كانت والدة المتهم بقتل رئيس الوزراء الياباني السابق شينزو آبي، عضواً في «كنيسة التوحيد»، وفق ما كشفت عنه اليوم (الإثنين) هذه الحركة الدينية العالمية التي تأسست في كوريا في خمسينات القرن الماضي، وذلك غداة إعلان الشرطة اليابانية أن المشتبه به أفاد بأن سبب استهداف آبي انتماؤه إلى منظمة معيّنة لم يُكشف اسمها رسمياً بعد.
ووفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية، فقد ذكرت تقارير إعلامية يابانية، أن الموقوف، تيتسويا ياماغامي (41 عاماً) يحمّل المجموعة التي وصفت بأنها منظمة دينية، مسؤولية الصعوبات المالية التي تواجهها عائلته نظراً إلى أن والدته قدّمت تبرّعات كبيرة لها.
وفيما يأتي بعض المعلومات عن كنيسة التوحيد التي عُرف عنها إقامتها حفلات زفاف جماعي وصلاتها في عالم الأعمال:
تأسست هذه الحركة، واسمها الرسمي «اتحاد الأسرة من أجل السلام العالمي والتوحيد»، في العام 1954 على يد سون ميونغ مون بعدما نبذته الكنائس البروتستانتية التقليدية.
وعُرف أعضاؤها أحياناً باسم «مونيز»، نسبة إلى مون الذي ولد في 1920، وسط عائلة كانت تعمل في الزراعة، فيما باتت اليوم كوريا الشمالية.
ودرس مون الهندسة في طوكيو، وقام بجولة عالمية أولى في 1965، وأصبح على مر الأعوام مالكاً لإمبراطورية تجارية تتنوع بين البناء والغذاء والتعليم والإعلام. كما استحوذ على نادٍ محترف لكرة القدم.
سون ميونغ مون (أ.ب)
وانتقل مون إلى الولايات المتحدة في مطلع السبعينات، ووجه إليه الاتهام بالتهرب الضريبي في العام 1981، قبل أن تتم إدانته ويودع السجن 11 شهراً.
ووفق بعض التقديرات، فإن مون لديه 14 ولداً من زوجته هاك جان هان التي تشرف حالياً على كنيسة التوحيد.
ونجحت حركة مون في استقطاب الأعضاء بشكل سريع، وزاد عددهم من 100 مبشّر إلى قرابة 10 آلاف في أعوام قليلة.
ولدى وفاة مون في العام 2012، قالت الكنيسة التي ترتكز تعاليمها على تفسيرات جديدة للإنجيل، إنها تضم في أوساطها زهاء ثلاثة ملايين شخص.
إلا أن خبراء يرجّحون أن تكون أرقام المنتسبين انخفضت بشكل ملحوظ عن الذروة التي بلغتها في الثمانينات، لتقتصر على بضع مئات من الآلاف.
وتأسس الفرع الياباني للكنيسة في العام 1959 حين بعثت بمبشّرين إلى اليابان والولايات المتحدة في أواخر الخمسينات، عملوا على استقطاب أعضاء يتمتعون بذهنية تجارية.
وعرفت هذه الحركة خلال عقود بتنظيم حفلات الزفاف الجماعي التي غالباً ما تقام في ملاعب رياضية ضخمة، ويعقد فيها قران آلاف الأزواج الذين غالباً ما لا يكون أحدهم يعرف الآخر.
وخلف هيونغ جين، النجل الأصغر لمون، والده كأبرز قادة الكنيسة في 2008، إلا أن خلافاً مع والدته دفعه للابتعاد وتأسيس كنيسة خاصة به.
واستقطبت مجموعات مرتبطة بكنيسة التوحيد العديد من الشخصيات البارزة للتحدث في مناسباتها، ومنهم الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب.
كما ألقى رئيس الوزراء الياباني السابق شينزو آبي كلمات في مناسبات لمجموعات مرتبطة بهذه الكنيسة؛ ما جعله عرضة لانتقادات.
والعام الماضي، تقدّم عدد من المحامين برسالة احتجاج بعدما ألقى آبي خطاباً في حفل لمجموعة على صلة بكنيسة التوحيد. كما سبق للمحامين الذين أكدوا أنهم يمثّلون موكّلين خسروا أموالاً بسبب الكنيسة، انتقاد آبي على خلفية توجيهه برقية تهنئة لأزواج اقترنوا خلال حفل جماعي أقامته الكنيسة في العام 2006.
«كنيسة التوحيد»... ما هي وما علاقتها بمقتل شينزو آبي؟
«كنيسة التوحيد»... ما هي وما علاقتها بمقتل شينزو آبي؟
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة