موجة جديدة من «كوفيد» تجتاح آسيا وتحذيرات من الضغط على المستشفيات

أشخاص يصطفون في طابور لإجراء اختبار لفيروس كورونا في بكين أول من أمس (أ.ف.ب)
أشخاص يصطفون في طابور لإجراء اختبار لفيروس كورونا في بكين أول من أمس (أ.ف.ب)
TT

موجة جديدة من «كوفيد» تجتاح آسيا وتحذيرات من الضغط على المستشفيات

أشخاص يصطفون في طابور لإجراء اختبار لفيروس كورونا في بكين أول من أمس (أ.ف.ب)
أشخاص يصطفون في طابور لإجراء اختبار لفيروس كورونا في بكين أول من أمس (أ.ف.ب)

تجتاح موجة جديدة من الإصابات بفيروس «كورونا» بوتيرة سريعة أنحاء في آسيا، مما دفع السلطات لمناشدة السكان من نيوزيلندا إلى اليابان لاتخاذ التدابير الوقائية اللازمة لإبطاء تفشي المرض ومساعدة أنظمة الرعاية الصحية على تجنب الانهيار تحت الضغط.
وتفرض الزيادة الحالية في عدد الإصابات، ومعظمها يعود لانتشار المتغيرين الفرعيين «بي. إيه.4» و«بي. إيه.5» من المتحور «أوميكرون»، تحدياً إضافياً للسلطات التي لا تزال تحاول معالجة التداعيات الاقتصادية للموجات السابقة للجائحة مع سعيها إلى تجنب تمديد أو إعادة فرض القيود التي لا تحظى بشعبية كبيرة بين الناس.
وأعلنت حكومة نيوزيلندا أمس، عن توزيع كمامات مجانية وإجراء فحوص سريعة في محاولة لتخفيف الضغط على النظام الصحي في البلاد والذي يتصدى في الوقت الحالي لموجة إصابات من «كوفيد» و«الإنفلونزا» خلال شتاء نصف الكرة الجنوبي. وقالت عائشة فيرال، الوزيرة المسؤولة عن تنسيق الجهود لمكافحة «كوفيد - 19»: «ما من شك في أن تزامن الارتفاع الحاد في حالات (كوفيد – 19) مع أسوأ موسم للإنفلونزا في الذاكرة الحديثة وغياب بعض العاملين يضع الأطقم الصحية والنظام الصحي بأكمله تحت ضغط شديد»، وفقاً لوكالة «رويترز».
وسجلت نيوزيلندا، التي يبلغ عدد سكانها 5.1 مليون نسمة، ما يقرب من 69 ألف إصابة حالية بالفيروس. ومن بين هؤلاء، هناك 765 مريضاً يتلقون العلاج في المستشفيات، مما تسبب في زيادة أوقات الانتظار وإلغاء عمليات جراحية.
وفي اليابان، ارتفعت حالات الإصابة الجديدة إلى مستويات لم تشهدها البلاد منذ أوائل هذا العام. ورفعت العاصمة اليابانية طوكيو مستوى التحذير من فيروس «كورونا» لأعلى مستوى في ظل ارتفاع حالات الإصابة.
ودعت الحكومة المواطنين إلى توخي الحذر بشكل خاص قبل عطلة نهاية الأسبوع الطويلة القادمة والعطلات المدرسية الصيفية القريبة. وقال كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني هيروكازو ماتسونو، في مؤتمر صحافي: «كان لدينا إجمالي 94466 إصابة جديدة تم الإبلاغ عنها على مستوى البلاد أمس، وزاد عدد المصابين الجدد 2.14 مرة مقارنةً بالأسبوع الماضي، ونشهد توسعاً سريعاً». لكنه قال إن استخدام أسرّة المستشفيات ظل منخفضاً، وكذلك عدد الحالات الخطيرة والوفيات. وقال وزير الصحة شيجيوكي جوتو، في بداية اجتماع لجنة التعامل مع فيروس «كورونا»: «عدد الإصابات الجديدة يرتفع في كل مقاطعات اليابان، ويبدو أنه ينتشر بسرعة». وفي سياق منفصل، قال وزير الأراضي والنقل تيتسو سايتو، الذي تشمل اختصاصاته السياحة أيضاً، إن هذا ليس الوقت المناسب لبدء نظام دعم وإعانات للسفر الداخلي. وذكرت وكالة «بلومبرغ» القرار، الذي تم اتخاذه أمس (الخميس)، خلال اجتماع للخبراء، رفع مستوى التحذير بالنسبة لنظام الرعاية الصحية ليصل لأعلى ثاني مستوى من ضمن أربع مستويات.
وكانت طوكيو قد سجلت (الأربعاء) 16 ألفاً و878 حالة إصابة بالفيروس، مقارنةً بـ3546 حالة في الأول من يوليو (تموز) الجاري. كما ترتفع حالات الإصابة بالفيروس في أنحاء البلاد، رغم أن حالات الإصابة الحادة ما زالت منخفضة.
أما كوريا الجنوبية، التي سبق الإشادة بها مثل نيوزيلندا لتعاملها الناجح مع الجائحة في مراحلها الأولى، فقد شهدت تضاعف الحالات اليومية ثلاث مرات في غضون أسبوع واحد لتصل إلى أكثر من 39 ألفاً.
ويتوقع المسؤولون والخبراء أن تصل الحالات اليومية الجديدة في كوريا الجنوبية إلى 200 ألف بين منتصف أغسطس (آب) ونهاية سبتمبر (أيلول)، ما دفع السلطات إلى توسيع نطاق عملية توزيع الجرعات المعززة لكن دون التخطيط لفرض قيود جديدة.
كما حذرت أستراليا من أنها قد تتعرض لأسوأ تفشٍّ لـ«كوفيد - 19» خلال الأسابيع القليلة المقبلة بسبب انتشار المتغيرين الفرعيين «بي. إيه.4» و«بي. إيه.5». وقالت السلطات إنها تتوقع تسجيل «الملايين» من الإصابات الجديدة، لكنها استبعدت فرض أي قيود صارمة لاحتواء الانتشار.
كما يسجل بر الصين الرئيسي أكثر من 300 إصابة منقولة محلياً يومياً في يوليو، ارتفاعاً من نحو 70 يومياً في يونيو (حزيران)، حيث تساعد سياسة بكين الصارمة والمعروفة باسم «صفر كوفيد» في إبقاء المرض تحت السيطرة وتمنع اكتظاظ المستشفيات. وأعلنت وزارة الصحة الهندية أمس تسجيل 20 ألفاً و139 إصابة جديدة بفيروس «كورونا» خلال الـ24 ساعة الماضية، فيما تعد أعلى حصيلة إصابات يومية يتم تسجيلها منذ فبراير (شباط) الماضي. وتأتي هذه الزيادة في الوقت الذي تسعى فيه الحكومة لتشجيع المواطنين على الحصول على جرعة لقاح ثالثة أو جرعات معززة من خلال تقديم جرعات مجانية ابتداءً من اليوم (الجمعة).
وكانت الحكومة قد أعلنت (الأربعاء) أنها سوف تجعل الجرعات التنشيطية مجانية لجميع البالغين في المراكز الحكومية ابتداءً من اليوم ولمدة 75 يوماً.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».