كشف اختراق «سي آي إيه» لأجهزة الكومبيوتر والهواتف النقالة والتلفزيون

TT

كشف اختراق «سي آي إيه» لأجهزة الكومبيوتر والهواتف النقالة والتلفزيون

أدانت محكمة فيدرالية في ولاية نيويورك، مهندس برمجيات سابقاً في وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه)، بتهمة تسريب مجموعة من الوثائق السرية إلى موقع «ويكيليكس». وفيما وصفت وسائل إعلام أميركية تلك التسريبات بأنها قد تكون أكبر عملية سرقة لمعلومات سرية في تاريخ الوكالة، قالت هيئة المحلفين في المحكمة، إنها بعد أسابيع من المرافعات، وجدت جوشوا شولت، البالغ 33 عاماً، مذنباً في جميع التهم التسع الموجهة إليه، بما في ذلك تسريب معلومات تتعلق بالدفاع الوطني بشكل غير قانوني. وحسب تلك التسريبات، التي أطلق عليها موقع «ويكيليكس» اسم «الخزنة 7»، ونشرها عام 2017، فقد كشفت بالتفصيل كيفية اختراق وكالة «سي آي إيه» لأجهزة الكومبيوتر والهواتف الذكية وتطبيقات المراسلة وأجهزة التلفزيون، خارج الولايات المتحدة. وقال الموقع إنها كانت أكبر تسريبات ينشرها على الإطلاق لوثائق سرّية عن الوكالة.
وعقدت المحكمة جلستها الثانية، بعد محاكمة أولى في مارس (آذار) الماضي، حيث أدانته هيئة المحلفين بالإدلاء بأقوال كاذبة وازدراء المحكمة، لكنها قالت إنها «وصلت إلى طريق مسدود» فيما يتعلق بالتهم المتبقية. ويواجه شولت محاكمة منفصلة بتهم استغلال الأطفال في مواد إباحية، دفع بأنه غير مذنب فيها. ودافع شولت عن نفسه في مرافعته الختامية قائلاً إن وكالة «سي آي إيه» ومكتب التحقيقات الفيدرالي «إف بي آي» جعلوا منه «كبش فداء»، جراء الإحراج الذي سببه نشر تلك المعلومات عبر «ويكيليكس». وأضاف أن السلطات ليست لديها أدلة كافية لإثبات إدانته، واصفاً حجة المدعين بأنه قام بهذا العمل بدافع الانتقام «محض خيال». وندد شولت بما وصفه باستثنائه عن الجميع في تسريب المعلومات، قائلاً إن «المئات من الأشخاص كان لديهم الحق في الوصول إلى المعلومات، وكان بإمكانهم سرقتها». لكنّ الادعاء ردّ عليه قائلاً إنه أراد أن «يحرق الوكالة كلياً»، وأنه سرق المعلومات التي ساعد في إخفائها، بعد أن تجاهل القائمون على الوكالة شكاواه بشأن ظروف العمل.
وقال مايكل لوكارد، مساعد المدعي العام الأميركي، خلال مرافعته الختامية: «قبل السرقة، كان شولت يواجه مشكلات في العمل، حيث تأخر مشروعه الرئيسي لوكالة المخابرات عن الجدول الزمني لدرجة أن إحدى أدواته اكتسبت اسم انجراف الموعد النهائي». وأضاف أنه «كان قنبلة موقوتة أراد أن يثبت تفوقه ومعاقبة الأشخاص الذين يعتقد أنهم ظلموه». وفي تنفيذه هذا الانتقام، «تسبب في أضرار جسيمة للأمن القومي لهذا البلد». واستعان الادّعاء بقائمة مهام وضعها شولت لنفسه، ذكرت ضرورة «حذف البريد الإلكتروني المشبوه».
وكان شولت قد أسهم في إعداد البرمجيات والشيفرات اللازمة لتحقيق تلك العمليات في مقر الوكالة بمنطقة لا نغلي في ولاية فرجينيا، قبيل اعتقاله.
وأضاف الادعاء أن شولت وفي أثناء وجوده في السجن، حاول الإفصاح عن المزيد من معلومات الدفاع الوطني، حيث قام بتهريب الهواتف المحمولة إلى السجن وإنشاء حسابات بريد إلكتروني وخدمات مشفرة لإخفاء الموقع الذي تم فيه استخدام الهواتف. كما أرسل لمراسل معلومات عن المجموعات السيبرانية الإلكترونية، وصاغ تغريدات تضمنت معلومات عن الأدوات السيبرانية.
وقال المدعي العام، داميين ويليامز، في بيان بعد المحاكمة، إن شولت أُدين «بواحد من أكثر أعمال التجسس فظاعة وإتلافاً في التاريخ الأميركي». وأضاف أن شولت كانت لديه إمكانية الوصول إلى «بعض أكثر أدوات جمع المعلومات الاستخباراتية قيمة في البلاد والمستخدمة لمحاربة المنظمات الإرهابية والتأثيرات الخبيثة الأخرى في جميع أنحاء العالم».


مقالات ذات صلة

الكونغرس الأميركي يُحقّق في «أخلاقيات» المحكمة العليا

الولايات المتحدة​ الكونغرس الأميركي يُحقّق في «أخلاقيات» المحكمة العليا

الكونغرس الأميركي يُحقّق في «أخلاقيات» المحكمة العليا

تواجه المحكمة العليا للولايات المتحدة، التي كانت تعدّ واحدة من أكثر المؤسّسات احتراماً في البلاد، جدلاً كبيراً يرتبط بشكل خاص بأخلاقيات قضاتها التي سينظر فيها مجلس الشيوخ اليوم الثلاثاء. وتدور جلسة الاستماع، في الوقت الذي وصلت فيه شعبية المحكمة العليا، ذات الغالبية المحافظة، إلى أدنى مستوياتها، إذ يرى 58 في المائة من الأميركيين أنّها تؤدي وظيفتها بشكل سيئ. ونظّمت اللجنة القضائية في مجلس الشيوخ، التي يسيطر عليها الديمقراطيون، جلسة الاستماع هذه، بعد جدل طال قاضيين محافظَين، قبِل أحدهما وهو كلارنس توماس هبة من رجل أعمال. ورفض رئيس المحكمة العليا جون روبرتس، المحافظ أيضاً، الإدلاء بشهادته أمام الك

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الجمود السياسي بين البيت الأبيض والكونغرس يثير ذعر الأسواق المالية

الجمود السياسي بين البيت الأبيض والكونغرس يثير ذعر الأسواق المالية

أعلن رئيس مجلس النواب الأميركي كيفين مكارثي قبول دعوة الرئيس جو بايدن للاجتماع (الثلاثاء) المقبل، لمناقشة سقف الدين الأميركي قبل وقوع كارثة اقتصادية وعجز الحكومة الأميركية عن سداد ديونها بحلول بداية يونيو (حزيران) المقبل. وسيكون اللقاء بين بايدن ومكارثي في التاسع من مايو (أيار) الجاري هو الأول منذ اجتماع فبراير (شباط) الماضي الذي بحث فيه الرجلان سقف الدين دون التوصل إلى توافق. ودعا بايدن إلى لقاء الأسبوع المقبل مع كل من زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر (ديمقراطي من نيويورك)، وزعيم الأقلية في مجلس النواب ميتش ماكونيل (جمهوري من كنتاكي)، وزعيم الأقلية في مجلس النواب حكيم جيفريز (ديمقراطي م

هبة القدسي (واشنطن)
الولايات المتحدة​ شاهد.... مراهق أميركي ينقذ حافلة مدرسية بعد فقدان سائقها الوعي

شاهد.... مراهق أميركي ينقذ حافلة مدرسية بعد فقدان سائقها الوعي

تمكّن تلميذ أميركي يبلغ 13 سنة من إيقاف حافلة مدرسية تقل عشرات التلاميذ بعدما فقد سائقها وعيه. وحصلت الواقعة الأربعاء في ولاية ميشيغان الشمالية، عندما نهض مراهق يدعى ديلون ريفز من مقعده وسيطر على مقود الحافلة بعدما لاحظ أنّ السائق قد أغمي عليه. وتمكّن التلميذ من إيقاف السيارة في منتصف الطريق باستخدامه فرامل اليد، على ما أفاد المسؤول عن المدارس الرسمية في المنطقة روبرت ليفرنوا. وكانت الحافلة تقل نحو 70 تلميذاً من مدرسة «لويس أي كارتر ميدل سكول» في بلدة وارين عندما فقد السائق وعيه، على ما ظهر في مقطع فيديو نشرته السلطات.

يوميات الشرق أول علاج بنبضات الكهرباء لمرضى السكري

أول علاج بنبضات الكهرباء لمرضى السكري

كشفت دراسة أجريت على البشر، ستعرض خلال أسبوع أمراض الجهاز الهضمي بأميركا، خلال الفترة من 6 إلى 9 مايو (أيار) المقبل، عن إمكانية السيطرة على مرض السكري من النوع الثاني، من خلال علاج يعتمد على النبضات الكهربائية سيعلن عنه للمرة الأولى. وتستخدم هذه الطريقة العلاجية، التي نفذها المركز الطبي بجامعة أمستردام بهولندا، المنظار لإرسال نبضات كهربائية مضبوطة، بهدف إحداث تغييرات في بطانة الجزء الأول من الأمعاء الدقيقة لمرضى السكري من النوع الثاني، وهو ما يساعد على التوقف عن تناول الإنسولين، والاستمرار في التحكم بنسبة السكر في الدم. وتقول سيلين بوش، الباحثة الرئيسية بالدراسة، في تقرير نشره الجمعة الموقع ال

حازم بدر (القاهرة)
آسيا شويغو: روسيا تعزز قواعدها في آسيا الوسطى لمواجهة أميركا

شويغو: روسيا تعزز قواعدها في آسيا الوسطى لمواجهة أميركا

نقلت وكالة الإعلام الروسية الحكومية عن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو قوله، اليوم (الجمعة)، إن موسكو تعزز الجاهزية القتالية في قواعدها العسكرية بآسيا الوسطى لمواجهة ما قال إنها جهود أميركية لتعزيز حضورها في المنطقة. وحسب وكالة «رويترز» للأنباء، تملك موسكو قواعد عسكرية في قرغيزستان وطاجيكستان، لكن الوكالة نقلت عن شويغو قوله إن الولايات المتحدة وحلفاءها يحاولون إرساء بنية تحتية عسكرية في أنحاء المنطقة، وذلك خلال حديثه في اجتماع لوزراء دفاع «منظمة شنغهاي للتعاون» المقام في الهند. وقال شويغو: «تحاول الولايات المتحدة وحلفاؤها، بذريعة المساعدة في مكافحة الإرهاب، استعادة حضورها العسكري في آسيا الوسطى

«الشرق الأوسط» (موسكو)

ترمب: بوتين يريد عقد اجتماع ويجرى الترتيب لذلك

TT

ترمب: بوتين يريد عقد اجتماع ويجرى الترتيب لذلك

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث إلى جانب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال لقاء جمعهما في اليابان عام 2019 (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث إلى جانب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال لقاء جمعهما في اليابان عام 2019 (رويترز)

قال الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، أمس الخميس، إنه يجري الترتيب لعقد اجتماع بينه وبين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لكنه لم يحدد جدولا زمنيا للمحادثات.

وأحيت عودة ترمب المرتقبة إلى البيت الأبيض يوم 20 يناير (كانون الثاني) الأمل في التوصل إلى حل دبلوماسي لإنهاء غزو موسكو لأوكرانيا الذي بدأ في فبراير (شباط) 2022، إلا أنها تثير في الوقت نفسه مخاوف في كييف من أن التوصل إلى اتفاق سلام سريع قد يجعل أوكرانيا تدفع ثمنا باهظا. وطرح مستشارو ترمب مقترحات لإنهاء الحرب تعني فعليا التنازل عن أجزاء واسعة من أوكرانيا لصالح روسيا في المستقبل القريب.

وقال ترمب في تصريحات قبل اجتماع مع حكام الولايات الجمهوريين في مار الاجو في بالم بيتش بولاية فلوريدا «إنه (بوتين) يريد عقد اجتماع، ونحن نرتب لذلك». وعلق على الحرب بين روسيا وأوكرانيا قائلا «الرئيس بوتين يريد أن نلتقي. لقد قال ذلك علنا حتى ​​وعلينا أن ننهي تلك الحرب. إنها فوضى دموية».

ومنذ بدء الغزو الروسي، تعهدت الولايات المتحدة بقيادة الرئيس الديمقراطي جو بايدن بتقديم أكثر من 175 مليار دولار من المساعدات لأوكرانيا، أكثر من 60 مليارا منها في صورة مساعدات أمنية. إلا أنه من غير المؤكد ما إذا كانت المساعدات ستستمر بالوتيرة نفسها في عهد ترمب الذي يقول إنه يريد إنهاء الحرب بسرعة.

وقال دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين في وقت سابق أمس الخميس إن بوتين سيرحب برغبة ترمب في إجراء اتصالات لكن حتى الآن لم تقدَم طلبات رسمية، وأضاف أنه سيكون من الأنسب انتظار تولي ترمب منصبه أولا. وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن ترمب يمكن أن يضطلع بدور حاسم في تحديد نتيجة الحرب المستمرة منذ 34 شهرا مع روسيا وأن يساعد في وقف بوتين.