إجراء مصرفي يرفع قيمة رواتب القضاة اللبنانيين خمسة أضعاف

اتخذه «المركزي» بتنسيق سياسي... و«الوطني الحر» يعتبره «رشوة»

TT

إجراء مصرفي يرفع قيمة رواتب القضاة اللبنانيين خمسة أضعاف

رفع التدبير المصرفي الذي اتخذه مصرف لبنان، والقاضي برفع قيمة رواتب القضاة خمسة أضعاف، مستوى الاعتراض عند موظفي الإدارات العامة من جهة، والتشكيك السياسي من قبل «التيار الوطني الحر» بأغراض هذه الخطوة، رغم تأكيدات قضائية بأن هذا التدبير يسعى لإعادة الانتظام لعمل المحاكم وتأمين سيرورة المرفق القضائي في ظل تدهور قيمة رواتب موظفي القطاع العام على خلفية تدهور قيمة العملة المحلية.
وبدأت بعض المصارف في 6 يوليو (تموز) الفائت، تبليغ قضاة لبنانيين بارتفاع قيمة رواتبهم 5 أضعاف، حيث باتت تحتسب سعر صرف الرواتب على قيمة 8 آلاف ليرة لبنانية للدولار الواحد، علما بأن سعر الصرف الرسمي لا يزال 1515 ليرة. وتجري العملية وفق قاعدة قسمة الراتب على سعر صرف 1515 وضرب الرقم بـ8 آلاف ليرة، وهو سعر الصرف الذي تعتمده المصارف اللبنانية لسحوبات الودائع بالدولار، ما يعني ارتفاع قيمة الرواتب بـ5.3 ضعف.
وقالت مصادر قضائية لـ«الشرق الأوسط» إن بعض المصارف أرسلت لزبائنها من القضاة إشعارات بزيادة رواتبهم في هذا الشهر، مشيرة إلى أن العملية دخلت حيز التنفيذ لكنها لم تنتظم بشكل نهائي بعد «بالنظر إلى أن بعض القضاة لم يتبلغوا بعد بالقرار الجديد، وهم يتواصلون مع الفروع المصرفية للتأكد من تنفيذها». وقالت المصادر إن هذا الإجراء اعتمد «بعد إضراب القضاة والمساعدين القضائيين، ما ساهم في توقيف عجلة المحاكمات في وقت سابق»، رغم أن الإجراء بات سارياً رسمياً على القضاة، لكنه لم يسرِ بعد على المساعدين القضائيين الذين نفذوا إضرابات في وقت سابق مطالبين برفع قيمة رواتبهم، ويتشابه حالهم مع أحوال موظفي الدولة الآخرين.
وارتفع راتب القاضي من نحو 7.5 مليون ليرة (التي كانت قيمتها قبل الأزمة تعادل 5 آلاف دولار وباتت الآن نحو 250 دولارا) إلى حدود الـ40 مليون ليرة (نحو 1300 دولار). وتأمل المصادر القضائية أن يساهم هذا الإجراء بتحقيق انتظام في عمل القضاء، وتأمين سيرورة المرفق العام.
ووسط معلومات عن أن الإجراء سينسحب على النواب، نفت مصادر نيابية لـ«الشرق الأوسط» أن يكون هذا الأمر وارداً، قائلة لـ«الشرق الأوسط» إن رفع رواتب النواب «غير مطروح بتاتاً وليس على بساط البحث»، مشددة على أن ما جرى «هو تدبير مصرفي محصور بالقضاة». لكن المصادر لم تستبعد أن يتوسع في مرحلة أخرى ليطال موظفي الإدارات العامة «بهدف تأمين استمرارية المرفق العام»، مذكرة بأن سلسلة الرتب والرواتب التي أقرت في العام 2017 «بدأت من القضاة، ثم تلاها أساتذة الجامعات، قبل أن تتوسع لتشمل جميع موظفي الإدارات العامة». وقالت إن زيادة الرواتب «تحتاج إلى قانون صادر عن مجلس النواب، لكن ما جرى أخيراً للقضاة، بدأ تطبيقه من غير صدور أي قانون، وهو ما لا يتخطى التدبير الداخلي لدى المصارف ومصرف لبنان»، مضيفة «أحياناً الضرورات تبيح المحظورات».
والحال أن القرار المتخذ لناحية تصحيح رواتب القضاة، ليس قانوناً ولا يعد زيادة للراتب، حسب ما تؤكد مصادر مصرفية، موضحة لـ«الشرق الأوسط» أن الإجراء «هو بمثابة منحة، تمت ضمن عملية إجرائية بموجب اتفاق بين المصارف ومصرف لبنان، من غير تعديل في أصل الراتب الذي يحتاج إلى قانون يصدر عن البرلمان». وقالت المصادر إن وزارة المال «لا تصرف أكثر من قيمة الرواتب الأصلية، لكن المصرف المركزي أوعز للمصادر بصرف الرواتب على سعر صرف 8 آلاف ليرة، ويتكفل هو بتغطية تلك الزيادات والفوارق بين ما تصرفه وزارة المال وما يتقاضاه القضاة».
وأشارت المصادر إلى أن «مصرف لبنان» ينفذ هذا التدبير، وأخذه على عاتقه «بعد التنسيق مع جهات حكومية وتشريعية حيث يستحيل أن يتخذ بشكل منفرد»، مشددة على أن الإجراء «ليس تعديلاً بأصل الراتب». وأشارت المصادر إلى أن هناك عدة تدابير في بعض الإدارات والقطاعات لتحسين قدرات الموظفين، مثل صرف مساعدات اجتماعية، أو صرف بدلات عمل ساعات إضافية، وذلك لتأمين استمرارية المرافق، وخصوصاً القطاعات المعنية بالأمن وتحصيل الإيرادات المالية لصالح خزينة الدولة.
اعتراض سياسي
وأثار الإجراء اعتراضا من قبل «التيار الوطني الحر»، وقال النائب جورج عطا الله في بيان إن حاكم المصرف المركزي رياض سلامة «يخالف بذلك القوانين لا سيما قانون النقد والتسليف، إذ إن هذا الأمر يحتاج إلى قانون لا إلى تعميم أو طلب إلى المصارف». وأضاف «وإن كنا ندرك تمام الإدراك الحاجة الملحة إلى تصحيح معاشات القضاة، فإننا نشير إلى أن هذا التصحيح لا يمكن أن يكون لفئة محددة من موظفي القطاع العام دون بقية الفئات، فماذا نقول لأستاذ المدرسة وأستاذ الجامعة اللبنانية أو لمأمور دائرة النفوس وموظفيها ومحتسب المالية وموظفيها وموظفي المحاكم والعسكريين بكافة أجهزتهم ورتبهم».
ورأى أن «قرار حاكم المال يدعو إلى الريبة والشك إن من حيث التوقيت أو المبدأ وإن من حيث استهدافه فئة يتكل عليها اللبنانيون لمحاكمة الحاكم والتحقيق معه وصولا لكشف ملابسات جريمة العصر، فإذا به يصدر تعميما أقل ما يقال فيه أنه يحمل سمات الرشوة». وإذ نفى أن يكون النواب مشمولين بالقرار، رفض «أي استنسابية في تصحيح رواتب فئة من موظفي القطاع العام دون البقية، بخاصة أن هذا الأمر يجري دون أي أسس علمية». ودعا عطا الله «كافة القوى السياسية وخصوصاً وزير المال إلى الابتعاد عن النكد السياسي في ملف حاكم المركزي واتخاذ القرار بتغييره ليكون باكورة اكتشاف أسرار المغارة التي يحمي فيها من يحمي».
واستدعت النيابة العامة الاستئنافية في جبل لبنان القاضية غادة عون، حاكم مصرف لبنان أكثر من مرة إلى القضاء قبل أن يتم الاستدعاء أمام التفتيش القضائي. وتأجلت جلسة استجواب سلامة أخيراً إلى شهر ديسمبر (كانون الأول) المقبل.
وفي سياق الاعتراضات، رأى عضو كتلة «اللقاء الديمقراطي» النائب بلال عبد الله أنه «مع الإقرار بضرورة تعديل رواتب وأجور كل فئات وشرائح العاملين في القطاع العام بكل أسلاكه، فإن مقاربة هذا الملف تتطلب الشمولية والعدالة والواقعية، ويجب أن تلي إقرار الموازنة، وخطة التعافي الاقتصادي وتصدر بقانون من المجلس النيابي. التصحيح يبدأ أولا من الوظائف الدنيا وليس العكس».


مقالات ذات صلة

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

المشرق العربي رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

تُوفّي الموسيقار اللبناني إيلي شويري، عن 84 عاماً، الأربعاء، بعد تعرُّضه لأزمة صحية، نُقل على أثرها إلى المستشفى، حيث فارق الحياة. وأكدت ابنته كارول، لـ«الشرق الأوسط»، أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قبل أن تعلم به العائلة، وأنها كانت معه لحظة فارق الحياة.

المشرق العربي القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

وجّه المجلس التأديبي للقضاة في لبنان ضربة قوية للمدعية العامة في جبل لبنان القاضية غادة عون، عبر القرار الذي أصدره وقضى بطردها من القضاء، بناء على «مخالفات ارتكبتها في إطار ممارستها لمهمتها القضائية والتمرّد على قرارات رؤسائها والمرجعيات القضائية، وعدم الامتثال للتنبيهات التي وجّهت إليها». القرار التأديبي صدر بإجماع أعضاء المجلس الذي يرأسه رئيس محكمة التمييز الجزائية القاضي جمال الحجار، وجاء نتيجة جلسات محاكمة خضعت إليها القاضية عون، بناء على توصية صدرت عن التفتيش القضائي، واستناداً إلى دعاوى قدمها متضررون من إجراءات اتخذتها بمعرض تحقيقها في ملفات عالقة أمامها، ومخالفتها لتعليمات صادرة عن مرجع

يوسف دياب (بيروت)
المشرق العربي جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

رأى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن فرص انتخاب مرشح قوى 8 آذار، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، «باتت معدومة»، مشيراً إلى أن الرهان على الوقت «لن ينفع، وسيفاقم الأزمة ويؤخر الإصلاح». ويأتي موقف جعجع في ظل فراغ رئاسي يمتد منذ 31 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حيث فشل البرلمان بانتخاب رئيس، وحالت الخلافات السياسية دون الاتفاق على شخصية واحدة يتم تأمين النصاب القانوني في مجلس النواب لانتخابها، أي بحضور 86 نائباً في دورة الانتخاب الثانية، في حال فشل ثلثا أعضاء المجلس (86 نائباً من أصل 128) في انتخابه بالدورة الأولى. وتدعم قوى 8 آذار، وصول فرنجية إلى الرئاسة، فيما تعارض القوى المسيحية الأكثر

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

جدد سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان، وليد بخاري، تأكيد موقف المملكة من الاستحقاق الرئاسي اللبناني بوصفه «شأناً سياسياً داخلياً لبنانياً»، حسبما أعلن المتحدث باسم البطريركية المارونية في لبنان بعد لقاء بخاري بالبطريرك الماروني بشارة الراعي، بدأ فيه السفير السعودي اليوم الثاني من جولته على قيادات دينية وسياسية لبنانية. وفي حين غادر السفير بخاري بكركي من دون الإدلاء بأي تصريح، أكد المسؤول الإعلامي في الصرح البطريركي وليد غياض، أن بخاري نقل إلى الراعي تحيات المملكة وأثنى على دوره، مثمناً المبادرات التي قام ويقوم بها في موضوع الاستحقاق الرئاسي في سبيل التوصل إلى توافق ويضع حداً للفراغ الرئا

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

تأتي جولة سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا على المرجعيات الروحية والسياسية اللبنانية في سياق سؤالها عن الخطوات المطلوبة لتفادي الشغور في حاكمية مصرف لبنان بانتهاء ولاية رياض سلامة في مطلع يوليو (تموز) المقبل في حال تعذّر على المجلس النيابي انتخاب رئيس للجمهورية قبل هذا التاريخ. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر نيابية ووزارية أن تحرك السفيرة الأميركية، وإن كان يبقى تحت سقف حث النواب على انتخاب رئيس للجمهورية لما للشغور الرئاسي من ارتدادات سلبية تدفع باتجاه تدحرج لبنان من سيئ إلى أسوأ، فإن الوجه الآخر لتحركها يكمن في استباق تمدد هذا الشغور نحو حاكمية مصرف لبنان في حال استحال عل

محمد شقير (بيروت)

كردستان العراق لم يغب عن مباحثات السوداني في واشنطن

الرئيس الأميركي جو بايدن يلتقي رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في البيت الأبيض (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن يلتقي رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في البيت الأبيض (رويترز)
TT

كردستان العراق لم يغب عن مباحثات السوداني في واشنطن

الرئيس الأميركي جو بايدن يلتقي رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في البيت الأبيض (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن يلتقي رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في البيت الأبيض (رويترز)

تفيد الأنباء المستقاة من لقاءات رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني مع المسؤولين الأميركيين في واشنطن التي يزورها هذه الأيام، بأن إقليم كردستان لم يغب عنها، خاصة مع حزمة المشاكل القائمة بين بغداد وأربيل، والمتعلقة بمرتبات الموظفين وانتخابات برلمان كردستان وقانون النفط، ومشاكل أخرى قائمة بين الجانبين منذ سنوات طويلة.

ونقلت وسائل إعلام محلية في كردستان ما وصفتها بـ«مقتطفات على شكل أسئلة وأجوبة» دارت بين رئيس الوزراء محمد السوداني، ووزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، خلال الاجتماع الذي عقد في واشنطن، الاثنين، وقبل اللقاء بالرئيس جو بايدن في البيت الأبيض.

حقل نفطي في كردستان العراق (رويترز)

وذكرت أن الوزير الأميركي سأل عن مسألة إعادة تصدير نفط إقليم كردستان المتوقف منذ مارس (آذار) من العام الماضي، فأجاب السوداني بالقول إن «مشكلة إعادة تصدير نفط كردستان يمكن حلها بطريقتين، تتعلق الأولى بتعديل قانون الموازنة، والثانية بتعديل العقود الاستثمارية المبرمة بين الإقليم والشركات النفطية، لكن هذا لم يوافق عليه الإقليم ولا الشركات الأجنبية».

ويعد موضوع إعادة تصدير نفط الإقليم إلى جانب حقول الاستثمار النفطي التي أبرمها مع الشركات الأجنبية من دون الرجوع إلى بغداد، من بين أبرز المشاكل مع الحكومة الاتحادية، إلى جانب أن عملية الإيقاف تسببت حتى الآن بخسارة نحو 10 مليارات دولار للعراق وكردستان. ويأمل الأكراد أن تساهم لقاءات السوداني في واشنطن بحل هذه المشكلة. علما أن الوفد العراقي يضم عدداً غير قليل من المسؤولين الكرد، سواء من أعضاء البرلمان الاتحادي، أو ممثلين عن حكومة كردستان، إلى جانب وزير الخارجية فؤاد حسين الذي ينتمي إلى المكون الكردي.

عامل في مصفاة تاوكي للنفط بالقرب من قرية زاتشو بإقليم كردستان العراق (أ.ف.ب)

وأعلن مسؤول دائرة العلاقات الخارجية في حكومة إقليم كردستان سفين دزيي، الموجود ضمن الوفد العراقي في واشنطن، أن رئيس الوزراء السوداني «يؤيد استئناف تصدير نفط إقليم كردستان، وهو مُصرّ على معالجة المشكلات بين أربيل وبغداد».

وقال دزيي في مؤتمر صحافي عقده، في واشنطن، إن «الرئيس الأميركي جو بايدن شدّد على حل المشكلات بين أربيل وبغداد عبر الحوار، ويشدّد على أن استقرار إقليم كردستان أمر مهم بالنسبة للولايات المتحدة».

وكرّر دزيي حديث السوداني المتعلق بالمشكلتين اللتين تعترضان تصدير نفط كردستان.

وأعرب رئيس إقليم كردستان العراق نيجيرفان بارزاني، الاثنين، عن تفاؤله بزيارة السوداني إلى واشنطن، وأعلن دعمه «الكامل» لها.

رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني (أرشيفية - أ.ب)

وفي شأن آخر، التقى رئيس الإقليم بارزاني، الثلاثاء، سفير الاتحاد الأوروبي لدى العراق توماس سيلر. وطبقاً لبيان صادر عن الرئاسة، فإن «الجانبين تبادلا خلال الاجتماع الآراء حول الانتخابات البرلمانية في كردستان، واتفقا في الرأي، بأن من المهم والضروري إجراء الانتخابات من أجل تجديد الشرعية والعملية الديمقراطية».

ومن المقرر إجراء الانتخابات في يونيو (حزيران) المقبل، لكن تعليق مشاركة الحزب «الديمقراطي الكردستاني»؛ احتجاجاً على قرارات المحكمة الاتحادية بإلغاء «كوتا الأقليات» هناك، قد تدفع باتجاه تأجيلها إلى موعد آخر. وما زال من غير الواضح مشاركة «الحزب الديمقراطي» في الانتخابات المقبلة، حيث لم يصدر أي بيان بهذا الشأن عن الحزب.

ونقل البيان عن سفير الاتحاد الأوروبي إشادته بزيارة رئيس إقليم كردستان الأخيرة لبغداد، ولقاءاته واجتماعاته مع كبار المسؤولين العراقيين، والجهود التي يبذلها لحسم الخلافات والمشاكل، ووصفها بـ«أنها مهمة».

وزار بارزاني بغداد، السبت قبل الماضي، لمناقشة مجمل القضايا الخلافية، ورغم الأجواء الإيجابية التي سادت خلال اللقاءات التي جمعته بكبار المسؤولين فيها، فإن حلاً جذرياً للمشاكل العالقة بين الجانبين، لم يكن حاضراً.

السوداني متوسطاً مسعود بارزاني (يسار) ونيجرفان بارزاني (أرشيفية - أ.ف.ب)

بدوره، أكد نائب رئيس البرلمان العراقي شاخوان عبد الله أن «(الحزب الديمقراطي الكردستاني) قوة سياسية كبرى في الساحة السياسية الكردستانية، وأن جميع القوى والأحزاب السياسية في بغداد أدركت أن الانتخابات البرلمانية في إقليم كردستان لا يمكن إجراؤها من دون هذا الحزب».

وتتمسك معظم الأحزاب الكردية، خاصة حزب «الاتحاد الوطني» الغريم التاريخي لـ«الحزب الديمقراطي» بإجراء الانتخابات في موعدها المحدد.

وقال عبد الله، وهو أحد أعضاء «الديمقراطي» في تصريحات للصحافيين إن «الانتخابات البرلمانية الكردستانية ستجري عندما تشارك جميع الأحزاب والقوى السياسية فيها». وتحدث عن «ملاحظات خطيرة» يسجلها الحزب حول إجرائها بصيغتها الحالية... في إشارة إلى قرارات المحكمة الاتحادية السابقة التي ألغت «كوتا الأقليات»، وحلت مفوضية الانتخابات في كردستان، وأسندت مهمة إدارة الانتخابات إلى المفوضية العليا.

وكشف عبد الله عن «أن (الحزب الديمقراطي) يجري مباحثات مع المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق، لأن هناك قضايا فنية تحتاج إلى متابعة، وضمنها حرمان 400 ألف ناخب كردي من جميع أنحاء كردستان من التصويت، وهذا يعد انتهاكاً للدستور».

ويقول مصدر كردي لـ«الشرق الأوسط» حول الـ400 ألف ناخب الذين يتحدث عنهم عبد الله، إن «هذا العدد ورد في سجلات الناخبين الاتحادية، وليس سجلات الإقليم».

ويضيف أن «معظم الأحزاب الكردية المنافسة للديمقراطي، تتحدث عن أن معظم المدرجين ضمن هذا العدد قد توفوا منذ سنوات طويلة، إلى جانب أنهم جمهور انتخابي غير موجود في الواقع، يستغله (الديمقراطي) في الحصول على أغلبية مقاعد برلمان الإقليم».


إيران تسعى إلى ضبط معابر خط الإمداد في سوريا «خشية الخروق الأمنية»

جندي عراقي بالقرب من الحدود العراقية - السورية عند معبر البوكمال (رويترز)
جندي عراقي بالقرب من الحدود العراقية - السورية عند معبر البوكمال (رويترز)
TT

إيران تسعى إلى ضبط معابر خط الإمداد في سوريا «خشية الخروق الأمنية»

جندي عراقي بالقرب من الحدود العراقية - السورية عند معبر البوكمال (رويترز)
جندي عراقي بالقرب من الحدود العراقية - السورية عند معبر البوكمال (رويترز)

وسط حالة التأهب والاستنفار الكامل للميليشيات التابعة لـ«الحرس الثوري» الإيراني منذ مطلع الشهر الحالي بعد توجيه إسرائيل ضربة للقنصلية الإيرانية والرد الإيراني عليها، شهدت المناطق الحدودية السورية التي تسيطر عليها إيران والحواجز القائمة على طرق التهريب مواجهات بين الميليشيات التابعة لإيران والأخرى الرديفة للقوات الحكومية التابعة لروسيا المسيطرة على الأرض، دخلت الفرقة الرابعة التابعة للقوات الحكومية فيها حيناً لاحتواء المواجهة وحيناً كطرف مدعوم من إيران.

مصادر متابعة في دمشق قالت لـ«الشرق الأوسط» إن الميليشيات التابعة لإيران في محافظة دير الزور في حالة تأهب أمني؛ تحسباً لأي ضربة إسرائيلية «رداً على الرد». ورفعت إيران من مستوى التأهب خشية الخروق الأمنية التي ساهمت في تحقيق سلسلة الاستهدافات الإسرائيلية إصابات موجعة لإيران؛ لذا هناك «مساعٍ لسد أي ثغرة محتملة، لا سيما على طرق الإمداد البري»، بحسب المصادر التي قالت إن عناصر القوات الحكومية السورية تشكل نقطة ضعف أمنية لإيران؛ لأن أغلب عناصرها غايته تحقيق مكاسب مالية، مع استئثار المسؤولين على الحواجز بالحصة الأكبر من المكاسب ضمن «اتفاق تحاصص يخضع لسلطة القوة المسيطرة في كل منطقة. ما يزيد حدة التنافس على المكاسب، وبالتالي ارتفاع خروق التهديد الأمني».

الحدود السورية - اللبنانية (المرصد السوري لحقوق الإنسان)

وكانت الفرقة الرابعة (يقودها ماهر الأسد)، قد أجرت تغييرات عسكرية على طريق دمشق - بيروت خلال الأسبوعين الماضيين طالت بعض الضباط على حواجزها، خاصة المنتشرة على طريق دمشق – بيروت، وعلى طريق دمشق – حمص – حماة؛، إذ عزلت ضباطاً وعناصر وعيّنت آخرين بدلاً عنهم، بالإضافة إلى تخفيض صلاحيات البعض، وفقاً لمصادر تحدثت لموقع «صوت العاصمة»، أفادت بأن التغييرات جرت «بعد خلافات سابقة بين ضباط الفرقة الرابعة». وأن «الشرطة العسكرية التابعة للفرقة، اعتقلت الضابط قريش المسؤول عن الحاجز المعروف باسمه قرب جديدة يابوس بريف دمشق، وأحالته إلى التحقيق رفقة عدد من العناصر وزجتهم في السجن، وسلمت الحاجز لضابط جديد».

المصادر لفتت إلى خلافات سابقة نشبت بين قريش الذي يتولى أكبر حاجز على أوتوستراد دمشق – بيروت، والعقيد بسيم؛ بسبّب تهريب البضائع من الأراضي اللبنانية إلى الأسواق السورية. وأصدّرت الفرقة الرابعة قراراً يقضي بتسليم العقيد بسيم كافة المناطق الحدودية مع لبنان ابتداءً من منطقة الديماس وصولاً إلى يعفور والصبورة (قريباً من الحدود اللبنانية غرباً).

في الأثناء، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، اليوم (الثلاثاء)، بأن حالة من التوتر والاستنفار تسود بين الميليشيات الموالية لإيران ضمن مناطق سيطرتها في سوريا بدءاً من قرب الجولان السورية المحتلة وريف دمشق الغربي والجنوبي الغربي، وصولاً إلى دير الزور وريفها حتى الحدود السورية – العراقية، ومناطق أخرى، بعد الرد الإيراني عبر المسيّرات والصواريخ على إسرائيل.

ونقل «المرصد» عن مصادره بأن قيادة ميليشيا «الحرس الثوري» الإيراني منحت إجازة أسبوع للقياديين والإداريين كافة ضمن المقار والمواقع العسكرية التابعة لها في مدينة الزور وأريافها، كما منحت إجازة للمسؤولين عن المراكز الثقافية الإيرانية المنتشرة في كل من مدينة دير الزور، ومدينتي البوكمال والميادين وبلدة حطلة؛ تخوفاً من قصف إسرائيلي.

وتشير المعلومات الواردة من شرق سوريا إلى منع دوريات تتبع «الحرس الثوري» الإيراني بقيادة حاج مرتضى العسكري، إقامة عناصر «لواء القدس» الفلسطيني المدعوم من روسيا، حاجزاً في ريف مدينة البوكمال عند الحدود مع العراق والتي تخضع للنفوذ الإيراني. وبحسب موقع «صدى الشرقية»، منعت المجموعة الإيرانية عناصر اللواء الفلسطيني من إنشاء حاجز وصادرت سلاحهم؛ بحجة أنهم «لا يمتلكون تصريحاً رسمياً لإنشاء الحاجز من قبل قيادة (الحرس الثوري) الإيراني في البوكمال».

وبحسب الموقع، تدخلت الفرقة الرابعة لفض النزاع بين الطرفين بعد تعهد «لواء القدس» بعدم إقامة أي حاجز. مع الإشارة إلى أن «الحرس الثوري» الإيراني كان قد سمح بدخول وفد روسي للبوكمال تحت إشرافه لثلاث مرات خلال أسبوعين متتاليين.

صورة أرشيفية لمجموعة من الميليشيات التابعة لإيران في دير الزور (المرصد السوري)

وكانت مصادر إعلامية محلية، قد ذكرت الأحد، أن دوريات مشتركة تتبع الأمن العسكري والفرقة الرابعة وميليشيا الدفاع الوطني، أغلقت طريق التهريب ونقطة التمركز قرب جسر حسرات بريف البوكمال شرق دير الزور. وردت المصادر سبب إغلاق المعبر إلى صعوبات مالية تتعلق بعائدات التهريب.

اللافت للانتباه أن التغييرات السابقة، تأتي وسط تصاعد التوتر شرق دير الزور بين الميليشيات التابعة لإيران والميليشيات السورية المدعومة من روسيا، وتدخل الفرقة الرابعة إلى جانب الميليشيات المدعومة من إيران على خلفية تقاسم عائدات طرق التهريب.

وقالت مصادر أهلية أإن الاشتباكات في مدينة البوكمال على الحدود السورية - العراقية، بريف دير الزور الشرقي، تجددت بين ميليشيا الدفاع الوطني الرديفة للقوات الحكومية والمدعومة من روسيا، بمواجهة الفرقة الرابعة التابعة للجيش السوري والمدعومة من إيران. وبحسب نشطاء في المنطقة، فإن إيران تسعى إلى فرض هيمنتها الكاملة على خطوط التهريب في مناطق نفوذها شرق دير الزور واستبعاد الميليشيات المدعومة من روسيا.

وسبق لصحيفة «نيويورك تايمز» أن نقلت عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين وإيرانيين، أن «طهران تدير طرق تهريب سرية عبر الشرق الأوسط»، وأن الكثير «من الأسلحة المهربة إلى الضفة الغربية تنتقل من إيران، عبر العراق وسوريا ولبنان والأردن وإسرائيل».

يشار إلى أن اشتباكات عنيفة اندلعت قبل أسبوع من الهجوم الإيراني على إسرائيل بين مجموعات من «الدفاع الوطني» في ريف دير الزور الغربي، من جهة، وعناصر من «الفرقة الرابعة» ولواء الباقر من جهة أخرى، لدى محاولة لواء الباقر السيطرة على معبر بلدة عياش، في ظل حالة من الفلتان الأمني وانتشار لمختلف أنواع السلاح.

وأفاد تقرير لـ«المرصد السوري» بعقد اجتماع في قرية الخريطة ضم كلاً من المدعو إبراهيم الهفل، شيخ قبيلة العكيدات ونواف راغب البشير، قائد لواء الباقر، وعبد الله شلال العبد الله، أحد وجهاء عشيرة البوسرايا، في منزل الأخير، ضمن مناطق سيطرة القوات الحكومية والميليشيات الإيرانية في ريف دير الزور الغربي. وطلب وجيه من عشيرة البوسرايا ضم أبناء العشيرة إلى فصيل «جيش العشائر» الذي يتزعمه «ليث البشير»؛ بهدف زيادة القوة العسكرية ضمن الميليشيا وتكثيف السيطرة على معابر التهريب، و«لإرسال المزيد من الخلايا لمناطق سيطرة (قسد)، قوات سوريا الديمقراطية (أكراد). إلا أن الطلب قوبل بالرفض من قبل شيخ عشيرة البوسرايا مهنا الفياض» بحسب «المرصد».


إسرائيل تستأنف ملاحقة قيادات «حزب الله» في جنوب لبنان

عناصر من الدفاع المدني اللبناني يقفون أمام حفرة في أعقاب غارة جوية إسرائيلية أصابت طريقًا في قرية علما الشعب بجنوب لبنان في 15 أبريل 2024 (أ.ف.ب)
عناصر من الدفاع المدني اللبناني يقفون أمام حفرة في أعقاب غارة جوية إسرائيلية أصابت طريقًا في قرية علما الشعب بجنوب لبنان في 15 أبريل 2024 (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تستأنف ملاحقة قيادات «حزب الله» في جنوب لبنان

عناصر من الدفاع المدني اللبناني يقفون أمام حفرة في أعقاب غارة جوية إسرائيلية أصابت طريقًا في قرية علما الشعب بجنوب لبنان في 15 أبريل 2024 (أ.ف.ب)
عناصر من الدفاع المدني اللبناني يقفون أمام حفرة في أعقاب غارة جوية إسرائيلية أصابت طريقًا في قرية علما الشعب بجنوب لبنان في 15 أبريل 2024 (أ.ف.ب)

استأنف الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، ملاحقة قيادات «حزب الله» الميدانية، حيث استهدف سيارة في بلدة عين بعال في قضاء صور، قبل أن يستهدف بعد الظهر سيارتين أخريين في بلدة الشهابية بقضاء صور أيضاً، وذلك إثر إطلاق «حزب الله» مسيّرتين انقضاضيتين قال إنهما استهدفتا منظومات للدفاع الجوي الإسرائيلي في الجليل الأعلى، وفق ما أعلن الحزب.

وقال الجيش الإسرائيلي إن طائرتين مسيرتين «مسلحتين» دخلتا من لبنان وانفجرتا بالقرب من بلدة في شمال إسرائيل، الثلاثاء. وأفادت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» بأن 3 أشخاص أصيبوا جراء إطلاق طائرتين مسيرتين مفخختين من لبنان على شمال إسرائيل بالقرب من بلدة كريات شمونة. ووصفت الصحيفة الإسرائيلية الإصابات الثلاث بأنها «طفيفة»، لافتة إلى أن صفارات الإنذار لم تنطلق.

وتبنى «حزب الله» في بيروت الهجوم، بعد وقت قصير من إعلان الجيش الإسرائيلي انفجار مسيّرتين أطلقتا من لبنان.

وقال الحزب في بيان إن مقاتليه شنوا «هجوماً جوياً بمسيّرات انقضاضية على دفعتين استهدفتا منظومة الدفاع الصاروخي في بيت هلل، وأصابت منصات القبة الحديدية». وقال إن الهجوم أدى إلى سقوط طاقم منصات القبة الحديدية بين ‏قتيل وجريح.

اغتيالات

وبدأ الجيش الإسرائيلي بشن غارات داخل الأراضي اللبنانية عقب انفجار مسيرتين في الجليل، واستأنف بالتوازي ملاحقة قيادات في «حزب الله»، حيث نفذ سلاح الحزب غارة استهدفت سيارة في بلدة عين بعال الواقعة إلى الشرق من مدينة صور، ما أدى إلى مقتل شخص، وإصابة شخصين آخرين على الأقل بجروح كانا بمحيط المكان أثناء حصول الغارة، وحالتهما غير خطرة.

ونعى «حزب الله» بعد الظهر إسماعيل يوسف باز، من غير الإشارة إلى موقع استهدافه، واكتفى بوصفه بـ«الشهيد المجاهد»، من غير الإشارة إلى أي موقع قيادي له. وقال إنه ينحدر من بلدة الشهابية في قضاء صور.

لكن الجيش الإسرائيلي قال إن المقاتل المستهدف في عين بعال، هو قيادي ميداني في «حزب الله»، وأفاد الناطق باسم الجيش الإسرائيلي افيخاي أدرعي بأن الجيش استهدف بواسطة قطعة جوية تابعة لسلاح الجو في منطقة عين بعال، إسماعيل يوسف باز، وهو «قائد منطقة الشاطئ التابع لـ(حزب الله)».

وقال أدرعي إن باز كان «عنصراً بارزاً ومخضرماً لدى الجناح العسكري التابع لـ(حزب الله)؛ حيث تولى مناصب عدة. وكانت رتبته الحالية تعادل رتبة قائد لواء». وفي إطار وظيفته «كان يعمل على الترويج والتخطيط لعمليات إطلاق القذائف الصاروخية والصواريخ المضادة للدروع باتجاه إسرائيل من منطقة الشاطئ في لبنان».

وبعد الظهر، نفذ الطيران الإسرائيلي غارات أخرى في بلدة الشهابية التي ينحدر منها باز، حيث أغار الطيران المسير على دفعتين مستهدفاً سيارتين في وسط بلدة الشهابية وسط تحليق متواصل للطيران المسير في أجواء البلدة. وتحدثت معلومات عن سقوط إصابات في الاستهدافين، وأن سيارات الإسعاف هُرعت إلى المكان.

وظهر في مقاطع الفيديو التي تناقلها ناشطون لبنانيون، أن السيارتين استهدفتا في أحياء ضيقة في البلدة، وظهرت طواقم الإسعاف تعمل إلى انتشال مصابين من داخل السيارتين اللتين اشتعلت بهما النيران، وتحدث هؤلاء عن وقوع قتيلين وإصابات أخرى.

تصعيد متواصل

وأعلن «حزب الله» حتى فترة بعد الظهر عن 5 عمليات عسكرية ضد الجيش الإسرائيلي، حيث هاجمت موقع بركة ريشا في القطاع الغربي، وقاعدة بيت هلل بالمسيّرات الانقضاضية على دفعتين، ثم جرى استهدافها بعد الظهر للمرة الثانية بصواريخ «كاتيوشا»، كما أعلن الحزب عن استهداف ثكنة زبدين في مزارع شبعا، وموقع السماقة في تلال كفرشوبا.

وفي المقابل، استهدفت الغارات الإسرائيلية منازل وأحياءً في بلدات يارون ومارون ومركبا والخيام والناقورة وجبل اللبونة وطيرحرفا أطراف راشيا الفخار وكفرحمام في جنوب لبنان وكلها قرى حدودية.

وأغار الطيران الحربي، قرابة منتصف ليل الاثنين - الثلاثاء، على منزل من 3 طوابق في بلدة حانين؛ ما أدى إلى تدميره بالكامل، مع وقوع أضرار جسيمة في الممتلكات والبنى التحتية والمنازل المحيطة بالمنزل المستهدف، وإلحاق أضرار بعدد من السيارات.


«الأونروا»: لم نلمس «تغييراً ملموساً» في حجم المساعدات لغزة

شاحنات تحمل مساعدات إنسانية تستعد لدخول قطاع غزة وسط معارك مستمرة بين إسرائيل وحركة «حماس» الفلسطينية في 12 أبريل 2024 (أ.ف.ب)
شاحنات تحمل مساعدات إنسانية تستعد لدخول قطاع غزة وسط معارك مستمرة بين إسرائيل وحركة «حماس» الفلسطينية في 12 أبريل 2024 (أ.ف.ب)
TT

«الأونروا»: لم نلمس «تغييراً ملموساً» في حجم المساعدات لغزة

شاحنات تحمل مساعدات إنسانية تستعد لدخول قطاع غزة وسط معارك مستمرة بين إسرائيل وحركة «حماس» الفلسطينية في 12 أبريل 2024 (أ.ف.ب)
شاحنات تحمل مساعدات إنسانية تستعد لدخول قطاع غزة وسط معارك مستمرة بين إسرائيل وحركة «حماس» الفلسطينية في 12 أبريل 2024 (أ.ف.ب)

أكدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، الثلاثاء، أنه «لم يطرأ أي تغيير ملموس» على حجم المساعدات الإنسانية التي تدخل قطاع غزة.

وقالت الوكالة في بيان إن «181 شاحنة مساعدات تعبر إلى غزة يومياً» عبر المعابر البرية مع إسرائيل ومصر في أبريل (نيسان) الحالي، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.

وأشار البيان إلى أن هذه الشاحنات «لا تزال أقل كثيراً من القدرة التشغيلية لكل من المعابر الحدودية، والهدف المتمثل بـ500 شاحنة يومياً».

الأسبوع الماضي، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت للصحافيين إن إسرائيل تخطط ﻟ«إغراق غزة بالمساعدات»، وزيادة المساعدات إلى 500 شاحنة يومياً.

وقالت هيئة وزارة الدفاع المسؤولة عن تنسيق الشؤون الفلسطينية (كوغات) إن 126 شاحنة دخلت قطاع غزة، ليل الإثنين - الثلاثاء، وإن 237 شاحنة دخلت إلى غزة، الاثنين.


الدنمارك تعلن أنها ستغلق سفارتها في العراق

علم الدنمارك يرفرف في كوبنهاغن 22 أكتوبر 2019 (رويترز)
علم الدنمارك يرفرف في كوبنهاغن 22 أكتوبر 2019 (رويترز)
TT

الدنمارك تعلن أنها ستغلق سفارتها في العراق

علم الدنمارك يرفرف في كوبنهاغن 22 أكتوبر 2019 (رويترز)
علم الدنمارك يرفرف في كوبنهاغن 22 أكتوبر 2019 (رويترز)

قالت وزارة الخارجية الدنماركية في بيان، اليوم (الثلاثاء)، إن البلاد ستغلق سفارتها في العراق في 31 مايو (أيار)، وفق وكالة «رويترز» للأنباء.

وافتتحت الدنمارك بعثتها الدبلوماسية في بغداد رسميا في عام 2020 لدعم القيادة العسكرية الدنماركية والمساهمة في مهمة حلف شمال الأطلسي في العراق.

ومنذ ذلك الحين سحبت كوبنهاغن غالبية جنودها من العراق.


لبنان يتجه لتأجيل ثالث للانتخابات المحلية وسط انقسام سياسي

 البرلمان اللبناني منعقداً في جلسة عامة في يناير الماضي (المجلس النيابي)
البرلمان اللبناني منعقداً في جلسة عامة في يناير الماضي (المجلس النيابي)
TT

لبنان يتجه لتأجيل ثالث للانتخابات المحلية وسط انقسام سياسي

 البرلمان اللبناني منعقداً في جلسة عامة في يناير الماضي (المجلس النيابي)
البرلمان اللبناني منعقداً في جلسة عامة في يناير الماضي (المجلس النيابي)

يمضي التوجه لتأجيل الانتخابات المحلية في لبنان، للمرة الثالثة على التوالي، بخطى حثيثة، وتدرج هيئة مكتب المجلس في اجتماعها، الأربعاء، هذا البند، إلى جانب بند آخر، على جدول أعمال جلسة الهيئة العامة للبرلمان التي يفترض أن تُعقد في الأسبوع المقبل، وذلك وسط انتقاد سياسي لتأجيل الانتخابات المقررة الشهر المقبل، ومطالبة رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع لـ«التيار الوطني الحر» بمقاطعة الجلسة.

وانتهت ولاية المجالس البلدية والاختيارية في لبنان في المرة الأولى، عام 2022، وتم تأجيل الانتخابات لمدة عام لتزامنها مع الانتخابات النيابية، وفي عام 2023، جرى تأجيلها لسنة واحدة أيضاً في مجلس النواب، أما هذا العام فإن ولايتها تنتهي في أواخر شهر مايو (أيار) المقبل، وجرى نقاش حول إجرائها مع استثناء ثلاث محافظات من أصل 7 هي الجنوب والنبطية وبعلبك الهرمل، وذلك «لأسباب أمنية مرتبطة بالحرب الإسرائيلية في الجنوب».

اقتراح قانون للتأجيل

وقال رئيس لجنة الدفاع والداخلية والشؤون البلدية في البرلمان النائب جهاد الصمد إنه تقدم منفرداً باقتراح قانون معجل مكرر إلى البرلمان يقضي بتمديد ولاية المجالس البلدية والاختيارية لمدة عام، مشيراً في حديث لـ«الشرق الأوسط» إلى أن الاقتراح «ستدرجه هيئة مكتب المجلس في اجتماعها، الأربعاء، على جدول أعمال الجلسة التي يفترض أن يدعو لعقدها رئيس المجلس وتُعقد في الأسبوع المقبل».

وقال الصمد: «خلال شهر رمضان، عقدنا جلسة للجنة الدفاع والداخلية بحضور وزير الداخلية بسام مولوي، وكان هناك رأيان؛ الأول يدعو لعقد الانتخابات واستثناء المحافظات الثلاث، والثاني يدعو لتأجيلها في ظل الظروف القائمة». وقال الصمد: «مع أن الحكومة تقول إنها جاهزة للالتزام بالمواعيد، إلا أن أول إشارة لعدم جديتها وهروبها إلى الأمام كان في عدم لحظها اعتمادات مالية لإجراء الانتخابات في موازنة عام 2024، لكننا في مناقشة الموازنة في البرلمان خصصنا ألف مليار لإجرائها».

وأكد الصمد أن الجميع بالمطلق يؤيد الالتزام بالمواعيد الدستورية، لكن «بعد العدوان الإسرائيلي لم تعد هناك ظروف طبيعية يجب أن تُجرَ الانتخابات على أساسها»، لافتاً إلى أنه في الحالتين اللتين عبّر عنهما الرأيان في الجلسة يستلزمان قوانين من البرلمان، سواء لإجراء الانتخابات مع استثناء المحافظات الثلاث، أو تمديد ولاية المجالس. وأضاف: «كوني رئيس لجنة دفاع وداخلية، أميل إلى التمديد لمدة سنة، لعدم توافر الظروف الطبيعية سياسياً وأمنياً، بعد العدوان الإسرائيلي والاستباحة للبنان، لإجراء الانتخابات».

وقال الصمد: «تقدمت باقتراح قانون معجل مكرر. لا يزال مقترحاً حتى الآن، ولا يصبح نافذاً إلا بإقراره في جلسة الهيئة العامة. في تلك الجلسة، من يخالفني الرأي، فليصوت ضده، ونحتكم جميعاً للتصويت عملاً بالأسس الديمقراطية».

النائب جهاد الصمد (الوكالة الوطنية)

شعبوية وواقعية

ويدافع الصمد عن المقترح الذي قدمه، قائلاً: «أمارس مسؤولياتي بمسؤولية، وهو حق لأي نائب بأن يعبر عن رأيه»، مشدداً على «أنني واقعي»، في مقابل «مزايدات وشعبوية». وقال: «أتحدى أن يثبت أحد أننا نمر بظروف طبيعية». وعن استثناء محافظات الجنوب والنبطية وبعلبك الهرمل، قال: «نحن لا نعيش بنظام كونفدرالي ولسنا ولايات منفصلة كي يتم استثناء محافظات من الانتخابات»، مضيفاً: «فلتكشف الداخلية اليوم، قبل 20 يوماً من موعد إجراء الانتخابات المفترض بجبل لبنان، عدد المرشحين مقارنة بفترة 20 يوماً سبقت آخر انتخابات أجريت».

وكانت وزارة الداخلية أعلنت، الأسبوع الماضي، أن مولوي وقّع قرار دعوة الهيئات الانتخابية البلدية في دوائر محافظة جبل لبنان، لانتخاب أعضاء المجالس البلدية وتحديد عدد الأعضاء لكل منها، ولانتخاب مختارين ومجالس اختيارية وتحديد عدد المختارين والأعضاء وذلك بتاريخ 12 مايو 2024.

انقسام سياسي حول التأجيل

وتعارض قوى سياسية تأجيل الانتخابات، ووصف رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع تأجيلها بأنه «جريمة إضافية بحق لبنان واللبنانيين يرتكبها كل من يساهم في التمديد مرة ثالثة للبلديات».

وتوجه جعجع إلى «محور الممانعة وحلفائه» بالقول: «بعدما حرمتم اللبنانيين من دولة فعلية، وبعدما أوصلتموهم إلى قعر جهنّم، وبعدما عطلتم الانتخابات الرئاسية، تجهدون اليوم لحرمانهم أيضاً، وأيضاً من السلطات المحلية».

ودعا جعجع «التيار الوطني الحر» الذي يترأسه النائب جبران باسيل إلى «عدم المشاركة في هذه الجريمة، وعدم حضور جلسة التمديد المنتظرة، وذلك من أجل إجبار الحكومة على تنظيم الانتخابات البلدية في المناطق اللبنانية كلها ما عدا المناطق التي تشهد عمليات عسكرية متواصلة»، في إشارة إلى إفقاد جلسة التمديد النصاب القانوني للجلسة (65 نائباً من أصل 128).

وتؤيد «حركة أمل» و«حزب الله» و«التقدمي الاشتراكي» بشكل خاص، تأجيل الانتخابات، فيما يعارضها بشكل أساسي «القوات اللبنانية» و«الكتائب». أكد عضو «اللقاء الديمقراطي» النائب مروان حمادة أن «الأحداث التي تدور في المنطقة وأجواء الحرب ستجعل إنجاز الاستحقاق البلدي والاختياري أصعب بكثير، خاصة أن أحداً لم يتقدم بالترشح بعد الدعوة التي أرسلها وزير الداخلية بسام مولوي؛ لأنّ الجو يوحي بالتأجيل الحتمي».

وستنعقد جلسة البرلمان بجدول أعمال ضيق يضم، إلى جانب تمديد ولاية المجالس المحلية، مقترحاً آخر متصلاً بتثبيت عناصر الدفاع المدني بوصفهم موظفين مدنيين يستفيدون من تقديمات تعاونية موظفي الدولة، علماً أن هؤلاء لم يتمكنوا منذ أغسطس (آب) 2023 من قبض مستحقّاتهم، وهو اقتراح تقدم به عدد من النواب بينهم الصمد ورئيس لجنة المال والموازنة إبراهيم كنعان.


بعد 193 يوماً... نتنياهو يتعهد بتحقيق أهداف الحرب

امرأة مكلومة بجانب جثة في مستشفى النجار بمدينة رفح الثلاثاء (أ.ف.ب)
امرأة مكلومة بجانب جثة في مستشفى النجار بمدينة رفح الثلاثاء (أ.ف.ب)
TT

بعد 193 يوماً... نتنياهو يتعهد بتحقيق أهداف الحرب

امرأة مكلومة بجانب جثة في مستشفى النجار بمدينة رفح الثلاثاء (أ.ف.ب)
امرأة مكلومة بجانب جثة في مستشفى النجار بمدينة رفح الثلاثاء (أ.ف.ب)

في اليوم الـ193 للحرب على قطاع غزة، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن قواته ستواصل القتال حتى تحقق أهدافها المعروفة ومن بينها القضاء على حركة «حماس».

وأضاف نتنياهو خلال حديثه مع مجندين من المقرر انضمامهم إلى وحدات المهام القتالية في ألوية «جولاني» و«جفعاتي»، في قاعدة استقبال الجنود بمعسكر «تل هشومير» بوسط إسرائيل: «إنكم تتجندون في وحدات قتالية رائعة لصد عدو قاسٍ ووحوش. لقد سقط أصدقاء جيدون في هذه الحملة، وسقطوا حتى نتمكن من تحقيق هذا النصر. أمامنا 3 أهداف: القضاء على (حماس)، وإعادة المخطوفين، والتأكد من أن غزة لم تعد تشكل تهديداً لإسرائيل».

وجاءت تصريحات نتنياهو في وقت بدأ فيه الجيش الإسرائيلي تجنيد لواءين احتياطيين للمهام العملياتية في قطاع غزة.

آليات إسرائيلية على الحدود مع قطاع غزة الثلاثاء (أ.ف.ب)

ويواصل جيش الاحتلال عملية برية واسعة في مخيم النصيرات وسط القطاع، للأسبوع الثاني على التوالي، في محاولة للسيطرة على المنطقة، التي تعد أحد معاقل «حماس» الرئيسية، قبل تنفيذ عملية أوسع في مدينة رفح جنوب القطاع.

والأسبوع الماضي، أعلن الجيش حملة مباغتة لتدمير البنى التحتية في وسط قطاع غزة.

وقال ناطق باسم الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، إن مقاتلي مجموعة القتال التابعة للواء «ناحال» استمروا في نشاطهم في وسط القطاع، وقتلوا مسلحين من «حماس»، في وقت وجَّهَت فيه قوات «اللواء 215» قطعاً جوية تابعة لسلاح الجو لتغير على بنى تحتية، وتدمرها.

فلسطينيون يجرّون عربتهم وسط الدمار في خان يونس بجنوب قطاع غزة الثلاثاء (أ.ف.ب)

وأعلن الناطق العسكري أن الجيش أغار على بنى تحتية ومنصات لإطلاق قذائف صاروخية إلى جانب العشرات من البنى التحتية والأنفاق والمباني العسكرية في وسط القطاع.

وعلى الرغم من أن الجيش يركّز جهده وسط القطاع، فإنه نفذ غارات برية في شمال القطاع، واستهدف سيارة شرطة تابعة لـ«حماس».

وأكدت مصادر فلسطينية أن الاحتلال قصف مركبة للشرطة الفلسطينية في حي التفاح في غزة، وقتل 8 فلسطينيين بينهم شرطيان.

وفي الأسابيع القليلة الماضية، سُجّل مقتل قادة في الشرطة والأجهزة الأمنية ومسؤولين محليين وأفراد يعملون في قطاعات مخصصة لخدمة المواطنين، سواء من الشرطة أو عناصر البلديات أو لجان الطوارئ، في نهج دأبت عليه إسرائيل لتقويض حكم «حماس»، ووأد أي محاولات لإعادة إحيائه في مناطق انسحب منها الجيش الإسرائيلي، مثل شمال القطاع.

فتى فلسطيني مع أغراض تمكن من استرجاعها من بين الركام في خان يونس (أ.ف.ب)

وقصفت إسرائيل أحياءً وبيوتاً ومساجد في مناطق مختلفة في غزة، بما في ذلك النصيرات والمغازي في الوسط، وجباليا في الشمال، ورفح في الجنوب، كما توغلت في بلدة بيت حانون شمالاً، وحاصرت مدارس تؤوي نازحين هناك، ثم اعتقلت عدداً كبيراً منهم.

وقال المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة إن الاحتلال يسعى لإخلاء بيت حانون وشرق جباليا في جريمة جديدة تحت غطاء مدفعي عنيف. وأضاف: «نطالب المجتمع الدولي بوضع حد لجريمة الاحتلال بملاحقته أبناء شعبنا وتهجيرهم».

ويُعتقد أن إسرائيل تريد استغلال الوقت المتبقي قبل اقتحام رفح من أجل السيطرة على وسط القطاع، وتمشيط مناطق في شماله.

وتقول إسرائيل إنها فككت كتائب الشمال، وبقيت أمامها كتيبتان في الوسط، و4 في رفح.

وتستعد إسرائيل لاقتحام رفح رغم معارضة الولايات المتحدة.

دمار واسع في خان يونس الثلاثاء (أ.ف.ب)

وقال مسؤولون إسرائيليون لشبكة «سي إن إن» الأميركية إنه كان مقرراً أن يبدأ سلاح الجو الإسرائيلي بإسقاط منشورات على أجزاء من رفح، الاثنين، وسط استعدادات لهجوم بري على المدينة، لكن تلك الخطط تأخرت خلال عطلة نهاية الأسبوع، بسبب هجوم إيران على إسرائيل.

وقال أحد المسؤولين إن «إسرائيل لا تزال مصممة» رغم تصاعد التحذيرات الدولية والإقليمية من تداعيات الاجتياح المحتمل للمنطقة التي يوجد فيها نحو 1.5 مليون نازح.

وتفرض الرقابة العسكرية الإسرائيلية تعتيماً على الأخبار المتعلقة بموعد اجتياح رفح.

ومع مواصلة الحرب على القطاع في اليوم 193، ارتفع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي إلى 33843 قتيلاً و76575 إصابة منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

دمار واسع جراء القصف الإسرائيلي على خان يونس بجنوب قطاع غزة الثلاثاء (أ.ف.ب)

وبينما تكلف الحرب مع كل يوم إضافي سقوط مزيد من الضحايا والخسائر، تكثفت المساعي لإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة. وسمح جيش الاحتلال، تحت ضغط أميركي، بتدفق أكبر للشاحنات التي تحمل الإمدادات الغذائية والمساعدات الإنسانية لسكان غزة.

وقال مسؤولون إسرائيليون إن 553 شاحنة مساعدات مرت عبر معبر كرم أبو سالم ومعبر نيتسانا خلال اليومين الماضيين، بينما جرى تنسيق دخول 126 شاحنة من جنوب قطاع غزة إلى شماله.

وساعد تدفق الوقود والدقيق إلى شمال القطاع، بافتتاح المخابز هناك بعد شهور من مجاعة طالت حياة أطفال ورضّع. وهذا التغيير في تسهيل إدخال المساعدات جاء بضغط أميركي كبير.


هل صرف «الهجوم الإيراني» أنظار العالم عن مأساة غزة؟

سيدة فلسطينية تبكي بعد مقتل أقاربها في غارة إسرائيلية (رويترز)
سيدة فلسطينية تبكي بعد مقتل أقاربها في غارة إسرائيلية (رويترز)
TT

هل صرف «الهجوم الإيراني» أنظار العالم عن مأساة غزة؟

سيدة فلسطينية تبكي بعد مقتل أقاربها في غارة إسرائيلية (رويترز)
سيدة فلسطينية تبكي بعد مقتل أقاربها في غارة إسرائيلية (رويترز)

كان الهجوم الإيراني على إسرائيل بمثابة اختبار للدفاعات الجوية لتل أبيب، ولكنه أصلح، على الأقل مؤقتاً، علاقة تل أبيب الممزقة مع واشنطن، وأبعد الحرب والمجاعة التي تلوح في الأفق في غزة عن عناوين الأخبار الرئيسية، ووضعها في أسفل جدول الأعمال الدبلوماسي.

وفي غزة، حيث يعاني جميع السكان المدنيين تقريباً من النزوح والجوع بعد أكثر من ستة أشهر من الحرب، كان هذا التحول في الاهتمام ملموساً بشكل حاد، بحسب ما نقلته صحيفة «الغارديان» البريطانية.

«التعاطف تحول إلى إسرائيل»

وقال بشير عليان، وهو موظف سابق في السلطة الفلسطينية يبلغ من العمر 52 عاماً، ويعيش الآن في خيمة في رفح مع أطفاله الخمسة: «كانت الدول والشعوب متعاطفة معنا، لكن التعاطف الآن تحول إلى إسرائيل. إسرائيل أصبحت الضحية بين عشية وضحاها».

ولفت عليان إلى أن عائلته تعيش على المساعدات الغذائية التي تقدمها وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين «أونروا»، وتأكل وجبتين فقط في اليوم، مؤكداً أنه فقد 20 كيلوغراماً (44 رطلاً) من وزنه في ستة أشهر.

وأضاف قائلاً: «إن الضغوط الدولية التي كانت تمارس على إسرائيل لجلب المزيد من المساعدات ووقف العدوان على غزة أصبحت الآن شيئاً من الماضي».

وتابع: «قضايا إيران ليست قضايانا. إنها تسعى فقط إلى تحقيق مصالحها الخاصة».

وكان الرئيس الأميركي، جو بايدن، يكثف الضغوط على إسرائيل لحماية عمال الإغاثة، وتسهيل عملهم، والسماح بدخول المزيد من المساعدات إلى غزة، خاصة بعد مقتل سبعة عمّال إغاثة من منظمة «وورلد سنترال كيتشن» في غارة إسرائيلية في غزة.

وأصبحت رئيسة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، سامانثا باور، الأسبوع الماضي أول مسؤولة في البلاد تؤكد أن المجاعة بدأت تترسخ في قطاع غزة. وفي الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، جرت مناقشات حول شرعية مبيعات الأسلحة لإسرائيل، في ظل الظروف السائدة في القطاع.

وفي مواجهة هذه الضغوط، زعمت إسرائيل أنها ستقوم «بإغراق» غزة بالمساعدات، وتحسين التنسيق مع العاملين في المجال الإنساني حتى يتمكنوا من توصيل المساعدات دون التعرض للهجوم، وفتح المعابر مباشرة إلى شمال غزة، حيث تبلغ المجاعة أقصى حد، والسماح بوصول المواد الغذائية عبر ميناء أشدود.

وكان الالتزام بهذه التدابير متفاوتاً، حيث أصبح أحد المعابر الشمالية مفتوحاً الآن، ولكن الأمم المتحدة لم يُسمح لها بعد باستخدامه.

التخلي عن غزة

وقد أجبر الهجوم غير المسبوق الذي شنته إيران خلال عطلة نهاية الأسبوع، رداً على غارة إسرائيلية على القنصلية الإيرانية في دمشق، الولايات المتحدة وحلفاء آخرين على وضع خلافاتهم جانباً، والوقوف بجانب إسرائيل.

وقالت تانيا هاري، المديرة التنفيذية لمنظمة غيشا، وهي منظمة إسرائيلية غير حكومية أنشئت للدفاع عن حرية الفلسطينيين في التنقل، وخاصة أولئك الذين يعيشون في غزة: «مع تحول كل الأنظار نحو التصعيد الخطير بين إسرائيل وإيران، نشعر بالقلق من تخلي الدول عن غزة».

وأضافت: «إن الخطوات التي تم اتخاذها في الشهر الماضي لتوسيع نطاق وصول المساعدات غير كافية على الإطلاق، ولا تعالج الأزمة بشكل هادف، ولكن تقلص الضغط الدولي على إسرائيل يخاطر بأرواح المزيد من سكان غزة. لا يمكن للعالم أن يصرف نظره عن هذه الكارثة».

ويبدو أن الولايات المتحدة أصبحت مشتتة للغاية بعد الهجوم الإيراني، لدرجة أن المسؤولين الرئيسيين بالكاد يتابعون شحنات المساعدات التي زعموا الأسبوع الماضي أنها تمثل أولوية لهم.

شاحنات تحمل مساعدات إنسانية إلى غزة (رويترز)

وقال المتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي، أمس (الاثنين)، إن الولايات المتحدة لا تزال ملتزمة بتقديم المزيد من المساعدات للمدنيين في المنطقة.

وأضاف في مقابلة مع شبكة «إم إس إن بي سي»: «المساعدات زادت بشكل كبير خلال الأيام القليلة الماضية فقط... هذا مهم، ولكن يجب أن يستمر».

وأكد كيربي أيضاً أن نحو 2000 شاحنة مساعدات وصلت إلى غزة خلال الأسبوع الماضي، وهو رقم أعلى بكثير من أرقام الأمم المتحدة لتلك الفترة. وحتى لو كان صحيحاً، فإن هذا الرقم أقل بكثير من ذلك الذي قالت الأمم المتحدة إنه ضروري لتخفيف المجاعة التي تلوح في الأفق في غزة، والذي يقدر بـ500 شاحنة مساعدات يومياً.

هجوم رفح

وهناك أيضاً مخاوف متزايدة من أنه مع تركيز العالم على الهجوم الإيراني، فإن إسرائيل قد تفي بتعهدها بشن هجوم على رفح.

وقال مصدران إسرائيليان لشبكة «سي إن إن» بالأمس إن إسرائيل كانت بصدد اتخاذ أولى خطواتها نحو شن هجوم بري على رفح بجنوب قطاع غزة هذا الأسبوع، لكنها أرجأت تلك الخطط في الوقت الذي تدرس فيه الرد على الهجوم الإيراني الأخير.

غير أن أحد المسؤولين الإسرائيليين أكد على أن إسرائيل ما زالت مصممة على شن الهجوم البري على رفح، لكن لم يتضح بعد توقيت تنفيذ عمليات إجلاء المدنيين، وشن الهجوم المزمع.

ووصفت حكمت المصري، وهي مواطنة من غزة لجأت إلى رفح خلال الأشهر الماضية، احتمالية شن هجوم إسرائيلي على المدينة الجنوبية بـ«الكارثة».

وتابعت: «رفح هي الرئة التي يتنفس من خلالها جميع سكان قطاع غزة. إنها نقطة العبور الوحيدة لدخول المساعدات. أين سيذهب كل هؤلاء اللاجئين في حال مهاجمة إسرائيل لها».

ويعيش أكثر من مليون شخص في خيام وملاجئ مؤقتة في رفح، بعد فرارهم من القتال في أقصى الشمال. وقالت الولايات المتحدة إن إسرائيل لا يمكنها المضي قدماً في العملية ما لم تكن لديها خطة واضحة لحماية المدنيين.


انتشال جثث 15 شخصاً قتلهم الجيش الإسرائيلي في خان يونس

ممرضة تحاول إسعاف طفل في مستشفى «شهداء الأقصى» في غزة (أ.ف.ب)
ممرضة تحاول إسعاف طفل في مستشفى «شهداء الأقصى» في غزة (أ.ف.ب)
TT

انتشال جثث 15 شخصاً قتلهم الجيش الإسرائيلي في خان يونس

ممرضة تحاول إسعاف طفل في مستشفى «شهداء الأقصى» في غزة (أ.ف.ب)
ممرضة تحاول إسعاف طفل في مستشفى «شهداء الأقصى» في غزة (أ.ف.ب)

أفاد التلفزيون الفلسطيني اليوم الثلاثاء بأن الدفاع المدني في غزة أعلن انتشال جثث 15 شخصا قال إن الجيش الإسرائيلي قتلهم بمناطق متفرقة في خان يونس بجنوب القطاع.

وفي وقت سابق اليوم، ذكرت إذاعة «الأقصى» الفلسطينية أن الجيش الإسرائيلي ألقى منشورات على غرب خان يونس يحذر فيها المواطنين من العودة إلى شمال القطاع.

ونشرت الإذاعة صورة لما قالت إنه المنشور الذي ألقته إسرائيل، والذي يحذر فيه الجيش من أن المنطقة الموجودة «شمال وادي غزة تعد منطقة قتال خطيرة».

فتاة فلسطينية تحمل منشوراً ألقاه الجيش الإسرائيلي على دير البلح في قطاع غزة يحذر من عودة النازحين للشمال (أ.ف.ب)

وفي سياق متصل، حذرت وزارة الصحة في قطاع غزة اليوم (الثلاثاء) من احتمال توقف مولدات الكهرباء بالمستشفيات في أي لحظة، بما ينذر بحدوث «كارثة صحية».

وقالت الوزارة في بيان: «هناك خشية كبيرة من توقف مولدات الكهرباء التي عملت بكامل طاقتها على مدار الساعة في المستشفيات، والشواهد تشير إلى أنها قابلة للتوقف في أي لحظة، الأمر الذي يؤدي إلى كارثة صحية».

وناشدت الوزارة كافة المؤسسات المعنية «توفير مولدات جديدة أو العمل على عودة خطوط الكهرباء للمستشفيات».

وقالت وزارة الصحة في قطاع غزة إن عدد الفلسطينيين الذين قتلوا جراء الحرب الإسرائيلية على القطاع منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي ارتفع إلى 33 ألفا و843، بينما زاد عدد المصابين إلى 76 ألفا و575 مصابا.

أقارب أحد ضحايا القصف الإسرائيلي على غزة في مستشفى النجار (أ.ف.ب)

وذكرت الوزارة في بيان أن 46 فلسطينيا قتلوا وأصيب 110 آخرون في الهجمات الإسرائيلية على القطاع خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.

وأضاف البيان أنه لا يزال هناك عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.


«حزب الله» يشن هجوماً بمسيّرات على شمال إسرائيل

تصاعد الدخان جراء غارة إسرائيلية على جنوب لبنان أمس (أ.ف.ب)
تصاعد الدخان جراء غارة إسرائيلية على جنوب لبنان أمس (أ.ف.ب)
TT

«حزب الله» يشن هجوماً بمسيّرات على شمال إسرائيل

تصاعد الدخان جراء غارة إسرائيلية على جنوب لبنان أمس (أ.ف.ب)
تصاعد الدخان جراء غارة إسرائيلية على جنوب لبنان أمس (أ.ف.ب)

أفادت صحيفة «تايمز اوف إسرائيل»، اليوم (الثلاثاء)، بأن ثلاثة أشخاص أصيبوا جراء إطلاق طائرتين مسيرتين مفخختين من لبنان على شمال إسرائيل بالقرب من بلدة كريات شمونة.

من جانبه، قال «حزب الله» اللبناني، اليوم، إنه شن هجوما بالمسيرات على دفعتين استهدفتا منظومة الدفاع ‏الصاروخي في بيت هلل بشمال إسرائيل، لافتا إلى أن الهجوم أدى إلى سقوط طاقم منصات القبة الحديدية بين ‏قتيل وجريح.

ووصفت الصحيفة الإسرائيلية الإصابات الثلاث بأنها «طفيفة»، لافتة إلى أن صفارات الإنذار لم تنطلق.

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إن المسيرتين انفجرتا في منطقة بيت هيلل، مشيرا إلى أن الحادثة قيد التحري.

ويتبادل الجيش الإسرائيلي و«حزب الله» اللبناني القصف عبر الحدود بشكل شبه يومي منذ اندلاع الحرب بقطاع غزة في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.