أحدث وسائل التشخيص المبكر لحالات اعتلال القلب

جهاز «ماي دياغنوستيك» يمنع حدوث 20 % من السكتات الدماغية

أحدث وسائل التشخيص المبكر لحالات اعتلال القلب
TT

أحدث وسائل التشخيص المبكر لحالات اعتلال القلب

أحدث وسائل التشخيص المبكر لحالات اعتلال القلب

يدق قلب الإنسان بشكل طبيعي ومنتظم بمعدل 60 - 100 نبضة في الدقيقة عندما يكون الشخص مسترخيا مستريحا، ويمكن للشخص أن يقيس معدل ضربات قلبه عن طريق جس النبض في المعصم أو الرقبة. وتحدث هذه العملية السريعة عندما تنقبض جدران القلب العضلية وتنعصر من أجل إجبار الدم على الخروج إلى الشرايين والوصول إلى جميع أنحاء الجسم، وبعد ذلك تسترخي عضلات القلب من أجل أن يمتلئ تجويف القلب بالدم مرة أخرى. وتتكرر هذه العملية في كل مرة يدق فيها القلب.
أما إذا أصيب القلب بما يسمى «الرجفان الأذيني» Atrial fibrillation AF (وهي حالة تحدث في القلب مسببة عدم انتظام ضربات القلب، وغالبا ما تؤدي إلى تسريعها بشكل غير طبيعي ويصل معدل ضربات القلب فيها إلى 140 نبضة في الدقيقة أو أكثر، ويكون إيقاع النبضات غير منتظم) فتنقبض الحجرتان العلويتان للقلب، وتدعى الأذينان، انقباضا عشوائيا وأحيانا سريعا بحيث لا تتمكن عضلة القلب من الاسترخاء بين الانقباضات بشكل صحيح، وهذا يقلل من كفاءة القلب وأدائه.
قد لا تظهر لدى بعض الناس المصابين بالرجفان الأذيني أعراض، ويكونون غير مدركين تماما لعدم انتظام ضربات القلب لديهم، إلى أن تحدث إحدى مشكلات رجفان القلب بما في ذلك الدوار، وضيق التنفس، والخفقان، ثم الشعور بالتعب الشديد، مما يضطرهم للذهاب إلى الطبيب حيث يتم التشخيص.

أنواع الرجفان الأذيني

يمكن تعريف الرجفان الأذيني بطرق مختلفة، اعتمادا على الدرجة التي يؤثر بها على المريض:
* الرجفان الأذيني الانتيابي Paroxysmal AF: وهذا النوع يأتي ويذهب ويتوقف عادة في غضون 48 ساعة من دون أي علاج.
* الرجفان الأذيني المستمر Persistent AF: وهذا النوع يستمر عادة لأكثر من سبعة أيام، أو أقل من ذلك عندما يتم تقديم العلاج.
* الرجفان الأذيني المستمر لفترة طويلة Longstanding persistent AF: وهذا يعني أن المريض يعاني من الرجفان الأذيني المستمر لمدة عام أو أكثر.
* الرجفان الأذيني الدائم Permanent AF: وهو الرجفان الأذيني المستمر، وليست هناك استجابة لمختلف المحاولات العلاجية لاستعادة إيقاع القلب الطبيعي.
ويؤدي الرجفان الأذيني إلى حدوث السكتة الدماغية.
وتحدث إلى «صحتك» استشاري المخ والأعصاب المتخصص في السكتات الدماغية بمدينة الملك فهد الطبية بالرياض الدكتور فهمي السناني، موضحا أن السكتة الدماغية تعد ثالث مسببات الوفاة لدى الإنسان، وأنها السبب الأساسي في حدوث الإعاقة، ولفت إلى أن ما نسبته نحو 20 في المائة من حالات السكتة الدماغية تحدث بسبب الإصابة بالرجفان الأذيني. وأشار إلى أن تناول الأدوية المسيلة للدم كالأسبرين والوارفرين تسهم بشكل كبير في تقليل نسب الإصابة بالرجفان الأذيني وتصل إلى 80 في المائة تقريبًا.

السكتة الدماغية

أكد الدكتور فهمي السناني على مدى خطورة الرجفان الأذيني، خصوصًا إذا علمنا بأن عدد حالات الإصابة بالسكتات الدماغية في السعودية يتراوح بين 12 و15 ألف حالة في السنة تقريبًا وأن نسبة 20 في المائة منها تحدث بسبب الرجفان الأذيني، أي إن عدد الإصابات الناتجة عن الرجفان في المملكة سنويًا تبلغ ما بين 2400 و3000 حالة سنويًا، وهذا العدد يعد كبيرا جدًا. من هم المعرضون للإصابة بالرجفان الأذيني؟
الرجفان الأذيني هو الاضطراب الأكثر شيوعا الذي يؤثر على ضربات القلب، وترتفع نسبة الإصابة به عند:
* البالغين في أي عمر، ومع ذلك، فإنه يؤثر على الرجال أكثر من النساء، ويصبح أكثر شيوعا مع تقدم العمر، حيث يصيب نحو 10 في المائة من الناس فوق سن 75.
* من المرجح أن تحدث الإصابة بهذا المرض لدى الأشخاص المصابين بأمراض أخرى، مثل ارتفاع ضغط الدم أو تصلب الشرايين.
* ويعد الرجفان الأذيني أقل شيوعا لدى صغار السن، وترتفع نسبة الإصابة به قليلا لدى الأشخاص الذين يعانون من مرض آخر في القلب، مثل مشكلة صمامات القلب.

جهاز لتشخيص الحالات

عقد في مدينة الرياض، خلال يومي الجمعة والسبت الماضيين، «الملتقى العلمي والتعليمي لأمراض ونظم القلب» الذي نظمته شركة «باير» الطبية بهدف إطلاق حملة «المسح الطبي لاكتشاف مرض الرجفان الأذيني لدى المسنين (SAFE Screening Atrial Fibrillation in Eldery). وأكد مدير شركة «باير» السعودية الدكتور عاصم العقباوي أن الحملة تستهدف الفئة العمرية من 65 عامًا فما فوق. وشهد الملتقى حضورًا مكثفًا من الأطباء والمتخصصين والممارسين الصحيين من مختلف المستشفيات والمراكز الطبية في الرياض للتدريب على طرق عمل المسح الطبي وكيفية استخدام الجهاز في الكشف على المرضى.
وتحدث المؤتمرون عن تجارب تشخيص الحالات بواسطة جهاز «MyDiagnostick»:
* تجربة هولندا. تم تقديم تجربة حية لنجاح الحملة المسحية للكشف المبكر عن مرض الرجفان الأذيني في هولندا من ممثل شركة «بينكي» الشركة المنتجة لجهاز الكشف عن مرض الرجفان الأذيني «MyDiagnostick»، إضافة إلى تقديم ثلاث تجارب عملية عن حالات مرضية حقيقية استعرض فيها خبراء عالميون خبراتهم العلمية والعملية في تعاملهم مع هذا النوع من الحالات منذ بداية اكتشاف المرض مرورًا بالمراحل العلاجية لكل حالة.
* ومحليا. تهدف الحملة المسحية الصحية التي أطلقتها شركة «باير» بالتعاون مع عدد من القطاعات الصحية المتخصصة في المملكة إلى استخدام هذا الجهاز (MyDiagnostick) في الاكتشاف المبكر للرجفان الأذيني، من خلال الاكتشاف المبكر للمصابين بالمرض، خصوصًا أولئك الذين ما زالوا في بداية الإصابة به من المراجعين لمراكز الرعاية الصحية الأولية والعيادات الخارجية في المستشفيات بمدينة الرياض التي انطلقت منها الحملة.
وتفاءل استشاريو أمراض وجراحة المخ والأعصاب وكذلك المتخصصون في أمراض السكتات الدماغية والرجفان الأذيني، باستخدام هذا الجهاز في الاكتشاف المبكر للرجفان الأذيني الذي تصل نسبة نجاحه إلى 100 في المائة، في مساعدة الأطباء على علاج هذا المرض مبكرًا.
وعن طريقة وآلية عمل جهاز «MyDiagnostick»، يقول السناني إن الجهاز على شكل عصا طولها 30 سم مصنوعة من الحديد، يمسك المريض بطرفي الجهاز بكلتا يديه لمدة دقيقة واحدة.. يقوم الجهاز خلالها بقياس كهرباء القلب لدى الشخص بدقة عالية جدًا، وهو يعمل بطريقة جهاز تخطيط القلب الكهربائي «ECG» نفسها ولكن بدقة أكثر ونتائج أسرع مما يمكنه من سرعة اكتشاف وجود المرض لدى الشخص من عدمه.

علاج الرجفان الأذيني

الرجفان الأذيني مرض مزعج لصاحبه، وتكمن خطورته في أنه أحد أهم أسباب حدوث السكتة الدماغية، ويشمل العلاج ما يلي:
* أدوية لمنع السكتة الدماغية.
* أدوية للتحكم في معدل ضربات القلب أو تنظيم إيقاع ضرباته.
* تقويم نظم القلب، حيث يتم إعطاء القلب صدمة كهربائية للتحكم واستعادة النبض الطبيعي.
* تثبيت قسطرة قلبية لمنع الرجفان الأذيني من الحدوث.
* زرع جهاز تنظيم ضربات القلب «pacemaker» لمساعدة القلب على النبض بانتظام.
وأخيرا ننصح بزيارة طبيب القلب في الحالات التالية:
* إذا لاحظ الشخص حدوث تغيير مفاجئ في دقات قلبه.
* إذا أصبح معدل ضربات القلب أقل باستمرار من 60 أو أعلى من 100، خاصة إذا كانت هناك أعراض أخرى للرجفان الأذيني.
* الشعور بألم في الصدر.



دواء للسمنة والسكري يحمي الكلى من التلف

مرض الكلى المزمن يؤثر في واحد من كل 10 أشخاص حول العالم (جامعة مينيسوتا)
مرض الكلى المزمن يؤثر في واحد من كل 10 أشخاص حول العالم (جامعة مينيسوتا)
TT

دواء للسمنة والسكري يحمي الكلى من التلف

مرض الكلى المزمن يؤثر في واحد من كل 10 أشخاص حول العالم (جامعة مينيسوتا)
مرض الكلى المزمن يؤثر في واحد من كل 10 أشخاص حول العالم (جامعة مينيسوتا)

كشفت دراسة دولية عن أن فئة من الأدوية المستخدمة لعلاج السمنة والسكري يمكن أن تقلّل من خطر الإصابة بالفشل الكلوي وتوقف تدهور وظائف الكلى لدى مرضى الكلى المزمن.

وأفاد الباحثون في معهد جورج للصحة العالمية في أستراليا بأن هذه النتائج تمثل تطوراً مهماً في علاج هذه الحالات المزمنة، وفق النتائج المنشورة، الاثنين، في دورية (The Lancet Diabetes & Endocrinology).

ومرض الكلى المزمن حالة تؤدي إلى تدهور تدريجي في وظائف الكلى، مما يعوق تصفية الفضلات والسوائل من الدم، وغالباً ما ينتج عن السكري أو ارتفاع ضغط الدم.

ويُقدَّر أن المرض يؤثر في واحد من كل 10 أشخاص حول العالم، أي نحو 850 مليون شخص، وهو السبب العاشر للوفاة عالمياً، ومن المتوقع أن يحتل المرتبة الخامسة بحلول عام 2050.

وركزت الدراسة على «ناهضات الببتيد الشبيه بالغلوكاغون-1» (GLP-1)، وهي أدوية طُورت في الأصل لعلاج السكري من النوع الثاني، وتعمل على محاكاة هرمون طبيعي يُفرَز بعد تناول الطعام لتحفيز إنتاج الإنسولين في البنكرياس، مما يساعد على خفض مستويات السكر في الدم. كما أنها تُبطئ الهضم، وتزيد من الشعور بالشبع، وتقلل الشهية، مما يجعلها فعّالة في علاج السمنة.

وأجرى الفريق تحليلاً لنتائج 11 تجربة سريرية شملت أكثر من 85 ألف شخص، منهم 67 ألف مصاب بالسكري من النوع الثاني، و18 ألفاً يعانون من السمنة أو أمراض القلب. وتضمّنت التجارب أدوية «ناهضات الببتيد الشبيه بالغلوكاغون-1» مثل «سيماغلوتايد» و«دولاغلوتايد».

وأظهرت النتائج أن هذه الأدوية تقلّل خطر الفشل الكلوي بنسبة 16 في المائة وتحدُّ من تدهور وظائف الكلى بنسبة 22 في المائة. كما انخفض الخطر المشترك للفشل الكلوي، وتدهور الوظائف الكلوية، والوفاة بسبب أمراض الكلى بنسبة 19 في المائة. وأثبتت الدراسة فوائد تلك الأدوية أيضاً لصحة القلب، مع انخفاض خطر الوفاة بالأمراض القلبية والأزمات القلبية والسكتات الدماغية بنسبة 14 في المائة. بالإضافة إلى ذلك، انخفضت معدلات الوفاة لأي سبب بنسبة 13 في المائة بين المرضى الذين تلقوا العلاج.

وأكد الباحثون أن هذه النتائج ستُحدِث نقلة نوعية في الإرشادات الطبية لعلاج أمراض الكلى، والقلب، والسكري، مشدّدين على أهمية توسيع نطاق استخدام هذه الأدوية لمعالجة مجموعة واسعة من الحالات المزمنة.