كشف تقرير أميركي أن مشرعين أميركيين يتحركون لوضع استراتيجية عسكرية واقتصادية واستخباراتية شاملة لكبح جماح التحركات الروسية في البحر الأسود. ويعتبر على نطاق واسع أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، استفاد على الدوام من منطقة البحر الأسود، التي عدها مدخلاً ثميناً لبلاده «لغزو دول أوروبية مجاورة»، وهو ما يتطلب وضع استراتيجية مختلفة للرد على تلك الطموحات. وقالت صحيفة «ديلي بيست» إن تطوير استراتيجية غربية لمنطقة البحر الأسود «كان من شأنه أن يردع تحركات بوتين في أوكرانيا، ووقف تطلعاته لغزو مزيد من الدول». ووفقاً للصحيفة، فستشمل الاستراتيجية خططاً لزيادة قدرات الناتو في منطقة البحر الأسود، بما في ذلك القوات البرية والجوية والمساعدات العسكرية لأوكرانيا ورومانيا وبلغاريا وجورجيا، وهي دول مطلة على البحر الأسود. وستشمل الاستراتيجية خططاً لتحسين التنسيق الاستخباراتي والإعلامي بين دول الناتو لتتبع العمليات الروسية في البحر الأسود، ودعم مزيد من وسائل الإعلام المستقلة في مواجهة النفوذ الروسي بالمنطقة. ونقلت الصحيفة عن نائب مساعد وزير الدفاع الأميركي السابق لأوروبا وحلف شمال الأطلسي، إيان بريجنسكي، قوله: «لو كانت الولايات المتحدة والحلفاء قد طوروا استراتيجيتهم في منطقة البحر الأسود منذ سنوات، ربما كنا لا نواجه حرباً في أوكرانيا الآن». وأضاف أن «ضعف تلك الاستراتيجية قد أثار بالفعل روسيا ودفع بوتين إلى أن يصبح أكثر عدوانية». وقال إن «فشل الرد القوي على العدوان يدعو بوتين إلى المزيد منه». من ناحيتها، قالت رئيسة اللجنة الفرعية للعلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ حول أوروبا والتعاون الأمني الإقليمي، السيناتور جين شاهين، إن «التركيز على منطقة البحر الأسود ضروري لعزل بوتين». وأضافت للصحيفة أن «السيطرة على البحر الأسود أمر أساسي لحلم بوتين الوهمي ببناء إمبراطورية روسية، ولا يمكن للولايات المتحدة أن تسمح بحدوث ذلك». وقال السفير الأميركي السابق لدى أوكرانيا، بيل تايلور، إن الولايات المتحدة لم تكن لديها استراتيجية شاملة تجاه منطقة البحر الأسود، مضيفاً أن «عدوان روسيا على أوكرانيا يظهر الحاجة لوضع تلك الاستراتيجية الشاملة».
وكانت روسيا قد غزت عام 2008 جورجيا، المطلة على البحر الأسود، وضمّت شبه جزيرة القرم عام 2014. في دليل على استفادة بوتين الدائمة من السيطرة على منطقة البحر الأسود، كما استفاد من سيطرته هذه لغزو أوكرانيا في نهاية فبراير (شباط) الماضي، ويواصل محاصرة موانئها محتجزاً صادراتها من الحبوب والقمح والزيوت. الأمر الذي تسبب بأكبر أزمة غذاء عالمية، تهدد الملايين بالجوع، وخصوصاً في القارة الأفريقية. وتعد أوكرانيا من أهم مصدري القمح والحبوب في العالم؛ حيث كانت تصدر قبل الحرب 12 في المائة من القمح العالمي، و15 في المائة من الذرة، و50 في المائة من زيت دوار الشمس، بحسب نشرات اقتصادية دولية. وقبل الغزو كان تصدر أوكرانيا أكثر من 95 في المائة من إنتاجها الزراعي عبر البحر الأسود. غير أنها اليوم في ظل الحصار الروسي لم تعد تصدر سوى أقل من ثلث ما كانت تصدره عادة عبر حدودها البرية مع الاتحاد الأوروبي.
مشرعون أميركيون يعدون «استراتيجية شاملة» لردع طموحات بوتين في البحر الأسود
مشرعون أميركيون يعدون «استراتيجية شاملة» لردع طموحات بوتين في البحر الأسود
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة