«مهرجانات بيت الدين» تفتتح أمسياتها بـ«الأوتار الرنانة»

عودة مجانية بعد غياب عامين

من حفل بيت الدين الافتتاحي (لجنة مهرجانات بيت الدين)
من حفل بيت الدين الافتتاحي (لجنة مهرجانات بيت الدين)
TT

«مهرجانات بيت الدين» تفتتح أمسياتها بـ«الأوتار الرنانة»

من حفل بيت الدين الافتتاحي (لجنة مهرجانات بيت الدين)
من حفل بيت الدين الافتتاحي (لجنة مهرجانات بيت الدين)

عودة ميمونة لـ«مهرجانات بيت الدين»، بعد عامين من الغياب. تماماً كما بدأت قبل 38 عاماً، وكانت الحرب الأهلية اللعينة لا تزال في أوجها، قررت اللجنة على رأسها نورا جنبلاط، أن الفرح لا يؤجل، حتى ولو كانت الأوضاع مأساوية. ومن المكان الذي انطلقت منه الحفلة الأولى للمهرجانات في «ساحة السلاملك» الداخلية للقصر الشهابي البديع، بقناطرها وزخارفها، وقفت أمس فرقة «الأوتار الرنانة»، حيث عزفت أجمل الألحان الكلاسيكية من القرن الـ17 والـ19، كما أدت بمهارة المغنيتين البديعتين، السوبرانو اللبنانية - الكندية لارا جوخدار، والميزو السوبرانو اللبنانية - الأميركية ناتاشا نصار. تبارت الاثنتان في أداء احترافي أخاذ. وحضر في هذه الأمسية الكلاسيكية الجبلية بوتشيني، وفيفالدي وهاندل، وآخرون، ممن لا يمل سماعهم، حين يكون الصوت عذباً، ومضبوطاً بتقنيات صافية ومدروسة.

حضور المهرجان الذي جاء بعد غياب

تمكن قائد الأوركسترا جو ضو، وهو أيضاً عازف كمان، وخريج جامعة نوتردام، ومهندس رائد في بناء وترميم أنابيب الأورجان في الشرق الأوسط، من إضفاء لمسته الخاصة على الحفل، وإدارة موسيقية ببراعة.
وفي القسم الثاني من الحفل طغت الموسيقى التصويرية وأغنيات الأفلام، حيث أمتعت لارا جوخدار مستمعيها وهي تؤدي «قصة حب» من الفيلم الشهير الذي يحمل الاسم نفسه، كما جادت بأداء كارمن، وبدت ناتاشا نصّار كالفراشة الطائرة، فرحة في أداء أغنية «آي فيل بريتي».
ونظراً للظروف الاستثنائية التي يمر بها لبنان، قررت لجنة «مهرجانات بيت الدين»، أن تكون حفلاتها مجانية، دون أن تتنازل عن المستوى الفني المعتاد، لكنها وكما بقية المهرجانات، أبقت برامجها محصورة بالفنانين اللبنانيين، وهو أمر ليس بالسيئ، على المدى القصير والمتوسط. فقد اشتكى الفنانون اللبنانيون تكراراً من غُبن يلحق بهم، بسبب إعطاء الأولوية للفنانين الأجانب، دون أن تكون لهم فرصة الحضور الفني في بلادهم.
وتكمل «مهرجانات بيت الدين» برنامجها للعام الحالي، في أمسية مساء اليوم، مع الفنانة وعازفة العود والمغنّية المتخصّصة في الموسيقى الشرقية والصوفية والطرب الأصيل، دالين جبور، بمجموعة من الأغاني العربية والطربية، لنجاة الصغيرة، وفايزة أحمد، وأم كلثوم، وفتحية أحمد، وسيد درويش، وأسمهان، ونور الهدى. أما الختام فسيكون في حفلين للموسيقي والملحن وعازف البيانو اللبناني، غي مانوكيان، ترافقه أوركسترا موسيقية.
وكعادتها فإن «مهرجانات بيت الدين»، تترافق دائماً مع معارض فنية، وتعرض لوحات في القصر التاريخي، حيث تجري الحفلات. هذه المرة، المعرض يضم لوحات لكبار الفنانين التشكيليين اللبنانيين، وهي مجموعة خاصة بالقصر، يراها الجمهور على هذا النحو للمرة الأولى. إضافة إلى منحوتات من أعمال الأخوين بصبوص وسلوى روضة شقير، وجميعها تستمر حتى 30 أغسطس (آب).
جرى الافتتاح بحضور ممثل رئيس الجمهورية، وزير الإعلام، زياد مكاري، ووزراء، الثقافة، محمد المرتضى، والتربية عباس الحلبي؛ والداخلية بسام مولوي، والسفيرتين الأميركية دوروثي شيا، والفرنسية آن غريو.

نورا جنبلاط، رئيسة مهرجانات بيت الدين في حفل الافتتاح

مقالات ذات صلة

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

يوميات الشرق رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً. فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه.

يوميات الشرق ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.

محمود الرفاعي (القاهرة)
يوميات الشرق معرض «أحلام الطبيعة» في ألمانيا

معرض «أحلام الطبيعة» في ألمانيا

زائرون يشاهدون عرضاً في معرض «أحلام الطبيعة - المناظر الطبيعية التوليدية»، بمتحف «كونستبلاست للفنون»، في دوسلدورف، بألمانيا. وكان الفنان التركي رفيق أنادول قد استخدم إطار التعلم الآلي للسماح للذكاء الصناعي باستخدام 1.3 مليون صورة للحدائق والعجائب الطبيعية لإنشاء مناظر طبيعية جديدة. (أ ب)

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق «نلتقي في أغسطس»... آخر رواية لغارسيا ماركيز ترى النور العام المقبل

«نلتقي في أغسطس»... آخر رواية لغارسيا ماركيز ترى النور العام المقبل

ستُطرح رواية غير منشورة للكاتب غابرييل غارسيا ماركيز في الأسواق عام 2024 لمناسبة الذكرى العاشرة لوفاة الروائي الكولومبي الحائز جائزة نوبل للآداب عام 1982، على ما أعلنت دار النشر «راندوم هاوس» أمس (الجمعة). وأشارت الدار في بيان، إلى أنّ الكتاب الجديد لمؤلف «مائة عام من العزلة» و«الحب في زمن الكوليرا» سيكون مُتاحاً «عام 2024 في أسواق مختلف البلدان الناطقة بالإسبانية باستثناء المكسيك» و«سيشكل نشره بالتأكيد الحدث الأدبي الأهم لسنة 2024».

«الشرق الأوسط» (بوغوتا)

عمرو سعد: أعود للشاشة بفيلم «الغربان»... وأحل ضيفاً على «الست»

عمرو سعد يتحدث عن مشواره الفني (إدارة المهرجان)
عمرو سعد يتحدث عن مشواره الفني (إدارة المهرجان)
TT

عمرو سعد: أعود للشاشة بفيلم «الغربان»... وأحل ضيفاً على «الست»

عمرو سعد يتحدث عن مشواره الفني (إدارة المهرجان)
عمرو سعد يتحدث عن مشواره الفني (إدارة المهرجان)

قال الفنان المصري عمرو سعد إن غيابه عن السينما في السنوات الأخيرة جاء لحرصه على تقديم أعمال قوية بإمكانات مادية وفنية مناسبة، وأكد أنه يعود للسينما بأحدث أفلامه «الغربان» الذي قام بتصويره على مدى 4 سنوات بميزانية تقدر بنصف مليار جنيه (الدولار يساوي 49.73 جنيه)، وأن الفيلم تجري حالياً ترجمته إلى 12 لغة لعرضه عالمياً.

وأضاف سعد خلال جلسة حوارية بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، الخميس، أنه يظهر ضيف شرف لأول مرة من خلال فيلم «الست» الذي يروي سيرة سيدة الغناء العربي أم كلثوم، وتقوم ببطولته منى زكي وإخراج مروان حامد، ومن إنتاج صندوق «بيج تايم» السعودي و«الشركة المتحدة» و«سينرجي» و«فيلم سكوير».

وعرض سعد لقطات من فيلم «الغربان» الذي يترقب عرضه خلال 2025، وتدور أحداثه في إطار من الحركة والتشويق فترة أربعينات القرن الماضي أثناء معركة «العلمين» خلال الحرب العالمية الثانية، ويضم الفيلم عدداً كبيراً من الممثلين من بينهم، مي عمر، وماجد المصري، وأسماء أبو اليزيد، وهو من تأليف وإخراج ياسين حسن الذي يخوض من خلاله تجربته الطويلة الأولى، وقد عدّه سعد مخرجاً عالمياً يمتلك موهبة كبيرة، والفيلم من إنتاج سيف عريبي.

وتطرق سعد إلى ظهوره ضيف شرف لأول مرة في فيلم «الست» أمام منى زكي، موضحاً: «تحمست كثيراً بعدما عرض علي المخرج مروان حامد ذلك، فأنا أتشرف بالعمل معه حتى لو كان مشهداً واحداً، وأجسد شخصية الرئيس جمال عبد الناصر، ووجدت السيناريو الذي كتبه الروائي أحمد مراد شديد التميز، وأتمنى التوفيق للفنانة منى زكي والنجاح للفيلم».

وتطرق الناقد رامي عبد الرازق الذي أدار الحوار إلى بدايات عمرو سعد، وقال الأخير إن أسرته اعتادت اصطحابه للسينما لمشاهدة الأفلام، فتعلق بها منذ طفولته، مضيفاً: «مشوار البدايات لم يكن سهلاً، وقد خضت رحلة مريرة حتى أحقق حلمي، لكنني لا أريد أن أسرد تفاصيلها حتى لا يبكي الحضور، كما لا أرغب في الحديث عن نفسي، وإنما قد أكون مُلهماً لشباب في خطواتهم الأولى».

عمرو سعد في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي (إدارة المهرجان)

وأرجع سعد نجاحه إلي «الإصرار والثقة»، ضارباً المثل بزملاء له بالمسرح الجامعي كانوا يفوقونه موهبة، لكن لم يكملوا مشوارهم بالتمثيل لعدم وجود هذا الإصرار لديهم، ناصحاً شباب الممثلين بالتمسك والإصرار على ما يطمحون إليه بشرط التسلح بالموهبة والثقافة، مشيراً إلى أنه كان يحضر جلسات كبار الأدباء والمثقفين، ومن بينهم الأديب العالمي نجيب محفوظ، كما استفاد من تجارب كبار الفنانين.

وعاد سعد ليؤكد أنه لم يراوده الشك في قدرته على تحقيق أحلامه حسبما يروي: «كنت كثيراً ما أتطلع لأفيشات الأفلام بـ(سينما كايرو)، وأنا أمر من أمامها، وأتصور نفسي متصدراً أحد الملصقات، والمثير أن أول ملصق حمل صورتي كان على هذه السينما».

ولفت الفنان المصري خلال حديثه إلى «أهمية مساندة صناعة السينما، وتخفيض رسوم التصوير في الشوارع والأماكن الأثرية؛ لأنها تمثل ترويجا مهماً وغير مباشر لمصر»، مؤكداً أن الفنان المصري يمثل قوة خشنة وليست ناعمة لقوة تأثيره، وأن مصر تضم قامات فنية كبيرة لا تقل عن المواهب العالمية، وقد أسهمت بفنونها وثقافتها على مدى أجيال في نشر اللهجة المصرية.

وبدأ عمرو سعد (47) عاماً مسيرته الفنية خلال فترة التسعينات عبر دور صغير بفيلم «الآخر» للمخرج يوسف شاهين، ثم فيلم «المدينة» ليسري نصر الله، وقدمه خالد يوسف في أفلام عدة، بدءاً من «خيانة مشروعة» و«حين ميسرة» و«دكان شحاتة» وصولاً إلى «كارما»، وقد حقق نجاحاً كبيراً في فيلم «مولانا» للمخرج مجدي أحمد علي، وترشح الفيلم لتمثيل مصر في منافسات الأوسكار 2018، كما لعب بطولة عدد كبير من المسلسلات التلفزيونية من بينها «يونس ولد فضة»، و«ملوك الجدعنة»، و«الأجهر»، بينما يستعد لتصوير مسلسل «سيد الناس» أمام إلهام شاهين وريم مصطفى الذي سيُعْرَض خلال الموسم الرمضاني المقبل.