الحجاج يرمون اليوم الجمرات الثلاث... وغداً يغادر المتعجلون

وزير الداخلية السعودي يدشن منظومة للإنذار المبكر... وانسيابية في خطط التفويج والنقل

لقطة جوية تظهر حجاجاً يؤدون طواف الإفاضة السبت (تصوير: بشير صالح)
لقطة جوية تظهر حجاجاً يؤدون طواف الإفاضة السبت (تصوير: بشير صالح)
TT

الحجاج يرمون اليوم الجمرات الثلاث... وغداً يغادر المتعجلون

لقطة جوية تظهر حجاجاً يؤدون طواف الإفاضة السبت (تصوير: بشير صالح)
لقطة جوية تظهر حجاجاً يؤدون طواف الإفاضة السبت (تصوير: بشير صالح)

يستقبل حجاج بيت الله الحرام «الأحد» أول أيام التشريق، الذي يوافق «ثاني أيام عيد الأضحى»، حيث يرمون الجمرات الثلاث، مبتدئين بالصغرى ثم الوسطى، والكبرى، وهي «العقبة» التي تم رميها في أول أيام عيد الأضحى.
بينما يبدأ أغلب الحجاج من المتعجلين في حزم أمتعتهم لمغادرة مشعر منى، وذلك بعد رمي الجمرات الثلاث قبل غروب شمس يوم غد الاثنين الموافق الثاني عشر من ذي الحجة، فيما يستحسن بعض الحجاج عدم التعجل، والبقاء في المشاعر المقدسة، حيث سيغادرون منى بعد رمي الجمرات.
ومن مكتبه بمكة المكرمة، دشن الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف وزير الداخلية السعودي، المنصة الوطنية للإنذار المبكر في حالات الطوارئ باستخدام خدمة البث الخلوي.
وأوضح الفريق سليمان العمرو، مدير عام الدفاع المدني السعودي خلال التدشين، أن المنصة ستسهم في حماية الأرواح والممتلكات والحد من الآثار الناتجة عن المخاطر.
وتواصل وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، ممثلة بالأمانة العامة للتوعية الإسلامية في الحج والعمرة والزيارة، تقديم الأعمال الدعوية والتوعوية لضيوف الرحمن خلال أيام التشريق، حيث تتضمن الأعمال تقديم محاضرات إيمانية وكلمات ودروس علمية يقدمها علماء ودعاة ومترجمون مختصون بأكثر من عشر لغات عالمية يعملون على مدار الساعة طيلة فترة الحج، في إطار الجهود التي تقدمها الوزارة لتوعية وتبصير الحجاج بأعمال المناسك ضمن خطتها لحج العام الجاري.
وتستقبل الأمانة من خلال الهاتف المجاني استفسارات الحجاج، بمشاركة 330 داعية، لتقديم الإفتاء عبر كبائن الاتصال الخاصة لحملات الحج الداخلية، وكذلك الأجهزة الإلكترونية في مسجد الخيف بمشعر منى، لتقديم الفتوى لضيوف الرحمن عن بعد، وكما تتضمن الأعمال توزيع كتيبات ومطويات توعوية، وبث رسائل نصية توعوية بلغات عالمية.

جانب من حركة الحجاج لدى توجههم صوب منشأة الجمرات السبت (تصوير: عبد الله الفالح)

من جانب آخر، أشاد الدكتور نايف الحجرف أمين عام مجلس التعاون الخليجي، بالجهود الكبيرة والمقدرة التي تقوم بها الحكومة السعودية تجاه خدمة المشاعر المقدسة وضيوف الرحمن من حجاج ومعتمرين، مثمناً رعاية خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده لخدمة الحرمين الشريفين وحجاج بيت الله الحرام وزوار المسجد النبوي الشريف، وبالجهود المخلصة التي تبذلها المملكة في سبيل تنظيم موسم الحج في كل عام.
وكان أول وفود حجاج هذا العام، أدى طواف الإفاضة، وسط منظومة من الخدمات داخل المسجد الحرام، وشاركت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي ضمن خطتها الميدانية والإرشادية والفنية والهندسية مع الجهات المعنية بتنظيم دخول الحجيج إلى الحرم المكي وفق تنظيم وترتيب دقيق، أثناء تأدية الطواف حول الكعبة المشرفة في انسيابية وتسهيل حركة الحشود.
فيما أدى المصلون أمس «السبت» صلاة عيد الأضحى المبارك في المسجد الحرام، وأم المصلين الدكتور عبد الله الجهني إمام وخطيب المسجد الحرام الذي أوصى في خطبته المسلمين بتقوى الله، «فهي رأس كل خير، ومفتاح كل خير وسبب كل خير في الدنيا والآخرة».
إلى ذلك توافد حجاج بيت الله الحرام، منذ فجر أول أيام عيد الأضحى المبارك لرمي جمرة العقبة في مشعر منى، وسط انسيابية في التنقل وفق خطة التفويج المعدة لذلك، حيث أدت الجموع شعيرة الرمي دون تزاحم أو تدافع في الأدوار الأربعة لمنشأة الجمرات، مع توفر جميع الخدمات الأمنية والصحية والإسعافية والدفاع المدني إلى جانب رجال الأمن القائمين على تنظيم حركة الحجيج في ساحات جسر الجمرات وعلى مداخله ومخارجه.
ومن المشاعر المقدسة، أعلنت وزارة الحج والعمرة، نجاح خطة نفرة الحجاج من مشعر عرفات إلى مشعر مزدلفة، ثم إلى مشعر منى، وأوضحت الوزارة أن عملية التفويج إلى مزدلفة تمت وفقاً للخطة والجداول المحددة مسبقاً، وتم تطبيقها في مواعيدها المجدولة من بداية الساعة السابعة مساءً، وبلغ عدد الحافلات المستخدمة في التصعيد من مشعر عرفات 6372 حافلة، فيما تم نقل نحو 200 ألف حاج عبر قطار المشاعر، وبلغت نسبة التفويج لكافة الحجاج 100 في المائة، والتي استمرت إلى قبل منتصف الليل.
يُذكر أن عمليات التفويج لموسم حج العام الجاري، مستمرة في المشاعر المقدسة، لتشمل طواف الإفاضة، ورمي الجمرات لمدة 3 أيام، بالإضافة إلى طواف الوداع لحجاج الداخل والخارج حتى مغادرة الحجاج إلى بلادهم أو إلى المدينة المنورة.
وبدأت عمليات التفويج من قدوم الحجاج عبر المنافذ البرية، والمطارات الجوية، والميناء البحري، بالاعتماد على وسائل التقنية المتقدمة، ضمن خطط منظمة، وأوقات متفرقة، وأماكن متنوعة حتى يعود الحجاج بسلام آمنين إلى بلادهم.


مقالات ذات صلة

السعودية تعلن بدء التخطيط الزمني لموسم الحج المقبل

الخليج الأمير سعود بن مشعل أكد ضرورة تكثيف التنسيق بين كافة القطاعات لتهيئة كافة السبل لتطوير الخدمات (إمارة منطقة مكة المكرمة)

السعودية تعلن بدء التخطيط الزمني لموسم الحج المقبل

نحو تهيئة كافة السبل لتطوير الخدمات وتسهيل طرق الحصول عليها وتحسين المرافق التي تحتضن هذه الشعيرة العظيمة، أعلنت السعودية عن بدء التخطيط الزمني لحج 1446هـ.

«الشرق الأوسط» (جدة)
شمال افريقيا الحجاج المصريون النظاميون يؤدون مناسك الحج (أرشيفية - وزارة التضامن الاجتماعي)

مصر تلغي تراخيص شركات سياحية «متورطة» في تسفير حجاج «غير نظاميين»

ألغت وزارة السياحة والآثار المصرية تراخيص 36 شركة سياحة، على خلفية تورطها في تسفير حجاج «غير نظاميين» إلى السعودية.

أحمد عدلي (القاهرة)
الخليج 7700 رحلة جوية عبر 6 مطارات نقلت حجاج الخارج إلى السعودية لأداء فريضة الحج (واس)

السعودية تودّع آخر طلائع الحجاج عبر مطار المدينة المنورة

غادر أراضي السعودية، الأحد، آخر فوج من حجاج العام الهجري المنصرم 1445هـ، على «الخطوط السعودية» من مطار الأمير محمد بن عبد العزيز الدولي في المدينة المنورة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد صورة للطرفين عقب توقيع الاتفاقية (مجموعة السعودية)

«مجموعة السعودية» توقّع صفقة لشراء 100 طائرة كهربائية

وقّعت «مجموعة السعودية» مع شركة «ليليوم» الألمانية، المتخصصة في صناعة «التاكسي الطائر»، صفقة لشراء 100 مركبة طائرة كهربائية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق الثوب الأغلى في العالم بحلته الجديدة يكسو الكعبة المشرفة في المسجد الحرام بمكة المكرمة (هيئة العناية بشؤون الحرمين)

«الكعبة المشرفة» تتزين بالثوب الأنفس في العالم بحلته الجديدة

ارتدت الكعبة المشرفة ثوبها الجديد، الأحد، جرياً على العادة السنوية من كل عام هجري على يد 159 صانعاً وحرفياً سعودياً مدربين ومؤهلين علمياً وعملياً.

إبراهيم القرشي (جدة)

مسؤول إيراني لـ«الشرق الأوسط»: عازمون مع الرياض على إرساء السلام في المنطقة

نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي (رويترز)
نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي (رويترز)
TT

مسؤول إيراني لـ«الشرق الأوسط»: عازمون مع الرياض على إرساء السلام في المنطقة

نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي (رويترز)
نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي (رويترز)

أكد نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي، أن إيران والسعودية تعتزمان إرساء السلام وديمومة الهدوء في منطقة متنامية ومستقرّة، مضيفاً أن ذلك يتطلب «استمرار التعاون الثنائي والإقليمي وتعزيزه، مستهدفين تذليل التهديدات الحالية».

وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط» على هامش زيارته إلى السعودية التي تخلّلها بحث العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها وتطويرها في شتى المجالات، بالإضافة إلى مناقشة المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، خلال لقاء، الاثنين، مع وليد الخريجي، نائب وزير الخارجية السعودي، قال روانجي: «الإجراءات الإيرانية - السعودية تتوّج نموذجاً ناجحاً للتعاون الثنائي ومتعدد الأطراف دوليّاً في إطار التنمية والسلام والأمن الإقليمي والدولي»، مشدّداً على استمرار البلدين في تنمية التعاون في مختلف المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والتجارية والقنصلية؛ بناءً على الأواصر التاريخية والثقافية ومبدأ حسن الجوار، على حد وصفه.

الجولة الثانية من المشاورات الثلاثية عُقدت في الرياض الثلاثاء (واس)

والثلاثاء، رحبت السعودية وإيران «بالدور الإيجابي المستمر لجمهورية الصين الشعبية وأهمية دعمها ومتابعتها لتنفيذ (اتفاق بكين)»، وفقاً لبيان صادر عن الخارجية السعودية، أعقب الاجتماع الثاني للجنة الثلاثية السعودية - الصينية - الإيرانية المشتركة لمتابعة «اتفاق بكين» في العاصمة السعودية الرياض.

وأشار نائب وزير الخارجية الإيراني إلى أن الطرفين «تبادلا آراءً مختلفة لانطلاقة جادة وعملية للتعاون المشترك»، ووصف اجتماع اللجنة الثلاثية في الرياض، بأنه «وفَّر فرصة قيّمة» علاقات متواصلة وإيجابية بين إيران والسعودية والصين.

روانجي الذي شغل سابقاً منصب سفير إيران لدى الأمم المتحدة، وعضو فريق التفاوض النووي الإيراني مع مجموعة «5+1»، اعتبر أن أجواء الاجتماعات كانت «ودّية وشفافة»، وزاد أن الدول الثلاث تبادلت الآراء والموضوعات ذات الاهتمام المشترك وأكّدت على استمرار هذه المسيرة «الإيجابية والاستشرافية» وكشف عن لقاءات «بنّاءة وودية» أجراها الوفد الإيراني مع مضيفه السعودي ومع الجانب الصيني، استُعرضت خلالها مواضيع تعزيز التعاون الثنائي، والثلاثي إلى جانب النظر في العلاقات طوال العام الماضي.

الجولة الأولى من الاجتماعات التي عُقدت في بكين العام الماضي (واس)

وجدّد الجانبان، السعودي والإيراني، بُعيد انعقاد الاجتماع الثاني للجنة الثلاثية السعودية - الصينية - الإيرانية المشتركة لمتابعة «اتفاق بكين» في الرياض، الخميس، برئاسة نائب وزير الخارجية السعودي وليد الخريجي، ومشاركة الوفد الصيني برئاسة نائب وزير الخارجية الصيني دنغ لي، والوفد الإيراني برئاسة نائب وزير خارجية إيران للشؤون السياسية مجيد تخت روانجي؛ التزامهما بتنفيذ «اتفاق بكين» ببنوده كافة، واستمرار سعيهما لتعزيز علاقات حسن الجوار بين بلديهما من خلال الالتزام بميثاق الأمم المتحدة وميثاق منظمة التعاون الإسلامي والقانون الدولي، بما في ذلك احترام سيادة الدول واستقلالها وأمنها.

من جانبها، أعلنت الصين استعدادها للاستمرار في دعم وتشجيع الخطوات التي اتخذتها السعودية وإيران، نحو تطوير علاقتهما في مختلف المجالات.

ولي العهد السعودي والنائب الأول للرئيس الإيراني خلال لقاء في الرياض الشهر الحالي (واس)

ورحّبت الدول الثلاث بالتقدم المستمر في العلاقات السعودية - الإيرانية وما يوفره من فرص للتواصل المباشر بين البلدين على المستويات والقطاعات كافة، مشيرةً إلى الأهمية الكبرى لهذه الاتصالات والاجتماعات والزيارات المتبادلة بين كبار المسؤولين في البلدين، خصوصاً في ظل التوترات والتصعيد الحالي في المنطقة؛ ما يهدد أمن المنطقة والعالم.

كما رحّب المشاركون بالتقدم الذي شهدته الخدمات القنصلية بين البلدين، التي مكّنت أكثر من 87 ألف حاج إيراني من أداء فريضة الحج، وأكثر من 52 ألف إيراني من أداء مناسك العمرة بكل يسر وأمن خلال الأشهر العشرة الأولى من العام الحالي.

ورحّبت الدول الثلاث بعقد الاجتماع الأول للجنة الإعلامية السعودية - الإيرانية المشتركة، وتوقيع مذكرة تفاهم بين معهد الأمير سعود الفيصل للدراسات الدبلوماسية ومعهد الدراسات السياسية والدولية، التابع لوزارة الخارجية الإيرانية.

كما أعرب البلدان عن استعدادهما لتوقيع اتفاقية تجنب الازدواج الضريبي (DTAA)، وتتطلع الدول الثلاث إلى توسيع التعاون فيما بينهما في مختلف المجالات، بما في ذلك الاقتصادية والسياسية.

ودعت الدول الثلاث إلى وقف فوري للعدوان الإسرائيلي في كلٍ من فلسطين ولبنان، وتدين الهجوم الإسرائيلي وانتهاكه سيادة الأراضي الإيرانية وسلامتها، كما دعت إلى استمرار تدفق المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى فلسطين ولبنان، محذرة من أن استمرار دائرة العنف والتصعيد يشكل تهديداً خطيراً لأمن المنطقة والعالم، بالإضافة إلى الأمن البحري.

وفي الملف اليمني، أكدت الدول الثلاث من جديد دعمها الحل السياسي الشامل في اليمن بما يتوافق مع المبادئ المعترف بها دولياً تحت رعاية الأمم المتحدة.

وكانت أعمال «الاجتماع الأول للجنة الثلاثية المشتركة السعودية - الصينية - الإيرانية»، اختتمت أعمالها في العاصمة الصينية بكّين، ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي، وأكد خلاله المجتمعون على استمرار عقد اجتماعات اللجنة الثلاثية المشتركة، وعلى مدى الأشهر الماضية، خطت السعودية وإيران خطوات نحو تطوير العلاقات وتنفيذ «اتفاق بكين»، بإعادة فتح سفارتيهما في كلا البلدين، والاتفاق على تعزيز التعاون في كل المجالات، لا سيما الأمنية والاقتصادية.

وأعادت إيران في 6 يونيو (حزيران) الماضي، فتح أبواب سفارتها في الرياض بعد 7 أعوام على توقف نشاطها، وقال علي رضا بيغدلي، نائب وزير الخارجية للشؤون القنصلية (حينها): «نعدّ هذا اليوم مهماً في تاريخ العلاقات السعودية - الإيرانية، ونثق بأن التعاون سيعود إلى ذروته»، مضيفاً: «بعودة العلاقات بين إيران والسعودية، سنشهد صفحة جديدة في العلاقات الثنائية والإقليمية نحو مزيد من التعاون والتقارب من أجل الوصول إلى الاستقرار والازدهار والتنمية».