزيد عن 230 مليار يورو.
ولا تغيب عن بال المراقبين الأزمة المعاكسة التي عاشتها إيطاليا في عام 2011، عندما كانت العواصم الأوروبية الكبرى، وخصوصاً برلين وباريس، على عهد ميركل وساركوزي، تدفع بكل ثقلها لإسقاط سيلفيو برلوسكوني الذي كان دخل الفرد الإيطالي على عهده قد تراجع بنسبة 3.1 في المائة، وانهار الاستهلاك بنسبة 6 في المائة، بينما كان سعر الدين الإيطالي العام يحطّم كل الأرقام القياسية، ويهدد بخروج إيطاليا من نظام العملة الموحدة.
صحيح أن دراغي هو بالنسبة لأسواق المال الوجه النقيض لبرلوسكوني؛ لكن الوضع قد يتدهور بسرعة في حال خروجه من الحكومة، وإجراء انتخابات عامة أواخر سبتمبر (أيلول) المقبل، ما يقتضي تعليق الخطة الإصلاحية التي يشترطها الاتحاد الأوروبي للحصول على مساعدات صندوق الإنعاش، فضلاً عن تأجيل الموافقة على قانون الموازنة العامة الذي يكتسي أهمية خاصة هذه السنة لمواجهة تداعيات الحرب في أوكرانيا. يضاف إلى كل ذلك، أن إيطاليا ملزمة، من الآن حتى الربيع المقبل، ببيع 350 مليار يورو من دينها العام الهائل الذي يعادل 153 في المائة من إجمالي ناتجها المحلي، وإذا استمرت الأزمة على حالها فإن سعر الدين قد يرتفع بشكل عمودي.


مقالات ذات صلة

باريس «تأمل» بتحديد موعد قريب لزيارة وزير الخارجية الإيطالي

العالم باريس «تأمل» بتحديد موعد قريب لزيارة وزير الخارجية الإيطالي

باريس «تأمل» بتحديد موعد قريب لزيارة وزير الخارجية الإيطالي

قالت وزارة الخارجية الفرنسية إنها تأمل في أن يُحدَّد موعد جديد لزيارة وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني بعدما ألغيت بسبب تصريحات لوزير الداخلية الفرنسي حول سياسية الهجرة الإيطالية اعتُبرت «غير مقبولة». وكان من المقرر أن يعقد تاياني اجتماعا مع وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا مساء اليوم الخميس. وكان وزير الداخلية الفرنسي جيرار دارمانان قد اعتبر أن رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني «عاجزة عن حل مشاكل الهجرة» في بلادها. وكتب تاياني على «تويتر»: «لن أذهب إلى باريس للمشاركة في الاجتماع الذي كان مقررا مع الوزيرة كولونا»، مشيرا إلى أن «إهانات وزير الداخلية جيرالد دارمانان بحق الحكومة وإي

«الشرق الأوسط» (باريس)
العالم ألمانيا تشن حملة أمنية كبيرة ضد مافيا إيطالية

ألمانيا تشن حملة أمنية كبيرة ضد مافيا إيطالية

في عملية واسعة النطاق شملت عدة ولايات ألمانية، شنت الشرطة الألمانية حملة أمنية ضد أعضاء مافيا إيطالية، اليوم (الأربعاء)، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية. وأعلنت السلطات الألمانية أن الحملة استهدفت أعضاء المافيا الإيطالية «ندرانجيتا». وكانت السلطات المشاركة في الحملة هي مكاتب الادعاء العام في مدن في دوسلدورف وكوبلنتس وزاربروكن وميونيخ، وكذلك مكاتب الشرطة الجنائية الإقليمية في ولايات بافاريا وشمال الراين - ويستفاليا وراينلاند – بفالتس وزارلاند.

«الشرق الأوسط» (برلين)
يوميات الشرق إيطاليا ترفع الحظر عن «تشات جي بي تي»

إيطاليا ترفع الحظر عن «تشات جي بي تي»

أصبح برنامج «تشات جي بي تي» الشهير الذي طورته شركة الذكاء الاصطناعي «أوبن إيه آي» متاحا مجددا في إيطاليا بعد علاج المخاوف الخاصة بالخصوصية. وقالت هيئة حماية البيانات المعروفة باسم «جارانتي»، في بيان، إن شركة «أوبن إيه آي» أعادت تشغيل خدمتها في إيطاليا «بتحسين الشفافية وحقوق المستخدمين الأوروبيين». وأضافت: «(أوبن إيه آي) تمتثل الآن لعدد من الشروط التي طالبت بها الهيئة من أجل رفع الحظر الذي فرضته عليها في أواخر مارس (آذار) الماضي».

«الشرق الأوسط» (روما)
العالم إيطاليا في «يوم التحرير»... هل تحررت من الإرث الفاشي؟

إيطاليا في «يوم التحرير»... هل تحررت من الإرث الفاشي؟

في الخامس والعشرين من أبريل (نيسان) من كل عام تحتفل إيطاليا بـ«عيد التحرير» من النازية والفاشية عام 1945، أي عيد النصر الذي أحرزه الحلفاء على الجيش النازي المحتلّ، وانتصار المقاومة الوطنية على الحركة الفاشية، لتستحضر مسيرة استعادة النظام الديمقراطي والمؤسسات التي أوصلتها إلى ما هي عليه اليوم. يقوم الدستور الإيطالي على المبادئ التي نشأت من الحاجة لمنع العودة إلى الأوضاع السياسية التي ساهمت في ظهور الحركة الفاشية، لكن هذا العيد الوطني لم يكن أبداً من مزاج اليمين الإيطالي، حتى أن سيلفيو برلوسكوني كان دائماً يتغيّب عن الاحتفالات الرسمية بمناسبته، ويتحاشى المشاركة فيها عندما كان رئيساً للحكومة.

شوقي الريّس (روما)
شمال افريقيا تعاون مصري - إيطالي في مجال الاستثمار الزراعي

تعاون مصري - إيطالي في مجال الاستثمار الزراعي

أعلنت الحكومة المصرية عن عزمها تعزيز التعاون مع إيطاليا في مجال الاستثمار الزراعي؛ ما يساهم في «سد فجوة الاستيراد، وتحقيق الأمن الغذائي»، بحسب إفادة رسمية اليوم (الأربعاء). وقال السفير نادر سعد، المتحدث الرسمي لرئاسة مجلس الوزراء المصري، إن السفير الإيطالي في القاهرة ميكيلي كواروني أشار خلال لقائه والدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء المصري، (الأربعاء) إلى أن «إحدى أكبر الشركات الإيطالية العاملة في المجال الزراعي لديها خطة للاستثمار في مصر؛ تتضمن المرحلة الأولى منها زراعة نحو 10 آلاف فدان من المحاصيل الاستراتيجية التي تحتاج إليها مصر، بما يسهم في سد فجوة الاستيراد وتحقيق الأمن الغذائي». وأ

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

ميركل تعرب عن حزنها لعودة ترمب إلى الرئاسة الأميركية

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث خلال اجتماع ثنائي مع المستشارة الألمانية آنذاك أنجيلا ميركل على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في واتفورد ببريطانيا... 4 ديسمبر 2019 (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث خلال اجتماع ثنائي مع المستشارة الألمانية آنذاك أنجيلا ميركل على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في واتفورد ببريطانيا... 4 ديسمبر 2019 (رويترز)
TT

ميركل تعرب عن حزنها لعودة ترمب إلى الرئاسة الأميركية

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث خلال اجتماع ثنائي مع المستشارة الألمانية آنذاك أنجيلا ميركل على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في واتفورد ببريطانيا... 4 ديسمبر 2019 (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث خلال اجتماع ثنائي مع المستشارة الألمانية آنذاك أنجيلا ميركل على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في واتفورد ببريطانيا... 4 ديسمبر 2019 (رويترز)

أعربت المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل عن «حزنها» لعودة دونالد ترمب إلى السلطة وتذكرت أن كل اجتماع معه كان بمثابة «منافسة: أنت أو أنا».

وفي مقابلة مع مجلة «دير شبيغل» الألمانية الأسبوعية، نشرتها اليوم الجمعة، قالت ميركل إن ترمب «تحد للعالم، خاصة للتعددية».

وقالت: «في الحقيقة، الذي ينتظرنا الآن ليس سهلا»، لأن «أقوى اقتصاد في العالم يقف خلف هذا الرئيس»، حيث إن الدولار عملة مهيمنة، وفق ما نقلته وكالة «أسوشييتد برس».

وعملت ميركل مع أربعة رؤساء أميركيين عندما كانت تشغل منصب مستشار ألمانيا. وكانت في السلطة طوال ولاية ترمب الأولى، والتي كانت بسهولة أكثر فترة متوترة للعلاقات الألمانية الأمريكية خلال 16 عاما، قضتها في المنصب، والتي انتهت أواخر 2021.

وتذكرت ميركل لحظة «غريبة» عندما التقت ترمب للمرة الأولى، في البيت الأبيض خلال شهر مارس (آذار) 2017، وردد المصورون: «مصافحة»، وسألت ميركل ترمب بهدوء: «هل تريد أن نتصافح؟» ولكنه لم يرد وكان ينظر إلى الأمام وهو مشبك اليدين.

الرئيس الأميركي دونالد ترمب والمستشارة الألمانية آنذاك أنجيلا ميركل يحضران حلقة نقاشية في اليوم الثاني من قمة مجموعة العشرين في هامبورغ بألمانيا... 8 يوليو 2017 (أ.ف.ب)

ونقلت المجلة عن ميركل القول: «حاولت إقناعه بالمصافحة بناء على طلب من المصورين لأنني اعتقدت أنه ربما لم يلحظ أنهم يريدون التقاط مثل تلك الصورة... بالطبع، رفضه كان محسوبا».

ولكن الاثنان تصافحا في لقاءات أخرى خلال الزيارة.

ولدى سؤالها ما الذي يجب أن يعرفه أي مستشار ألماني بشأن التعامل مع ترمب، قالت ميركل إنه كان فضوليا للغاية وأراد معرفة التفاصيل، «ولكن فقط لقراءتها وإيجاد الحجج التي تقويه وتضعف الآخرين».

وأضافت: «كلما كان هناك أشخاص في الغرفة، زاد دافعه في أن يكون الفائز... لا يمكنك الدردشة معه. كان كل اجتماع بمثابة منافسة: أنت أو أنا».

وقالت ميركل إنها «حزينة» لفوز ترمب على كامالا هاريس في الانتخابات الرئاسية التي أجريت في الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني). وقالت: «لقد كانت خيبة أمل لي بالفعل لعدم فوز هيلاري كلينتون في 2016. كنت سأفضل نتيجة مختلفة».