اقتحام الكابيتول: تفاصيل علاقة مقربّة بين المجموعات المتشددة وترمب

لجنة التحقيق اتهمت مساعدي الرئيس السابق بالتنسيق مع «الميليشيات المسلحة»

ترمب مع مارك مادوز كبير موظفي البيت الأبيض على شاشة عملاقة خلال جلسة للجنة التحقيق في 28 يونيو الماضي (أ.ب)
ترمب مع مارك مادوز كبير موظفي البيت الأبيض على شاشة عملاقة خلال جلسة للجنة التحقيق في 28 يونيو الماضي (أ.ب)
TT

اقتحام الكابيتول: تفاصيل علاقة مقربّة بين المجموعات المتشددة وترمب

ترمب مع مارك مادوز كبير موظفي البيت الأبيض على شاشة عملاقة خلال جلسة للجنة التحقيق في 28 يونيو الماضي (أ.ب)
ترمب مع مارك مادوز كبير موظفي البيت الأبيض على شاشة عملاقة خلال جلسة للجنة التحقيق في 28 يونيو الماضي (أ.ب)

تُحكِم لجنة التحقيق بأحداث الكابيتول قبضتها على الرئيس السابق دونالد ترمب وحلقته المقربة، وعقدت جلستها العلنية السابعة التي تمحورت بشكل أساسي حول العلاقة التي جمعت ما بين «حلفاء ترمب والميليشيات اليمينية المتشددة».
وخصّت اللجنة بالذكر كلا من مستشار الأمن القومي السابق مايكل فلين وأحد مستشاري ترمب، روجر ستون، وتنسيقهما مع المجموعات المتشددة قبل السادس من يناير (كانون الثاني)، يوم الاقتحام.
من أبرز هذه المجموعات التي اقتحمت الكابيتول يوم المصادقة على نتائج الانتخابات، مجموعتا «أوث كيبرز (حماة القسم)» و«براود بويز (الصبيان الفخورون)». وقد تم توجيه التهم وإدانة عدد من أعضائهما بالتآمر لقلب نتيجة الانتخابات والاعتداء على رجال شرطة الكابيتول وغيرها من التهم المرتبطة بيوم الاقتحام.
وسلّطت اللجنة، التي ترأسها في جلستها السابعة الديمقراطي جايمس راسكن، الضوء على التأثير الذي تمتع به ترمب في صفوف هذه المجموعات. ومن ضمن ما ذكرته تغريدة للرئيس السابق دعا فيها أنصاره إلى التظاهر في السادس من يناير (كانون الثاني)، قال فيها: «تظاهرة ضخمة في واشنطن في 6 يناير. كونوا هنا. سيكون الوضع عاصفاً». وقالت اللجنة إن تغريدة من هذا النوع تعد كدعوة للتسلح عارضة ردود فعل أنصار ترمب على التغريدة ومواقع أخرى في وسائل التواصل الاجتماعي.
وقال النائب الديمقراطي جايمي راسكن: «دونالد ترمب كتب تغريدة تردد صداها حول العالم. إنها المرة الأولى في التاريخ الأميركي يدعو فيها رئيس الولايات المتحدة لتظاهرة ضد حكومته، بهدف وقف احتساب أصوات المجمع الانتخابي في انتخابات رئاسية خسرها».
وتابع راسكن، الذي لعب دوراً بارزاً في جهود عزل ترمب في الكونغرس: «إنه لأمر غير مسبوق لم يحصل من قبل. قصة التغريدة والتأثير المفجر الذي ولدته في عالم ترمب والمجموعات المحلية العنيفة والمتشددة، أخطر المجموعات السياسية المتشددة في بلادنا».
ولإثبات هذه الاتهامات، استمعت اللجنة إلى مسؤولين سابقين في هذه المجموعات المتطرفة، كما عرضت مقتطفات من إفادة قدمها كبير المستشارين القانونيين السابق للبيت الأبيض بات سيبولوني الذي تحدث مع محققي اللجنة لأكثر من ثماني ساعات يوم الجمعة الماضي في جلسة مغلقة. وقد استدعت اللجنة سيوبولوني بعد الإفادة المدوية التي قدمتها كاسيدي هوتشينسون، الموظفة السابقة في البيت الأبيض في الجلسة العلنية السادسة.
وكانت هوتشينسون روت بالتفاصيل ما جرى في المكتب البيضاوي في الفترة التي مهدت للسادس من يناير (كانون الثاني) وحتى يوم الاقتحام. فهي من كبار مساعدي مارك مادوز، كبير موظفي البيت الأبيض في عهد ترمب، وكانت شاهدة على كثير من المحادثات والوقائع التي جرت في تلك الفترة.
ومن أبرز ما تحدثت عنه، هو أن كبير مستشاري البيت الأبيض بات سيبولوني رفض مساعي ترمب التوجه إلى الكابيتول يوم السادس من يناير (كانون الثاني)، محذراً: «سوف يتم توجيه التهم إلينا في كل جريمة ممكن تصورها إذا قمنا بذلك…»، وهذا تحذير واضح يدل على فداحة أحداث ذلك اليوم. وأضافت المساعدة السابقة المقربة من القيادات الجمهورية في مجلس النواب، أن محامي ترمب الخاص رودي جولياني قال لها بعد لقائه كبير الموظفين مارك مادوز في البيت الأبيض في الثاني من يناير (كانون الثاني): «في السادس من يناير، سوف نتوجه إلى الكابيتول، وسيكون ذلك رائعاً».
وتأمل اللجنة أن تؤدي جلساتها العلنية والإفادات والأدلة التي تعرضها إلى دفع وزارة العدل الأميركية لتوجيه التهم لترمب ودائرته المقربة لتحريضهم على الاعتداء على المبنى التشريعي. ولم يحسم وزير العدل ميريك غارلاند موقفه بهذا الشأن حتى الساعة.


مقالات ذات صلة

إدانة 4 أعضاء بجماعة «براود بويز» في قضية اقتحام الكونغرس الأميركي

الولايات المتحدة​ إدانة 4 أعضاء بجماعة «براود بويز» في قضية اقتحام الكونغرس الأميركي

إدانة 4 أعضاء بجماعة «براود بويز» في قضية اقتحام الكونغرس الأميركي

أدانت محكمة أميركية، الخميس، 4 أعضاء في جماعة «براود بويز» اليمينية المتطرفة، بالتآمر لإثارة الفتنة؛ للدور الذي اضطلعوا به، خلال اقتحام مناصرين للرئيس السابق دونالد ترمب، مقر الكونغرس، في السادس من يناير (كانون الثاني) 2021. وفي محاكمة أُجريت في العاصمة واشنطن، أُدين إنريكي تاريو، الذي سبق أن تولَّى رئاسة مجلس إدارة المنظمة، ومعه 3 أعضاء، وفق ما أوردته وسائل إعلام أميركية. وكانت قد وُجّهت اتهامات لتاريو و4 من كبار معاونيه؛ وهم: جوزف بيغز، وإيثان نورديان، وزاكاري ريل، ودومينيك بيتسولا، بمحاولة وقف عملية المصادقة في الكونغرس على فوز الديمقراطي جو بايدن على خصمه الجمهوري دونالد ترمب، وفقاً لما نق

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ زيلينسكي: واشنطن لم تخطرني بالتسريبات الاستخباراتية

زيلينسكي: واشنطن لم تخطرني بالتسريبات الاستخباراتية

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، لصحيفة «واشنطن بوست»، إن الحكومة الأميركية لم تُبلغه بنشر المعلومات الاستخباراتية ذات الأصداء المدوِّية على الإنترنت. وأضاف زيلينسكي، للصحيفة الأميركية، في مقابلة نُشرت، أمس الثلاثاء: «لم أتلقّ معلومات من البيت الأبيض أو البنتاغون مسبقاً، لم تكن لدينا تلك المعلومات، أنا شخصياً لم أفعل، إنها بالتأكيد قصة سيئة». وجرى تداول مجموعة من وثائق «البنتاغون» السرية على الإنترنت، لأسابيع، بعد نشرها في مجموعة دردشة على تطبيق «ديسكورد». وتحتوي الوثائق على معلومات، من بين أمور أخرى، عن الحرب التي تشنّها روسيا ضد أوكرانيا، بالإضافة إلى تفاصيل حول عمليات التجسس الأميرك

«الشرق الأوسط» (كييف)
الولايات المتحدة​ موفدة أميركية تحض البرازيل على دعم أوكرانيا بوجه روسيا «المتنمرة»

موفدة أميركية تحض البرازيل على دعم أوكرانيا بوجه روسيا «المتنمرة»

دعت موفدة أميركية رفيعة المستوى أمس (الثلاثاء)، البرازيل إلى تقديم دعم قوي لأوكرانيا ضد روسيا «المتنمرة»، لتثير القلق من جديد بشأن تصريحات سابقة للرئيس البرازيلي حمّل فيها الغرب جزئياً مسؤولية الحرب، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية. والتقت ليندا توماس – غرينفيلد، سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، التي تزور برازيليا، مع وزير الخارجية ماورو فييرا، وزوجة الرئيس لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، لكن لم يجمعها أي لقاء بالرئيس اليساري نفسه. وفي كلمة ألقتها أمام طلاب العلاقات الدولية بجامعة برازيليا، قالت الموفدة الأميركية إن نضال أوكرانيا يتعلق بالدفاع عن الديمقراطية. وأضافت: «إنهم يقاتلون ضد متنمر

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم كوريا الشمالية تحذر من «خطر أكثر فداحة» بعد اتفاق بين سيول وواشنطن

كوريا الشمالية تحذر من «خطر أكثر فداحة» بعد اتفاق بين سيول وواشنطن

حذرت كيم يو جونغ شقيقة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون من أن الاتفاق بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية لتعزيز الردع النووي ضد بيونغ يانغ لن يؤدي إلا إلى «خطر أكثر فداحة»، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية. كانت واشنطن وسيول حذرتا الأربعاء كوريا الشمالية من أن أي هجوم نووي تطلقه «سيفضي إلى نهاية» نظامها. وردت الشقيقة الشديدة النفوذ للزعيم الكوري الشمالي على هذا التهديد، قائلة إن كوريا الشمالية مقتنعة بضرورة «أن تحسن بشكل أكبر» برنامج الردع النووي الخاص بها، وفقا لتصريحات نقلتها «وكالة الأنباء الكورية الشمالية» اليوم (السبت).

«الشرق الأوسط» (بيونغ يانغ)
الولايات المتحدة​ زعيم المعارضة الفنزويلية: كولومبيا هددت بترحيلي

زعيم المعارضة الفنزويلية: كولومبيا هددت بترحيلي

قال رئيس المعارضة الفنزويلية، خوان غوايدو، إن كولومبيا هددت بترحيله بعدما فرَّ من الملاحقة إلى بوغوتا، حسبما ذكرت وكالة «بلومبرغ» للأنباء، أمس (الخميس). وذكر غوايدو أن صوته «لم يكن مسموحاً بسماعه» في كولومبيا، حيث استضاف الرئيس جوستافو بيترو قمة دولية الأسبوع الحالي، في محاولة لحل الأزمة السياسية الفنزويلية. وقال غوايدو للصحافيين في ميامي إنه كان يأمل في مقابلة بعض مَن حضروا فعالية بيترو، لكن بدلاً من ذلك رافقه مسؤولو الهجرة إلى «مطار بوغوتا»، حيث استقل طائرة إلى الولايات المتحدة. وقامت كولومبيا بدور كمقرّ غير رسمي لسنوات لرموز المعارضة الفنزويلية الذين خشوا من قمع حكومة الرئيس نيكولاس مادورو

«الشرق الأوسط» (بوغوتا)

قتيلان إثر حرائق غابات مستعرة في لوس أنجليس

حريق يشتعل بسبب الرياح القوية التي أصابت مدينة لوس أنجليس (رويترز)
حريق يشتعل بسبب الرياح القوية التي أصابت مدينة لوس أنجليس (رويترز)
TT

قتيلان إثر حرائق غابات مستعرة في لوس أنجليس

حريق يشتعل بسبب الرياح القوية التي أصابت مدينة لوس أنجليس (رويترز)
حريق يشتعل بسبب الرياح القوية التي أصابت مدينة لوس أنجليس (رويترز)

قضى شخصان وتعرّض كثر لإصابات خطرة جراء حرائق غابات عند مشارف مدينة لوس أنجليس في ولاية كاليفورنيا، في حين يواصل عناصر الإطفاء مكافحة النيران، وفق ما أعلنت السلطات اليوم (الأربعاء).

وأتت نيران حرائق غابات عدة على أكثر من ألف مبنى في ثاني كبرى مدن الولايات المتحدة، وأرغمت عشرات الآلاف على إخلاء منازلهم.

وأدت رياح قوية إلى تمدد النيران من منزل إلى آخر في منطقة باسيفيك باليسيدس الراقية.

وقال رئيس جهاز الإطفاء في لوس أنجليس أنتوني ماروني لصحافيين: «احترق أكثر من 5 آلاف فدان (نحو ألفي هكتار)، ونطاق الحريق ما زال يتّسع».

وأضاف: «ليست لدينا نسبة مئوية للاحتواء. هناك نحو ألف مبنى مدمّر... وعدد كبير من الإصابات البالغة لدى سكان لم يخلوا منازلهم».

شخص يستخدم خرطوم مياه في محاولة لإنقاذ منزل من الاشتعال في مدينة لوس أنجليس (أ.ف.ب)

واندلع حريق كبير ثانٍ حول ألتادينا، شمال المدينة، حيث أظهرت لقطات ألسنة لهب تلتهم شوارع بأكملها.

وقال ماروني: «حالياً هناك أكثر من ألفي فدان تحترق، ونطاق الحريق يستمر بالاتّساع مع احتواء بنسبة صفر في المائة»، مضيفاً: «هناك أكثر من 500 عنصر تم تكليفهم، ولسوء الحظ، تم الإبلاغ عن حالتي وفاة في صفوف مدنيين، السبب غير معروف حالياً. وهناك عدد من الإصابات البالغة».

كذلك يستنزف حريقان آخران مندلعان في المنطقة الموارد.

وصدرت أوامر إخلاء لنحو 30 ألف شخص وفق السلطات التي حذّرت من أن هبوب الرياح القوية يمكن أن يستمر حتى الخميس، ومن أن سرعتها قد تصل إلى 95 كلم في الساعة.

سيارات الإطفاء تحاول إخماد الحرائق التي اندلعت في مدينة لوس أنجليس (رويترز)

وكانت رئيسة البلدية كارن باس قد حذّرت، الأربعاء، في منشور على منصة «إكس»، من أن «عاصفة الرياح يتوقّع أن تزداد سوءاً خلال النهار».

وأخلى كثر من السكان مساكنهم في حالة ذعر، حاملين معهم عدداً ضئيلاً من متعلقاتهم وحيواناتهم الأليفة.

ووجد كثيرون آخرون أنفسهم عالقين في ازدحام مروري خانق. ومن هؤلاء كيلسي ترينور التي قالت: «لا مكان نذهب إليه. الناس يهجرون سياراتهم» ويهربون سيراً.

وأضافت: «كان الجميع يطلق أبواق السيارات، والنيران تحيط بنا من كل جنب، من اليمين واليسار... كان الأمر مرعباً».

مطلع شتاء شديد «الجفاف»

وأتت النيران على الأشجار والنباتات المحيطة بفيلا غيتي الشهيرة، لكن المبنى ومجموعة الآثار الرومانية واليونانية التي يضمها لم تتضرر، حسبما أعلن المتحف على «إكس».

تأتي حرائق الغابات في أسوأ توقيت بالنسبة للوس أنجليس مع توقع وكالة الأرصاد الجوية هبوب رياح ساخنة وهي ظاهرة معروفة في الشتاء في ولاية كاليفورنيا، بسرعة تصل إلى 160 كيلومتراً في الساعة الثلاثاء والأربعاء.

آليات محترقة في مدينة لوس أنجليس (أ.ب)

وقال دانييل سوين، المتخصص في الظواهر الجوية القصوى: «نتوقع أن يكون ذلك أقوى مرحلة من الرياح الساخنة في المنطقة منذ عام 2011». لكنه أكد أن خطر اندلاع حرائق «أكبر بكثير» راهناً مما كان عليه في تلك الفترة.

فبعد سنتين شهد خلالهما جنوب كاليفورنيا أمطاراً كثيرة أنعشت الغطاء النباتي فيه، تعاني هذه المنطقة من «فصل الشتاء الأكثر جفافاً حتى الآن» ما يحول النبات وقوداً للحريق.

ويشير العلماء بانتظام إلى أن التغيير المناخي يزيد من تواتر الأحوال الجوية القصوى.

وشدد نيوسوم على أنه «لم يعد هناك موسم محدد للحرائق فقد تحصل في نوفمبر (تشرين الثاني) وديسمبر (كانون الأول) ويناير (كانون الثاني) وقد تحصل طوال السنة».

بقايا منزل على طول المحيط الهادئ احترق بسبب حريق الغابات في ولاية كاليفورنيا (إ.ب.أ)

وأثرت العاصفة على زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن الذي أتى إلى كاليفورنيا أمس للإعلان عن بدء إنشاء منطقتين محميتين واسعتين في جنوب الولاية.

وأقر الرئيس البالغ 82 عاماً على الفور مساعدات فيدرالية لثاني مدن الولايات المتحدة.

وقالت نائبته كامالا هاريس التي تملك منزلاً في الولاية إنها تصلي من أجل «سكان كاليفورنيا الذين أخلوا منازلهم».

وفي سبتمبر (أيلول)، هدّد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب الذي يخلف بايدن في البيت الأبيض، بقطع المساعدة الفيدرالية التي تتلقاها كاليفورنيا لمكافحة حرائق الغابات.