طهران تحتج على تعهد بايدن مواصلة الضغط حتى إحياء الاتفاق النووي

الخارجية الإيرانية: تعاوننا مع موسكو في بعض المجالات يعود إلى ما قبل الحرب الأوكرانية

المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني في مؤتمر صحافي (أرنا)
المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني في مؤتمر صحافي (أرنا)
TT

طهران تحتج على تعهد بايدن مواصلة الضغط حتى إحياء الاتفاق النووي

المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني في مؤتمر صحافي (أرنا)
المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني في مؤتمر صحافي (أرنا)

احتجت طهران على تعهد الرئيس الأميركي جو بايدن بممارسة الضغط الدبلوماسي والاقتصادي على إيران لدفعها في العودة إلى الاتفاق النووي لعام 2015.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، إن «رواية» الرئيس الأميركي «أحادية الجانب» و«غير واقعية»، معتبراً سياسة الإدارة الأميركي «تتناقض» مع رغبته في إحياء الاتفاق النووي.
ومن المتوقع أن تتم مناقشة مسألة إيران خلال الرحلة في منطقة ينتابها القلق إزاء نفوذ طهران. وأكد بايدن، أنّه يريد «تحقيق تقدّم» في منطقة ما زالت «مليئة بالتحديات»، بينها البرنامج النووي الإيراني. وقال في مقال رأي نشرته صحيفة «واشنطن بوست» الجمعة «ستُواصل إدارتي زيادة الضغط الدبلوماسي والاقتصادي حتّى تصبح إيران مستعدّة للعودة إلى الامتثال للاتفاق النووي لعام 2015».
وقال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، إن الولايات المتحدة تعتقد أن إيران تستعد لتزويد روسيا بما يصل إلى مئات عدة من الطائرات المسيرة، بعضها يمكن تسليحه، لاستخدامها في حربها ضد أوكرانيا. وأضاف، أن لدى الولايات المتحدة معلومات تظهر أن إيران تستعد لتدريب قوات روسية على استخدام هذه الطائرات المسيرة.
https://twitter.com/aawsat_News/status/1546776375180214277?s=20&t=UueWdmQUr0pcxlwxEXydRg
في المقابل، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني الثلاثاء، إن «التعاون بين الجمهورية الإسلامية وروسيا في بعض مجالات التقنية الحديثة يعود إلى ما قبل الحرب في أوكرانيا ولم يطرأ أي جديد في الآونة الأخيرة»، مضيفاً أن «موقف طهران إزاء الحرب في أوكرانيا «واضح تماماً وأعلن رسمياً مرات عدة».

الضغوط القصوى
في أول تعليق إيراني على مقال بايدن، قال كنعاني، إن «تأكيد بايدن على اتباع وممارسة سياسة الضغط الاقتصادي والدبلوماسي ضد إيران تتناقض مع رغبة الأميركية المعلنة في إحياء اتفاق 2015»، مضيفاً أن هذه التصريحات تندرج في «سياسة الضغط الأقصى الفاشلة لإدارة (الرئيس الأميركي دونالد) ترمب ضد إيران».
ورأى كنعاني، أن «الحكومة الأميركية السابقة بانسحابها الأحادي من الاتفاق النووي، ألحقت أضرار جسيمة باستراتيجية الدبلوماسية المتعددة الأطراف لحل الخلافات»، وأن الإدارة الحالية «رغم كل الشعارات والمزاعم بشأن العودة للاتفاق تعويض أخطاء الحكومة السابقة، من المؤسف أنها تتبع عملياً النهج نفسه مع استمرار ممارسة الضغوط الاقتصادية وسياسة فرض العقوبات على إيران»، حسبما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية عن الإعلام الرسمي الإيراني.
ومن المقرر أن يزور بايدن إسرائيل والضفة الغربية المحتلة من 13 إلى 15 يوليو (تموز)، على أن يتوجه بعدها إلى السعودية، في أول جولة إقليمية منذ توليه منصبه مطلع العام 2021.

توقيت حساس
وتأتي الزيارة في ظل جمود يهيمن على مباحثات إحياء اتفاق العام 2015 بين طهران والقوى الكبرى بشأن البرنامج النووي الإيراني الذي انسحبت منه الولايات المتحدة عام 2018.
ومنذ أن انسحب الرئيس الأميركي في ذلك الوقت دونالد ترمب من الاتفاق وأعاد فرض العقوبات على طهران في 2018، انتهكت إيران القيود التي يفرضها الاتفاق على أنشطتها النووية؛ إذ خصّبت اليورانيوم إلى درجة قريبة من إنتاج الأسلحة واستخدمت أجهزة طرد مركزي أكثر تقدماً، وزادت من مخزونها من اليورانيوم المخصب. وذلك في وقت أبدى بايدن نيته إعادة واشنطن إلى متن الاتفاق، بشرط عودة طهران لاحترام كامل التزاماتها بموجبه.
وتخصب إيران اليورانيوم بمستوى يصل إلى 60 في المائة، أي أعلى كثيراً من مستوى 20 في المائة الذي كانت تنتجه بموجب الاتفاق النووي المبرم مع القوى العالمية عام 2015، والذي كان أعلى مستوى تخصيب بموجبه يصل إلى 3.67 في المائة.
وفي حين تحذر القوى الغربية من أنها تقترب أكثر من أي وقت مضى من القدرة على صنع قنبلة نووية، تقول طهران إن خطوات يمكن التراجع عنها إذا حصلت على ضمانات أميركية بعدم انسحاب واشنطن مجدداً من الاتفاق وأخرى اقتصادية.
وبدا إحياء الاتفاق وشيكاً في مارس (آذار)، عندما وجه الاتحاد الأوروبي الدعوة إلى وزراء خارجية الدول الموقعة على الاتفاق النووي للتوجه إلى فيينا لوضع اللمسات الأخيرة على الخطوط العريضة لإحياء الاتفاق، بعد محادثات غير المباشرة على مدى 11 شهراً بين طهران وإدارة بايدن.
لكن المحادثات تعثرت بسبب مطالب روسية في اللحظة الأخيرة وأخرى إيرانية بإلغاء إدراج «الحرس الثوري» من قائمة أميركية للمنظمات الإرهابية الأجنبية.
وأوضحت إدارة بايدن، أنه لا خطط لديها لرفع اسم «الحرس الثوري» الإيراني من القائمة، وهي خطوة ستكون ذات تأثير عملي محدود على الأرجح، لكنها ستغضب الكثير من المشرعين الأميركيين.
ويقول دبلوماسيون إيرانيون وغربيون، إن العقبات الأخرى المتبقية أمام الاتفاق تشمل تقديم تأكيدات بأن واشنطن لن تنسحب من الاتفاق مرة أخرى وأن تسحب الوكالة الدولية للطاقة الذرية مطالبها المتعلقة بأنشطة طهران النووية.
وأجرى الجانبان في أواخر يونيو (حزيران)، مباحثات غير مباشرة في الدوحة بتسهيل من الاتحاد الأوروبي، انتهت دون تحقيق اختراق.
وفرضت الولايات المتحدة خلال الأشهر الماضية عقوبات على أطراف وشركات تتهمها بالتحايل على العقوبات النفطية على إيران، مؤكدة أنها ستواصل محاولات إحياء الاتفاق النووي وتطبيق العقوبات في الوقت عينه.

تهديد المنطقة
وأكد بايدن أيضاً في مقال «واشنطن بوست»، رغبته خلال الزيارة في «العمل من أجل استقرار أكبر» في المنطقة.
تعليقاً على ذلك، قال كنعاني، إن «منطقة الشرق الأوسط لن تكون أكثر أمناً واستقراراً إلا من خلال قيام أميركا بإنهاء سياستها في خلق الانقسام بين دول المنطقة»، مضيفاً «طالما لم تصحح الولايات المتحدة سياساتها الخاطئة والمسببة للأزمات، بإرسال الأسلحة إلى المنطقة، وتوقف دعمها غير المشروط للكيان الصهيوني وإنهاء سياسة الترهيب من إيران، فإنها المسؤولة الرئيسية عن عدم الاستقرار في منطقة غرب آسيا».
وقال كنعاني، إن «الكيان الصهيوني أكبر مصدر لزعزعة الاستقرار وانتشار الإرهاب في منطقة غرب آسيا»، مضيفاً أن «الدعم الأميركي لهذا الكيان، أوضح دليل على بطلان مزاعم الحكومة الأميركية بشأن السلام».
https://twitter.com/aawsat_News/status/1508199180178583552
ولطالما هددت إسرائيل، بعمل عسكري ضد طهران إذا فشلت المحادثات بينها وبين القوى العالمية للحد من أنشطة إيران النووية، في حين تقول طهران إن طموحاتها النووية سلمية. وكشفت إيران في فبراير (شباط) عن الصاروخ خيبر شكن الذي يبلغ مداه 1450 كيلومتراً.
وتقول إيران، إن صواريخها الباليستية يمكن أن تصل لمدى ألفي كيلومتر وقادرة على بلوغ إسرائيل والقواعد الأميركية في المنطقة.


مقالات ذات صلة

كوريا الشمالية تحذر من «خطر أكثر فداحة» بعد اتفاق بين سيول وواشنطن

العالم كوريا الشمالية تحذر من «خطر أكثر فداحة» بعد اتفاق بين سيول وواشنطن

كوريا الشمالية تحذر من «خطر أكثر فداحة» بعد اتفاق بين سيول وواشنطن

حذرت كيم يو جونغ شقيقة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون من أن الاتفاق بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية لتعزيز الردع النووي ضد بيونغ يانغ لن يؤدي إلا إلى «خطر أكثر فداحة»، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية. كانت واشنطن وسيول حذرتا الأربعاء كوريا الشمالية من أن أي هجوم نووي تطلقه «سيفضي إلى نهاية» نظامها. وردت الشقيقة الشديدة النفوذ للزعيم الكوري الشمالي على هذا التهديد، قائلة إن كوريا الشمالية مقتنعة بضرورة «أن تحسن بشكل أكبر» برنامج الردع النووي الخاص بها، وفقا لتصريحات نقلتها «وكالة الأنباء الكورية الشمالية» اليوم (السبت).

«الشرق الأوسط» (بيونغ يانغ)
العالم في ذكرى كارثة «تشرنوبيل»... أوكرانيا تحذّر من «ابتزاز» نووي روسي

في ذكرى كارثة «تشرنوبيل»... أوكرانيا تحذّر من «ابتزاز» نووي روسي

في الذكرى السنوية الـ37 لكارثة «تشرنوبيل» النووية، حثت أوكرانيا اليوم (الأربعاء)، العالم على ألا يستسلم لـ«ابتزاز» روسيا بخصوص المنشآت النووية التي استولت عليها خلال غزوها لأوكرانيا. وبدأ العاملون السابقون فعاليات إحياء الذكرى في الموقع الذي كان يطلق عليه «محطة تشرنوبيل للطاقة النووية». ووقف العاملون السابقون ليلاً في بلدة سلافوتيتش بشمال البلاد، لإحياء ذكرى ضحايا أسوأ كارثة نووية في العالم والتي وقعت في 26 أبريل (نيسان) 1986. وأسفر انفجار في المحطة، التي كانت تقع في أوكرانيا السوفياتية آنذاك، عن إرسال مواد إشعاعية عبر أوروبا.

«الشرق الأوسط» (كييف)
العالم «الطاقة الذرية» تحذر من تجدد القتال حول محطة زابوريجيا النووية

«الطاقة الذرية» تحذر من تجدد القتال حول محطة زابوريجيا النووية

حذر رافائيل غروسي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة أمس (الجمعة)، من أن الأعمال العدائية المتزايدة حول محطة زابوريجيا للطاقة النووية الواقعة جنوبي أوكرانيا تزيد مرة أخرى من خطر وقوع كارثة، وفقاً لوكالة «الأنباء الألمانية». وقال غروسي إنه شاهد بنفسه «مؤشرات واضحة على تجهيزات عسكرية» حول محطة زابوريجيا، أكبر محطة نووية في أوروبا عندما زارها قبل ثلاثة أسابيع. وتابع غروسي في بيان يوم الجمعة، أنه «ومنذ ذلك الحين، أبلغ خبراؤنا في المحطة بشكل متكرر عن سماع دوي انفجارات، مما يشير في بعض الأحيان إلى وقوع قصف مكثف ليس بعيدا عن الموقع.

«الشرق الأوسط» (كييف)
العالم كوريا الشمالية ترفض دعوة «مجموعة السبع» للامتناع عن تجارب نووية جديدة

كوريا الشمالية ترفض دعوة «مجموعة السبع» للامتناع عن تجارب نووية جديدة

رفضت كوريا الشمالية، اليوم (الجمعة)، دعوة مجموعة السبع لها إلى «الامتناع» عن أي تجارب نووية أخرى، أو إطلاق صواريخ باليستية، مجددةً التأكيد أن وضعها بوصفها قوة نووية «نهائي ولا رجعة فيه»، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية». ونددت وزيرة الخارجية الكورية الشمالية تشوي سون هوي بالبيان «التدخلي جداً» الصادر عن «مجموعة السبع»، قائلة إن القوى الاقتصادية السبع الكبرى في العالم تُهاجم «بشكل خبيث الممارسة المشروعة للسيادة» من جانب بلادها. وقالت تشوي في بيان نشرته «وكالة الأنباء الرسمية الكورية الشمالية» إن «موقف جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية بصفتها قوة نووية عالمية نهائي ولا رجوع فيه». واعتبرت أن «(مج

«الشرق الأوسط» (بيونغ يانغ)
العالم روسيا تختبر بنجاح صاروخاً باليستياً «متقدماً»

روسيا تختبر بنجاح صاروخاً باليستياً «متقدماً»

أعلنت روسيا أنها أجرت تجربة ناجحة لإطلاق صاروخ باليستي «متقدم» عابر للقارات، بعد أسابيع على تعليق مشاركتها في آخر اتفاق للحد من الأسلحة النووية مع الولايات المتحدة، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية. وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان إن «طاقماً قتالياً أطلق بنجاح صاروخاً باليستياً عابراً للقارات (آي سي بي إم) من نظام صاروخي أرضي متحرك» من موقع التجارب في كابوستين يار (الثلاثاء). وأضاف البيان أن «الرأس الحربي للصاروخ ضرب هدفاً وهمياً في ميدان التدريب ساري شاجان (كازاخستان) بدقة محددة». ومنذ إرسال قوات إلى أوكرانيا العام الماضي، أطلق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تحذيرات مبطنة بأنه قد يستخدم أسلحة

«الشرق الأوسط» (موسكو)

ميلوني بحثت مع ترمب قضية إيطالية تحتجزها إيران

ترمب وميلوني في صورة جمعتهما مع المرشّحين لمنصب وزير الخزانة سكوت بيسنت (يسار) ووزير الخارجية ماركو روبيو في مارالاغو السبت (إ.ب.أ)
ترمب وميلوني في صورة جمعتهما مع المرشّحين لمنصب وزير الخزانة سكوت بيسنت (يسار) ووزير الخارجية ماركو روبيو في مارالاغو السبت (إ.ب.أ)
TT

ميلوني بحثت مع ترمب قضية إيطالية تحتجزها إيران

ترمب وميلوني في صورة جمعتهما مع المرشّحين لمنصب وزير الخزانة سكوت بيسنت (يسار) ووزير الخارجية ماركو روبيو في مارالاغو السبت (إ.ب.أ)
ترمب وميلوني في صورة جمعتهما مع المرشّحين لمنصب وزير الخزانة سكوت بيسنت (يسار) ووزير الخارجية ماركو روبيو في مارالاغو السبت (إ.ب.أ)

فاجأت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، حلفاءها، المحليين والإقليميين، عندما حطّت طائرتها بعد ظهر السبت، في مطار ميامي، وتوجّهت مباشرةً إلى منتجع «مارالاغو» لمقابلة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، الذي استقبلها بحفاوة لافتة، واجتمع بها لساعة بحضور ساعده الأيمن إيلون ماسك، الذي تربطه علاقة وثيقة بميلوني.

وأفادت مصادر الوفد الذي رافق ميلوني بأنها بحثت مع الرئيس الأميركي المنتخب قضية الصحافية الإيطالية، سيسيليا سالا، التي اعتقلتها السلطات الإيرانية بتهمة التجسس، وتحاول مقايضة الإفراج عنها بتسليم القضاء الإيطالي المهندس الإيراني محمد عابديني، الذي كانت السلطات الإيطالية قد اعتقلته الشهر الماضي تنفيذاً لمذكرة جلب دولية صادرة عن الحكومة الأميركية، التي تتهمه بخرق الحصار المفروض على إيران وتزويدها بمعدات إلكترونية لصناعة مسيّرات استُخدمت في عدد من العمليات العسكرية، أودت إحداها بحياة ثلاثة جنود أميركيين في الأردن مطلع العام الماضي.