توقيف محتجين على جفاف بحيرة وسط أجواء أمنية في شمال غربي إيران

جانب من بحيرة أرومية بعد تراجع منسوب المياه (أرشيفية - تسنيم)
جانب من بحيرة أرومية بعد تراجع منسوب المياه (أرشيفية - تسنيم)
TT

توقيف محتجين على جفاف بحيرة وسط أجواء أمنية في شمال غربي إيران

جانب من بحيرة أرومية بعد تراجع منسوب المياه (أرشيفية - تسنيم)
جانب من بحيرة أرومية بعد تراجع منسوب المياه (أرشيفية - تسنيم)

تصدت قوات الأمن لمسيرة احتجاجية في مدينة أرومية، احتجاجاً على جفاف بحيرة في شمال غربي البلاد. واعتقلت عدداً من الناشطين في مدينتي تبريز وأرومية، كبريات المدن التي تقطنها أغلبية آذرية تركية.
وأظهرت مقاطع فيديو تداولت على شبكات التواصل الاجتماعي انتشار مكثف لقوات الأمن في مدينتي أرومية وتبريز، تحسباً لتوسع الاحتجاجات، بعدما نظم ناشطون مسيرة احتجاجية في وسط المدينة مساء أمس (السبت).
ويردد الإيرانيون هتافات باللغة الآذرية تندد بـ«المسؤولين غير الأكفاء» وهتافات أخرى تندد بتدخل قوات الأمن. ويقول أحد الهتافات إن «بحيرة أرومية تُحتضر بينما البرلمان يصدر أوامر بقتلها». ووردت معلومات عن انتشار لقوات الأمن بمدينتي أردبيل وزنجان ذواتي الأغلبية الآذرية التركية.
وقال ناشطون إن قوات الأمن صادرت أجهزة «موبايل» من يد بعض المحتجين في أثناء قيامهم بتصوير المسيرة الاحتجاجية.
https://twitter.com/1500tasvir/status/1548327349564760073
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن الإعلام الحكومي الإيراني أن الشرطة «أوقفت عدداً من المخلين بالأمن» خلال منسوب بحيرة أرومية التي كانت تعد الأكبر في الشرق الأوسط.
ونقلت وكالة «إرنا» الرسمية، عن قائد الشرطة في محافظة آذربيجان الغربية رحيم جهانبخش قوله: «تم تحديد وتوقيف عدد من الأفراد المشاغبين والمنافقين الذين لم يكن لديهم غرض آخر سوى تخريب الممتلكات العامة والإخلال بأمن السكان»، دون أن يتطرق إلى عدد المعتقلين.
وأفادت وسائل إعلام إيرانية بالخارج بأن السلطات استدعت العشرات من الناشطين الذين اعتُقلوا سابقاً بسبب مشاركتهم في احتجاجات مماثلة. وذكرت «إذاعة فردا» الأميركية التي تتخذ من براغ مقراً لها، أنه تم التحقق من اعتقال 16 ناشطاً بمدينتي تبريز وأرومية.

بدورها، ذكرت «فارس» التابعة لـ«الحرس الثوري» أن «العشرات نزلوا إلى الشوارع في مدينتي نقده وأرومية احتجاجاً على نقص الاهتمام الذي توليه السلطات في مواجهة جفاف بحيرة أرومية». وأوضحت أن هؤلاء هتفوا بشعارات منها «بحيرة أرومية تُحتضر، والمجلس (البرلمان) يأمر بقتلها»، و«بحيرة أرومية عطشى».
من جهتها، نقلت وكالة «إيسنا» الحكومية عن جهانبش قوله إن قوات الشرطة «لن تسمح للمعادين للثورة و(مجاهدي خلق) بركوب موجة الاحتجاجات»، مضيفاً أن التجمعات جاءت «على خلفية نشر دعوات حول تجفيف بحيرة أرومية». وأعرب عن أسفه لأن «البعض يتداول في شبكات التواصل الاجتماعي الأخبار التي تسبب التوتر».
أما وكالة «مهر» الحكومية فقد نقلت عن جهانبش قوله إن «أمن أهالي آذربيجان الغربية، خط أحمر لقوات الشرطة».
https://twitter.com/1500tasvir/status/1548370582957203459
وبدأ منسوب بحيرة أرومية الواقعة في المناطق الجبلية بين مدينتي تبريز وأرومية، بالانحسار منذ عام 1995 بعدما كانت تعدّ من كبرى البحيرات شديدة الملوحة في العالم.
وشكّل جفاف البحيرة إحدى كبرى الكوارث البيئية في المنطقة خلال ربع القرن الأخير بفعل الإهمال البشري والتغير المناخي، علماً بأن الحكومة السابقة برئاسة حسن روحاني قالت منذ أربع سنوات إن البحيرة بدأت باستعادة بعض منسوبها. ويطالب الناشطون بنقل المياه إلى البحيرة لإنقاذها من الجفاف التام.
وتصب في البحيرة المياه المتأتية من 13 نهراً، وهي منطقة رطبة ذات أهمية دولية بموجب اتفاقية رامسار للأراضي الرطبة الموقَّعة في 1971 بإشراف الأمم المتحدة. وتُعرف المنطقة بكونها محمية للمحيط الحيوي من الطراز الأول محببة خصوصاً لدى الطيور المهاجرة. وتضم البحيرة نفسها جنساً متأصلاً من الأرتيميا (التنين المائي) فضلاً عن ثروة بحرية كبيرة. كما اعتاش أكثر من ستة ملايين شخص من الزراعة في مناطق محيطة بها.
وتتبدل المساحة الإجمالية للبحيرة بدرجة كبيرة تبعاً لمستويات المتساقطات وتبخر المياه.
وخلال الأشهر الماضية، شهدت مناطق عدة في إيران خصوصاً في الوسط والجنوب الغربي، احتجاجات على خلفية شحّ المياه والجفاف لأسباب عدة أبرزها كما تقول السلطات الرسمية يعود إلى شح كميات المتساقطات في مناطق واسعة، لكن جمعيات ناشطة في مجال البيئة توجِّه اللوم إلى سياسة السلطات بتحويل مجرى الأنهار من المحافظات الغربية خصوصاً الحدودية إلى عمق الأراضي الإيرانية، عبر تشييد المئات من السدود على الأنهار.
وتدرس السلطات نقل المياه من بحر قزوين وخليج عمان إلى مناطق وسط إيران لمعالجة الجفاف، رغم تحذيرات ناشطي البيئة من تداعياتها على تفاقم الأزمة البيئية التي تشهدها البلاد.
والشهر الماضي، قال المدير التنفيذي في شركة المياه الإيرانية، أتابك جعفري لوكالة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس الثوري» إن 272 مدينة إيرانية تواجه توتراً مائياً، قد يهدد توفير مياه الشرب في المدن والقرى في أنحاء البلاد.
ولفت المسؤول إلى أن السلطات تنقل المياه إلى 4953 قرية في البلاد نظراً للجفاف وشح المياه، متحدثاً عن حاجة بين 6 آلاف إلى 7 آلاف قرية إلى مياه الشرب في أنحاء إيران.


مقالات ذات صلة

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

المشرق العربي اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
شؤون إقليمية إيران تحتجز ناقلة نفط ثانية

إيران تحتجز ناقلة نفط ثانية

احتجز «الحرس الثوري» الإيراني، أمس، ناقلة نقط في مضيق هرمز في ثاني حادث من نوعه في غضون أسبوع، في أحدث فصول التصعيد من عمليات الاحتجاز أو الهجمات على سفن تجارية في مياه الخليج، منذ عام 2019. وقال الأسطول الخامس الأميركي إنَّ زوارق تابعة لـ«الحرس الثوري» اقتادت ناقلة النفط «نيوفي» التي ترفع علم بنما إلى ميناء بندر عباس بعد احتجازها، في مضيق هرمز فجر أمس، حين كانت متَّجهة من دبي إلى ميناء الفجيرة الإماراتي قبالة خليج عُمان. وفي أول رد فعل إيراني، قالت وكالة «ميزان» للأنباء التابعة للسلطة القضائية إنَّ المدعي العام في طهران أعلن أنَّ «احتجاز ناقلة النفط كان بأمر قضائي عقب شكوى من مدعٍ». وجاءت الو

«الشرق الأوسط» (طهران)
شؤون إقليمية سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

استهلَّ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أمس، زيارة لدمشق تدوم يومين بالإشادة بما وصفه «الانتصارات الكبيرة» التي حقَّقها حكم الرئيس بشار الأسد ضد معارضيه. وفي خطوة تكرّس التحالف التقليدي بين البلدين، وقّع رئيسي والأسد اتفاقاً «استراتيجياً» طويل الأمد. وزيارة رئيسي للعاصمة السورية هي الأولى لرئيس إيراني منذ عام 2010، عندما زارها الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد، قبل شهور من بدء احتجاجات شعبية ضد النظام. وقال رئيسي، خلال محادثات موسَّعة مع الأسد، إنَّه يبارك «الانتصارات الكبيرة التي حققتموها (سوريا) حكومة وشعباً»، مضيفاً: «حقَّقتم الانتصار رغم التهديدات والعقوبات التي فرضت ضدكم».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
شؤون إقليمية باريس تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

باريس تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

نددت فرنسا باحتجاز البحرية التابعة لـ«الحرس الثوري» الإيراني ناقلة النفط «نيوفي» التي ترفع علم بنما في مضيق هرمز الاستراتيجي، وذلك صبيحة الثالث من مايو (أيار)، وفق المعلومات التي أذاعها الأسطول الخامس التابع للبحرية الأميركية وأكدها الادعاء الإيراني. وأعربت آن كلير لوجندر، الناطقة باسم الخارجية الفرنسية، في مؤتمرها الصحافي، أمس، أن فرنسا «تعرب عن قلقها العميق لقيام إيران باحتجاز ناقلة نفطية» في مياه الخليج، داعية طهران إلى «الإفراج عن الناقلات المحتجزة لديها في أسرع وقت».

ميشال أبونجم (باريس)
شؤون إقليمية منظمات تندد بـ«إصرار» فرنسا «على رغبتها بترحيل» إيرانيين

منظمات تندد بـ«إصرار» فرنسا «على رغبتها بترحيل» إيرانيين

قالت منظمات غير حكومية إن فرنسا احتجزت العديد من الإيرانيين في مراكز اعتقال في الأسابيع الأخيرة، معتبرة ذلك إشارة إلى أنّ الحكومة «تصر على رغبتها في ترحيلهم إلى إيران» رغم نفي وزير الداخلية جيرالد دارمانان. وكتبت منظمات العفو الدولية، و«لا سيماد»، و«إيرانيان جاستس كوليكتيف» في بيان الأربعاء: «تواصل الحكومة إبلاغ قرارات الترحيل إلى إيران مهددة حياة هؤلاء الأشخاص وكذلك حياة عائلاتهم». واعتبرت المنظمات أن «فرنسا تصرّ على رغبتها في الترحيل إلى إيران»، حيث تشن السلطات قمعاً دامياً يستهدف حركة الاحتجاج التي اندلعت إثر وفاة الشابة الإيرانية الكردية مهسا أميني في سبتمبر (أيلول)، أثناء احتجازها لدى شرط

«الشرق الأوسط» (باريس)

مقتل إسرائيليَّين في نهاريا بقصف مصدره لبنان

امرأة يجري نقلها من منطقة مستهدفة إلى سيارة إسعاف وسط الأعمال العدائية بين «حزب الله» والقوات الإسرائيلية في نهاريا اليوم (رويترز)
امرأة يجري نقلها من منطقة مستهدفة إلى سيارة إسعاف وسط الأعمال العدائية بين «حزب الله» والقوات الإسرائيلية في نهاريا اليوم (رويترز)
TT

مقتل إسرائيليَّين في نهاريا بقصف مصدره لبنان

امرأة يجري نقلها من منطقة مستهدفة إلى سيارة إسعاف وسط الأعمال العدائية بين «حزب الله» والقوات الإسرائيلية في نهاريا اليوم (رويترز)
امرأة يجري نقلها من منطقة مستهدفة إلى سيارة إسعاف وسط الأعمال العدائية بين «حزب الله» والقوات الإسرائيلية في نهاريا اليوم (رويترز)

أعلنت خدمة الإسعاف الإسرائيلية، اليوم (الثلاثاء)، مقتل شخصين في مدينة نهاريا شمال إسرائيل، بعد إطلاق مقذوفات من لبنان.

وقال أحد المسعفين في «نجمة داوود الحمراء» الإسرائيلية، إن «صاروخاً سقط على مستودع... أجرينا فحوصات طبية لرجلين (في الأربعينات من العمر) كانا فاقدين الوعي ويعانيان من إصابات خطيرة... وللأسف كانت إصاباتهما خطيرة للغاية، وبعد الفحوصات تعيَّن علينا إعلان وفاة كليهما».

من جهته، أعلن «حزب الله» قصف قاعدة جوية إسرائيلية جنوب تل أبيب بصواريخ «نوعية»، بعدما أفاد الجيش الإسرائيلي بسماع صافرات الإنذار في مناطق عدة وسط إسرائيل واعتراضه مقذوفات أُطلقت من لبنان. وقال «حزب الله» في بيان: «استهدفت المقاومة الإسلامية عند الساعة 04:45 من عصر اليوم الثلاثاء... قاعدة تل نوف الجويّة جنوب تل أبيب، بصلية من الصواريخ النوعية».

نظام القبة الحديدية الإسرائيلي يعترض صاروخاً في مدينة نهاريا شمال إسرائيل اليوم (رويترز)

كان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، قد قال في وقت سابق الثلاثاء، إن إسرائيل اعترضت ثلاث قذائف صاروخية عبرت الحدود قادمة من لبنان. ودوَّت صافرات الإنذار في تل أبيب الساحلية وسط إسرائيل في أعقاب إطلاق مقذوفات من لبنان، وفق ما أفاد مراسل وكالة الصحافة الفرنسية.

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان: «سماع صافرات الإنذار في مناطق كثيرة وسط إسرائيل بعد إطلاق مقذوفات من لبنان». وأضاف في بيان لاحق: «اعترض سلاح الجو الإسرائيلي ثلاثة مقذوفات أُطلقت من لبنان».

وفي بيان منفصل لاحق، قال الجيش إنه «رصد 10 مقذوفات انطلقت من لبنان وجرى اعتراض بعض القذائف، فيما سقط بعضها الآخر في المنطقة» في نهاريا.